Wednesday, July 31, 2019

|درس الأقصى| أوجه الغش عند الأمراء والعلماء

جريدة الراية: السودان وحمّى الصراع الدولي

جريدة الراية: السودان وحمّى الصراع الدولي

  28 من ذي القعدة 1440هـ   الموافق   الأربعاء, 31 تموز/يوليو 2019مـ
يرى الخبير الدولي بشؤون السودان في مجموعة الأزمات الدولية أن الملف السوداني تم تدويله بالفعل نتيجة الدعم المكثف للمجلس العسكري من مصر والسعودية والإمارات، وفي اليوم نفسه الذي انتهى فيه العصيان المدني الذي استمر لثلاثة أيام بتدخل الوساطة الإثيوبية عينت أمريكا الدبلوماسي المخضرم دونالد بوث مبعوثا لها في السودان. كما اجتمع مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أفريقيا تيبور ناجي مع كل من قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري.
ويرى الخبير في الشؤون الأفريقية عبد الفتاح الفاتحي أن تعيين أمريكا مبعوثا لها في السودان يعكس رغبتها في صنع الملامح السياسية للسلطة المستقبلية في السودان، ويضيف الفاتحي في حديثه مع دي دبليو عربية: اليوم بدأت أمريكا تنفيذ استراتيجيتها في السودان خصوصاً وأنها تدرك الاتفاقيات والتحالفات التي تربط السودان مع دول متاخمة لها، ويشير الفاتحي الذي يدير "مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية في الرباط" إلى أن تدخل العديد من الدول الإقليمية في الأزمة السودانية سيطيل عمر الأزمة، ويرى أنه بالإضافة لمصر والسعودية والإمارات هناك دول إقليمية أخرى ضالعة في الأزمة، ففي نيسان الماضي أكد الرئيس التركي أردوغان على أن السودان الذي وصفه (بقلب أفريقيا) تعرض لتدخلات خارجية في جميع شؤونه. وكان أردوغان قد زار السودان في عام 2017م وأعلن رغبة بلاده رفع استثماراتها تدريجيا داخل السودان حتى تصل إلى 10 مليار دولار، وذلك عندما استلمت تركيا إدارة جزيرة سواكن السودانية.
ولم تتأخر التدخلات فقد لاحقت المتفاوضين في أديس أبابا كي يتسنى لها القدرة على التأثير عليهم، فقد ظهر الفلسطيني محمد مشارفة المقرب من محمد دحلان مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، ظهر فجأة في فندق راديسون الذي يستضيف مفاوضات بين أطراف سودانية رغم أنه لا يحمل أي صفة تخوله الوجود بين الأطراف السودانية!
وتساءل ناشطون عما تريده الإمارات من مفاوضات أديس أبابا بين قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية على ضوء الظهور المفاجئ للرجل ذي العلاقات الوثيقة بسلطات أبو ظبي، في الفندق الذي يستضيف المفاوضات، وأثار حضوره تساؤلات عن تحركاته ولقاءاته مع عدد من الشخصيات المفاوضة وصولاً لمكالماته الهاتفية المتواصلة والمتعلقة بما يجري هناك. وقد كان لقطر حضورها؛ فقد استدعت السلطات الإثيوبية جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة وحققت معه على خلفية لقاء جمعه بالسفير القطري في أديس أبابا، وقالت مصادر إن جبريل يلتقي مسؤولين قطريين آخرين في مقر سفارة الدوحة في أديس أبابا بينهم عناصر من المخابرات الخارجية، وأضافت المصادر أن هذه المعلومات توفرت لدى أجهزة الأمن الإثيوبية وسارعت إلى استدعاء جبريل والتحقيق معه بشأن هذا اللقاء الذي يهدف إلى إفشال المفاوضات، وذكرت المصادر أن هناك وجوداً مخابراتياً قطريا بكثافة يحاول استقطاب قادة المعارضة السودانية بهدف إفشال المفاوضات مع المجلس العسكري، هذا وقد عدلت السلطات الإثيوبية عن قرار طردها جبريل بعد تدخل الوساطة الأفريقية.
أما المبعوث الأمريكي وما يقوم به من اتصالات داخلية وخارجية وما يصرح به من تصريحات في الشأن السوداني فإنه لا يراودك أدنى شك بأنه يقوم مقام المندوب السامي في السودان؛ فهو يجتمع مع المجلس العسكري كما يجتمع مع قوى الحرية والتغيير، كما اجتمع مع الصادق المهدي ومع الحركات المسلحة، كما يتصل بالسعودية والإمارات ومصر، ويصرح عن أين وصلت المفاوضات ومتى ستستأنف وما هو الموقف العام وإلى أين تسير الأمور! كل ذلك وغيره يقوم به هذا المبعوث ونحن نتفرج عليه والبعض يأمل أن يساعد للوصول إلى اتفاق يؤدي إلى الاستقرار السياسي المنشود!
أما ما أعلن عنه من انقلاب عسكري فهو ليس ببعيد عن الأيادي الخارجية الطامعة في السودان وهذه هي المرة الخامسة التي يعلن فيها عن محاولة انقلابية فاشلة، وفي هذه المحاولة قيل إن المشتركين فيها رئيس هيئة الأركان، وقائد القيادة البرية، وقائد المدرعات، وقائد القوات الخاصة، وقائد المضادات، وقائد الدفاع الشعبي، وقائد المنطقة العسكرية، ومعهم 13 لواء و40 عميداً وأكثر من 70 ضابطاً من رتب أخرى و15 ضابطاً من جهاز الأمن والمخابرات، بالإضافة إلى عدد من قيادات الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني...فهل يعقل أن يكون قد تآمر كل هؤلاء وعجزوا أن ينفذوا الانقلاب؟!!
إن هذه الأعمال تشبه ما قام به أردوغان من تصفيات مستغلاً الانقلاب الفاشل، وقد ذكرت مصادر دبلوماسية سودانية ومصرية (أن الأمر يأتي في إطار صراع إقليمي بشأن رجالهم في السودان وصناعة نظام جديد يدين بالتبعية لهم، وكانت مصادر قد كشفت في وقت سابق عن خلاف في وجهات النظر بين الإمارات والسعودية وكما هو معلوم فإن الدول الإقليمية ما هي إلا أدوات للصراع الدولي، فكل دولة من دول الإقليم تعمل من أجل تحسين موقفها لدى الدول الكبرى التي هي المحرك الحقيقي والفعلي للأطراف...
أقول: للمسلمين عامة ولأهل السودان خاصة إلى متى نبقى نحن الفريسة التي تتصارع عليها الوحوش، وإلى متى نبقى نحن العشب الذي يضيع تحت أقدام الأفيال المتصارعة؟! أليس نحن من قال عنا الله تعالى ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾؟ إن التعويل على هؤلاء السياسيين المتهافتين على السلطة بجهد هذه الثورة يضيع هذا المجهود الضخم الذي بُذل لإزالة نظام البشير، فلنتوجه إلى الله بدلاً من التوجه إلى المجتمع الدولي والدول الطامعة، ولنتوجه للمخلصين من أبناء الأمة بدلاً من التوجه للمرتزقة والمتسلقين فنقيم حكم الله خلافة راشدة على منهاج النبوة بدلاً من حكم الكفر الرأسمالي الديمقراطي.
بقلم: المهندس حسب الله سليمان - السودان

جريدة الراية: تقرير عن المنتدى الدوري لحزب التحرير/ ولاية السودان بمدينة القضارف

جريدة الراية: تقرير عن المنتدى الدوري لحزب التحرير/ ولاية السودان بمدينة القضارف

  28 من ذي القعدة 1440هـ   الموافق   الأربعاء, 31 تموز/يوليو 2019مـ
أقام حزب التحرير/ ولاية السودان بمدينة القضارف منتداه الشهري يوم السبت 27/07/2019م الذي كان بعنوان: (الاتفاق: هل ينهي الأزمة السياسية في السودان).
تحدث فيه:
1/ الأستاذ/ ناصر رضا، رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير/ ولاية السودان.
2/ الأستاذ/ محمد جامع (أبو أيمن)، مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان.
حيث أكد المتحدثان في المنتدى أن الاتفاق الذي تم بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، هو اتفاق باطل، وأنه عبارة عن إعادة إنتاج للنظام الجمهوري الديمقراطي العلماني بتغيير الأشخاص فقط لتضليل الناس، فكل مؤسسات النظام السابق موجودة فيها المجالس التشريعية التي تشرع من دون الله، والوزارات، وفكرة المحاصصة السياسية وتقسيم الكيكة، والتعامل مع المؤسسات المالية الربوية، والأخطر من ذلك تمكين الكافر المستعمر، حيث يتدخل المبعوث الأمريكي من جهة المجلس العسكري، وبريطانيا والاتحاد الأوروبي من جهة قوى الحرية والتغيير، في كل تفاصيل الاتفاق، بل وفي تفاصيل التفاوض، كما يظهر ويتضح لكل متابع، كما جعلت قضايا العدالة ودماء الشباب الثائر ورفع الظلم وغيرها قضايا ثانوية تمت مناقشتها على استحياء، بالإضافة إلى عدم إعطاء حلول جذرية لمشاكل المعيشة وغلاء الأسعار ووقف نهب الثروات باسم الاستثمار الأجنبي.
كما أكد المتحدثان أن العسكرية والمدنية كلاهما وجهان لعملة واحدة هي الدولة العلمانية التي من مواصفاتها عدم تطبيق الإسلام وتمكين الكافر المستعمر من البلاد والعباد، وعدم تقديم حلول لمشاكل الناس، وأن السودان قد مر بست حقب من الحكم بعد المستعمر، ثلاث منها مدنية وثلاث أخرى عسكرية، وكلها أورثت البلاد الذل والهوان، وأن النظام الوحيد الذي لم يطبق هو نظام الإسلام تطبقه دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
وأبان المتحدثان أن هذا الواقع الفاسد لا تعالجه إلا دولة الإسلام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، حيث قدما أدلة وشواهد على قدرة الخلافة الراشدة على حل مشاكل السودان في الحكم والسياسة والاقتصاد والقضايا الاجتماعية والتعليمية، وأن لحزب التحرير دستوراً مفصلاً لكل ما سبق يحوي 191 مادة كلها مستنبطة من الإسلام مع أدلتها الشرعية التفصيلية، وجيشاً من الرجال الأكفاء القادرين على إدارة شؤون هذه الدولة في أي وقت أقيمت فيه بإذن الله تعالى الواحد الأحد.
وختما بأن العمل لإقامة الخلافة هو واجب على كل المسلمين كوجوب الصوم والصلاة وأن الأمة مؤهلة لإقامة الخلافة.
كان التفاعل قويا والحضور جيدا، وكان من بينهم الشيخ عثمان الأزرق رئيس هيئة علماء ولاية القضارف، وعدد من قيادات مدينة القضارف ومن عامة أهلها الكرام.
وفي فرصة الأسئلة والمداخلات شارك عدد مقدر من الحضور، حيث أشار أغلبهم إلى بطلان هذا الاتفاق من ناحية شرعية أو واقعية، وكان من بين المشاركين ممثلو الحزب الشيوعي وحزب البعث، بمداخلات وهما جزء من مكونات قوى الحرية والتغيير، وقدما رؤيتهما حول الاتفاق الذي تم بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، وبينا أن فيه أخطاء، وكان النقاش حارا وكانت الردود قوية وموفقة، ولله الحمد والشكر.
في الختام شكر ضابط المنتدى الأستاذ/ ميسرة يحيى عضو الحزب، الحضور على حسن الاستماع والمشاركة.
﴿وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ﴾

جريدة الراية: الحوار الوطني في الجزائر؛ حل أم تحايل؟

جريدة الراية: الحوار الوطني في الجزائر؛ حل أم تحايل؟

  28 من ذي القعدة 1440هـ   الموافق   الأربعاء, 31 تموز/يوليو 2019مـ
شرع الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح الأسبوع الماضي بتنفيذ خدعة سياسية جديدة للالتفاف على مطالب الجماهير في التغيير، والتحايل عليهم، فطرح مُبادرة جديدة للحوار الوطني تقضي بإجراء مشاورات حول قائمة (الشخصيات الوطنية) التي ستقود ما يُسمّى بالحوار الوطني للخروج من الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، والوصول بها إلى حل سياسي يُعيد للجزائر نوعاً من الاستقرار، وقال بأنّ: "الانتخابات الرئاسية تبقى الحل الديمقراطي الوحيد والواقعي والمعقول، والدولة ستوفر كل الشروط المطلوبة لإجراء الحوار الوطني"، ودعا بن صالح الجزائريين إلى تبني مبادرته لأنها: "تتقدم على كل المصالح الشخصية أو الحزبية"، وادّعى بن صالح بأنّه يترك للمُتحاورين اختيار شخصيات وطنية توافقية ذات مصداقية ستشرف على الندوة الوطنية الجامعة، وعلى تشكيل اللجنة العليا المستقلة لتنظيم الانتخابات بعيداً عن تدخل الإدارة الحكومية، والمؤسّسة العسكرية.
فما هي حقيقة هذا الحوار؟ وما هي مصداقيته؟ وهل بمقدوره التجاوب مع مطالب الثورة؟ أم أنّ هذا الحوار هو مُجرد مُحاولة للالتفاف على تلك المطالب؟ وما هو مدى نجاح هذه المبادرة؟ وهل ثمة وجود حظوظ لها في اجتياز أزمة الحكم المزمنة في الجزائر؟
وتطبيقاً لهذه المبادرة فقد بدأت جولة جديدة من جولات الحوار التي تعقدها الأحزاب المتعطشة للسلطة، ومعها الشخصيات السياسية المتلهّفة للوصول إلى المناصب بأي ثمن.
وأعلن أنّ المُبادرة تهدف إلى إيجاد حل للأزمة السياسية الراهنة المستعصية في الجزائر، وأنّه قد شارك فيها أكثر من 500 شخصية وُصفت بالمستقلة تُمثّل قوى سياسية مُختلفة، منها: أحزاب معارضة، وممثلون من القضاء، ومنظمات طلابية، وشخصيات فاعلة فيما يُسمّى بالمجتمع المدني، وكان من أبرز المشاركين في الحوار علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق، وهو رئيس حزب طلائع الحريات، وعبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، وعبد الله جاب الله رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، وجيلالي سفيان رئيس حزب جيل جديد، وعبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني، وعمار جيدل الناطق باسم منتدى حراك المثقفين.
ويُعقد هذا الحوار الذي هو جوهر المبادرة تحت مظلة المنتدى الوطني للحوار، وذلك بعد فشل مبادرتين سابقتين طرحهما بن صالح نفسه خلال الأشهر الماضية لتنظيم انتخابات رئاسية في أقرب وقت ممكن، وذلك بعد أن ألغى المجلس الدستوري الانتخابات التي كانت مقررة في 4 تموز/يوليو التي أسقطتها الثورة.
وتحت شعار "الجميع متفق على الذهاب إلى انتخابات حرة ونزيهة"، بدأت فعاليات المنتدى، وأداره الوزير السابق عبد العزيز رحابي الذي صرّح بأنّ "المُجتمِعين سيناقشون شكل الهيئة الوطنية لتنظيم الانتخابات وضمانات استقلاليتها"، وأكّد "أنّ المنتدى يهدف إلى صياغة مبادرة سياسية تكون أرضية للشعب والسلطة لإرساء حوار شامل"، ويدّعي المجتمعون أنّ المنتدى الوطني للحوار جاء لدعم ومساندة مطالب الحراك الشعبي، بخاصة ما يتعلق برحيل كل رموز نظام بوتفليقة.
من الواضح الذي لا يخفى على أي سياسي حصيف أنّ الذين شاركوا في الحوار هم غالبية الأحزاب (الوطنية) و(الإسلامية) التي كانت جزءاً من نظام بوتفليقة البائد، وقد طالبوا "بتشكيل حكومة كفاءات لتحضير انتخابات رئاسية حرة وشفافة، وإبعاد كل المسؤولين المتورطين في الفساد خلال حكم النظام البائد" مُدّعين أنّهم مع الثورة ومطالبها، وخلصت توصيات المتحاورين في المنتدى إلى المطالبة برحيل حكومة نور الدين بدوي للتأكيد على نفس مطالب الثوار، وتشكيل ما أسموه بحكومة كفاءات تحل محلها، على أن يكون لها وحدها حق إدارة هذه الأزمة حتى تنظيم انتخابات رئاسية، وزيادةً في تملق الحراك الشعبي قال منسق فريق الحوار في الجزائر كريم يونس إن من بين المطالب الموافق عليها الاتفاق على تنفيذ إطلاق سراح كل معتقلي الحراك، واحترام قوى الأمن لطابع المسيرات السلمي، ووقف كل أشكال تعنيف المتظاهرين.
وهكذا قرّر المجتمعون دعم ما جاء في خطاب الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، إذ اتفقوا على ضرورة إنشاء ما أسموه "هيئة تسيير الحوار"، وإنشاء هيئة وطنية مستقلة لها الحق في الإعلان عن الانتخابات الرئاسية، وزعموا أنّ الحوار الوطني بهذه الطريقة إنّما هو استجابة حقيقية للاحتجاجات الحاشدة المطالبة بإصلاحات سياسية، وليس استجابة لمبادرة الرئيس المؤقت بن صالح.
إنّ هذا الحوار لا يُمثّل الثورة ولا الثوار، فالمُشاركون فيه هم ممّن ساهم في تثبيت النظام السابق، بل إنّ منهم من كان يقف إلى جانب رأس النظام كعلي بن فليس رئيس الوزراء الأسبق، ومنهم الوزراء والمدراء الذين حافظوا وما زالوا يُحافظون على جوهر النظام، وبالتالي فالحوار يفتقد المصداقية، ولا يُمثّل طموح الثورة في التخلص من كل رموز العهد القديم، فضلاً عن أنّ الأسماء البارزة في الحوار كعبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، وعبد الله جاب الله رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، وغيرهم من السياسيين هي الأسماء نفسها التي كانت تُنافق بوتفليقة.
أمّا ركوبهم لموجة الثورة فهو عمل سياسي خبيث مُضلّل لإبقاء الدولة بنظامها السابق المُوالي للإنجليز، والضامن لهيمنة ضباط بريطانيا ورجالاتها في الحكم مع إجراء بعض التغييرات التحسينية الطفيفة.
وأمّا الإطاحة بجنرالات فرنسا ورجالها فهو الثمن الذي قدّمته فرنسا مُرغمة لرجال الإنجليز، فبريطانيا قد ضحّت بمنافسيها السياسيين من جنرالات فرنسا لضعفهم وانكشاف أمرهم أمام الثوار، وبذلك يكون رجال الإنجليز قد احتكروا السلطة بمفردهم، مُستغلين كراهية الشعب لرجال فرنسا الدمويين، وكما قال أحد الإعلاميين الجزائريين: "الكل يعلم أن الشعب على علم بالمرحلة الدموية التي عاشتها الجزائر في تسعينات القرن الماضي، وهم (ضباط فرنسا) وهذه الفئة هي أكثر فئة مكروهة عند الجزائريين والكل يعلم أنهم تحكموا في مفاصل الدولة في التسعينات".
فهذا الحوار إذاً هو مُجرد حوار بين قوى سياسية عميلة مُتآمرة على الثورة، تريد الاستحواذ على السلطة، وتعمل على إبقاء النفوذ الإنجليزي في البلاد إلى ما لا نهاية، لقاء تمتعها الشخصي بالحكم، ومصيره لا محالة إلى زوال، لذلك فنحن في حزب التحرير نناشد قادة الثورة وأهل القوة أنْ يلتفوا حول مشروع التغيير الحقيقي، وهو مشروع الإسلام العظيم، المشروع الوحيد الذي يضمن التخلص من النفوذ الاستعماري الغربي، وهو فقط الذي يضمن تطبيق أحكام الإسلام وعدله على الناس من خلال إقامة دولة الخلافة الراشدة العابرة للحدود.
بقلم: الأستاذ أحمد الخطواني

جريدة الراية: يا أيها الذين آمنوا ما منعكم أن تطالبوا بالحاكمية المطلقة لله رب العالمين؟!

جريدة الراية: يا أيها الذين آمنوا ما منعكم أن تطالبوا بالحاكمية المطلقة لله رب العالمين؟!

  28 من ذي القعدة 1440هـ   الموافق   الأربعاء, 31 تموز/يوليو 2019مـ
المسلمون! بين مُطبل لا يفهم ومُضَلَّل لا يفقه ومخدوع لا يسمع ومستفيد لا يشبع! هذه حالة الأمة اليوم وهي تدفع ثمناً باهظاً في كل مرة يتولى هؤلاء مناصب سياسية قيادية يتحكمون من خلالها بمصائر عامة الناس الذين ينجرّون خلفهم بدون تفكير لتحل السذاجة والسطحية وعدم الجدية مكان الوعي الصحيح والحكمة وتحمُّل المسؤولية الشرعية في التعامل مع قضايا الأمة المصيرية! وذلك لأن المسلمين لا زالوا يعانون من تأثير الغزو الفكري الغربي الذي استعمر تفكيرهم ولوثها بأفكار الثقافة الغربية الاستعمارية الكافرة منذ قرن مضى، وأبعد عن عقولهم وقلوبهم أفكار الإسلام وعقيدته ومفاهيمه السمحة التي تجعلهم يفكرون بالطريقة الصحيحة، ويتخذون من هذا الدين العظيم نظام حياة كاملاً شاملاً كما أراده الله تعالى أن يكون. فالسياسة في الإسلام رعاية شؤون وعدل بين الناس وحقوق وواجبات والقيام بمسؤوليات شرعية محسومة ومعروفة، من يُفرط فيها يُحاسب، فالحاكم والمحكوم يخضعان لحاكمية الله تعالى المطلقة وسيادة شرعه وإرضائه سبحانه وتعالى.
إن ما تمر به الأمة اليوم في كل بلاد المسلمين شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً يكمن سببه في أنهم يتبعون قادة علمانيين تفوح منهم رائحة النفاق والمصلحة ويعومون على عوم الغرب الكافر الاستعماري ولا يعرفون من السياسة غير أنها لعبة الكراسي والتنافس على إرضاء الطواغيت واقتسام السلطة معهم، وهذا بات معلوماً للجميع خصوصاً بعد اندلاع الثورات ثم سرقتها، فكلما قامت ثورة وارتقى شهداء وسُفكت الدماء الطاهرة، احتوتها أمريكا والقوى الغربية واختزلتها في مفاوضات واتفاقيات وهمية بين "ممثلي الشعب الثائر" وبين "رموز النظام الساقط" ويرجع النظام العميل للغرب نفسه كما كان مرة أخرى! فحال الثورات في بلاد المسلمين كمن "يخرج من الباب ليرجع من الشباك"، ويُصاب الناس بالإحباط لفشل عملية التغيير بينما هم من فرطوا في ثورتهم وقبلوا بمسميات قبيحة علمانية لنظام الحكم كالدولة المدنية العلمانية أو دولة القانون بحجة تحقيق الحريات (وهي في الحقيقة الانحلال والفواحش) والأمن (وهو في الواقع حكم الناس بالقمع وقوة الحديد والنار) والعدالة (وفي الحقيقة ساد الظلم بالقوانين الوضعية وأصبح الغالب) بتطبيق الديمقراطية والرأسمالية الغربية الفاشلة التي أتعست البشرية وأفسدت الناس وأذلتهم باتباع شهواتهم وتاجرت باحتياجاتهم (بينما حصرت الإسلام في العبادات فقط) لأنها ببساطة من وضع أهل الكفر، فتاه الناس وأصبحوا أقرب للكفر منهم للإيمان!
وفي خضم كل هذه الأحداث الجسام هناك صوت عالٍ واعٍ يصدع بالحق تحاربه الأنظمة الحاكمة ويتجاهله الإعلام ويُعتم عليه حتى لا يصل للناس لإنقاذهم من براثن أهل الكفر والظلم والنفاق، هؤلاء المخلصون ومنهم حملة الدعوة في حزب التحرير الذين ظلوا يدعون إلى الحكم بما أنزل الله ويحفرون بأظافرهم الصخر بصبر وثبات في سبيل الإسلام ويقدمون التضحيات الكبيرة حتى تُفتح بينهم وبين أمتهم الأبواب لتنهض من كبوتها، هم سياسيون يعملون لاستئناف الحياة الإسلامية من جديد بإقامة دولة المسلمين، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، يكشفون للمسلمين المؤامرات الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تُحاك ضدهم، لقتلهم وانتهاك أعراضهم وإفقارهم واحتلال بلادهم ونهب ثرواتهم، والأهم تُحاك لتجهيلهم بدينهم وتمييع ثقافتهم الإسلامية ليتخذوا من حياة الكفر منهجاً لهم وتبقى السيطرة للكفار على المسلمين على كل الأصعدة الحياتية. وهذه معادلة خاطئة لا تقبلها السنن الكونية ولا الموازين الربانية فالإسلام جاء ليسود وليعلو الحق فوق الباطل ويدمغه ويحكمه وليس العكس! هذه المعادلة غير مقبولة وعلى المسلمين الاستماع لصوت الحق الذي يذكرهم بآيات الله وكلام رسول الله e واختيارهم قادة وناطقين رسميين لهم.
هكذا فقط ستنجو الأمة من كيد المنافقين وإرهاب الظالمين فإن لم تلجأ الأمة للصالحين لتقلب الطاولة وتصحح المعادلة والقيام بتحمُّل مسؤوليتهم الشرعية في التغيير ورجوعهم للمطالبة بتطبيق منهج الإسلام وأنظمته وتنقيته من كل شوائب الكفر بالتزام الحكم الشرعي تجاه كل القضايا والقيام بفرض محاسبة الحكام والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف على طريقة رسول الله e لتغيير الواقع بمنتهى الجدية حتى تُحل قضاياهم المصيرية، إن لم يقوموا بدورهم كانوا معرّضين للعذاب الشديد ومعرضين بإعراضهم عن الحق أن يختم الله على عقولهم وقلوبهم باستمرارهم في اتباع أنظمة الكفر والركون إلى الظالمين والسكوت عن غياب الحكم بما أنزل الله تعالى وإقصاء حملة المنهج القويم عن إيجاد الحلول الناجعة على أساس العقيدة الإسلامية لقضايا الأمة الإسلامية: قال سُبحانَه: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾. [الجاثية: 23]. وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً﴾. [الكهف: 57].
"القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً﴾. يقول عزّ ذكره: وأي الناس أوضع للإعراض والصدّ في غير موضعهما ممن ذكره بآياته وحججه، فدله بها على سبيل الرشاد، وهداه بها إلى طريق النجاة، فأعرض عن آياته وأدلته التي في استدلاله بها الوصول إلى الخلاص من الهلاك ﴿وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ﴾ يقول: ونسي ما أسلف من الذنوب المهلكة فلم يتب، ولم ينب. كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ﴿وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ﴾: أي نسي ما سلف من الذنوب. وقوله: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ﴾ يقول تعالى ذكره: إنا جعلنا على قلوب هؤلاء الذين يعرضون عن آيات الله إذا ذكروا بها أغطية لئلا يفقهوه، لأن المعنى أن يفقهوا ما ذكروا به، وقوله: ﴿وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً﴾ يقول: في آذانهم ثقلا لئلا يسمعوه ﴿وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى﴾ يقول عزّ ذكره لنبيه محمد e: وَإنْ تَدْعُ يا مُحَمَّد هؤلاء المعرضين عن آيات الله عند التذكير بها إلى الاستقامة على محجة الحق والإيمان بالله، وما جئتهم به من عند ربك ﴿فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً﴾ يقول: فلن يستقيموا إذا أبدا على الحقّ، ولن يؤمنوا بما دعوتهم إليه، لأن الله قد طبع على قلوبهم، وسمعهم وأبصارهم." (تفسير الطبري).
على المسلمين من العلماء ومن عامة المسلمين إعانة حملة الدعوة المخلصين بدون تردد أو خوف أو حرج والوقوف في صفهم وإعلاء صوتهم ويجب على أهل القوة والمنعة من الجيوش نصرة دعوتهم والعمل معهم في سبيل إعلاء كلمة الله ولإسقاط حكم الطواغيت، فهذا العمل هو تكملة ما توصلت إليه الأمة من وعي على مطالبها بعد الثورات وتحقيق النجاح الحقيقي بالتغيير الانقلابي الشامل والانسلاخ من أفكار الكفر؛ الوطنيات التي تقسم الأمة وسيطرة الغرب الكافر المستعمر على السياسة والاقتصاد والإعلام والقوانين والدساتير المطبقة في بلاد المسلمين؛ وذلك بجعل الحكم بيد من سيحكم بما أنزل الله ومن يسير على درب رسوله e، فالإسلام هو المرجع وعقيدته هي من ستوحد المسلمين وستُفشل مساعي الخائنين: قال الله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً﴾. [النساء: 105].
فالالتزام بشرع الله والمطالبة بتطبيقه ليس تشددا أو تطرفا أو إرهابا، بل هو عمل المؤمنين للاستخلاف في الأرض بعد مرحلة الحكم الجبري الظالم التي أوشكت على الأفول، لكن يقوم بإحيائها المنافقون والكفار وتجار الثورات وسارقوها!
روى الإمام أحمد عن النعمان بن البشير رضي الله عنه أن رسول الله e قال: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً عَاضاً، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ الله أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيّاً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثمَّ سَكَتَ». رواه أحمد.
فيا أيها الذين آمنوا ما منعكم أن تطالبوا بالحاكمية المطلقة لله رب العالمين بالعمل لإقامة دولة الخلافة الراشدة دولتكم التي بها ترعى شؤونكم وتُحفظ عقيدتكم وتنهضون بفكر الإسلام ووعيه فيرضى عنكم رب العالمين وتفوزون في الدنيا والآخرة؟!
بقلم: الأستاذة غادة محمد حمدي – ولاية السودان

جريدة الراية: مفهوم الإنسانية لا يكتمل إلا بالإسلام

جريدة الراية: مفهوم الإنسانية لا يكتمل إلا بالإسلام

  28 من ذي القعدة 1440هـ   الموافق   الأربعاء, 31 تموز/يوليو 2019مـ
الإنسانية كلمة مستحدثة، لكنها صارت شائعة وحاضرة في تفصيلات كثيرة من حياتنا خصوصا لحسم الجدال بين الناس حينما تتصادم آراؤهم وثقافاتهم ومواقفهم ومقاييسهم في الحياة فتُوَظّف "الإنسانية" كقاسم مشترك بين جميع الناس بعيدا عن وجهات النظر المختلفة القائمة على عقائد متباينة في التأصيل والتفصيل.
ولعلّ مفهوم الإنسانيّة بهذا الطرح "المعاصر" هو إقصاء للدين ولكلّ موروث عقدي يعتمد عليه الإنسان في تحديد موقفه من شخص أو من فعل وضبط سلوكه بناء على ما يدين به، وهذا ما يدفع بالناس للتصادم والصراع وخلق التمايز بينهم وتدافع بعضهم بعضا فكريّا وماديا وحضاريا. لذا كان من السهل على أصحاب الفكر العلماني اتهام الدين بخلق الفرقة بين الناس والتناحر بينهم وصولا لاتهام الدين بالفتنة!
وبكلّ خبث يُقدّم مفهوم الإنسانية كجامع بين الناس يُحقق بينهم الحبّ والاحترام والتسامح والسلام لأنه مبنيّ على تقبّل كلّ الاختلافات، أما الدين فأمر شخصي لكن لا اعتبار له في سلّم التقييمات والمراجع ووجهات النظر!
وهكذا نُدرك بوضوح حجم التلاعب بهذا اللفظ وإعطاءه صبغة السلام والأمان وإحلال مبدأ الإخاء بين البشر والفصل المتعمّد لدين الإسلام وهو المقصود والمستهدف بهذا الفهم المضلّل.
فهل يُمكن للمسلم وهو يعيش بأكمل الشرائع التي أتمّها الله وارتضاها لكل البشر، وهو الذي يحمل خير دين وأعظم رسالة، وهو الذي جعله الله تعالى وسَطا في الناس وشهيدا عليهم يوم القيامة، هل يرضى بأن يُقصيَ دينه ويستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ فأي خير أعظم من الإيمان وأيّ خير أعظم من الإسلام؟
فميزة المسلم أنّ علاقته بربّه وصلته به هي ما تُقوّي علاقته بأهله وبمحيطه وبالإنسانيّة كلّها، فكلّما زاد قرب المسلم من ربّه استشعر عظمة هذه العقيدة التي يؤمن بها وعظم مسؤوليّته أمام ربّه وأمته والبشريّة جمعاء لبلوغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار لأنّه لا خير على الناس أعظم من الإيمان الذي يُنجي من شقاء الدنيا وعذاب الآخرة.
إنّ أسمى مراتب الإنسانية يُدركها المسلم قبل غيره لأنّه من تمام حبّ الناس هو حبّ الخير لهم وليس أصدق من قوله e «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» رواه البخاري ومسلم. لذا كان دور المسلم في هذه الحياة هو حمل هذا الدين وتطبيقه والعيش به وإيصال هذه الرسالة للبشريّة جمعاء لتحقيق ذلك الخير وبلوغ تلك السعادة والطمأنينة، وهذا قول الله تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104] هذا الخير هو الإسلام!
إن الإسلام هو أصل الإنسانيّة إذ أنزله الله تعالى ليحفظ به الإنسان ويضمن له السعادة في الدنيا والآخرة وأعظم إنسانيّة حقيقية هي أن يشعر الإنسان براحة صادقة تنبع من داخله، بعد أن آمن بفكرة أقنعت عقله ووافقت فطرته وملأت قلبه طمأنينة وسكينة دفعته لحمل هذه السعادة والطمأنينة للآخرين.
فأن تسجد سجدة بين يدي الله باكيا خاشعا متضرّعا حتّى يتبلّل وجهك من الدموع فتغسل قلبك وتشعر بعدها بهناء وسكون، لا يعرفه إلاّ المسلم، وأن تعطي من مالك صدقة تؤثرها على نفسك فتبتسم وحدك ابتسامة في الخفاء وتشعر بطمأنينة ورضا لا يعرفها إلا المسلم، وأن تبرّ بوالديك وتقبّل قدمي أمك وتطلب منها الرضا فتدعو لك بالخير، لا يعيش هذا الخير إلا المسلم، وأن تُسجن وتُعذّب وتُظلم من أجل هذا الدين لكنك تحتسب ذلك عند اللّه وترجو منه القبول وتفخر به، شعور لا يعرفه إلا المسلم، وأن تقارع الحكام وتقوم عليهم رغم ضعفك وقلة حيلتك، عزّة لا يعرفها إلا المسلم، وأن تعمل لإحياء هذا الدين من جديد رغم التثبيط والتنكيل ورغم المآسي التي تحيط بك من كل جبهة، ثقة بالله عظيمة لا يعرفها إلا المسلم، وأن تعيش بأحكام ربّك في الحكم والقضاء والاجتماع والاقتصاد فيتحقق الحق والعدل وتستقيم الحياة وتهنأ النفوس وتقرّ الأعين وتشرق الأرض بنور ربّها، فخر لا يعرفه إلا المسلم...
مواقف كثيرة نمرّ بها في حياتنا نحن المسلمين ومشاعر عظيمة وهناء وطمأنينة وسعادة محروم منها مليارات من الناس في هذا الكون، مشاعر تتجاوز الماديّة والانتفاع بالمأكل والمشرب وإشباع الغرائز، هو شعور يتلخّص في سعادة كبيرة يُحققها العبد حينما يُرضي ربّه بشكل صحيح وسليم، وهذا ما يجهله غير المسلمين.
إنّ الإسلام فقط هو من حثّ المسلم على أن يحمل تلك السعادة وذلك الرضا والخير لكلّ إنسان، وأن نُحبّ لكل الناس الهداية والصلاح والنجاة في الدنيا والآخرة ونشفق على غير المسلمين لما هم عليه من ضلال وشقاء، وحمل هذا الخير يكون بالدعوة والجهاد، بالصراع الفكري والكفاح السياسي، ببيان الباطل ومحاربة الكفر، برفع السلاح واستعمال القوة على من يناصبوننا العداء، ليُضحّي المسلم بحياته ويستشهد حتى ينقذ غيره من براثن الكفر والتوهان والشقاء.
من هنا فإن مفهوم الإنسانية لا يكتمل إلا بالإسلام الذي يخرج الناس من الظلمات إلى النور ويحمل الخير لكل البشر، ﴿أَوَمَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾.
بقلم: الأستاذة نسرين بوظافري

جريدة الراية:  الأردن إلى أين؟ ج13 

جريدة الراية:  الأردن إلى أين؟ ج13 

  28 من ذي القعدة 1440هـ   الموافق   الأربعاء, 31 تموز/يوليو 2019مـ
هل يوجد في الأردن صراع سياسي بين بريطانيا وأمريكا؟ وما هي درجة وقوة هذا الصراع إن وجد؟ وكيف نفهم الأحداث الداخلية في الساحة الأردنية والحصار الاقتصادي الخارجي وتوتر العلاقات مع بعض دول الإقليم؟ وهل ضعفت العلاقة والتوأمة مع كيان يهود؟... وكثير من الأسئلة محل البحث والتساؤل، فنقول وبالله التوفيق:
ورد في كتاب مفاهيم سياسية لحزب التحرير:
"لا يخرج الصراع الدولي منذ فجر التاريخ وحتى قيام الساعة عن أحد دافعين: إما حب السيادة والفخر، وإما الركض وراء المنافع المادية...
وبزوال الدولة الإسلامية، وزوال الدولة السوفياتية، صار الدافع الذي يسيطر على العالم كله، هو الركض وراء المنافع المادية، وسيظل كذلك حتى تعود الدولة الإسلامية إلى الوجود كدولة كبرى تؤثر في الصراع الدولي، ويعود معها دافع حب السيادة للمبدأ ونشره.
وأخطر دوافع الصراع بين الدول هو دافع الاستعمار بجميع أشكاله، فإنه هو الذي سبَّبَ الحروب الصغيرة، وهو الذي سبَّبَ الحربين العالميتين، وهو الذي سبَّب حروب الخليج، وحروب أفريقيا، وهو الذي سبب حرب أفغانستان والعراق، وهو الذي ما زال يُسبِّب القلاقل والأزمات في العالم.
والتنافس والتشاحن والتصارع الموجود اليوم، بين أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا، الظاهر منها والخفي، حول قضايا العراق، وأفغانستان، والشرق الأوسط، وغيرها من القضايا الدولية، إنما هو من أجل الاستعمار، ومن أجل السيطرة على المنافع والموارد؛ لذلك فإن الاستعمار هو الذي يتحكم في الصراع الدولي الآن، بما يتضمنه من نـزاع على الموارد، وصراع على النفوذ، وتنافس على السيطرة بكافة أشكالها وأنواعها." انتهى.
والصراع محل البحث هنا هو صراع بين مستعمر قديم وآخر جديد، والصراع ينظر إليه من زوايا عدة؛ من خلال قوته وظهوره وقوة وضوحه كما هو الحال الآن بين روسيا وأمريكا في إقليم روسيا الإقليمي وفي العلاقة مع الصين مثلا، وإن أخذت الجانب الاقتصادي إلا أنه استباق لنفوذ صيني أقوى إقليميا أو ربما تطلع دولي وصراع خفي دقيق جدا يحتاج إلى إمعان نظر ودقة وهو يخفى على كثير من الناس، حتى إن بعضهم يتهم قائله بقلة الوعي والإدراك لديه، فضعف الصراع أو خفاؤه لا يعني قطعا عدم وجوده ومن ينفيه لا يدرك حقيقة الصراع الموجود بين الدول لدقته وخفائه على كثير من الناس لأنه يحتاج إلى وعي وإدراك كبير.
والصراع يأخذ أشكالا عدة وحالات متعددة وأساليب متعددة وجديدة؛ فقد يكون قويا يتجلى فيه العنف العسكري والمادي بأبشع صوره كما حدث في أفغانستان بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا وكما هو الحال في ليبيا واليمن بين بريطانيا وأمريكا، وقد يكون سياسيا كما كان بين بريطانيا وأمريكا في بعض الأماكن منها العلاقة مع أوروبا والاتحاد الأوروبي، ويأخذ أشكالا عقابية اقتصادية للشركات الأوروبية، أو اقتصاديا كما هو في الحروب التجارية، أو قانونيا كما في الصراع بين القوى الكبرى على إقرار قانون أو تمرير أمر معين سواء في مؤسسات دولية كمظان للقانون الدولي محل الخلافات القانونية سواء أكانت منظمات دولية سياسية أو اقتصادية.
أما بالنسبة للشرق الأوسط والأردن بشكل خاص فقد ورد في كتاب مفاهيم سياسية لحزب التحرير:
"ومهما يكن من أمر، فإن السياسة الأمريكية قد نشطت في الشرق الأوسط بعد مؤتمر الدبلوماسيين المذكور، (سبق بحثه) فقامت أمريكا بمحاولة جريئة لإيجاد الصلح بين الدول العربية و(إسرائيل)، ولإخراج إنجلترا من الأردن والعراق، فقد اتصلت الدبلوماسية الأمريكية مع الملك عبد الله وفاوضته في عقد صفقة معه، خلاصتها أن يترك الملك عبد الله إنجلترا ويسير مع أمريكا، وإن أمريكا تطلق يده في أن يضم إليه العراق والحجاز، وينشئ دولة من الأردن والعراق والحجاز، ويضم إليها سوريا ولبنان، مقابل أن يعقد صلحاً مع (إسرائيل)، وأن أمريكا تعطيه القروض والمساعدات اللازمة لإنعاش هذه الدولة الجديدة اقتصادياً، فوافق الملك عبد الله على ذلك، ثم أخذ يعمل لتحقيق هذا المشروع. فذهب إلى العراق، وهناك اجتمع بعبد الإله ونوري السعيد، وفاتحهم في الموضوع، وطلب منهم السير معه، فما كان منهم إلا أن اتصلوا بالسفير البريطاني في بغداد، وأطلعوه على مشاريع الملك عبد الله، فمنعهم الإنجليز من السير معه؛ ولذلك لم يقبلوا ما قاله ولم يردوه، وتركوا الأمر مائعاً، فرجع إلى الأردن، وأرسل لرياض الصلح ليسير معه ويعاونه في المشروع، فقبل رياض الصلح ذلك، والظاهر أنه كان تحول مع الأمريكيين، فبادر الإنجليز بقتل رياض الصلح في عمان، وهو في طريقه إلى المطار ليرجع إلى بيروت، ثم بعد أسبوع واحد قُتِل الملك عبد الله في القدس في المسجد الأقصى، نتيجة لمؤامرة مكشوفة دبرها كلوب لقتله، وحذره السفير الأمريكي صراحة من المؤامرات، ومن السفر، قبل يوم واحد من قتله، وبذلك مات هذا المشروع."...
"هذه نماذج عن الصراع الإنجلوأمريكي في سوريا، وهو أبرز مظاهر الصراع. وأما في باقي الدول العربية، فإن الأردن ظل تحت سيطرة الإنجليز؛ لأن الشعب ثلثاه فلسطينيون، يعيش الكثير منهم على بطاقة هيئة الأمم، ومعاشات أبنائهم الذين يعملون خارج الأردن، وثلثه من بدو شرق الأردن يعيش الكثير منهم على معاشات أبنائه في الجيش؛ ولذلك لم تجد أمريكا في الشعب في الأردن التربة الخصبة التي وجدتها في سوريا، فلم يحصل في الأردن أي عمل سياسي يظهر فيه الصراع الدولي، اللهم إلا المظاهرات التي حصلت ضد بغداد، ومحاولة الانقلاب المفتعلة من الملك حسين سنة 1957م، التي افتعلها ليطرد بها بعض عملاء عبد الناصر من البلاد. ومن هنا لا يعتبر الأردن أنه قد حصلت فيه أعمال سـياسـية هامة تتعلق بالصراع، وإن كان من أعظم الأمكنة التي يجري عليها الصراع بين أمريكا وإنجلترا، لما فيه من الثروة المذهلة في باطن الأرض وتحت المياه." انتهى.
وهنا ندقق تحت عبارة (فلم يحصل في الأردن أي عمل سياسي يظهر فيه الصراع الدولي)، ولعل الجملة تتحدث عن واقع قديم وليس جديدا ولكن يبدو تغيير الواقع يحتاج أدلة جديدة أو تغييرا في المقدمات والمرتكزات، فمثلا عدم حدوث صراع دولي في الأردن برغم جدية أمريكا آنذاك لدرجة وصلت القتل من الطرف الآخر ارتكز على أمور داخلية تتعلق بالأردن قوة لنفوذ المعسكر القديم أولا ولبعض مساعدة دول الإقليم، لا بل كان الأردن هو المطبخ وله الدور والقيادة في ظل قوة عملاء الطرف الآخر وجدية الصراع بعيدا عن ضعف أو قوة المعسكر القديم لأن قوته كانت تكمن بعملائه، ومن أسباب عدم وجود بنية أرضية سياسية للصراع وإدارته الوضع الديمغرافي الداخلي، وقوة أدوات المستعمر القديم، والعلاقة مع يهود والتوأمة وقوة وكثرة أدوات المستعمر القديم حول الأردن وإن كانت أهم نقطة فيه قوة وتماسك الوضع الداخلي...
... يتبع
بقلم: الأستاذ المعتصم بالله (أبو دجانة)

جريدة الراية: أين يلتقي العلمانيون والإسلاميون؟

جريدة الراية: أين يلتقي العلمانيون والإسلاميون؟

  28 من ذي القعدة 1440هـ   الموافق   الأربعاء, 31 تموز/يوليو 2019مـ
توجد بين أبناء الأمة أحزاب متعددة، منها ما يأخذ المنحى الديني ومنها ما يأخذ المنحى العلماني أو اللاديني، ولقد كان وجود الأحزاب الدينية أمرا طبيعيا بحكم عقيدة الأمة وارتباطها بدينها، أما الأحزاب العلمانية فقد وجدت بحكم الغلبة والسيطرة للفكرة العلمانية في العالم، وحيث إن الأحزاب الدينية تقوم على أساس الدين، وعلى النقيض منها تقوم الأحزاب العلمانية على أساس لا ديني، وهي فكرة العلمانية التي تعني فصل الدين عن الحياة فلا وجود للدين في مؤسسات الدولة أو تنظيم حياة الناس وإنما ينحصر الدين في علاقة الإنسان بربه، لذلك تقوم الأحزاب العلمانية على أسس وطنية أو قومية أو ديمقراطية أو غير ذلك مما لا علاقة له بالإسلام، أما الأحزاب الدينية فالأصل فيها أنها تقوم على أساس الدين باعتباره طريقة للحياة ووجوب اتباع الدين في جميع أمور الحياة ومؤسسات الدولة.
وحيث إن معظم القائمين على الأحزاب العلمانية هم من أبناء الأمة فقد كان هناك تأثير ملحوظ للدين في أفراد تلك الأحزاب، وبما أن الفكرة العلمانية هي السائدة في العالم فقد تأثرت الأحزاب الإسلامية بالفكر العلماني على مستويات مختلفة، فقد شاهدنا من الأحزاب الإسلامية من ينادي بالوطنية أو القومية أو الديمقراطية على اعتبار أنها من الإسلام أو أنها لا تخالف الإسلام، كذلك لوحظت لقاءات بين الأحزاب الدينية والعلمانية تنادي بالتقارب بين الأفكار والعمل سويا على اعتبار الجميع من أبناء الأمة ويعمل لصالحها وخدمتها.
إن الناظر إلى واقع العمل الإسلامي يدرك أن أساسه الإسلام أي العقيدة الإسلامية وما انبثق عنها من أحكام وما بني عليها من أفكار، فالإسلام نظام كامل يشمل جميع العلاقات في الحياة؛ علاقة الإنسان بنفسه من مأكل وملبس وأخلاق، وعلاقته بربه من عقيدة وعبادات، وعلاقته بغيره من بني الإنسان من معاملات وعقوبات. الإسلام يشمل جميع نواحي الحياة وهو طريقة متكاملة للحياة، وكذلك فإن العقيدة الإسلامية هي المصدر الوحيد لأحكام الإسلام وأفكاره، وبذلك كان القرآن والسنة هما مصدر التشريع، وهما وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس الشرعي الأدلة الشرعية، وقد أمر المسلمون بالرجوع إلى هذه المصادر في جميع أمور حياتهم وأن لا يأخذوا من غيرها أبدا فقال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ فحصر الله سبحانه وتعالى التشريع بما جاء به المصطفى e وأمرنا أن لا نأخذ إلا ما أتى به المصطفى e، وبذلك كانت الأمة عامة والأحزاب خاصة مأمورة باتباع ما جاء به المصطفى e وأن لا يأخذوا من أي مصدر آخر مهما كانت الأسباب أو التبريرات والذرائع، فالأحزاب الإسلامية مأمورة بأن تجعل الإسلام مرجعها في جميع ما تقوم به من أعمال وأن تتخذ من طريقة الرسول e منهاج حياة، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: خطَّ رسولُ الله خطّاً بيده، ثم قال: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ مُسْتَقِيماً» ثم خط خطوطاً عن يمين ذلك الخطِّ وعن شِماله، ثم قال: «وَهَذِهِ السُّبُلُ لَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ»، ثم قرأ: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾.
لذلك فإن الإسلام والإسلام فقط هو أساس قيام الأحزاب الإسلامية وأساس سيرها نحو طريق النجاة، والإسلام لا يأخذ من غيره ولا يداهن ولا يتلون فهو واضح عند من يتبعه عن بينة كوضوح الشمس في كبد السماء.
أما العلمانية فهي فصل الدين عن الحياة واعتبار أن مكان الدين هو أماكن العبادة فقط، والناظر إلى نشأة الفكرة العلمانية يجد أنها بدأت في أوروبا حيث كان الدين أو الكنيسة تتحكم بحياة الناس وكان الملوك والحكام يظلمون الناس ويعيثون في الأرض الفساد باسم الدين، فخرج من يدعون باللادينية ومن يدعون بإقصاء الدين عن الحياة والمنادون بأن الدين هو سبب كل آفة وسبب الظلم الواقع بالناس، واستمر المنادون بإقصاء الدين عن الحياة حتى تمكنوا من تغيير النظام عن طريق الثورة الفرنسية وما تبعها من ثورات وانقلابات في أوروبا، وبذلك انتصرت الفكرة العلمانية وقضت على وجود الدين في الحياة الأوروبية وأصبحت الديمقراطية هي نظام الحكم في أوروبا، وبذلك تبنت الدول الأوروبية فكرة فصل الدين عن الحياة وحملتها إلى العالم، وبانتصار الدول الأوروبية واستعمارها لمعظم دول العالم أصبحت العلمانية هي الفكرة الراجحة والسائدة على السطح، وبحكم تطبيق الديمقراطية في بلاد المسلمين واعتلاء العلمانيين مناصب الحكم فقد وجد العديد من الأحزاب العلمانية في بلاد المسلمين.
وبعد هذه النظرة المجملة للأسس التي تقوم عليها الأحزاب الإسلامية والأحزاب العلمانية يتضح أن هناك تناقضا كاملا بينهما؛ فالأحزاب الإسلامية الأصل أن أساسها هو الإسلام، والأحزاب العلمانية أساسها هو إقصاء الدين عن الحياة، وقد يرى بعض سطحيي التفكير أن المصالح الآنية أو الوطنية قد تفرض على هذه الأحزاب التقارب والعمل سويا على اعتبار وحدة الأهداف أو المصالح العامة، إلا أن الصواب هو أن أهداف الإسلاميين لا تلتقي أبدا مع أهداف العلمانيين، وأن مصالحهم لا تلتقي مطلقا ومصالح العلمانيين، فأهداف الأحزاب الإسلامية يجب أن تكون منبثقة من عقيدتها الإسلامية والمصالح المعتبرة في الإسلام هي ما اعتبرها الشرع مصالح لا ما اعتبرها العقل، وهذا على خلاف الأحزاب العلمانية التي ترسم أهدافها بعيدا عن الدين وتجعل العقل أساس تحديد المصالح والأحكام، ومن هنا نجزم بأنه لا التقاء أبدا بين الإسلاميين والعلمانيين، وأي دعوة لذلك من العلمانيين فهي محض تضليل، أو من الإسلاميين فهي زيغ عن الإسلام وانحراف عن المحجة البيضاء التي تركنا عليها رسول الله e، فهل يعي المسلمون هذه الحقيقة؟!
﴿وَأَسِرُّوا قَولَكُم أَوِ ٱجهَرُوا بِهِ إِنَّهُۥ عَلِیمُ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ * أَلَا یَعلَمُ مَن خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِیفُ ٱلخَبِیرُ﴾
بقلم: الأستاذ بلال المهاجر - باكستان

جريدة الراية: الجولة الإحبارية: 31-7-2019

جريدة الراية: الجولة الإحبارية: 31-7-2019

إن الحكام في بلاد المسلمين قد وضعوا ثرواتنا في باب الألاعيب السياسية بين الدول الكافرة المستعمرة، فإن اقتضت مصالح هذه الدول تخفيض الإنتاج قال أولئك الرويبضات لبيْكِ، وإن اقتضت مصالحهم زيادة الإنتاج لبّوا كذلك... وإن اقتضت مصالحهم أن يأخذوا ثرواتنا بثمن بخس وافق أولئك الحكام خانعين... أما إذا اقتضت مصالحهم أخذها دون ثمن بحجة حماية عروشهم كما أعلن ترامب هزّوا رؤوسهم موافقين بامتنان أن حَمَوا عروشهم!! وكذلك هم في الدنيا ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ وفي الآخرة عميٌ وأضل سبيلا، وصدق الله العزيز الحكيم: ﴿وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً﴾.
===
مفاهيم سياسية (السياسة الخارجية)
فهم السياسة الخارجية أمر جوهري لحفظ كيان الدولة والأمة، وأمر أساسي للتمكن من حمل الدعوة إلى العالم، وعمل لا بد منه لتنظيم علاقة الأمة بغيرها على وجه صحيح.
ولما كانت الأمة الإسلامية مكلفة بحمل الدعوة الإسلامية إلى الناس كافة، كان لزاماً على المسلمين أن يتصلوا بالعالم اتصالاً واعياً لأحواله، مدركاً لمشاكله، عالما بدوافع دوله وشعوبه، متتبعاً الأعمال السياسية التي تجري في العالم، ملاحظاً الخطط السياسية للدول في أساليب تنفيذها، وفي كيفية علاقتها بعضها ببعض، وفي المناورات السياسية التي تقوم بها هذه الدول، ولذلك كان لزاماً على المسلمين أن يدركوا حقيقة الموقف في العالم الإسلامي على ضوء فهم الموقف الدولي العالمي، ليتسنى لهم أن يتبيّنوا أسلوب العمل لإقامة دولتهم وحمل دعوتهم إلى العالم.
 ومن هنا أصبح من المحتم عليهم معرفة الموقف الدولي معرفة تامة، ومعرفة التفاصيل المتعلقة بالموقف الدولي والإحاطة بموقف الدول القائمة في العالم والتي لها شأن يذكر في الموقف الدولي العام.
والدول كلها عدوة للإسلام، لأنها تعتنق ديانات ومبادئ تناقض الإسلام، ولها وجهة نظر في الحياة تخالف بل تناقض وجهة النظر الإسلامية، والدول الكبرى (أمريكا، واليابان، وألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وكندا، وروسيا، والصين) بنوع خاص تزيد على ذلك بأنها تطمع في البلاد الإسلامية، ولذلك قضت على الدولة الإسلامية للقضاء على الأمة الإسلامية، ورسمت الخطط البعيدة المدى للحيلولة دون عودة الدولة الإسلامية إلى الحياة لتحول دون عودة الأمة الإسلامية أمة عظيمة بين الأمم، وبالطبع ترسم الخطط وتبذل الجهود لِوَأْدِ الدولة الإسلامية في مهدها، قبل أن تتحرك الأمة الإسلامية وستظلّ دؤوبة على مقاومة الأمة الإسلامية، ومقاومة وجودها وقوتها، ما دامت الدولة الإسلامية قائمة، أو ما دامت هذه الدول العدوة قوية كدولة، أو قوية كشعب، بل كأفراد.
وإذا كانت معرفة السياسة لكل دولة في العالم أمراً لا يستغني عنه كل سياسي مسلم، فإن إدراك كنه وخفايا وخطط وأساليب ووسائل الدول الكبرى أمر بالغ الأهمية لكل مسلم. بشكل إجمالي ولكل سياسي بل مفكر مسلم بشكل تفصيلي واقعي، سائراً مع الأحداث اليومية المتغيرة والمتجددة مع بقاء التصور الكامل للأسس والقواعد التي تقوم عليها سياسة أية دولة كبرى، من أجل إدراك الأخطار، ودوام العمل لأمن البلاد، أي لأمن الدولة والأمة الإسلامية وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم.
عن كتاب مفاهيم سياسية لحزب التحرير
===
السلطة الفلسطينية تختطف الدكتور مصعب أبو عرقوب لتقديمه شكوى لديها
أقدم جهاز الأمن الوقائي في الخليل على اختطاف الدكتور مصعب أبو عرقوب، عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين، وذلك ظهر يوم الاثنين ٢٢/٧/٢٠١٩ من أمام مقر الاستخبارات العسكرية، عقب تقديمه شكوى على ممارسات أجهزة السلطة بحقه، والتي اقتحمت بيته في الثامن من الشهر الماضي بأسلوب العصابات حيث قامت بصورة همجية بكسر باب المنزل وترويع أطفاله وتهديدهم بإلقاء قنبلة عليهم داخل البيت، وذلك من أجل اعتقاله بينما هو لم يكن في البيت حينها.
ويوم الاثنين حينما توجه الدكتور مصعب لتقديم الشكوى إلى النيابة العسكرية المختصة بشؤون العساكر ومنتسبي الأجهزة الأمنية، وجهته النيابة العسكرية إلى جهاز الاستخبارات العسكرية لتقديم الشكوى لديهم، وبعد خروجه من مقر الاستخبارات اعتقلته قوات من الأمن الوقائي.
إن اعتقال الدكتور مصعب أبو عرقوب يؤكد أن السلطة لا تقيم وزنا لقانونها، وأن تشدقها بنزاهة القضاء لديها هو محض هراء، وأنها تتوسل أي شيء من أجل قمع وتكميم أفواه أهل فلسطين. بينما تجبن وتتخاذل أمام جرافات الاحتلال التي تهدم البيوت وتشرد الآمنين، لتكرس حقيقة أنها سلم للأعداء وحرب على أهل فلسطين.
===
حزب التحرير في كينيا تعديلات مكافحة (الإرهاب) في كينيا، حيلة أخرى لمهاجمة الإسلام
وافق الرئيس الكيني على مادة قانون الدولة والتي تضمنت قانون منع (الإرهاب). وبمجرد التصديق عليها لتصبح قانونا، عندها سيكون على إدارات المدارس الاحتفاظ بسجلات عن التلاميذ في المدارس وتحديثها. كما سيتم تهيئة المعلمين لمراقبة أي شكل من أشكال (التطرف) بين التلاميذ. وبعيدا عن هذا، فإن قانون مكافحة (الإرهاب) رقم 30 يقترح سجنا يتراوح بين 20 إلى 30 عاما لمن يتم اتهامه بأي شكل من أشكال (الإرهاب). وفي سياق هذه التشريعات، أكد بيان صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في كينيا: أن المسلمين المخلصين هم الهدف الأساسي لحملة مكافحة (الإرهاب) بأكملها. كما أن تضمين المدارس والمؤسسات غير الحكومية إضافة إلى المنظمات الإسلامية بما يسمى بالحرب على (الإرهاب) هو لزرع الخوف والرعب بين المسلمين وحملهم للتجسس على بعضهم. وتابع البيان محذرا: الآباء المسلمين والمعلمين المسلمين، وكل صاحب مصلحة في أي مؤسسة من عدم الانقياد إلى نيّة الأعداء في شنّ حرب عالمية على الإسلام حيث إن هذا سيؤدي بهم إلى الذلّ في الدنيا والآخرة حين يواجهون عذاب الله سبحانه العظيم. وختم البيان مذكرا: أن مصطلحات (التطرّف والإرهاب) تأتي كوسيلة لمحاولة ردع المسلمين عن التزامهم بواجباتهم الدينية، ودفعهم إلى الدرجة التي يخشون فيها من الدعوة إلى الأحكام الشرعية الإسلامية. وأن قوانين مكافحة (الإرهاب) لا تستهدف أحدا في المجتمع سوى المسلمين. فما هذه القوانين إلا جزء من حملة عالمية تقودها أمريكا تهدف إلى مهاجمة المفاهيم الإسلامية، وزرع الخوف في قلوب المسلمين للتخلي عن إسلامهم ووضعهم تحت الضغط ليعتنقوا الأفكار الإلحادية الفاسدة، والتي تتناقض مع دينهم.
===
حزب التحرير في ولاية تركيا يستنكر استمرار ملاحقة السلطات التركية لمهاجري سوريا
استنكر المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا، بيان بلدية إسطنبول، بخصوص الاستمرار في ملاحقة المهاجرين القادمين إلى تركيا بشكل غير نظامي، وترحيلهم خارج الحدود. وترحيل أبناء سوريا المقيمين في تركيا وفق بطاقة الحماية المؤقتة، من الولايات التي يقيمون فيها إلى الولايات التي تم تسجيلهم فيها، وإغلاق إسطنبول أمام تسجيل الإقامة المؤقتة. واعتبر البيان الصحفي: أن البيان الذي أدلاه مقام ولاية إسطنبول والإجراءات التي يجري القيام بها، وأحداث العنف والقتل التي أعقبت حملات التحريض والكراهية الموجهة ضد أهل سوريا المهجرين في الآونة الأخيرة؛ هي مؤشر على تحقق ما أرادته سياسات القوميين والعلمانيين، والشعارات التي رفعوها في حملاتهم الانتخابية. ولفت البيان إلى: أن إجراءات الإعادة والترحيل التي تجري بأمر من وزير الداخلية وتصريحات مقام ولاية إسطنبول، دلت على أن السلطة لا تختلف في تفكيرها عن الذهنية القومية العلمانية. فهذه السلطة كان ينبغي عليها ألا تقوم بترحيل مهاجري سوريا، بل تقوم بحمايتهم وتقف بجانبهم. وتابع البيان: (إن كان أصحاب السلطة هؤلاء يزعمون أنهم الأنصار حقاً؛ فإن عليهم أن يتذكروا خطاب أردوغان في كلمته في غازي عنتاب عام 2014، إذ قال يومها: "إنكم لستم عبئا علينا، فالضيف في حضارتنا وفي ثقافتنا وفي أعرافنا وتقاليدنا بركة وشرف"). واختتم البيان متسائلا: (ما الذي تبدل بين الأمس واليوم؟! هل قضي على المجازر التي يقوم بها النظام السوري؟ أم أن الثورة بلغت نصرها بدعم تركي؟ فروسيا الشريك التركي في أستانة وسوتشي تقوم من جانب بقصف أسواق إدلب وأماكن سكن المدنيين، والدولة التركية من جانب آخر تكبل المهاجرين وترسلهم إلى إدلب. أم النظرة إلى الإخوة السوريين في الأصل لم تكن بعين المهاجرين، بل باعتبارهم أدوات سياسية، وعندما انتهى دورهم أصبحوا يشكلون عبئاً، واتخذوا قرارهم بتسليمهم لأيدي الظالمين؟) 
===
الشرفاء من أهل فلسطين والمقدسيين  شوكة في حلق كيان يهود والمطبعين معه
تعقيبا على طرد فلسطينيين للمدون السعودي المطبع مع كيان يهود الغاصب، من المسجد الأقصى على خلفية مشاركته ضمن وفد إعلامي عربي يزور كيان يهود المسخ، تعقيبا على ذلك أكد المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين في تعليق نشره على موقعه: أنه موقف عفوي بطولي، من مقدسيين لطالما كانوا رأس الحربة في الدفاع عن الأقصى، والتصدي لمحاولات الاحتلال المتواصلة لتدنيس الأقصى وفرض التقسيم الزماني فيه. واعتبر التعليق: أن هذا الموقف العفوي، الذي صدر عن ثلة من المقدسيين ومن بينهم طفل، يدل على الهوة الضخمة بين موقف أهل فلسطين وبين مواقف حكام المسلمين والسلطة الفلسطينية المجرمين، الذين لا يختلفون في الجوهر عن هذا المطبع، فأهل فلسطين الشرفاء جميعا سيما المقدسيين يرفضون التطبيع مع الاحتلال ويعتبرونه خيانة للمسجد الأقصى وخدمة جليلة للاحتلال، بينما الحكام والسلطة يغذون الخطا نحو التطبيع مع كيان يهود المجرم، وتمسكهم بالمبادرة العربية للسلام، التي تعتبر مبادرة تطبيع بامتياز، واتفاقياتهم الخيانية مع هذا الكيان، خير شاهد على ذلك!! وختم التعليق مشددا: سيبقى أهل فلسطين والمقدسيون والشرفاء شوكة جارحة في حلوق الاحتلال والسلطة والحكام المطبعين المفرطين بفلسطين، وسيبقى الأقصى في عقول وقلوب أهل فلسطين والمسلمين جميعا، قبلتهم الأولى ومسرى نبيهم، ولن يفلح الحكام والسلطة وكل المفرطين في تمرير مشاريع السلام والتفريط والتطبيع حتى لو طبل لهم المطبلون وروج لهم المنتفعون والمضللون.
===
حزب التحرير/ ولاية سوريا وقفات طالبت بفتح معركة الساحل ردا على قصف النظام للمناطق المحررة
نظم شباب حزب التحرير وقفات متزامنة عقب صلاة الجمعة بريف حلب الغربي وريفي إدلب الشمالي والجنوبي، بعنوان: الرد على المجازر يكون بفتح معركة الساحل وضرب حاضنة النظام المجرم، ففي ريف حلب الغربي، ارتفعت لافتات وقفة في قرية السحارة، واست الأهل المنكوبين بمجازر الاحتلال الروسي في المعرة وأريحا والأتارب، وقالت: أعظم الله أجركم وتقبل شهداءكم، وانتقم ممن تخاذل عن نصرتكم. وأكدت للمجاهدين، أن دماء حاضنة الثورة من المسلمين ليست أرخص من دماء حاضنة النظام، وساءلت القادة: لماذا هذا الصمت؟ هل أوامر الداعمين أغلى عندكم من دماء أهلكم؟ وفي قرية بابكة، أكدت الشعارات المرفوعة: أن الرد على المجازر يكون بفتح معركة الساحل وضرب حاضنة النظام المجرم، ولا شرعية لقادة يفاوضون ويهادنون، والشعب يريد إسقاط النظام، مشيرة إلى أن القصف والضغط على الناس اليوم لتمرير الهدنة غدا، مطالبة بنقل المعركة إلى أرض العدو بفتح معركة الساحل. أما بريف إدلب الشمالي، ومن مخيمات سرمدا وباب الهوى، وتحت عنوان: بالهدن تسلّم البلاد وتُنسى الأسيرات، ذكّرت اللافتات والشعارات المرفوعة بالأسيرات في سجون النظام النصيري، ودعت: لإسقاط كل من يروج لهدن الذل والعار ويساوم على الدماء والمناطق المنكوبة، وأكدت أن دماء الشهداء تلعن بائعيها في أستانة وجنيف وسوتشي. وفي مدينة الدانا وبلدة البردقلي المتاخمة أكدت الشعارات: أن المجازر هي لإخضاع أهلنا لهدنة تقضي على كامل المحرر، معركة الساحل بيضة القبان وبرهان الصادقين نقطة تحول وباب خلاص، فتحها أمانة ومنعها خيانة. وإلى الجنوب من إدلب، وتحديدا في ريف معرة النعمان الشرقي، تمثلت لافتة قول رسول الله e: «مَا غُزِيَ قَوْمٌ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إِلَّا ذُلُّوا»، وأشارت بسهامها إلى: أن إذلال النظام في الساحل هو أولى خطوات النصر وبها تكسر الخطوط الحمراء، وأن عودة المهجرين لا تكون بالهدن والمفاوضات، وتحصين الثورة من المؤامرات أولى من حفر الخنادق والتحصينات.
===
حزب التحرير/ ولاية باكستان نظام باجوا/ عمران يصر على التحالف مع أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين
بناءً على لقاء رئيس وزراء باكستان عمران خان مع رئيس أمريكا ترامب، أكد المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية باكستان في بيان صحفي أن: نظام باجوا/ عمران يصر على التحالف مع أمريكا، على الرغم من كونها العدو الأول للإسلام والمسلمين، كما هو واضح من حملاتها الصليبية في البلاد الإسلامية، وكذلك دعمها الكامل لكيان يهود والدولة الهندوسية. وحذر البيان: من محاولة النظام في باكستان رشوة المسلمين لقبول تحالفه الخياني مع أمريكا، عبر وعود المساعدات الاقتصادية، كما أكد البيان: أن زيف ادعاء النظام في باكستان يتضح من حملة الدمار الاقتصادية التي شنتها أمريكا على باكستان من خلال أداتها الاستعمارية، صندوق النقد الدولي. وبعد أن شلت الزراعة والصناعة في باكستان، تسعى أمريكا الآن إلى أن تفتح باكستان حدودها الاقتصادية أمام الهند حتى تهيمن على الأسواق الباكستانية. واختتم البيان مشددا على: أنه لا يوجد سوى طريق واحد لتقوية الأمة، وهو بتوحيدها العملي في ظل الخلافة على منهاج النبوة.
===
حزب التحرير/ ولاية لبنان العنصرية المتنامية في لبنان نذير خرابٍ
بعد أن حاولت وزارة العمل اللبنانية مؤخراً، فرض إجازة عملٍ على المقيمين من أهل فلسطين في لبنان، ومعاملتهم بوصفهم أجانب، أكدت نشرة أصدرها حزب التحرير/ ولاية لبنان: أن العنصرية قد أصبحت داءً مستشرياً بين نصارى لبنان، على اختلاف توجهاتهم، رغم أن أهل فلسطين في لبنان، ليسوا بأجانب، بل هم جزءٌ أصيلٌ من نسيج البلد، وحتى القوانين الدولية توجب على السلطة اللبنانية، معاملتهم أحسن معاملةٍ، وإلا فهذا انفصامٌ في شخصية السلطة. ونوهت النشرة إلى الحـَراك السلمي للمطالبة بالحقوق، لكنها حذرت من الرايات العِمِّيّة الجاهلية ومقياس وطنيات ورايات سايكس وبيكو. وعن مقاطعة أهل المخيمات للجوار من التجار، لفتت النشرة النظر: إلى ضرورة عدم الانجرار إلى حالة عدائية بين المسلمين، والعمل على إخراج أهل فلسطين مما هم فيه من ظلم الدولة وجورها. وخاطبت النشرة أهل فلسطين في لبنان: "لا يغرنكم أن يزعم الوقوف معكم اليوم، من أعمل القتل فيكم، وفي أهل سوريا وفلسطين في الشام، فأنتم بالنسبة لكل هؤلاء وقود صراعٍ ليس إلا، فخذوا حِذركم". وتوجهت النشرة إلى السياسيين من المسلمين بالقول: "لقد عبر العنصريون عن تحيزهم لما يعتقدون ويحملون، فبماذا تعبرون؟ لقد بتنا لا نسمع منكم إلا نغمة التعايش والسلم الأهلي، في مجابهة هذه العنصرية الحاقدة البغيضة... ونحن لا نطلب منكم خطاب العداء والعنصرية، بل التعبير القوي، أنكم منحازون لدينكم وأهلكم... فلا تكونوا خارج خيارات الأمة، وإلا كانت نهايتكم كنهاية من سبقكم من حكامٍ وساسةٍ. فالمخاض كبير، والصفقات التي تعقد على حساب الأمة تمتلئ خيانةً، فاجعلوا خطّاً واضحاً لكم، يجمعكم مع الأمة على صعيدٍ واحدٍ، في مجابهة الهجمة الشرسة من الخارج والداخل، ولا تنحازوا إلا لما يأمركم به ربكم وشرعكم".
===
حال المسلمين في ظل غياب خلافتهم من لم يمت قتلا أو جوعا مات غرقا
نشر موقع (وكالة معا الإخبارية، الجمعة، 23 ذو القعدة 1440هـ، 26/07/2019م) خبرا جاء فيه: "أعلن الناطق الرسمي باسم القوات البحرية العميد أيوب قاسم التابع لحكومة الوفاق الليبية في العاصمة طرابلس، إنقاذ 134 مهاجراً غير شرعي وفقدان ما يقارب 115 آخرين إثر غرق قارب خشبي قبالة السواحل الليبية.
وأضاف قاسم أن: "المهاجرون غير شرعيين من جنسيات أفريقية وعربية مختلفة والذين تم إنقاذهم جلهم من إريتريا وهناك من فلسطين والسودان"."
الراية: هذه هي حال المسلمين؛ واقع مزرٍ ومعيشة ضنكا تعاني منها الأمة الإسلامية نتيجة غياب الدولة التي ترعى شئونهم، والإمام الجنة الذي يتقون به. وفي ظل عالم يئن تحت وطأة الدول الكبرى المجرمة، التي تنهب ثروات الشعوب الضعيفة خاصة المسلمين وتسلب مقدراتهم. وإذا حاول بعضهم أن يفر بنفسه وينجو بأهله لاحقه حراس سايكس بيكو، فإن أفلت منهم واعتلى ظهر البحر؛ تُرك ليلقى مصيره على قوارب خشبية تتقاذفها الأمواج والرياح العاتية. إن هذه المصائب تبين الواقع المرير الذي يعيشه المسلمون في ظل غياب الحارس والراعي الأمين، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
===