Wednesday, February 23, 2022

جريدة الراية: الخلافة وحدها من يوقف تدخل الكفار المستعمرين في بلادنا

 

جريدة الراية: الخلافة وحدها من يوقف تدخل الكفار المستعمرين في بلادنا

 

  22 من رجب 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 23 شباط/فبراير 2022مـ

إن تدخل الغرب الكافر المستعمر في بلاد المسلمين وبخاصة السودان قديم قدم الاستعمار، إلا أنه في الآونة الأخيرة كان التدخل في شؤوننا الداخلية سافراً للدرجة التي أظهرت حتى لعامة الناس أن حكامنا مجرد موظفين ينفذون الأوامر التي تأتيهم من الدول الاستعمارية الكبرى عبر ما يسمى بالمبعوثين لتلك الدول أو المبعوثين الدوليين الذين هم في نهاية الأمر مبعوثون لتلك الدول نفسها تحت غطاء الأمم المتحدة، ويكفي للدلالة على ذلك ما يقوم به مبعوث الأمم المتحدة للسودان ورئيس بعثة يونتامس بيتر فولكر من لقاءات بدأت برئيس مجلس السيادة مروراً بالأحزاب والكيانات والجماعات وما يسمى بمنظمات المجتمع المدني والإدارات الأهلية والطرق الصوفية وغيرها، وكأنّه هو الحاكم الفعلي للسودان، في الوقت الذي يتم فيه هذا التدخل حتى في تفاصيل التفاصيل وبصورة يومية في بلادنا لا تسمح هذه الدول بتدخل دولة أخرى في أي شأن من شؤونها، فلماذا إذن يتدخلون في بلادنا؟! ولماذا لا يتخذ حكامنا الإجراء نفسه الذي يتخذونه هم في حماية بلادهم من التدخلات أياً كان نوعها؟!

للإجابة على هذين السؤالين لا بد أن نقف على النظام الذي نُحكم به، هل هو نظام نابع عن عقيدتنا أم هو نظام ابتدعناه نحن بأهوائنا أم ماذا؟

إن الناظر للأنظمة السياسية والاقتصادية والتعليمية وغيرها التي تنظم حياتنا يجدها ليست قائمة على أساس عقيدتنا، حتى ولا هي من أهواء أهل السودان، وإنما هي نظم ورثناها من الكافر المستعمر الإنجليزي الذي كان يحكم السودان فعلياً بعقيدته؛ عقيدة فصل الدين عن الحياة، وبناءً عليها وضع الأنظمة والقوانين، بل إنهم عندما خرجوا من السودان كانوا قد وضعوا الدستور (دستور مستر بيكر للفترة الانتقالية للعام 1953م) حيث ظل هذا الدستور هو الأساس لجميع الدساتير التي تم تعديلها بعد ذلك، بل إن أغلب القوانين أساسها الإنجليز مثل قانون الشركات وقانون الضرائب وقانون الأراضي وما إلى ذلك، وظل المستعمر هو القدوة والمثال الذي يحتذى ويسعى الساسة والمفكرون للتشبه بهم حتى يقال إنهم مستنيرون! إذن والحال كذلك كان من الطبيعي أن يتدخل الكفار المستعمرون عبر مبعوثيهم لحل الإشكال الموجود بين الفرقاء الذين ليس لديهم أي مشروع واضح للحكم والسياسة غير مشروع الكافر المستعمر؛ هذا المشروع الذي جعل من بلادنا تابعاً ذليلاً في السياسة والاقتصاد، ويكفي أن الاقتصاد الآن يديره في السودان موظفو صندوق النقد الدولي عبر إملاءاتهم التي قتلت الفقراء وأفقرت الباقين، وفي السياسة تتصارع أمريكا وبريطانيا عبر رجالهما على النفوذ في السودان من عسكر ومدنيين، وبما أن الغلبة لعسكر أمريكا فإن وفودها ومبعوثيها هم الأكثر تأثيراً الآن، وحتى مبعوث الأمم المتحدة فولكر يلعب لمصلحة أمريكا وتثبيت رجالها عبر مبادرته الأخيرة، وما على العسكر الذين هم على دست الحكم إلا التنفيذ، فقد التقى في نهاية كانون الثاني/يناير 2022م وفد أمريكي برئاسة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية مولي في وعضوية ديفيد سارتر فيليد المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي والقائم بأعمال السفارة الأمريكية بالخرطوم وقتها براين شوكان، التقوا برئيس مجلس السيادة البرهان واتفقوا معه على أمور بدأ بتنفيذها، منها تشكيل حكومة تصريف أعمال وإجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية لتواكب التطورات الجديدة (انفراد رجال أمريكا بالسلطة) ثم قيام انتخابات في نهاية الفترة الانتقالية.

هذا هو الواقع في السودان فما هو الحكم الشرعي في هذا التدخل؟ وهل يجوز للكفار أن يتحدثوا مع المسلمين في أمور الحكم والسياسة ويرشدوهم لما يرونه من حلول؟

إن الحكم الشرعي هو حرمة الاستعانة بالكفار أو السماح لهم بالتدخل في أمور المسلمين لأن تدخلهم بهذه الطريقة يجعل لهم سلطاناً علينا والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾ كما بيّن الله أنهم لا يريدون لنا خيرا، قال سبحانه: ﴿مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾. كما أن النبي ﷺ نهانا أن نشاورهم في أمورنا فقال: «لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ»، قال الحسن بن أبي الحسن: أي لا تشاوروهم في أموركم فكيف إذا كان الأمر ليس مجرد مشاورة وإنما هو من يُملي علينا ويلزمنا بأحكامه التي ينفذها ويطبقها علينا من ارتضوا أن يكونوا عملاء للغرب الكافر المستعمر؟!

إن المطلوب من أهل السودان باعتبارهم مسلمين أن يسعوا لتغيير هذا الواقع غير الإسلامي، إلى واقع إسلامي، وهذا يكون باتباع النظام الذي حدده الإسلام وطبقه على أرض الواقع رسول الإسلام محمد ﷺ وسار على نهجه من بعده خلفاؤه الراشدون، وبيّن لنا الحبيب المصطفى ﷺ أن نلتزم في الحكم والسياسة بسنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، وحذرنا من ابتداع الأنظمة والقوانين على غير هدى الإسلام، فقال عليه الصلاة والسلام: «... فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ»، وقد حدد الإسلام نظاماً للحكم بيّنه النبي ﷺ وأسس أركانه وعين بنيانه وأقام أنظمته وأجهزته على أساس كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، فالتشريع في دولة الخلافة للشرع لا للشعب، والسلطان للأمة؛ هي التي تختار من يقودها بكتاب الله وسنة نبيه ﷺ بالرضا والاختيار، وهو، أي الخليفة، واحد لكل المسلمين في الدنيا، وله وحده حق تبني الدستور والقوانين والأحكام لأنه مسؤول وراعٍ للأمة وهو لا يشرع وإنما يتبنى إما باجتهاده إن كان مجتهداً وإما باجتهاد غيره، وفوق ذلك هو محاسب من الأمة إن قصّر في تطبيق الإسلام أو أساء تطبيقه، ونحن نعيش هذه الأيام من شهر رجب الفرد ذكرى فاجعة هدم دولة الخلافة الذي كان في 28 رجب 1342هـ، فحريّ بنا أن نغذ السير لنعيدها خلافة راشدة على منهاج النبوة، وقد أعد حزب التحرير العدة لقيامها ووضع مشروع دستور لها من 191 مادة مستنبطة من كتاب الله وسنة نبيه ﷺ وما أرشدا إليه باجتهاد صحيح، مطلوب منا جميعاً أن نجعله واقعاً باحتضانه والسعي مع المخلصين من أبناء الأمة وبخاصة أهل القوة والمنعة لنصرة حزب التحرير حتى يقيم الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

بقلم: الأستاذ إبراهيم عثمان (أبو خليل)

 الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

جريدة الراية: القيام على أمر الله من فروض الإسلام

 

جريدة الراية: القيام على أمر الله من فروض الإسلام

 

  22 من رجب 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 23 شباط/فبراير 2022مـ

إن كل مسلم واع ومخلص يقوم على شرع الله عز وجل ليحرص أشد الحرص على التمسك بكل حكم تكليفي وتشريعي. 

ومن هذا المنطلق جاء في صحيح البخاري عن حميد بن عبد الرحمن قال: سمعت معاوية خطيبا يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ».

وحتى يكون أمر الله ظاهرا ونصرة الإسلام متحققة لا بد لكل مسلم أن يجتهد في نصرة الله تعالى ونصرة دينه مصداقا لقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾، فهذه الآيات بيان للأحكام التشريعية التكليفية حتى يقوم المسلمون على أمر الله عز وجل وبأمره، وهنا كان خطاب الوحي المنزل على المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم وهو مستمر إلى كل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وقيل هم أهل الصلوات الخمس وقيل هم الخلفاء (ولاة العدل) وفي النص دليل تكليفي على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل التمكين في الأرض وبعده وذلك حتى يكون أمر الله ظاهرا من خلال العلم أن المعروف الذي ندعو إليه هو (لا إله إلا الله محمد رسول الله) والمنكر الذي ننهى عنه هو الشرك والنفاق بكل صوره.

وبالعودة إلى حديث البخاري في بداية الموضوع نرى أمورا اشتمل عليها وهي:

1- بيان فضل التفقه في الدين والحرص على وجود المجتهدين في الأمة حتى يكون القيام على أمر الدين قويا، روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "تفقهوا قبل أن تُسّوَدَّوا" وقال البخاري: "وبعد أن تسودوا فقد تعلم أصحاب رسول الله ﷺ في كبر سنهم"، وقال الإمام الشافعي رحمه الله: "تفقه قبل أن ترأس فإذا رأست فلا سبيل إلى الفقه" لكثرة المشاغل. وقال سعيد بن جبير: "لا يزال الرجل عالما ما تعلم فإذا ترك العلم وظن أنه قد استغنى فهو أجهل ما يكون"، وهذا تحذير من ترك التفقه في الدين لأن عدم معرفة أمور الدين توقع في المهالك.

2- أن نكون على يقين بأن الله هو المعطي والمنعم، أنعم علينا بالإسلام واختارنا لحمل الرسالة، وأن نكون حملة الأمانة أتباع النبي محمد ﷺ الذي قسم بيننا الهدى وأوضح السبيل فمن أخذه واعتصم به نجى ومن زاغ عنه أو انحرف هلك. قال تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾. فالعروة الوثقى هي الإسلام أي لا إله إلا الله محمد رسول الله، وقال سبحانه: ﴿وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾.

فيجب إسلام الوجه لله تعالى بإخلاص العقيدة والعبادة بأن يقبل على الدين بكليته مع الحرص على كل عمل صالح، وكل من نظر في غير الشريعة والوحي فلم يسلم وجهه إلى الله تعالى فانحرف وضل وتاه، وهذا تحذير من رسول الله ﷺ حيث قال: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ، فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَفَارِسَ وَالرُّومِ؟ فَقَالَ: وَمَنِ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ» رواه البخاري.

3- بين لنا الحديث الشريف حكما شرعيا وهو وجوب وجود العاملين لإنهاض الأمة القائمين على أمر الله عز وجل والقائمين بأمر الله سبحانه وتعالى. والقائم على الأمر هو المؤتمن على الدين المؤتمن على العقيدة التي ينبثق عنها نظام حياة الأمة الإسلامية في كل مكان، الذين لم يغيروا ولم يبدلوا دين الله. والقائم بأمر الله سبحانه هو المنفذ للأحكام المتبع للطريقة الشرعية في إقامة الإسلام على الوجه الذي فعله رسول الله ﷺ.

لذلك أخذ أمر القيام على أمر الله هذا المدح من رسول الله ﷺ وكان الثناء موصولا لكل من يحرص على الأخذ به كما هو ويتمسك به مهما واجهه من صعاب فقال ﷺ: «وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ».

فكان حمل الدعوة إلى الإسلام والعمل على إيجاده في واقع الحياة ميراث النبي محمد ﷺ الذي يجب المحافظة عليه إن أردنا أن نحافظ على الإسلام فينا. لأنه لا يتصور وجود مؤثر للإسلام من غير دعوة توجده، ولا يتصور نقاء الإسلام في نفوس المسلمين من غير دعوة تنقيه من غبش الأفكار المنحرفة، فلولا الدعوة الإسلامية لما قوي الدين ولما انتشر ولما حوفظ عليه ولما أقيمت حجة الله على خلقه. بالدعوة إلى الإسلام النقي تظهر حجة المسلم وتقطع حجة الكافر ولا عذر لهم بترك الإسلام وبقائهم على الضلال، قال تعالى: ﴿رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾.

ومن كل ما سبق تبرز لنا الصلة الوثيقة بين الإسلام وبين الدعوة إليه ويظهر معنى قيام الأمة على أمر الله، فتكون الدعوة إلى الإسلام ركنا ركينا وأمرا حيويا في الإسلام لازمة له لزوم انتشاره، حتى أخذت الدعوة إلى الإسلام والعمل لإيجاده في واقع الحياة أهميتها في حياة كل مسلم مخلص واع غير ملوث بالغرب فكان شعار فرض حمل الدعوة قوله تعالى ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.

وقال ﷺ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ» رواه الترمذي. فهل يُسكت على الظالمين أو على الكفر أو يسكت على من يوالونهم؟ ألم يصلكم حديث رسول الله ﷺ «أَنْتُمْ شُهُودُ اللهِ فِي الأَرْضِ» ابن ماجه. وهنا يجب على كل مسلم أن يدرك معنى قيامه على أمر الله وقيامه بأمره؛ وذلك بتركيزه العمل على المعالجات التي تنهض الأمة كل الأمة في جميع بقاع الأرض والخروج عن النظرة الوطنية أو الإقليمية وذلك لا يكون إلا باتباع طريقة الرسول ﷺ، وأن لا يخطر بباله الحلول الترقيعية التي ارتكست بالمسلمين وجعلتهم في ذيل الأمم، وعليه أن يدرك أن القيام على أمر الله يقتضي القيام بفرض بل قل تاج الفروض وهو إقامة الحكم بما أنزل الله تعالى وهذا يقتضي تغيير الأنظمة القائمة في بلادنا لأنها تعادي دين الله وتحارب شريعته.

المؤتمنون على أمر الله تعالى القائمون عليه يفردون الله عز وجل في التشريع ويفردون رسول الله ﷺ بالاتباع عند ذلك يشتاقون إلى الجنة ويخافون من النار، فأمة الإسلام واحدة من دون الناس فلا يباعد بينها جنس أو عرق أو نظام، وإن المسلمين إخوة، وإن البعد عن شرع الله تعالى هو الذي أورث المسلمين الذل والهوان، فإذا تقيد المسلمون بشرع الله أي بالدليل الشرعي قاموا جميعهم على أمر واحد ألا وهو الدين قال ﷺ: «إِنَّهُ سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِناً مَنْ كَانَ» رواه مسلم.

بقلم: الأستاذ سعيد الكرمي

جريدة الراية: الحكومة الانتقالية والتدمير الممنهج للتعليم في السودان

 

جريدة الراية: الحكومة الانتقالية والتدمير الممنهج للتعليم في السودان

 

  22 من رجب 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 23 شباط/فبراير 2022مـ

لقد وصل التعليم في السودان إلى وضع كارثي محزن، فهو يتدحرج إلى هاوية الدمار والانهيار، تضافرت في هذا التدمير والانهيار المتعمد عوامل عدة، كان للحكومة الانتقالية فيها نصيب الأسد.

لقد فاقمت سياسات الحكومة الانتقالية الإجرامية؛ من رفع الدعم وتحرير العملة من أزمة الاقتصاد في السودان، بصناعة الغلاء الفاحش، الذي زاد مشكلات التعليم ورفع من تكلفته بالنسبة للأسر، مع رفع الدولة يدها عن التعليم الحكومي، وارتفاع الرسوم الدراسية الباهظة للمدارس الخاصة، حيث يعتمد التعليم في الخرطوم بشكل كبير على المدارس الخاصة التي بلغ عددها حسب العربي الجديد في 2021/9/8م، نحو 12 ألفاً، وتضم حوالي مليون تلميذ، بسبب ضعف المدارس الحكومية التي تأثرت ببيئات تربوية سلبية، مع ازدحام الفصول، وقلة المعلمين المؤهلين لهجرة المعلمين أو تركهم مجال التعليم العام الذي أصبح طارداً لعدم اهتمام الدولة به مع ضيق المعيشة وقلة الراتب، ما ساهم في تدمير البيئة المدرسية وضعف متابعة ومراقبة المعلمين وإداراتهم للطلاب، ما أدى إلى تفلت الكثير، ويظهر ذلك في ضعف درجات التلاميذ وتحصيلهم، ما أدى إلى تدهور التعليم الحكومي في مراحله المختلفة.

نشرت سودان برس في 2022/01/26م، عن رئيس اللجنة التسييرية لأصحاب المدارس الخاصة أن أزمة الكتاب المدرسي لم تراوح مكانها حتى نهاية الفترة الأولى.. وأضاف: "أظهرت النتائج بعد تصحيحها تدنياً في مستوى التحصيل في بعض المدارس بسبب عدم توفر الكتاب المدرسي".

لقد ناقشتُ عدداً من مديري المدارس الحكومية، الذين شكوا من وضع التعليم بألم، وأعلن أغلبهم النية في التوقف عن العمل، إذا استمرت الأوضاع على ذلك، تذمروا من عجز الدولة عن توفير المعلمين، والكتب، بل فرضت بعض المدارس الحكومية مبالغ على الطلاب لتبحث عن معلمين بالأجرة بعيداً عن معالجات الحكومة، ما يعني أن الحكومة تتواطأ لخصخصة التعليم.

كما قامت الحكومة الانتقالية بمغامرة متعمدة في تغيير السلم التعليمي، حيث أضافت المرحلة المتوسطة في وقت لا تملك فيه العدد الكافي للمعلمين، ولا المباني الكافية!

أما التعليم العالي فليس أقل سوءاً، فقد توقفت أغلب الجامعات عن الدراسة لسنوات، منذ العام 2019م، حيث ما زال بعض الطلاب في الفصول الأولى مع تخرج أقرانهم في الجامعات الخاصة، ساعد في ذلك كثرة الاعتصامات والمطالبات بتحسين الوضع، مع التعطيل عن الدراسة فترات طويلة، مع ارتفاع رسوم الدخول للجامعات برغم نجاح الطالب واستحقاقه مقعداً في الجامعة، لتحويل أغلب المقاعد للقبول الخاص؛ (بالمليارات)!

جريمة تغيير المناهج: لقد قامت الحكومة الانتقالية بتغيير المناهج في وقت تتفاقم فيه الأزمات مع الصراع بين الفرقاء على الحكم، ما يعني أن تغيير المناهج من الأجندة الأساسية التي فرضتها الدول الاستعمارية ومؤسساتها على الحكومة الانتقالية يتفق على تنفيذها المدنيون والعسكريون.

إن تغيير المناهج حرب منظمة على المسلمين، تديرها الدول الاستعمارية، ولا غرابة أن الداعم الأساسي لتغيير هذه المناهج هو البنك الدولي. فقد حاول الناطق الرسمي لوزارة التربية التعليم سامي الباقر، إنكار تدخل البنك الدولي في طباعة الكتاب المدرسي حسب سودان برس 2021/09/08م. إلا أن وكيلة وزارة التربية المكلفة حنان إبراهيم أحمد كشفت الحقيقة بقولها: "إن البنك الدولي التزم بطباعة الكتاب في الهند بنسبة 80%، وأكدت طباعة الكتب المعنية وأوضحت أنها حالياً في انتظار ترحيلها إلى الخرطوم" (سودان برس 2021/12/27م).

لقد بذل مدير المناهج بوزارة التربية والتعليم المستقيل عمر القراي مع بداية الفترة الانتقالية محاولات ضخمة للتبشير بتغيير المناهج، ومن إفراغ المناهج التعليمية من القرآن والدروس الفقهية، مع التركيز على تعليم اللغات الأجنبية! بحجة أن السور كثيرة على الطلاب، ويذهب القراي إلى أكثر من ذلك فيقول: "إن سورة مثل الزلزلة تجعل الطفل يعيش في ذعر"! سبحان الله رب العالمين! لقد كان أسلافنا يكملون حفظ كتاب الله عند بلوغ السادسة حتى التاسعة، فما لهؤلاء السفهاء لا يعقلون؟! نعم إنها حربٌ على الإسلام وأهله.

نشرت الخليج أون لاين في 2017/12/13م: أكد وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، في 2017/12/11م: "أن السعودية بدأت بمواجهة الدعاية المتطرّفة من خلال إدراج مواد جديدة وسحب أخرى من المناهج الدراسية في المدارس والمساجد تناهض الفكر المتطرّف". وقال تيلرسون: "اتفقنا معهم على نشر كتب جديدة تدرس في المدارس الموجودة في المساجد حول العالم، والتي ستحل محل الكتب الدراسية القديمة في السعودية". كما أعلن وزير التعليم السعودي، أحمد بن محمد العيسى، الاثنين 2017/12/10م: "أن بلاده بدأت بالتعامل مع الرابطة الأمريكية الوطنية لتعليم الأطفال الصغار (نايك) من أجل تصميم المناهج والمعايير المنهجية الجديدة".

إن توفير التعليم لأبناء المسلمين واجب من واجبات الدولة، يقول النبي ﷺ: «الإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، ولعظم الأمر وأهميته فقد جعل النبي ﷺ فداء الأسير في بدر تعليم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة.

والهدف من التعليم في الإسلام هو بناء شخصيات إسلامية (عقلية ونفسية)؛ عقلية إسلامية، تعقل الأمور وتحكم عليها، بناء على أمر الله سبحانه، ونفسية إسلامية، تميل وتحجم، وتتقدم وتتأخر بناءً على رضوان الله عز وجل، وهذا هو الأصل في التعليم. حيث يكون تلقي جميع المعارف، مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالعقيدة الإسلامية، وعلى هذا الأساس توضع مناهج التعليم ومناهج البحث، فيتخرج العلماء في جميع العلوم التطبيقية من فيزياء وكيمياء وطب وهندسة، وغيرها من العلوم.

تكفل دولة الإسلام الخلافة التعليم المجاني لكل أفراد الرعية، ويكون إلزامياً في مرحلتين الأولى والثانية (الأساس والثانوي). كما تعمل دولة الخلافة على توفير جميع متطلبات البحث والدراسة؛ من مختبرات، ووسائل وغيرها من مستلزمات التعليم.

إن دولة الخلافة لكونها دولة مبدئية ذات رسالة، فإن تعليمها ليس جامداً على الناحية العلمية فحسب، بل هو بطبعه ينقل الناحية العلمية إلى الناحية العملية في كل مناحي الحياة، وإن الشخصيات الإسلامية التي تصنعها دولة الخلافة، من سياسيين وعسكريين، وعلماء في شتى المجالات، سيغيرون وجه العالم حين قيام هذه الدولة.

لذا لن تحل مشاكل التعليم في بلاد المسلمين إلا بإقامة دولة الإسلام، فهلاَّ عمل أهل السودان لهذا العمل العظيم؛ لإيقاف هذا الانهيار في التعليم وفي شتى مجالات الحياة؟!

بقلم: الأستاذ محمد جامع (أبو أيمن)

مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

جريدة الراية: السعودية تتنصل من إرثها الوهابي

 

جريدة الراية: السعودية تتنصل من إرثها الوهابي

 

  22 من رجب 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 23 شباط/فبراير 2022مـ

تقوم السعودية بالتنصّل من إرثها الوهابي بخطوات ممنهجة ومتسارعة كان آخرها إعلان الملك سلمان عن يوم 22 شباط/فبراير من كل سنة يوماً لتأسيس الدولة السعودية، واعتباره إجازة رسمية تحتفل الدولة فيه بذكرى تأسيسها سنوياً، وذلك باعتبار أنّ محمد بن سعود قد أعلن عن تأسيس الدولة السعودية بتاريخ 1727/02/22م.

وكانت السعودية في السابق لا تعتبر هذا التاريخ هو تاريخ التأسيس، بل كانت تعتبر تاريخ تأسيسها الحقيقي يعود إلى العام 1745 حيث تمّ الاتفاق التاريخي بين الأمير محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب على تأسيس الدولة، والفرق بين التاريخ الأول والثاني ثمانية عشر عاماً.

ففي العام 1727 كانت إمارة آل سعود صغيرة وضعيفة وغير قادرة على البقاء، وظلّت كذلك إلى أنْ انضم محمد عبد الوهاب إلى محمد بن سعود في العام 1745 فأعطاها الزخم، وتوسّعت الدولة، وتمدّدت وترسّخت، وتمّ إرساء قواعدها المبنيّة على أساس المذهب الوهابي، فنالت بذلك ثقة المستعمر الإنجليزي الذي دعمها بقوة ضدّ الخلافة العثمانية، ووضع كل ثقله خلفها لتكون هذه الدولة الوليدة - فيما بعد - هي قاعدة السياسة البريطانية في المنطقة، ولتتحوّل إلى خنجر مسموم تستخدمه بريطانيا لتطعن به قلب الأمّة الإسلامية، ولتقود أكبر عملية انفصالية عن الخلافة العثمانية.

هكذا إذاً تمّت ولادة الدولة السعودية الأولى وذلك بتقاسم السلطة بين الأمير والشيخ، فالحكم والسياسة والحرب للأمير، والدين والفتيا والعبادة للشيخ، فالأول ولي الأمر والثاني يمنحه الشرعية والطاعة الواجبة مقابل احتكار المنصب الديني، وبذلك أصبح أبناء آل سعود هم الحكام، وأصبح أبناء آل الشيخ هم المشرعنين، وتأسّست الدولة على هذا الأساس، واستمرت كذلك لأكثر من قرنين من الزمان، وامتدت على هذا المنوال حتى هذه الأيام.

لكنّ السعودية اليوم بدأت تتجاهل هذا الاتفاق وتتنصل منه، وأصبحت تُغيّر الأسس التي بنيت عليها الدولة منذ أكثر من مائتي سنة، فتتجاهل الاتفاق التاريخي بين ابن سعود وابن عبد الوهاب، وأصبحت تفصل الصفة الوهابية عن الدولة، وتقدم نفسها على أنها دولة علمانية بستار وذريعة الدولة المدنية، وهذا هو السبب الراجح في اختيار تاريخ 1727 كذكرى تأسيس، والتخلي عن تاريخ 1745 والذي هو الذكرى الحقيقية له.

 يقول تركي الحمد أحد أبواق النظام: "إنّ تحديد يوم 22 شباط من كل عام لذكرى تأسيس الدولة باسم يوم التأسيس بدلاً من يوم الاتفاق التاريخي بين الأمير والشيخ إنّما هو للتأكيد على مدنية الدولة في جذورها الأولى، إذ قد جاء الشيخ إلى الدرعية مستنصرا وليس داعما أو مؤسّساً"، وهذا الكلام الذي يتفوه به أبواق النظام فيه تزوير واضح للتاريخ لأنّ ابن عبد الوهاب لم يكن مستنصرا بل كان مؤسّساً وشريكاً لابن سعود.

ويُشبّه تركي الحمد الحركة الوهابية بالحركة النصرانية التاريخية فيقول: "كانت حركة عبد الوهاب التطّهرية الوهّابية أيديولوجية دينية ساعدت الدولة السعودية الأولى في التوسع بلا شك، وبعد ذلك انتهت مُهمّتها التاريخية مثلما انتهت التطهرية المسيحية في بريطانيا وأمريكا حين التأسيس، واليوم انتهت هذه الضرورة وأصبحت جزءاً من التاريخ".

وكلام تركي الحمد هذا يدل بشكل قاطع على تنكر حكام آل سعود لدور ابن عبد الوهاب في تأسيس دولتهم، ويدل على تعمّد تحجيم دور الوهابية في بناء الدولة، ويدل كذلك على مُحاولة تفكيك الإرث التاريخي الذي يجمع بين مملكة آل سعود وبين الوهابية.

ومن الخطوات المتسارعة الأخرى التي تخطوها السعودية في هذا الاتجاه التحضير لتغيير العلم السعودي وإزالة عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله من صفحته، واستبدال عبارة المملكة العربية السعودية بها، إلا أنّ حكام السعودية عندما وجدوا استنكاراً شعبياً كبيراً ضد هذه الخطوة التي طرحها ما يُسمّى بمجلس الشورى السعودي، تراجعوا مؤقتاً عنها، وتراجعت كذلك حكومتهم ريثما تتهيّأ الأجواء.

إنّ هذه المناسبات السعودية المخترعة مثل يوم التأسيس الذي شُرع حديثاً، واليوم الوطني الذي شُرّع من قبل، تساهم في فضح الدور السعودي المتآمر على الأمّة، ويكشف مدى عداء حكام آل سعود للإسلام، ويُشعل في نفوس أبناء نجد والحجاز الثورة ضد هؤلاء الرويبضات الذين تورّطوا حتى النخاع في الخيانة والعمالة.

بقلم: الأستاذ أحمد الخطواني

جريدة الراية: صناعة الإرهاب والاستثمار السياسي

 

جريدة الراية: صناعة الإرهاب والاستثمار السياسي

 

  22 من رجب 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 23 شباط/فبراير 2022مـ

صدع الغرب رؤوسنا بزعمه محاربة الإرهاب، وهو في الحقيقة يحارب الإسلام في وقت يملأ فيه الأرض إرهابا!

فإن كان مفهوم الإرهاب يتضمن الاعتداء فإن الإسلام حرم الاعتداء، وإن كان يتضمن القتل الحرام وسفك دماء الأبرياء فإن الإسلام حرمه، وإن كان يتضمن التهجير فإن الإسلام حرم إخراج الناس من بيوتهم. بينما نجد هذه الجرائم تتمثل في الدول الكبرى وكيان يهود وكثير من طواغيت المسلمين كبشار والسيسي؛ فقد تسببوا بمئات آلاف القتلى وعشرات ملايين المشردين من المسلمين ولم يصفهم أحد بالإرهاب!

وإن حصلت بعد الأخطاء من أفراد مسلمين فلا يجوز تحميل الإسلام تلك الأخطاء خاصة أن معظم تلك الأخطاء وراءها الغرب وأدواته وسفاراته وأجهزة مختصة بالتخطيط والاستدراج وحياكة الخطط والمكر بالمسلمين؛ فنجدهم يخترقون التنظيمات المسلحة ثم ينفذون من خلالها بعض العمليات العسكرية والتي تؤدي إلى كارثة ومقتل الشباب وتدمير الأبنية لتشويه الإسلام والرابح هم أعداء الإسلام. فمثلا اختفى عشرات الشباب من طرابلس لبنان ليتفاجأ أهلهم بقتلهم في العراق حيث التحقوا بتنظيم الدولة، ثم قام الإعلام بشن حملة تشويه لمدينة طرابلس واتهمها بمدينة الإرهاب، علما أن معظم هؤلاء الشباب صغار السن ومن المراقبين من الأجهزة الأمنية ولا يستطيعون الخروج من ضواحي طرابلس فيعتقلون، فكيف استطاعوا الخروج من طرابلس إلى الحدود؟! وكيف قطعوا الحدود؟! وكيف تجاوزوا حواجز النظام المجرم وحزب إيران والروس وحدود العراق؟! كما أن بعض هؤلاء الشباب كان معتقلا لدى الأجهزة الأمنية وفجأة وصل خبر مقتله في العراق، وبان لكل متابع أن أيادي خبيثة ورطتهم وضغطت عليهم من خلال إرهابهم بفتح ملفات لهم وإدخالهم السجن وترغيبهم بمعاشات مرتفعة في العراق، فمن أخذهم أراد قتلهم وتشويه صورة طرابلس لأغراض سياسية لدول إقليمية وعالمية.

ستبقى الدول الكبرى وأذنابها هم المجرمون الذين يرهبون الأبرياء وستبقى الصورة مشوهة ويتهم الأبرياء بذلك حتى نقيم حكم الله ونحقق وعده فنقيم العدل ونكشف المجرمين ومعاقبتهم، نسأل الله التمكين في القريب العاجل.

بقلم: الدكتور محمد إبراهيم

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان

جريدة الراية: الدولة المدنية والعقد الاجتماعي والمشاغبة على الإسلام والمسلمين

 

جريدة الراية: الدولة المدنية والعقد الاجتماعي والمشاغبة على الإسلام والمسلمين

 

  22 من رجب 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 23 شباط/فبراير 2022مـ

الدولة الكهنوتية، الدولة الدينية الكنسية، عصور الظلام، العصر التنويري، العقد الاجتماعي، التشريعات والقوانين المدنية، والدولة المدنية،... ما كنا لنشغل أنفسنا بكل تلك المصطلحات وواقعها وسياقها التاريخي والجغرافي الذي لا علاقة لنا به، إسلاماً ومسلمين، لولا أن الغرب الاستعماري وفي خضم معركته مع الإسلام عقيدة وشريعةً وأمة وسلطاناً، قد رمى بها في وجوهنا، لجعل عقيدته وأفكاره وتصوراته هي محل البحث والتأسي، وهي معيار التقدم والرقي، ولولا بعض أبناء المسلمين قد تأثروا وانبهروا بتلك الأفكار وحملوها للمسلمين، وأوجدوا بعض اللغط عندما حاولوا ليّ أعناق النصوص الشرعية لتطويعها حتى تنسجم وتتوافق مع تلك الأفكار، معلنين بذلك الهزيمة الفكرية، حين رضوا أن يكون الغرب وأفكاره هو قاعدة البحث ومعيار الصواب والخطأ والتقدم والتأخر والنور والظلام.

العقد الاجتماعي والدولة المدنية الحديثة، السياق التاريخي والواقع الفكري:

أما في السياق التاريخي، فإن فكرة الطبيعة الإلهية للحاكم وتقديسه فكانت قديمة ولها جذورها عند الفراعنة، ولكنها لم تتبلور إلى شكلها الحالي إلا في نهاية عصور الظلام في أوروبا وبداية ما يسمى بعصر النهضة والتنوير.

وكانت أوروبا آنذاك وبالذات فرنسا، تتحكم فيها نظريتان، الأولى نظرية الحق الإلهي المباشر، ومعناها أن الحاكم يُختار بشكل مباشر من الله، وأن الأفراد لا دخل لهم في ذلك الاختيار، وهو أمر إلهي خارج عن إرادة الأفراد، وبالتالي فإن الحكام يستمدون سلطانهم من الله وهم فوق المساءلة من الناس. والنظرية الثانية هي نظرية الحق الإلهي غير المباشر، حيث يُنتخب الحاكم من مجموعة من الناس مسيَّرة وليست مُخيَّرة.

وكانت ذروة تسلط الكنيسة في القرن الحادي عشر الميلادي وما تلاه، وقد عبر الأب جريجوري السابع (1085م) عن ذلك التسلط حين خاطب رجال الدين النصارى بقوله "إن كان بمقدوركم الرابط والحلُّ في السماء، فإنكم على الأرض قادرون على أن تعطوا الملك من تشاؤون وتنزعوه ممن تشاؤون".

ثم أخذت الكنيسة تتقوى حتى فرضت نفسها والبابا على الدولة ككيان سياسي تعقد التحالفات والمهادنات والحرب والسلم والحرمان الكنسي ضد الملوك والأمراء، وسيطرت الكنيسة على كل شيء، وهي من حمل راية الحروب الصليبية.

ثم جاءت مرحلة ظهور دولة الحق الإلهي الملكي والتي تقول إن أصل سلطة الحكم هو أصل ديني، لكن الكفة بدأت ترجح لصالح الملوكي، وبقي للملوك نفس النيابة الإلهية رغم ضعف الكنيسة في تولية الملوك.

نظرية العقد الاجتماعي وواقعها:

لما وصلت المجتمعات في ظل حكم الكنيسة والكهنوت وسلطتهم المطلقة إلى الحضيض والفساد والتمييز الطبقي والقهر والظلم المجتمعي، والتأخر العلمي، بدأ بعض المفكرين يتحسسون طرق الخروج من ذلك المأزق واستمر ذلك من القرن الرابع عشر إلى القرن السابع عشر الميلادي. وكان الهدف هو إنشاء دولة حديثة تقوم على ما أسموه مبادئ المساواة في الحريات الأساسية والحقوق المدنية وفي الالتزامات القانونية.

تقوم نظرية العقد الاجتماعي ابتداء على افتراض مفاده، أن الأفراد كانوا يعيشون حياة فطرية لا تحكمها أية ضوابط "اللاعقل"، وأن الدولة لا تنشأ كشخصية قانونية بما لها من قوة سياسة وسيادة إلا بعد إبرام الأفراد لعقدٍ يتفقون بموجبه على أن يستبدلوا بالقانون الطبيعي الذي كان ينظم حياتهم "اللاعقل" قانونا من وضعهم وبتوافقهم ينتج عنه حقوق مدنية وسياسية "العقل"، لتوفير إمكانية التعايش بين الأفراد وإنشاء الجماعة السياسية.

وقد تبلور العقد الاجتماعي على أيدي فلاسفة وأبرزهم هوبز، وجون لوك، وجون جاك روسو. وقد اختلف أولئك الفلاسفة في تشخيص الحالة التي كان يعيشها الأفراد قبل العقد، واختلفوا في الأطراف المشاركة في العقد، وفي مضمونه والآثار المترتبة عليه. وفي ذلك العقد يتنازل كل فرد عن حقوقه الطبيعية لمجموع الأفراد الذين تمثلهم الإرادة العامة، مع احتفاظهم بالحقوق والحريات المدنية. ومن آثار هذا العقد تَمَتُّعُ الحاكم بسلطة مقيدة، وعليه احترام إرادة المجموعة حسب جون جاك روسو.

أما الإسلام فهو الدين الذي أنزله الله على سيدنا محمد ﷺ والمتمثل في الكتاب والسنة وما أرشدا إليه، والذي ابتدأ بنزول الوحي وكمل بانقطاعه عند وفاة رسول الله ﷺ وانتقاله إلى الرفيق الأعلى. فلم يكن الإسلام من صناعة البشر وليست أحكامه نتيجة التوافق بين أفراد أو مجموعات بشرية عبر عقد اجتماعي توافقوا عليه بينهم.

صحيح أن السلطان في الإسلام هو للمسلمين، وهم من ينتخبون الحاكم ويبايعونه على الحكم بالإسلام والسمع والطاعة تبعا لذلك، وأمرهم شورى بينهم، وأن الحاكم بشر غير معصوم يخطئ ويصيب، وتحاسبه الأمة، إلا أن السيادة المطلقة هي للشرع وحده في ذلك كله، وفرق بين السلطان والسيادة في الإسلام، وهذا على خلاف الدولة الحديثة الغربية والنظام الديمقراطي الذي جعل السلطان والسيادة كلها للشعب.

وأما الاجتهاد، فصحيح أن المجتهد بشر يخطئ ويصيب ولكن الاجتهاد هو بذل الوسع في تحصيل الحكم الشرعي لواقع ما من خلال النصوص الشرعية فقط، وليس هو صادراً عن هوى المجتهد أو مجرد رأيه وعقله بمعزل عن الوحي، وله طريقة وضوابط شرعية للوصول إليه.

وأما وثيقة المدينة التي وضعها رسول الله ﷺ بعيد وصوله إلى المدينة وإنشاء الدولة الإسلامية الأولى فإن تلك الوثيقة لم تكن نتيجة عقد اجتماعي بين الأنصار والمهاجرين واليهود وغيرهم من سكان المدينة، ولم تجتمع لجان أو هيئة تأسيسية لإيجاد التوافق فيما بينهم على عقد اجتماعي، بل كانت خضوع الجميع لأحكام الإسلام وحدها، يخضع لها المسلمون إيمانا واحتسابا وغير المسلمين كرها أو طوعا، ولم يستشر أحداً من الناس في ذلك.

ما كان لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ويؤمن أن ما بين يديه هو وحي من السماء من خالق الكون والإنسان والحياة، الذي خلق الإنسان ويعلم ما يصلحه، ما كان له أن يترك هذا ويذهب إلى الشرق وإلى الغرب وإلى تجارب الناس وتشريعاتهم وإلى أقوال الفلاسفة والمؤرخين يبحث عندهم عن حلول لمشاكل الإنسان وما يصلحهم! وكان الواجب هو حصر البحث في الإسلام وأحكامه لإحداث النهضة والتغيير عند المسلمين، معتمدين على النصوص الشرعية فقط ومستنيرين بهذا الكم الهائل من التشريع الإسلامي الذي لا مثيل له عند الأمم والشعوب.

وبالتالي فكما أن الإسلام دين متميز ومحصور بالوحي وما أرشد إليه، فإن كل أفكاره وأحكامه وتشريعاته هي متميزة ومنبثقة عن عقيدته أو مبنية عليها.

ولما أقام رسول الله ﷺ دولته وتابعه عليها الخلفاء الراشدون، لم يلحظوا أنظمة الحكم القائمة في زمانهم عند الروم والفرس وغيرهم، بل أقاموا نظاما فريداً هو نظام الخلافة، الذي كانت فيه العقيدة الإسلامية هي أساس الدستور والقوانين الشرعية، وكل ما يتعلق بالحاكم وعلاقته بالرعية وعلاقة الرعية به وحقوق الجميع وواجباتهم، وهذا ما يجب أن يكون عليه الحال اليوم.

بقلم: المهندس إسماعيل الوحواح

جريدة الراية: المسجد الأقصى ومشروع التهويد... ما هو واجب المسلمين؟! حـ 11

 

جريدة الراية: المسجد الأقصى ومشروع التهويد... ما هو واجب المسلمين؟! حـ 11

 

  22 من رجب 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 23 شباط/فبراير 2022مـ

تحدثنا في الحلقات السابقة عن الأعمال الإجرامية الشريرة التي قام بها يهود بحق المسجد الأقصى المبارك وأرضه الطاهرة المقدسة من حوله منذ ما سمي بعهد الانتداب البريطاني، مرورا باغتصاب جزء من فلسطين سنة 48 ثم اغتصاب الجزء المتبقي منها سنة 67 وحتى يومنا هذا. والسؤال بعد كل ذلك: ما هو واجب أمة الإسلام تجاه ما يجري بحق بيت المقدس؟! ما هو واجب الملياري مسلم من غانا إلى فرغانا ومن جاكرتا حتى طنجة؟! ما هو واجبهم تجاه المسجد الأقصى المبارك الذي يستصرخهم صباح مساء مع كل تكبيرة (الله أكبر) تعلو من مآذنه الأربع؟!

وقبل أن نتحدث عن واجب المسلمين يجب أن نُذكر ببعض الحقائق المهمة المتعلقة بأعمال الغرب الصليبي والصهيونية العالمية تجاه الأقصى وأكنافه المباركة وموقف أمة الإسلام منها:

1- أراد الغرب لمشروع كيان يهود أن يكون قوياً ومستمراً لأجل طويل؛ وذلك لينوب عن الغرب الصليبي في حراسة مصالحه أولا في بلاد المسلمين، وليقف في وجه أي تغيير يقوم به المسلمون في المنطقة الإسلامية المحيطة؛ أي ليكون رأس حربة أولى تتلقى الصدمة، وتحاول القضاء عليها؛ أي القضاء على قوة المسلمين الناهضة، وليكون كذلك رأس جسر سريع في جلب القوات الغربية من وراء البحار والمحيطات عبر موانئه ومطاراته وقواعده العسكرية في فلسطين، وعمل الغرب من أجل هذين الأمرين بشكل مستمر ومتواصل؛ لتهيئة الظروف من أجل أن يكون هذا الجسم الغريب في البلاد الإسلامية مقبولا، وأن تتغير النظرة تجاهه بدل العداوة إلى الصداقة الحميمة، وبدل الخصومة إلى التعاون، وبدل التنافر إلى المشاركة. وقد عمل أموراً عدة لتحقيق هذه الغاية، ولكنها في النهاية فشلت جميعا، باستثناء ما فرضه بالقوة عن طريق عملائه ومؤسساته الإقليمية والدولية.

2- لقد عمل الغرب جاهدا وبكل الوسائل والأساليب الدولية والإقليمية لجعل اليهود جسما مقبولا في البلاد الإسلامية إلا أنه فشل في هذا المشروع فشلا ذريعا. وكان من الأمور التي عمل من خلالها لدمج كيان يهود في منظومة المنطقة الإسلامية:

1- إبراز يهود كقوة متفوقة في البلاد الإسلامية؛ ليوجدوا القناعة عند الشعوب أنه لا بد من التعامل مع هذا الواقع؛ لأنه لا يمكن إزالته ولا تغييره. ومن ذلك أن أشاعوا الأخبار بأن يهود يملكون العشرات من القنابل النووية، وغير ذلك من الأسلحة الفتاكة.

2- فرض القوانين الدولية وحراستها من خلال منظومة الأمم المتحدة وذلك ليكون هناك رأي عالمي ودولي بضرورة التعامل مع كيان يهود؛ لأنه عضو في الأمم المتحدة، وغيرها من منظمات دولية، واستصدروا لهذه الغاية قرارات دولية كما ذكرنا منها قرار 181 سنة 1947، وقرار 242 سنة 1967، ثم قرارات إقليمية صادرة عن الجامعة العربية؛ منها قرار الاعتراف بكيان يهود في قمة بيروت سنة 2002.

3- عقد اتفاقات سلام مع المحيط القريب (أهل فلسطين)، والبعيد من البلاد الإسلامية. وقد بدأت أولى الاتفاقات بكامب ديفيد سنة 1978 بين قادة مصر واليهود، ثم امتد ذلك إلى مؤتمر مدريد بين الممثلين الدوليين لأهل فلسطين واليهود، ثم أعقب ذلك معاهدة أوسلو سنة 1993، ثم وادي عربة سنة 1994م. والحقيقة أن المعاهدات تهدف إلى أكثر من هدف منها: تشجيع الهجرة إلى فلسطين، وإشعار اليهود في الخارج بإنهاء حالة الحرب، وإغراء أهل فلسطين للاعتراف بكيان يهود؛ من خلال المشاركة في انتخابات رئاسية وبرلمانية تعطي الثقة لممثلين رسميين يوافقون على ما أُبرم من اتفاقات، وفتح الطريق للدول غير المشاركة في علاقات مع اليهود للقيام بذلك، وقبل كل ذلك إضفاء الصبغة القانونية على وجود اليهود في الأرض المغتصبة سنة 48، وأجزاء كبيرة من الأرض المغتصبة سنة 67. وكل هذه الأمور تشارك ويعاضد بعضها بعضا في تقوية شوكة يهود، وإمدادها بدفعة للأمام في خدمة مشاريع الغرب وسياساته.

لم يستطع الغرب والصهيونية العالمية، ومعهم سطوة الحكام إقناع الشعوب المسلمة بقبول يهود، ولا في أية خطوة من هذا القبيل، ونجاحهم كان فقط عن طريق ما فرضوه بقوة السلاح والحراسات والقوانين الدولية. وهذا ما عبر عنه رئيس وزراء كيان يهود نتنياهو عام 2017 أمام الكنيست، في الذكرى الأربعين لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد بين اليهود ومصر 1978 حيث قال: "إن الزعماء العرب حولنا ليسوا العقبة أمام توسع علاقات (إسرائيل) من خلال السلام، وإنما الرأي العام العربي... إن العقبة الكبرى أمام توسيع السلام لا تعود إلى قادة الدول حولنا، وإنما إلى الرأي العام السائد في الشارع العربي الذي تعرض على مدار سنوات طويلة لدعاية عرضت (إسرائيل) بشكل خاطئ ومنحاز..."!!

إن بيت المقدس لا ينزعها من قلوب المسلمين معاهدات ولا مواثيق دولية، ولا يغير واقعها أكاذيب ملفقة من هنا وهناك. ولا يغير نظرة المسلمين ليهود المغتصبين المحاربين للأقصى والمقدسات، فالقدس والأقصى هما عقيدة عند أمة الإسلام. وقد كانت سببا كما ذكرنا على مر التاريخ في توحيد الأمة ضد الغزاة والمعتدين. وستكون كذلك في قابل الأيام إن شاء الله. إن كل المعاهدات والمواثيق والقرارات الدولية والإقليمية وكل ألوان التطبيع والخيانات لا تغير من الواقع شيئا. والسبب أن الشعوب أصلا لا تؤمن بحكامها، فكيف ستؤمن بما يعملونه من خيانات مع اليهود؟!

إن من أبرز مظاهر الفشل لكل سياسات الغرب واليهود ومعهم الحكام العملاء هو:

1- رفض الشعوب التعامل مع اليهود في حلهم وترحالهم في بلاد المسلمين، وإذا قاموا بذلك فغالبا ما يكون تحت غطاء جنسيات أجنبية، أو ضمن حراسات مشددة.

2- العلاقات القائمة بين بلاد المسلمين وبين كيان يهود لا تتعدى الناحية الرسمية فقط. فلا توجد علاقات تجارية أو ثقافية أو حتى رياضية مع أفراد أو مؤسسات إلا نادرا وبشكل لا يذكر.

3- حدثت أعمال عدة ضد اليهود في المحيط العربي، ووصفها عامة المسلمين بأنها عمليات بطولية.

4- هناك مقاطعة شبه شاملة للبضائع والمنتجات اليهودية في البلاد الإسلامية.

5- يرفض أهل فلسطين رفضا قاطعا تمليك أي شبر من أرض فلسطين لليهود؛ حتى ولو دفع مقابله ووزنه ذهبا.. وحتى الأرض التي اغتصبوها سنة 48 ما زال 99% منها إما ملك وقفي ومشاع من أيام الدولة العثمانية، وإما أملاك مغتصبة منذ التهجير القسري.. وما تم بيعه داخل تلك المنطقة كان بعمليات تحايل عبر تجار ينتحلون ويتقمصون أشخاصاً عرباً من المناطق المجاورة لفلسطين. أو عن طريق الزعامات والحكام الموالين لليهود أصلا. وهذه البيوع لا تتعدى 2% من أرض فلسطين سنة 48.

6- إن نظرة المسلمين بشكل عام للأقصى وفلسطين هي أنها أرض مغتصبة يجب عليهم تحريرها. وإن العائق أمامهم هم حكامهم خدم اليهود والصليبيين الغربيين. ولو دعي الناس للجهاد في فلسطين للبّى النداء مليار مسلم يصطفون على حدود فلسطين؛ ينتظرون الإذن بالجهاد. وهذا ما عبر عنه أحد حاخامات يهود في نظرته لنهاية دولة يهود.

يتبع...

بقلم: الأستاذ حمد طبيب بيت المقدس

جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 379

 

جريدة الراية: متفرقات الراية العدد 379

 

  22 من رجب 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 23 شباط/فبراير 2022مـ

في الذكرى الـ101 لهدم دولة الخلافة؛ فإننا على يقين بوعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ بأن الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة قائمة قريباً بإذن الله، وأنها ستحاسب كل خائن لله ورسوله والمؤمنين، وكل من صافح أيدي يهود الملطخة بدماء المسلمين، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾.

===

إقامة الخلافة فرض على كل مسلم

الفرض على الكفاية فرض على كل مسلم: الفرض هو خطاب الشارع المتعلق بطلب الفعل طلباً جازماً، كقوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ﴾، ﴿انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ﴾، وكقوله عليه الصلاة والسلام: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ»، «وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً». فهذه النصوص كلها خطاب من الشارع متعلق بطلب الفعل طلباً جازماً. والذي جعل الطلب جازماً القرينة التي جاءت فيما يتعلق بالطلب فجعلته جازماً، فيجب القيام به. ولا يسقط الفرض بحال من الأحوال حتى يقام العمل الذي فُرض. ويستحق تارك الفرض العقاب على تركه، ويظل آثماً حتى يقوم به. ولا فرق في ذلك بين فرض العين والفرض على الكفاية، فكلها فرض على جميع المسلمين، فقوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ﴾ فرض عين، وقوله تعالى: ﴿انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ﴾ فرض كفاية، وقوله عليه الصلاة والسلام: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ» فرض عين، وقوله عليه الصلاة والسلام: «وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ... الحديث» فرض كفاية. وكلها فرض تثبُت بخطاب الشارع المتعلق بطلب الفعل طلباً جازماً. فمحاولة التفريق بين فرض العين والفرض على الكفاية من جهة الوجوب إثم عند الله، وصد عن سبيل الله، ومغالطة للتساهل بالقيام بفروض الله تعالى.

أمّا من حيث سقوط الفرض عمن وجب عليه، فإنه أيضاً لا فرق بين فرض العين وفرض الكفاية. فلا يسقط الفرض حتى يقام العمل الذي طلبه الشارع، سواء طُلب القيام به من كل مسلم كالصلاة المكتوبة، أو طُلب القيام به من جميع المسلمين كبيعة الخليفة، فإن كلاً منها لا يسقط حتى يقام العمل، أي حتى تقام الصلاة، وحتى يقام الخليفة وتحصل البيعة له. ففرض الكفاية لا يسقط عن أي واحد من المسلمين إذا قام بعضهم بما يقيمه حتى يتم قيامه، فيبقى كل مسلم آثماً ما دام القيام بالعمل لم يتم.

وعلى ذلك فمن الخطأ أن يقال إن فرض الكفاية هو الذي إذا قام به البعض سقط عن الباقين، بل فرض الكفاية هو الذي إذا أقامه البعض سقط عن الباقين. وسقوطه حينئذ أمر واقعي، لأن العمل المطلوب قد قام ووُجد، فلم يبق مجال لبقائه. هذا هو الفرض على الكفاية، وهو كفرض العين سواء بسواء. وعلى ذلك فإن إقامة الدولة الإسلامية فرض على جميع المسلمين، أي على كل مسلم من المسلمين. ولا يسقط هذا الفرض عن أي واحد من المسلمين حتى تقوم الدولة الإسلامية. فإذا قام البعض بما يقيم الدولة الإسلامية لا يسقط الفرض عن أي واحد من المسلمين ما دامت الدولة الإسلامية لم تقم، ويبقى الفرض على كل مسلم، ويبقى الإثم على كل مسلم حتى يتم قيام الدولة. ولا يسقط الإثم عن أي مسلم حتى يباشِر القيام بما يقيمها، مستمراً على ذلك حتى تقوم...

وهكذا كل فرض على الكفاية يبقى فرضاً على كل مسلم ولا يسقط هذا الفرض حتى يقام العمل المطلوب.

من جواب سؤال لأمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة

===

محكمة أمن النظام الأردني تمعن في طغيانها فتحكم بالسجن أربع سنوات على شابين من حزب التحرير

 

أصدرت محكمة أمن الدولة في الأردن الأربعاء الماضي، حكمها الجائر بالسجن لمدة أربع سنوات، على كل من الأستاذين محمد ومحمود صبح صرصور، من شباب حزب التحرير، بتهمتي الانتساب لحزب التحرير وتقويض نظام الحكم، وقال بيان صحفي أصدره في اليوم نفسه، المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن: في وقت يتبجح النظام بالإصلاح السياسي وحرية التعبير، اليوم يفتضح كذب النظام ومدى حقده على الإسلام وحملة دعوته، فهل يعتبر النظام الأردني الدعوة للإسلام وتطبيقه عملاً يقوض حكمه؟! فبئس هو من نظام مأزوم مرعوب، يقوم على تبعية الغرب، ولا سند له من أمته ولا من أهل الأردن، فرائحة فضائحه باتت تزكم الأنوف. وأردف البيان: إن كنتم تظنون بأن ظلمكم وأحكامكم القضائية الجائرة سَتُثني حزب التحرير وشبابه عن مواصلة حمل الدعوة والعمل لاستئناف الحياة الإسلامية فأنتم واهمون، فحزب التحرير وشبابه ثابتون على عهدهم مع الله سبحانه وعلى طريق رسول الله ﷺ، لا يضيرهم تآمر الغرب الكافر، ولا تثنيهم أحكام أنظمة العمالة التي تهزها كلمة حق، ولا يلهيهم حقدُ حاقد ولا يقعدهم عن العمل في سبيل الله مكرُ مكّار خبيث، ولا ظلم مرتزِق رخيص، ماضون في طريق العزة والنجاة وتخليص الأمة من الذل والقهر والاستعباد، فوعد الله سبحانه بات قريباً، كما باتت بشرى رسول الله ﷺ بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلوح بالأفق.

===

وفد من حزب التحرير/ ولاية السودان يلتقي البروفيسور أبو صالح

التقى وفد من حزب التحرير/ ولاية السودان الخميس 10 شباط/فبراير، بالبروفيسور محمد حسين أبو صالح صاحب مبادرة حكماء السودان لحل الأزمة السياسية في السودان، وكان الوفد بإمارة الأستاذ ناصر رضا محمد عثمان رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير/ ولاية السودان يرافقه الأستاذ عبد الله حسين منسق اللجنة والأستاذ عبد القادر عبد الرحمن عضو اللجنة. في بداية اللقاء تحدث البروفيسور محمد حسين أبو صالح عن مبادرته وأنها من أجل صون البلاد من التشظي في ظل الصراع الحاد الجاري الآن في السودان والاستهداف الاستعماري لتمزيق البلاد ونهب ثرواتها وذلك في إطار حل سوداني سوداني. ثم تحدث الأستاذ ناصر رضا عن الصراع الكبير الذي يجري الآن في البلاد، وهو صراع استعماري يستخدم أدوات محلية. ولا بد من إدارة الصراع بالنظر للأمر من زاوية العقيدة الإسلامية وأن يكون المنطلق هو الإسلام وليس الوطن أو الأطر التي فرضها الواقع. والإسلام قد حدد لنا النظام السياسي الذي نحكم به وتكون النهضة على أساسه، وهو نظام الخلافة وليس التحول الديمقراطي أو غيره. وفي ختام اللقاء أمّن الطرفان على اعتماد العقيدة الإسلامية وحدها أساساً للتفكير ووضع الحلول والمعالجات. وفي نهاية اللقاء تم التأكيد على التواصل وأهميته.

===

حزب التحرير/ ولاية لبنان حملة للتوعية على مخاطر الاقتراض من صندوق النقد الدولي

ضمن حملة حزب التحرير في ولاية لبنان، للتوعية على مخاطر سير السلطة اللبنانية في مشروع الاقتراض من صندوق النقد الدولي، نفذت حملة ملصقات على مستوى لبنان، تُحذر من مغبة السير في هذا الطريق الربوي، والذي يؤذن بحربٍ من الله ورسوله ﷺ، وقال بيان أصدره، المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان: بينت اليافطات والملصقات بشكل موجز تآمر السلطة على أهل لبنان، والشروط التي يفرضها الصندوق والتي عملت السلطة على تنفيذها بشكل غير رسمي مثل تخفيض العملة، ورفع الدعم، وتجميد الأجور، وغيرها، كما بينت التبعات الوخيمة، من ارتفاع معدل البطالة، وانخفاض القيمة الحقيقية للأجور، ووضحت الملصقات بعض الحلول الجزئية مثل شطب الربا، ومنع الاحتكار، وفرض ضريبة على أموال الأثرياء، والإفراج عن أموال المودعين، وتفعيل الصناعات الأولية الصغيرة، كما بينت الحل الجذري، المتمثل بالعمل مع العاملين لنهضة الأمة بالتغيير الشامل عن طريق إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وربط لبنان بمحيطه الشامي وبالأمة ليستفيد من ثرواته وثروات البلاد الإسلامية على أيدي المخلصين من أبنائه.

===

لا بد أن يكون الموجه الوحيد لأي ثورة ودعوة للتغيير  هو أحكام الإسلام

احتفل مئات من أهل اليمن في محافظة تعز، مساء الخميس، بالذكرى الحادية عشرة لثورة 11 شباط/فبراير السلمية، التي أزاحت علي صالح عن الحكم. وقال بيان صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن: انطلقت الثورة تجاوباً وتناغماً مع الثورات التي انطلقت في كل من تونس ومصر والشام وليبيا، كردة فعل على ظلم السلطة وفسادها. ومع أن الثورة لم تحقق ما كان يصبو إليه أهل اليمن من تغيير حقيقي، بسبب حرف مسارها، إلا أنها قد كسرت حاجز الخوف لدى الشعوب، وأظهرت عوار الحكام بخياناتهم وعمالاتهم. لذلك فلا بد أن يكون الموجه لأي ثورة أو أي دعوة للتغيير أحكام الشرع الإسلامي ضد كل هذه الأنظمة الفاسدة. لأن هذه الأنظمة كلها انبثقت عن اتفاقية سايكس بيكو لخدمة النظام الاستعماري. فلا معنى للثورة أن تنجح في اليمن أو غيره وتقف موقف المتفرج لما يحدث في ليبيا أو في تونس أو في الجزائر أو مصر أو سوريا. إن فشل الثورة لا يعني اليأس والتقاعس عن العمل للتغيير، بل لا بد أن يكون دافعاً لذلك، ولكن التغيير الجذري لا بد له من طريقة يسير عليها مريدو التغيير لتحقيق الغاية التي يُراد الوصول إليها، والتي تتلخص في إعداد كتلة مخلصة واعية على الإسلام وأحكامه تقوم بالتفاعل مع الأمة، في واقع الحياة بالصراع الفكري والكفاح السياسي. وخلص البيان مخاطبا الثوار المحتفلين: لتكن غايتكم هي استئناف الحياة الإسلامية، وفق الأحكام الشرعية، في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، والتي ينصب المسلمون فيها خليفة يبايعونه، وعلى أن يحمل الإسلام رسالة هداية ونور إلى العالم بالدعوة والجهاد.

===

بلدية ستوكهولم تلغي ندوة لحزب التحرير/ السويد حول اختطاف الخدمات الاجتماعية القسري للأطفال

ألغت بلدية ستوكهولم ندوة لحزب التحرير/ السويد حول اختطاف الخدمات الاجتماعية القسري للأطفال. وعليه قال بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في السويد: إن حرية التعبير حقّ محمي دستورياً، ومع ذلك، عندما تتم مساءلة السلطات والشرطة عن جرائمهم، تصبح هذه الحرية فجأة غير مقدسة! وأضاف البيان: يحاول السياسيون ووسائل الإعلام تحويل التركيز بعيداً عن المشكلة الحقيقية بتوجيه أصابع الاتهام إلى الإسلام، بينما الجريمة الحقيقية هي خطف الخدمات الاجتماعية القسري للأطفال، وهو إجراء غير إنساني يدمر العائلات التي لها كل الحق في الانتقاد والمطالبة بوضع حد لممارسات الترويع ضد أطفالهم. بينما تجاهل السياسيين لهذا النقد ليس أكثر من تأييد لهذه السياسة التي لا يمكن فهمها إلاّ في ضوء الإسلاموفوبيا المتبعة في البلاد، وسياسة الاندماج القسري! وأردف البيان: تريد وسائل الإعلام والسياسيون تكميم أفواه المنتقدين. فقد أُلغيت ندوة لحزب التحرير في السويد مرةً أخرى، وتساءل البيان: ما الفرق بين السويد والدول البوليسية الأخرى التي تمنع المعارضين من انتقاد من هم في السلطة؟ وهل تحاول السويد أن تحذو حذو الصين، حيث تضع السلطات الصينية الأطفال المسلمين في معسكرات اعتقال؟! وختم البيان مؤكدا: إن هذه السياسة هي علامة ضعف وتفضح كذبة تسامح الغرب وانفتاحه المزعومين.

===

الحوثيون يتلاعبون برفع أسعار المشتقات النفطية بدلاً من خفضها ولا رادع لهم

في أوجه الشبه لما يجري في إدلب السورية، وطبق بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن: أفاق الناس يوم الخميس 10 شباط/فبراير على رفع شركة النفط سعر البنزين من 8500 ريال إلى 9900 ريال للعبوة "20 لتر" بالرغم من أن فترة احتجاز السفينة لم تتجاوز 20 يوماً مقارنة بسابقاتها التي تجاوزت شهوراً والتي يُبنى عليها غرامات تضاف فوق سعر المشتقات النفطية، وكلها تكبيد لأهل اليمن الذين يعانون الويلات بقصف يقض مضاجعهم من سفهاء التحالف، وإنهاكهم باستغلال حاجاتهم الأساسية ورفع أسعارها دون أي رحمة ليكون الناس اليوم في اليمن مصباً لأحقاد الأعداء من الداخل والخارج بلا أدنى رحمة أو شفقة. وأضاف البيان: لقد نظم الحوثيون شراء الناس للبنزين من محطات السوق السوداء بـ11200 ريال، وعند ملاحظتهم تهافت الناس على الوقود بهذا السعر أسال الطمع الذي لم ينته لعابهم لتكون التسعيرة الجديدة متوسط سواد سوادهم بلا رقيب أو حسيب إلا حاجة الناس الماسة واستغلالها الاستغلال البشع. كما لا ننسى بأن من جعلوا ستار ثورتهم هو إسقاط جرعة من سبقوهم من 3500 إلى 4000 ريال للعبوة الواحدة من 20 لتراً، هم من يرفع سعرها اليوم إلى 9900 ريال. فكلاهما يستجيبان لتوجيهات البنك الدولي. وخلص البيان إلى القول: إنها أنظمة بشعة تستغل الحرب والسلم ولن تبقي أدنى جهد في إنهاك المسلمين ليظل خنوعهم لغير سلطان الله، وما عزة المسلمين إلا بالالتفاف حول شرع ربهم وإقامة دولتهم دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ليكون لهم حاكم يخشى الله ويخافه أعداء الله، فالإسلام قد أوجد نظاماً اقتصادياً مثالياً يوازن بين حاجة الفرد وحاجة الدولة وحاجة الجماعة؛ بحيث يضمن إشباع حاجات كل فرد بعينه ويمكِّن الدولة من القيام بواجباتها ويحقق للجماعة الأمن والاستقرار في كافة المجالات، ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.

===

جنين والشيخ جراح تذكران الأمة بضعف كيان يهود ووجوب نفيرها لتحرير فلسطين

في حادثين متزامنين، قامت قوات الاحتلال باقتحام البيوت في حي الشيخ جراح بشكل همجي وممارسة الضرب والاعتقال بحق أهله المرابطين، وعلى الطرف الآخر اقتحمت قوات من كيان يهود مدججة بالسلاح بلدة السيلة الحارثية في جنين لهدم منازل أهالي المجاهدين، فيتصدى له المجاهدون بما يمتلكون من سلاح متواضع فيرعبونه ويخلطون أوراقه ويعرقلون سيره. وإزاء ذلك، قال تعليق صحفي نشره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين: إن رباط أهل الشيخ جراح العزل ودفاعهم عن بيوتهم وأرضهم ودفاع أهل جنين والمجاهدين، يظهران مدى ضعف وخور كيان يهود وجبنه، فيستدعي مئات الجنود وعشرات الآليات العسكرية وكأنه في حرب مع جيش نظامي! وهذا الواقع يثير مشاعر الأمة وفكرها ومفاهيمها الإسلامية ويذكرها بفرض عظيم وهو النفير لدعم إخوانهم ونصرتهم والتحرك للقضاء على هذا الكيان الهزيل الذي ما كان له أن يبقى في هذه الأرض المباركة ويستقوي على أهلها لولا رهط من الحكام الخونة المطبعين الذين يحولون بينه وبين الأمة وجيوشها. وخلص التعليق إلى القول: إن أهل فلسطين قد رمتهم الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين وسلطة التنسيق الأمني عن قوس واحدة، وجعلتهم ضحية لغطرسة وهمجية هذا الكيان المسخ، وهذا يوجب على الأمة أن تزلزل عروش حكامها الطغاة الذين باعوا قضية فلسطين بثمن بخس وألقوا بها في أروقة المؤسسات الدولية تتقاذفها مشاريعهم الخبيثة لتصفيتها بما يحفظ مصالحهم وأمن كيان يهود.

===

نفايات الغرب السامة تفتك بأهل اليمن ولا مغيث لهم!

مع تصاعد الآثار الكارثية على صحة الناس وسلامة المواليد والبيئة في عدد من مناطق اليمن، نتيجة دفن نفايات سامة عبر سماسرة يجنون أموالا طائلة مقابل تخلص دول صناعية من هذه النفايات، أكد بيان صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن أن: اليمن ليس البلد الوحيد الذي يعاني من هذه الكارثة التي يصدّرها لنا الغرب الكافر، فحياة البشر عنده رخيصة، خاصة إذا كانوا من دول العالم الثالث حسب تصنيفه. فقد صدّروا لنا النفايات النووية السامة لتدفن في لبنان والصومال والجزائر. وأما فلسطين فلا زال كيان يهود إلى اليوم يقوم بدفن نفايات مفاعل ديمونا على أراضيها دون رادع. وأضاف البيان: هذه هي الحضارة الرأسمالية، فهي متوحِّشة ومتغوِّلة ومهلكة للحرث والنسل، تقدِّس المادة، والقوة، والأنانية، وتشيع تفوُّق العرق الأبيض على الآخرين، مؤكدا: أن هذه الحضارة الفاسدة المفسدة لا بد من القضاء عليها لإراحة البشرية منها، ولن تقوم بهذا الدور إلا دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

===

المصدر: جريدة الراية

Thursday, February 17, 2022

جريدة الراية: الذكرى 101 لهدم الخلافة مقدمة لإعادة بنائها

 

جريدة الراية: الذكرى 101 لهدم الخلافة مقدمة لإعادة بنائها

 

15 من رجب 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 16 شباط/فبراير 2022مـ

بحلول العام الهجري 1443 يكون قد مضى على هدم الخلافة 101 من السنوات العجاف التي ذاق المسلمون خلالها أقسى أنواع الألم والمعاناة في تاريخهم، ولنا في هذا الرقم 101 بشرى أكاديمية وفق ما هو معتمد في الدراسات الجامعية بأن هذا الرقم يرمز إلى بداية الدراسة في المادة المعينة، وأن ما بعدها يعني التقدم خطوة تعليمية تتبعها خطوة أخرى حتى ختام الدراسة بنيل الدرجة الجامعية الأولى (البكالوريوس). ونحن اليوم نقرن هذا الرقم 101 بالعمل الجاد لبناء دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بالتزامن مع جملة من المؤشرات العالمية بقرب انهيار الرأسمالية كمبدأ يحكم العالم اليوم، وظهور مؤشرات قوية في أوساط المسلمين على ضرورة إقامة الخلافة وقرب ظهورها، فمنذ أن هدمت الخلافة وطبقت أنظمة الكفر السياسية في البلاد الإسلامية، انتهى الإسلام من كونه سياسياً، وحلَّ محله الفكر السياسي الغربي المنبثق عن عقيدة المبدأ الرأسمالي، عقيدة فصل الدين عن الحياة، ومما يجب أن تدركه الأمة الإسلامية، أن رعاية شؤونها بالإسلام لا تكون إلاّ بدولة الخلافة الراشدة، وأن فصل الإسلام السياسي عن الحياة وعن الدين، هو وأد للإسلام وأنظمته وأحكامه، وسحق للأمة وقيمها وحضارتها ورسالتها.

أما مؤشرات انهيار الرأسمالية فهي:

1. شقاء العالم الظاهر تحت ظلها في كل مناحي الحياة، وظهور فساد تدبيرها الاقتصادي والاجتماعي وذلك بسبب فساد تدبيرها السياسي.

2. اشتداد العداء للإسلام السياسي، أي للعاملين لإقامة الدين ودولة الخلافة، ما يشي باعترافهم بقرب قيامها.

3. عجز الرأسمالية الفاضح عن إدارة الأزمات ورعاية شؤون شعوب العالم فضلاً عن شعوبها.

4. اعترافات بعض أساطين الفكر فيها بعدم صلاحيتها وأنهم يفضلون العيش في ظل الدولة الإسلامية.

5. بروز التنافسات الحادة بين كبريات الدول الرأسمالية، كما حصل بين فرنسا وكل من أمريكا وبريطانيا وأستراليا، وما يحصل الآن بين أمريكا وأوروبا من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى.

6. لجوء الغرب إلى سياسة المواجهة مع الإسلام والمسلمين فهذا يدل دلالة واضحة على فشل الغرب في كل سياساته التي اتبعها ضد الإسلام والمسلمين من سياسة الاحتواء إلى سياسة التمييع والتجميد.

وأما مؤشرات قرب ظهور الخلافة:

1. وجود الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تبشر بعودتها، وتعد المسلمين المؤمنين العاملين لإقامتها بالاستخلاف والنصر والتمكين والأمن.

2. وجود حزب التحرير الذي يعمل بجدية وبالطريقة الشرعية لإقامتها، فالحزب فهم الإسلام فهماً راقياً وعظيماً، فبلور الإسلام عقيدة وأحكاماً في كتبه ونشراته، وبلور الأفكار التي تؤدي إلى النهضة وإبراز الإسلام كفكر عالمي، والتزم بطريقة الرسول ﷺ في بناء الدولة وبلور هذه الطريقة في كتبه ونشراته، ورسم الخطط والأساليب واتبع الوسائل المنتجة لكل مرحلة من مراحل عمله في بناء الدولة فهو جدير بالعمل معه واحتضانه.

3. شوق المسلمين لتطبيق شرع الله عليهم بعد طول غياب، واكتوائهم بنار البعد عنه.

4. تراكم المؤيدين من أهل القوة والمنعة لفكرة الخلافة واستعدادهم لنصرة الداعين لها في الوقت المناسب.

5. بروز علامات تدل على بدء تشكل الفسطاطين، فسطاط المؤمنين وفسطاط (الكافرين والمنافقين).

وبهذه المناسبة، فإننا نشد على أيدي العاملين من شباب المسلمين وشاباتهم من الذين حملوا على أكتافهم عبء أعمال الدعوة العظيمة المفضية إلى إقامة الخلافة، ونقول لهم: أنتم أمل هذه الأمة بعد الله عز وجل، فاستمروا في عملكم، واعلموا أن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا. ونقول للمسلمين عموما ولأهل القوة والمنعة فيهم خصوصا: لقد آن الأوان لكم أن تنخرطوا في هذا العمل العظيم الذي فيه مرضاة الله ونصرة أمة لا إله إلا الله، ولعلها تكون آخر ذكرى نحيي فيها ما انهدم، لنبدأ الاحتفاء ثم الاحتفال بما سيُبنى، وليكن شعار (الخلافة 101) في هذه المناسبة، يعمل كل مسلم لتحقيقه، إما استنساخا للداعي مصعب بن عمير، أو للناصر سعد بن معاذ.

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾

بقلم: الأستاذة رولا إبراهيم

جريدة الراية : وجهاء الأمة والدور المنوط بهم

 

جريدة الراية : وجهاء الأمة والدور المنوط بهم

 

15 من رجب 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 16 شباط/فبراير 2022مـ

لقد خلق الله الخلق وجعل لكل شيء خاصية وفي كل شيء سنّة كونية لا تُخرق إلا بمعجزات أيد الله بها رسله لإثبات نبوتهم. وقد كانت حادثة الإسراء والمعراج من الخوارق التي أعجزت مشركي مكة وكانت دليلاً على نبوة سيدنا محمد ﷺ.

أما سعيه ﷺ لإقامة دولة في المدينة فلم يكن خارقاً من الخوارق، وإلا لما استمر ثلاث عشرة سنة ولَتَمَّ ذلك في ليلة واحدة أو دون ذلك كما حصل في الإسراء والمعراج. ولكنه عمل على السنن الكونية في إسقاط دول وإقامة دول على أنقاضها، حيث قام ﷺ بخطوات عملية حثيثة من غير توانٍ ولا ادخار جهد، خطوة تتلوها خطوة وتتبعها خطوات، وكل خطوة لها دلالة توزعتْ بين ما يجب فعله، وكانت جزءاً من الطريقة، أي الكيفية الملزمة، وبين ما يمكن التغيير فيه حسب الواقع والزمان والمكان، فكانت هذه هي الوسائل والأساليب.

وقد تحمّل ﷺ في طريقه المشاق والصعاب، ليأتي من يأتي بعده سائراً على منهجه صابراً في طريقه، يعلم أنه إن سلك سبيل الرسول ﷺ فسيصل إلى ما وصل إليه بجهد بشري وبعمل مادي بعد التوكل الكامل على الله سبحانه وتعالى.

ومن السنن الكونية في إقامة الدول أن يسير صاحب المشروع بمن ينقاد له من الوجهاء والذين يتقدمون أقوامهم ويسير الناس خلفهم، يسير بهم نحو الغاية المرجوة والهدف المنشود، إذ إن للوجهاء دوراً مهماً في كل زمان ومكان. والمقصود بالوجهاء هنا هم السادة والأشراف وعِلْية القوم. لهم دور في تقدم الناس وتمثيلهم والتحدث باسمهم وتوجيههم.

وقد لفت القرآن الكريم النظر وأشار إليهم في أكثر من سياق، فقد ذكرهم باسم الملأ حيناً فقال: ﴿وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ﴾، وقال: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾، وقد نجده ذكرهم بغير مسمى حينا آخر فقال: ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا﴾. وقال: ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾. والنقيب عند أهل اللغة والتفسير هو العريف على قومه، غير أنه فوق العريف وهو الأمين الضامن والشاهد على قومه، ونجده قد قال: ﴿فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ﴾، أي أصحاب فهم وعقل ودين وبصيرة، حتى رسول الله ﷺ كان قد خاطب من جاء لبيعته في منى بقوله: «أَخْرِجُوا إِلَى مِنْكُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً يَكُونُونَ عَلَى قَوْمِهِمْ بِمَا فِيهِمْ» أي من يمثلونكم.

وقد كان للوجهاء نصيب وافر فيما عمله ﷺ منذ بدء دعوته وحتى إقامة دولته. ففي أحد أهم المواقف أثناء طلب النصرة استفاد من ميزات أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والذي لازم رسول الله ﷺ في الدعوة إلى إيصال الإسلام لسدة الحكم، وقد كان رضي الله عنه يعلم بالأنساب وأشراف القبائل، وهذا مكّن الرسول ﷺ من تخيّر القبائل التي يمكن الاتصال بها وعرض الإسلام عليها وطلب النصرة منها للإسلام من أجل إقامة الدولة الإسلامية، فيتقصد وجوه هذه القبائل. فقد رُوي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله: "لما أمر الله رسوله ﷺ أن يعرض نفسه على قبائل العرب، خرج وأنا معه، وأبو بكر إلى منى حتى دفعنا إلى مجلس من مجالس العرب، فتقدم أبو بكر رضي الله عنه فسلم، وكان أبو بكر مقدماً في كل خير، وكان رجلا نسابة - أي يعرف في أنساب القبائل - ثم انتهينا إلى مجلس عليه السكينة والوقار، وإذا مشايخ لهم أقدار وهيئات، فتقدم أبو بكر فسلم"، قال علي: "وكان أبو بكر مقدماً في كل خير، فقال لهم أبو بكر: ممن القوم؟ قالوا: من بني شيبان بن ثعلبة، فالتفت إلى رسول الله ﷺ فقال: "بأبي أنت وأمي ليس بعد هؤلاء من عز في قومهم".

وهذا أبو ذر الغفاري أسلمت بإسلامه غفار.

وموقف آخر فعله مصعب بن عمير رضي الله عنه سفير رسول الله ﷺ حين كسب للدعوة أعيان المدينة، كأسيد بن حضير وسعد بن معاذ والذي أسلم بإسلامه بنو عبد الأشهل من بني الأوس. وهكذا...

وبالانتقال إلى ثورة الشام المباركة، التي خرجت على أعتى نظام عرفته البشرية والذي كان قد ضيع رؤوس القوم من قبل، ولم يبقِ كبيراً في قومه، وصنع لنفسه إمّعات يدورون معه حيث دار، قامت الثورة ودخلت أنظمة الكفر على خط سيرها، وأغرقوها بالمال القذر وصنعوا قيادات تأتمر بأمرها وتسير بسيرها، وفصائل نحّى قادتُها كبارَ القوم وصار الأمر لصغارهم بل لصغرائهم، فأوصلوا الثورة لمستنقعات الذل والمهانة وألبسوها ثوب الخسران.

فكان لا بد، حتى تعود الأمور إلى نصابها وتعود الثورة سيرتها الأولى خالصة لله، قائدها سيدنا محمد ﷺ، من أن يعود كبار القوم للواجهة ويأخذوا دورهم المنوط بهم في قيادة الناس، حشداً للطاقات وجمعاً للفرقة، مستنيرين بصحابة رسول الله، سائرين على هديه، متخذين قيادة سياسية واعية ومخلصة تحمل كل مقومات النجاح. وها هو حزب التحرير فهو أهل لقيادة الأمة لكل خير، باعتباره بفضل الله الجهة التي تملك مشروعا كاملاً ومفصلاً مستنبطاً من كتاب الله وسنة رسوله وما أرشدا إليه من إجماع صحابة وقياس معتبر. عندها تكتمل الحلقة المفقودة في ثورتنا، ونتابع المسير لإسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام فتختصر التضحيات وتنتهي المآسي ويؤخذ بالثارات ويُنتقم للأعراض التي انتهكت والدماء التي أهرقت، وينعم العالم، وليس فقط المسلمون، في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بنعمة العيش تحت ظل أحكام الإسلام.

فالعمل العمل والجد الجد، فالنصر حليف المؤمنين والعاقبة للمتقين، والله لا يضيع أجر العاملين.

بقلم: الأستاذ عامر السالم