Wednesday, July 31, 2019

انسحاب تركيا من برنامج F-35 بسبب صفقة S-400 ومجموعة دراسة سوريا الأمريكية

انسحاب تركيا من برنامج F-35 بسبب صفقة S-400 ومجموعة دراسة سوريا الأمريكية

الخبر: بعد المحادثات التي جرت بين الرئيس ترامب والرئيس أردوغان في أوساكا، كانت هناك بعض التطورات في قضايا F-35 وS-400 سعياً وراء انسحاب تركيا، قال ترامب ما يلي: "إنه وضعٌ صعب للغاية من نواح كثيرة. لذلك في هذه اللحظة (فيما يتعلق بمسألة العقوبات) نحن ننظر إلى هذا، وننظر إلى ما يمكننا القيام به. لم نعلن (قرارنا) بعد". (صباح، 22 تموز/يوليو 2019)
التعليق:
لم يشر ترامب إلى فرض أي عقوبات على تركيا بسبب شراء S-400، خلال قمة العشرين في حزيران/يونيو في أوساكا باليابان. على العكس من ذلك، فقد انتقد إدارة أوباما في تصريحاته التي أدلاها في أوساكا أو بعد ذلك، بأنها لم تسمح ببيع نظام باتريوت إلى تركيا.
وكونها واحدة من أهم أعضاء الناتو، فقد اشترت تركيا نظام الدفاع الصاروخي الروسي الصنع S-400، وهذا ليس أمراً يجب أن تتجاهله أمريكا في ظل الظروف العادية. وفي الواقع، صرح نائب وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبير في البيان الذي ألقاه أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بما يلي عن شراء تركيا S-400: "قلت لزميلي، وزير الدفاع التركي" يمكنك إما امتلاك S-400 أو F-35، لكن لا يمكنك امتلاكهما معاً" (بي بي سي تركية، 16 تموز/يوليو 2019)
أيضاً، بخصوص موعد إرسال أنظمة الدفاع هذه فإن هذا معروف منذ العام السابق. حيث تحدث وزير الدفاع خلوصي أكار في تصريحات له قبل عام: "سنبدأ التركيب في تشرين الأول/أكتوبر من العام المقبل". (إن تي في، 25/10/2018). تصريحات خلوصي أكار في العام الماضي، لم تعط أي تاريخ محدد حول متى سيتم تركيب هذه الأنظمة. على ما يبدو أنه حصلت بعض التغييرات بسبب بعض التطورات في العلاقات التركية الأمريكية. فقد قال الرئيس التنفيذي لشركة روستيك سيرجي شيميزوف خلال معرض IDEX 2019: "سنكمل الشحنة إلى تركيا بحلول نهاية العام" (حريات، 18/02/2019)
باختصار، فيما يتعلق بهذه المسألة، كانت المسألة قد تم قبل عام توضيح متى بالفعل سيتم إرسالها إلى تركيا وكيف سيكون التخطيط. التغييرات في التواريخ التي نواجهها الآن، تتعلق بالتطورات الإقليمية. لأن نظام الدفاع S-400 أو قضية F-35 وحدها، ليست بعيدة عن المشاكل والتطورات الإقليمية.
هذا هو حال قضية S-400 بالنسبة لأمريكا. في آب/أغسطس 2017، صرح أردوغان بما يلي حول هذا الموضوع: "لقد اتخذنا خطوات في هذا الشأن مع الاتحاد الروسي في الوقت الحالي، وقد تم التوقيع على هذا ونأمل أن نرى صواريخ S-400 في بلدنا. وسنقوم أيضاً بإدارة العملية عن طريق المشاركة في إنتاجها". هناك أيضاً تشابه بين بيان الرئيس أردوغان S-400 وعقوبات كاتسا الأمريكية. ينص قانون مكافحة الخصوم الأمريكيين من خلال عقوبات كاتسا، والذي دخل حيز التنفيذ في 2 آب/أغسطس 2017، على فرض عقوبات على إيران وروسيا وكوريا الشمالية، والتي تعتبر تهديداً لأمن أمريكا (بي بي سي تركية، 16 تموز/يوليو 2019). بمعنى آخر، بعد أسبوع من إعلان أردوغان، دخل قانون عقوبات كاتسا حيز التنفيذ في أمريكا. في هذه الأيام، تستمر بعض المناقشات حول إمكانية فرض عقوبات على تركيا. من ناحية أخرى، لم يصدر ترامب أي بيان واضح بشأن هذه المسألة، لكنه ذكر أنه يبحث عما سيتم القيام به.
تم طرح عدد من الأسئلة هنا:
أ- هل هناك أي تضارب بين ترامب وآليات اتخاذ القرار الأخرى في أمريكا؟
ب- هل كانت أمريكا عاجزة حقاً عن الضغط على تركيا ومنعها من شراء نظام S-400؟
ج- نظراً لأن الأرباح تحتل المرتبة الأولى في أمريكا، فما هو السبب الرئيسي الذي جعل الإدارة الأمريكية تتصرف تجاه تركيا بشأن القضية؟
د- هل تستطيع تركيا فعلاً تنشيط S-400؟
بالطبع يمكننا الإجابة على كل هذه الأسئلة بالتفصيل، لكنني سأختصرها وأجيب عليها في بضع نقاط:
أ- لا نعتقد أن هناك أي تضارب بين ترامب وآليات اتخاذ القرار الأخرى في أمريكا. هناك الكثير من الأمثلة. فلنقل، إن ترامب يلعب دور الشرطي الجيد مقابل الشرطي السيئ. كلماته ترتبط ارتباطا وثيقا بأرباحه وأمواله. لذلك، تحدث ترامب عن أرباح أمريكا في كل من أوساكا وما بعدها. بمعنى آخر، هو لا يوافق على فرض أي عقوبات على تركيا
أعلن أردوغان أن نظام الصواريخ S-400 سيتم تفعيله في نيسان/أبريل 2020. "بحلول نهاية العام، سنكون قد انتهينا من جزء معين وبحلول نيسان/أبريل 2020، سنكون قد انتهينا منه بالكامل، وسنواصل طريقنا بثقة بالنفس أكثر بكثير". ومع ذلك، فإنه بعد الاجتماع بين مجموعة العمل السورية الأمريكية برئاسة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو وجيمس جيفري، ووفد برئاسة نائب وزير الشؤون الخارجية سعدات أونال، الذي جرى في أنقرة في 22 تموز/يوليو، صرح في القضية نفسها بأن نظام الدفاع الجوي S-400 سيتم تفعيله قبل عام 2020. وبالنظر إلى أن هناك فترة 180 يوماً قبل تنفيذ ترامب عقوبات كاتسا، يبدو أنه متزامن مع تاريخ تصريحات أردوغان. ومع ذلك، يبدو أن مولود جاويش أوغلو، اعتمادا على المفاوضات بين أمريكا وتركيا، قد قدم هذا التاريخ إلى ما قبل عام 2020.
ب- في سبيل أي ربح تتعامل أمريكا مع تركيا بهدوء؟ ما هو الربح الذي يجعلها تتصرف هكذا؟ والإجابة عن هذا السؤال واضحة في التطورات في سوريا. تطورات اليوم في سوريا تطالبها بذلك. خلاف ذلك، فإن هناك تهديدا خطيرا وعدم توافق بين نظام الناتو ونظام الصواريخ من روسيا، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لأمريكا. فقد خرج التصريح التالي خلال المفاوضات التي عقدت بين خلوصي أكار ونائب وزير الدفاع الأمريكي: "تم تعيين وفد أمريكي للحضور إلى تركيا، أنقرة، الأسبوع المقبل من أجل تشكيل منطقة آمنة في سوريا. كما تم التأكيد على أنه من الضروري الحفاظ على الحوار بين البلدين". (سي إن إن تركية، 13 تموز/يوليو 2019)
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد حنفي يغمور
30-7-2019

No comments:

Post a Comment