Sunday, July 28, 2019

إيجاد الشهرة في العار

إيجاد الشهرة في العار

الخبر: صرح رئيس وزراء باكستان عمران خان لقناة إخبارية أمريكية يوم الاثنين بأن وكالة التجسس الرئيسية في باكستان زودت الولايات المتحدة بمؤشرات ساعدتهم في العثور على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. (Dawn)
التعليق:
جلبت زيارة عمران خان لأمريكا الكثير من الثناء من أنصاره الحالمين. كان هذا الثناء بشكل رئيسي استجابةً لاختياره للأزياء ولغة جسده الخارقة. وقعت هذه الأمة تحت الحكم المباشر للبريطانيين منذ ما يقرب من 200 عام، وقد افترض الناس أنهم حصلوا على الحرية في عام 1947، فيما هم لا يزالون مستعبدين مادياً وفكريا. أصبح تقليد السيد من ارتداء الملابس إلى التحدث باللغة ليس فقط التكتيك للبقاء على قيد الحياة، ولكنه يحولك أيضاً إلى سيد جديد وأصبحت اهتمامات السيد والتابع ذاتها. بدأنا في إنتاج gora saabs الخاصة بنا وافتخرنا في إنجازاتنا من الداخل والخارج. يحتاج عمران خان إلى فهم أن تغييره ملابسه وإمساكه المسبحة لن يغير عقليته.
في محاولة لإثبات ولائه، ذكّر عمران خان أمريكا بالدعم الأولي الذي حصلت عليه للقبض على أسامة بن لادن، لكنه عبر أيضاً عن شعوره بالإهانة عندما نفذت أمريكا العملية لإبقاء السلطات الباكستانية في الظلام. كيف يمكن أن يتباهى بوكالة تجسس باعت مسلما للكفار المستعمرين؟ هل سيتشارك أيضاً تفاصيل القبض على عافية صديقي أم أنها كانت مجرد بيدق في حملته الانتخابية؟ هل يعلم أنه هو نفسه بيدق ووجوده في الزيارة الأمريكية مجرد تسلية؟ إن زيارته لأمريكا ليس لها أي معنى في الواقع، فالصفقات الفعلية يتم الإعداد لها من قائد الجيش، الجنرال قمر جافيد باجوا والقيادة العسكرية الأمريكية. ترامب، الذي هدد مؤخراً بأن "أفغانستان يمكن أن تمحى من على وجه الأرض"، يريد من باكستان أن تساعدها في تخليص نفسها وهذا هو السبب في أن ترامب عرض وساطة في حل قضية كشمير. يشكل تهديد ترامب لأفغانستان رسالة واضحة لما يحدث إن لم يتم الوفاء بالشروط. هذا التهديد لبلد إسلامي شقيق في حضور حاكم مسلم هو آخر عار. من الناحية الاقتصادية، استحوذ صندوق النقد الدولي على باكستان بالفعل ووافقت الحكومة على زيادة الضرائب. استراتيجيا أمريكا لها مخالب تُطبق على باكستان من خلال الهند وأفغانستان. ولا يمكن لأي قائد ذي لب أن يجرؤ على الاعتزاز بمثل هذه الحالة المثيرة للشفقة.
يحتاج عمران خان إلى إدراك أن المدينة المنورة التي يدّعي سيره على نهجها كانت تحكم وفقاً لأوامر الله سبحانه وتعالى. لم تتوسل لتحظى بصداقة الكفار ولم تسمح لهم بأن يملوا عليها الطريق لنموها الاقتصادي. توسعت هذه الدولة ونمت لأن حاكمها محمداً صلى الله عليه وسلم كان وفيا لكلمته ورعى أهلها كأنهم أبناؤه، ولم يثقل كاهل أمته التي حكمها فيما نام في منزل فخم. كل من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن قادوا هذه الأمة كانوا قلقين لشأن الأمة كثيرا واستمتعوا قليلا، وهو الأمر الذي يتناقض تماماً مع القيادات الحالية التي تستمتع كثيرا وتهتم بالأمة قليلا. لن تتمكن باكستان أبداً من الخروج من الدَّين الحالي ببيع روحها لصندوق النقد الدولي ولا من خلال جعل الشيطان (أمريكا) شاهداً عليها. لقد أدى الارتفاع الحالي للدولار إلى مضاعفة الديون وجعل معيشة الناس أكثر صعوبة. إن باكستان، شأنها شأن بقية البلاد الإسلامية، في حاجة ماسة إلى قائد حقيقي لأمته، واقفا حياته على اتباع خطا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. حاكم ليس عبداً لسيده كعمران خان. هذا الحاكم الذي يعمل على منهاج النبوة سيكون شجاعاً بما يكفي ليقف ويرفض دفع المال الذي حصلته الأمة بدمائها. هذا القائد الخليفة سيتحمل مسؤولية المسلم الأفغاني بالقدر ذاته الذي يتحمل به مسؤولية الباكستاني ولن تكون قيادته العسكرية مشغولة بتوطيد التحالفات مع قتلة الأمة الإسلامية، بل ستكون قوية بما يكفي لمساعدة مسلمي العالم. لن تطلب قيادتها من وسائل الإعلام وعائلة الأخت عافية صديقي التزام الهدوء، ولن تصف المجاهدين في مناطق مثل كشمير وأفغانستان بأنهم إرهابيون، لكن صوتها سيكون عالياً وشرساً مزمجرا وستجعل المجرمين عبرة لمن لا يعتبر.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الإِمَارَةِ وَإِنَّهَا سَتَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَسْرَةً وَنَدَامَةً فَنِعْمَتِ الْمُرْضِعَةُ وَبِئْسَتِ الْفَاطِمَة» رواه البخاري
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إخلاق جيهان
  25 من ذي القعدة 1440هـ   الموافق   الأحد, 28 تموز/يوليو 2019مـ

No comments:

Post a Comment