Wednesday, March 21, 2018

الحديث الشريف العقوبات ثلاثة أنواع

الحديث الشريف العقوبات ثلاثة أنواع

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ، مِنَ الْبَغْيِ، وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ» (سنن ابن ماجه 4245).
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن الله سبحانه وتعالى يعاقب الناس على جرمهم ومعصيتهم في الآخرة وكذلك قد يعجل لهم بعضًا من العذاب في الدنيا، والحديث هنا يشير إلى ذنبين هما الأجدر في أن يعجّل الله عذابهما في الدنيا، وهما قطع الأرحام والبغي، وأشار الحديث أن تعجيل العذاب في الدنيا لا يعني أن يتجاوز عنه العذاب في الآخرة، بل هو بالإضافة إلى عذاب الآخرة "مع ما يدّخر له في الآخرة"، إلا إن تاب وأصلح قبل موته فإن الله يغفر لمن يشاء.
هنا نقسِّم عقاب الله إلى ثلاثة أقسام: الأول هو عقاب الله في الآخرة، ولا أشد منه ولا أفظع، والثاني هو الأحكام الشرعية المتعلقة بالعقوبات فهي مما جعلها الله بيد الخليفة لينفّذ الحدود ويحدّد التعزير، والثالث هو بلاء الله للناس في الدنيا جزاء ذنب، كأن يسلط على العاصي ظالمًا أو يبتليه بمرض عضال أو سجن أو عذاب...
إن أي فعل نقوم به له جزاء، إما ثواب وإما عقاب، ولا يخلو أي فعل من ذلك، فالحذر الحذر من غضب الله سبحانه وتعالى بالانحراف عن سواء الصراط المستقيم.
اللهَ نسألُ أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وممن هداهم الصراط المستقيم، وأن يجنبنا معصيته وغضبه وعذابه في الدنيا والآخرة، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح
  3 من رجب 1439هـ   الموافق   الأربعاء, 21 آذار/مارس 2018مـ

No comments:

Post a Comment