Sunday, July 28, 2019

مصالحات أم مساومات؟!!

مصالحات أم مساومات؟!!

الخبر: نقل موقع الجزيرة نت يوم الخميس، 2019/07/25م خبرا تحت عنوان (السودان.. "الحرية" و"الجبهة" تتفقان بشأن إدارة المرحلة الانتقالية والإسلاميون ينفون المشاركة بالانقلاب)، جاء فيه:
"أعلنت قوى الحرية والتغيير وضمنها الجبهة الثورية توصلها فجر اليوم الخميس في أديس أبابا لاتفاق بشأن التحديات التي يواجهها السودان، في وقت رفضت فيه الحركة الإسلامية الاتهامات الموجهة إليها بالمشاركة في المحاولة الانقلابية التي كشف عنها أمس الأربعاء.
وأضافت قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية أنهما ناقشا على مدى أيام ملفات كبرى تهم السودانيين وعلى رأسها الانتقال لحكم ديمقراطي في أسرع وقت، وتوفير الحياة الكريمة للشعب السوداني.
وقالا في بيان إنهما اتفقا على الإسراع في تشكيل السلطة المدنية الانتقالية، على أن تكون أولى مهامها تحقيق اتفاق سلام شامل يبدأ بإجراءات تمهيدية عاجلة تخلق المناخ الملائم للسلام.
كما اتفق الطرفان على إنشاء هيكل يقود قوى الحرية والتغيير طوال المرحلة الانتقالية يحشد الشعب لإنجاح أهداف الثورة، كما تمت صياغة رؤية موحدة حول الاتفاق السياسي والإعلان الدستوري مستجيبة لتطلعات الجماهير".
التعليق:
إن المتابع لما يجري على أرض السودان لا تغفل عيناه عن عبث القوى الدولية خاصة أمريكا وبريطانيا اللتان حرصتا على هذا الاتفاق من باب ذر الرماد في العيون وتحقيقاً لمصالحهما؛ فأمريكا حريصة كل الحرص على أن تبقى مقاليد الحكم بيدها في السودان من خلال عملائها وأتباعها الذين هم في السلطة وما تصريحات حميدتي والعسكر عنكم ببعيدة، في حين تحرص بريطانيا على أن يكون لها دور من خلال عملائها وأن يكون لها يد في اتخاذ القرارات والسيطرة على موارد السودان من خلال ما يعرف بالمدنيين.
إن اعتبار المبعوثين الأمميين حريصين على مصلحة بلاد المسلمين هو وَهْم، لا نتصور أن الجهل هو دافعه إنما هي العمالة والتبعية للغرب، فمعلوم أن المجلس العسكري هو امتداد للنظام السابق، وأن قوى الحرية والتغيير هم سماسرة سياسيون وحركات مسلحة وغيرها، كل همها الحصول على كرسي الحكم مما يعني وبكل بساطة احتمال حدوث انشقاقات داخل ما يعرف بالحرية والتغيير كونها لا تجمعها رابطة مبدئية ولا انسجام فكري بين كتلها، والغريب أنها اجتمعت على تقاسم السلطة مع بقاء النظام السابق، فأي وعي سياسي هذا؟! وأين حرصهم على مصلحة السودان كما يزعمون؟! ولا نظن أن هذه الاتفاقية ستصمد أمام خلافاتهم؛ ذلك أنهم يريدون السودان دولة وطنية خاضعة للأنظمة الرأسمالية الغربية، ناهيك عن الصراع الأمريكي البريطاني على السودان.
وحري بإعلام كإعلام الجزيرة أن يركز على أن أهل السودان يريدون الحل الشرعي؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وليس مجرد ديمقراطية مزعومة كاذبة خاطئة، وأن تسلط الأضواء على الإجراء الشرعي المطلوب بأن ينحاز المخلصون في الجيش إلى حراك الأمة وإعطاء النصرة لمن يحمل مشروعا نهضويا حقيقيا على أساس الإسلام؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة تسعد في ظلها البشرية جمعاء وليس أهل السودان والمسلمون فحسب. قال تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [آل عمران: 110].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بسام المقدسي – الأرض المباركة (فلسطين)
  25 من ذي القعدة 1440هـ   الموافق   الأحد, 28 تموز/يوليو 2019مـ

No comments:

Post a Comment