Saturday, July 27, 2019

إعجاب أردوغان باتفافية لوزان

إعجاب أردوغان باتفافية لوزان

الخبر: في الرسالة التي وجهها أردوغان بمناسبة الذكرى السادسة والتسعين لاتفاقية لوزان، أشار إلى أن لوزان هي سند إقامة الجمهورية التركية،
"
مرة أخرى نتمنى الرحمة لمؤسس جمهورية تركيا البطل مصطفى كمال (أتاتورك) وإلى شهدائنا الأبطال، كما نجدد شكرنا وامتنانا لهؤلاء الأبطال".
وتابع أردوغان رسالته بهذا الشكل:
"
يوافق هذا العام الذكرى المئوية لبداية نضالنا من أجل الاستقلال. توج الكفاح الوطني ضد أقوى الجيوش في العالم بمعاهدة لوزان، وهي شهادة استقلال بلدنا. جمهورية تركيا، الاستقلال اليوم كما كان قبل قرن من الزمان، هو المحافظة على أمن وسلامة شعبنا وما زال يملك القدرة والعزم للقضاء على أي تهديد للأمن والسلم". (وكالات)
التعليق:
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً﴾ [الانسان: 3]
إذا انحرف الإنسان عن طريق الهداية الذي أرشده إليه الله تعالى فإنه يدخل في طريق الضلال طريق الشيطان، بدأ أردوغان، كما تشير الآية، بإظهار التناقضات في أقواله وأفعاله من خلال الابتعاد عن الطريق الصحيح من الله، واختيار عدم الرضا والدخول في طريق الشيطان. لأنه اعتبر أنه من البراعة أن يثني على معاهدة لوزان وممثلها الرئيسي، وهي وثيقة خيانة للإسلام والمسلمين، فقط لحماية سلطته ومصالحه، وتماما هذا ما قاله أردوغان عن اتفاقية لوزان في العام 2016 عندما شن العلمانيون عليه هجوما مكثفا، هذا ما قاله خلال اجتماع مع المخاتير "ماذا فعلوا بنا في التاريخ. في عام 1920، أظهروا لنا الحد. في عام 1923، أجبرونا على لوزان. حاولوا إقناعنا أن اتفاقية لوزان هي نصر لنا. كل شيء واضح. لنصرخ بأعلى صوت ولتسمعنا الجزر نحن تنازلنا في لوزان. هل هذا النصر؟ كان لنا". الآن، يشيد أردوغان بلوزان وممثلها الرئيسي من أجل إرضاء العلمانيين وقلب الهزيمة في الانتخابات الأخيرة لصالحه، لأن الشيطان يجعله يتوهم ويمنيه الأماني أن هذا سيكون في صالحه. يقول تعالى في كتابه: ﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ﴾ [الانفال: 48]، من هنا فإن أردوغان مقتنع بهمس الشيطان له بأنه لن يغلبه أحد ولن يقدر عليه أحد، لهذا السبب ومن أجل أن يحافظ على سلطته ومركزه لا يتردد أبدا في إصدار عبارات تستغل مشاعر المسلمين وإذا لزم الأمر يخطب خطابات ترضي العلمانيين دون خجل أو استحياء.
ومع ذلك، حتى الشخص الذي لديه معرفة إسلامية سطحية، لو ألقى نظرة على محتوى معاهدة لوزان، فإنه يفهم على الفور أنها معاهدة خيانة للإسلام والمسلمين. ذلك عندما افتتح مؤتمر لوزان في العشرين من تشرين الثاني عام 1922م أرسل مصطفى كمال عصمت إينونو فاجتمع برئيس الوفد البريطاني آنذاك اللورد كورزون الذي قدم أربعة شروط لمنح الاستقلال للأتراك خلال المحادثات السرية:
1.
إلغاء الخلافة إلغاءً تاما
2.
نفي الخليفة إلى خارج الحدود
3.
مصادرة جميع أملاك الخليفة
4.
إعلان علمانية الدولة.
إلغاء نظام الخلافة الذي يطبق قوانين الشريعة الإسلامية، ونفي خليفة المسلمين الذي أطلق عليه النبي صلى الله عليه وسلم أنه جنة يقاتل من ورائه ويتقى به، ومصادرة أموال الخليفة وبالتالي مصادرة أموال المسلمين، وتطبيق العلمانية التي تأتي بقوانين من وضع البشر وتحيد الناس عن طريق الهداية. ألا يعرف أردوغان يا ترى أن هذه الشروط هي خيانة للمسلمين؟ يعرف ذلك بالتأكيد.
ولكن عندما يصبح حليفا للشيطان، فإنه يوسوس له ويمنيه الأماني بأنه لن يغلبه أحد ولن يقدر عليه أحد ولن ينزع منه سلطانه أحد، ومن هذا إذا كان أردوغان يؤمن بالله ورسوله حقا فعليه الرجوع والعودة إلى أوامر الله ونواهيه وأن لا يكون جاحدا بل عبدا شكورا، وإلا فإن بانتظاره عاقبة أسوأ من عاقبة من عرفهم من مبارك إلى القذافي إلى زين العابدين بن علي، إذا لم يأخذ الدروس من عاقبة الديكتاتوريين من عملاء الاستعمار الغربي فإن عاقبته لا تبدو جيدة أبدا، ومن أجل تخليص الأمة الإسلامية وفي مقدمتها تركيا من هذا الوضع السيئ عليه العودة إلى منهج النبي صلى الله عليه وسلم وبشكل عاجل الانضمام إلى حزب التحرير الذي بإمكانه أن يقود الأمة إلى الخلاص من هذا الوضع الذي لا يرضي الله تعالى، وإقامة دولة الخلافة الراشدة، وإلا سيحل بنا جميعا غضب الله تعالى ولن يجاب دعاؤنا كما ورد ذلك في حديث نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوْشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْ عِنْدِهِ ثُمَّ لَتَدْعُنَّهُ فَلَا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ». أحمد بن حنبل والترمذي
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رمضان أبو فرقان
  24 من ذي القعدة 1440هـ   الموافق   السبت, 27 تموز/يوليو 2019مـ

No comments:

Post a Comment