Saturday, July 27, 2019

هذا هو الأمان والاطمئنان والحرية للمرأة وللأطفال في ظل النظام الرأسمالي الجشع

هذا هو الأمان والاطمئنان والحرية للمرأة وللأطفال في ظل النظام الرأسمالي الجشع

الخبر: نخاف الإنجاب في هذا المكان الآن.. سوريّات يخشين الأمومة
"لا يمكنني أن أنجبَ أولاداً في سوريا، ولا أتخيّل فكرة أن يبدأ ابني بإحصاء خسائره من عمرِ السّادسة". "إنجاب الأطفال هنا يعني احتمال الخوف والندم من أنني خلقت روحاً جديدة في هذا المكان غير المستقر". "نعم أخاف من تأسيس عائلة هنا، فلا أريد أولاداً يعيشون حرباً مثلنا".
هذه مقاطع من أحاديث لم يعد غريباً اليوم تداولها على أرض الواقع أو عبر وسائل التواصل الإلكتروني، بين سوريين وسوريات أطلقت الحرب الدائرة في بلادهم منذ 8 سنوات العنان لأفكار لم يختبروها من قبل، فبات بعضهم يتساءل حول جدوى تأسيس أسرة أو إمكانية إنجاب أطفال في مكان لا يزال إحصاء الخسائر البشرية والمادية فيه مستمرا حتى اليوم.
وقد لا يبدو الحديث عن ذلك بشكل علني سهلاً على الدوام في المجتمع السوري حيث تحتل الأسرة مكانة غاية في الأهمية، وتبقى الوظيفة الإنجابية للمرأة من أهم الأدوار المتوقعة منها، لكن، وببعض البحث والسؤال، لا يصعب العثور على فتيات ونساء متزوجات يتشاركن بتلك المخاوف، ويعتقدن بأنه لا بأس من رفع الصوت بشأنها رويداً رويداً: نعم المجتمع يريدنا زوجات وأمهات، لكننا نخاف ذلك بل ونرفضه بعد أن عشنا كل هذه الحرب القاسية. (بي بي سي، 2019/07/24)
التعليق:
الخوف والبؤس والدمار هم هدية العالم الغربي الرأسمالي وعلى رأسه أمريكا للمرأة وطفلها في سوريا. تلك الدول التي وعدت هؤلاء النساء بالحرية والطمأنينة والحقوق والعدالة. نعم لقد رأت نساء سوريا وأطفالهن ذلك بملء العين وسمعنه بملء الآذان وطائرات النظام العلوي المجرم بدعم روسي وغطاء أمريكي تدك المنازل بالبراميل المتفجرة والصواريخ و... على مدى ثماني سنين طوال. لقد رأت النساء الحرية وأيما حرية وحقوق المرأة ورعاية الطفل على أكمل وجه.
ومن تبقى من النساء في سوريا يخشين الزواج والإنجاب حتى لا يعيش الأطفال حياة مأساوية كتلك التي يعيشونها اليوم. حتى أولئك اللاتي فررن بمن تبقى من أطفالهن إلى الدول (الصديقة) قد شاهدن بعين الرأس الظروف غير البشرية التي أجبرن على العيش فيها هن وأطفالهن بعد سياسة الإذلال التي فرضت عليهن في تلك الدول.
لقد فعلت أمريكا وتفعل الجرائم نفسها في العراق وأفغانستان وغيرها من الدول التي حشرت أمريكا أنفها فيها. ولا نلوم أمريكا فهي دولة رأسمالية مستعمرة لا تستطيع إلا استعمار الشعوب وامتصاص خيراتها.
ولكن من الذي سهل ويسر وعبّد الطريق للغرب لإذلال نساء المسلمين؟ من الذي أعان أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا على الصول والجول في بلادنا كما يحلو لهم؟ أليس هم حكام المسلمين عربا وعجما؟ أليسوا هم الأدوات التي من خلالها يبسط الغرب يديه على أعراضنا وثرواتنا وخيراتنا؟ ألم يئن الأوان أن تعي الأمة الإسلامية أن دماءها واحدة وبلادها واحدة وأعراضها واحدة ودينها واحد ونبيها واحد وقرآنها واحد وربها واحد؟ أما آن لنا ان نترك التناحر في ما بيننا لنزيح هؤلاء الحكام وأنظمتهم عن صدورنا ومن بلادنا؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج ممدوح
  23 من ذي القعدة 1440هـ   الموافق   الجمعة, 26 تموز/يوليو 2019مـ

No comments:

Post a Comment