Tuesday, September 29, 2020

جريدة الراية: موقف حزب التحرير تجاه فلسطين في مؤتمره "براءة من الخيانة العظمى"

 جريدة الراية: موقف حزب التحرير تجاه فلسطين في مؤتمره "براءة من الخيانة العظمى"

هو موقفٌ يمثل المسلمين

 

  13 من صـفر الخير 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 30 أيلول/سبتمبر 2020مـ

عقد المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحریر مؤتمراً موسعاً عبر الإنترنت بالتعاون مع تلفزيون الواقية حول الخيانة العظمى التي قامت بها الإمارات والبحرين بعنوان: "براءة من الخيانة العظمى"، يوم السبت 02 صفر الخير 1442 الموافق 19 أيلول/سبتمبر 2020م. مؤتمر نزل خبر انعقاده كالصاعقة على رؤوس الذي يحادون الله ورسوله؛ فبمجرد ابتداء المؤتمر أعماله قامت إدارة الفيسبوك بحجب صفحة المكتب الإعلامي المركزي عن العامة، فقد أحدث هذا المؤتمر قبل عقده بفضل الله ضجة قوية، فهُزّت به عروشٌ آيلة للسقوط، هذه العروش وأسيادها التي تراقب أعمال هذا الحزب العظيم لتعلم أين وصلت حرارة الأمة ووعيها، أما الذين آمنوا فقد استبشرت قلوبهم وانفرجت أساريرهم، وهم يسمعون ما سطره الحزب من موقف حول خيانة التطبيع.

وقد كان لهذا المؤتمر الموسع مزيتان:

الأولى: إعلامية حيث جاء يصدع بالكلمة الجادة الصادقة في الحديث عن البراءة من الخيانة العظمى فيما يخص قضية فلسطين، دون أن يخشى في الله لومة لائم، كلمة الحق سلاحه، سلاح أمضی من السيف في وجه الظالمين.

والثانية: عالمية المشاركة، فقد جمع المؤتمر العربي والأعجمي، ألوانهم وألسنتهم مختلفة، ولكنهم يشهدون معا شهادة الحق، بأن الأرض المباركة هي ملك الأمة الإسلامية جمعاء فهي ليست ملكاً للفلسطينيين أو للعرب وحدهم، وهي آية من كتاب الله لا يمكن التفريط بها ولا بيعها...

ومن أبرز ما قيل في هذا المؤتمر:

-     الكلمة الأولى وكانت للدكتور مصعب أبو عرقوب بعنوان: "فلسطين تحرررها جيوش المسلمين" قال فيها: "إنّ كل الاتفاقيات والمعاهدات والتطبيع تحت أقدام الأمة الإسلامية ولا وزن لها، فتطبيع كيان يهود مع الأنظمة لا يعني شيئاً، فهو كمن يقيم سلاماً مع نفسه، وكيان يهود والخونة يدركون ذلك، فهم كمن يصافح سيده أو وكيل سيده، والأمة منهم براء".

-     الكلمة الثانية كانت للأستاذ أحمد القصص من لبنان بعنوان: "فشل الغرب في إقناع المسلمين بكيان يهود" قال فيها: "ظن الغرب في القرن العشرين أن الأمة الإسلامية قد قضي عليها وأنها قد تلقت الضربة النجلاء التي لن تعود بعدها للحياة أبداً، ولكنه تفاجأ بعد ذلك أن الإسلام أصبح المحرك الأول بل الوحيد لهذه الأمة في مواجهة الاحتلال وفي مواجهة الغزو الثقافي والفكري وفي مواجهة كل المؤامرات التي تحاك لهذه الأمة".

-     الكلمة الثالثة كانت للدكتور أحمد حسونة من الأردن بعنوان: "إمّا الاستقامة والإقبال أو التولي والاستبدال" قال فيها: "إن الويلات التي تمر بها الأمة الإسلامية هي نتيجة حتمية لترك البلاد لحكام يحكمون بغير ما أنزل الله، لا شك أن التقصير في التلبس في الأحكام الشرعية من الأمة لهو مدعاة للعقوبة من الله، وضنك العيش وهو ظاهر عليها ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

-     أما الكلمة الرابعة فكانت للشيخ ناصر رضا من السودان بعنوان: "حذار أن تدفعوا جزية التطبيع يا أهل السودان" قال فيها: "إن خرطوم اللاءات الثلاث التي انطلقت في أيلول/سبتمبر 1969 هي نفس الخرطوم في أيلول/سبتمبر 2020 التي ترفض أي علاقة مع كيان يهود إلاّ علاقة الحرب والقتال، وإنّ شباب الأمة في السودان عقِب توزيع حزب التحرير لنشرته التي استنكر فيها هذه الأعمال الخيانية وهذه الاتفاقيات الذليلة التي وقعها حكام الإمارات والبحرين، اتصلوا بالحزب لكي يُسجّلوا أسماءهم لينخرطوا في الجيش الزاحف لاستئصال كيان يهود، هكذا هم أهل السودان".

-     وأما الكلمة الخامسة فكانت للأستاذ سعيد فضل من مصر الكنانة بعنوان: "أهمية مصر الكنانة في قضية فلسطين" قال فيها: "إن هذا الكيان المسخ هو خنجرٌ مسمومٌ في خاصرة الأمة، وشوكةٌ في حلقها إمّا أن تلفظها الأمة أو تموت، وأمّة الإسلام غير مؤهلة للموت، وستلفظ هذا الكيان حتماً لا محالة، ولن يمحو هذا الكيان إلا خلافة راشدة على منهاج النبوة، آن آوانها وأطلّ زمانها، وقريباً نعلنها ونحرك بها جيوش الأمة وعلى رأسها جيش الكنانة لنحرر كامل فلسطين وتدخل الخلافة إلى بيت المقدس فيكون عقر دارها".

-     الكلمة السادسة كانت للأستاذ عبد الله إمام أوغلو من تركيا بعنوان: "فلسطين ليست قضية عربية بل قضية الإسلام" قال فيها: "إننا نشهد الله على أننا لن نكون من الساكتين على لعبة الخيانة هذه، فيا أيها المسلمون الذين تنبض قلوبكم مع القدس، إنكم تعلمون أن قضية القدس ليست جديدة فالمسجد الأقصى والقدس تحت الاحتلال منذ سبعين سنة، وتعلمون أن قضية فلسطين ليست قضية الشعب الفلسطيني ولا قضية العرب وحدهم، بل هي قضية إسلامية، هي أرض الإسراء والمعراج وذلك ثابت في كتاب الله، وهي قبلة المسلمين الأولى ووصية رسول الله.

أيها المسلمون، هل يمكن لحكام تركيا الذين كانوا من أوائل من اعترف بكيان يهود والذين يقولون عن كيان يهود الغاصب إننا بحاجة إليه في الشرق الأوسط، ويغتنمون كل فرصة لإقامة العلاقات الحميمة معه، هل يمكن أن يدافعوا عن فلسطين؟!".

-     والكلمة السابعة كانت للشيخ يوسف مخارزة من فلسطين بعنوان: "سيرة حكام السوء" قال فيها: "والله العظيم الذي لا إله غيره إن حكام المسلمين يصدرون عن موقف واحد؛ كلهم مطبعون وكلهم عُشّاق يهود، يزعمون أنهم مخلصون، لا والله ليسوا بمخلصين بل هم أذناب، يمثلون دوراً على الأمة ويزعمون أن تطبيعهم ليس كتطبيع غيرهم. إن ما يصنعونه مضى فوق التطبيع وما بعد التطبيع، بل إنهم على علاقة طبيعية مع اليهود".

-     أما الكلمة الثامنة فكانت للمهندس أسامة الثويني من الكويت بعنوان: "رفض كيان يهود رفض لعوامل نشأته ورعايته" قال فيها: "هذه دعوة لكل من يحب فلسطين ولكل من يحب أن يراها محرَّرة تستظل بظل المسلمين وحكم الإسلام، دعوة لكل من يرفض التطبيع مع كيان يهود أن يكون رفضه فعالاً ومنتجاً ومستمراً، أن يكون رفض التطبيع رفضاً لمقررات الشرعية الدولية ورفضاً للتنسيق مع دول الكفر الكبرى وعلى رأسها أمريكا، وتجاوزاً للأنظمة في بلاد المسلمين التي لا حول لها ولا قوة إلاّ على أبناء المسلمين، وبعد النهاية مواجهة محاور الشر الثلاثة هذه لا يكون إلاّ بثلاثية الخير؛ شرع الإسلام والجهاد ودولة الخلافة".

-     والكلمة التاسعة كانت للأخت رنا مصطفى (أم عبد الله) من لبنان بعنوان: "رد الحرائر على الخيانة العظمى لأرض المسرى" قالت فيها: "إن حكام البلاد الإسلامية قاموا بالتنازل عن اللاءات بمجموعها ومحتواها درجة درجة لتصبح في نهاية الأمر (نعم)، وتحولت القضية إلى مشروع سلطة فلسطينية أو مشروع دويلة فلسطينية ديمقراطية علمانية حتى وصل دعاتها إلى أسفل السلم وأحطّ الدرجات وما عُدنا نسمع باللاءات إلاّ بلا للخمار، لا للقوامة، لا للتعصب، لا للإرهاب، لا للمجتمع الذكوري، لا لسلطة الأب على بناته، وما نسمعه من قوانين سيداو التي تريد العبث في أحكام النظام الاجتماعي في الإسلام في فلسطين".

-     أما الكلمة العاشرة فكانت للشيخ عصام عميرة من فلسطين بعنوان: "أهل فلسطين ثابتون على الأمانة" قال فيها: "أيها المسلمون إن فلسطين ليست ملكاً لهؤلاء الحكام الخونة ولا القدس قدسهم ولا الأقصى أقصاهم بل إنهم لا يمتون للأمة بصلة فهم ليسوا منها وليست منهم، ولن يكونوا ممن سيكرمهم الله بتحريرها، ولن ينالوا شرف التكبير مع المكبرين المحررين، وليخسأ المطبّعون".

-     أما الكلمة الحادية عشرة فكانت للأستاذ منذر عبد الله من الدنمارك بعنوان: "التردي في الأداء السياسي عند الغرب" قال فيها: "إن الغرب الكافر يحاول إعادة تأهيل تلك المنظومة التي أقامها على أشلاء الأمة، فقد انكشفت عورة الدولة القُطرية وتمردت عليها الشعوب وتهاوت عروش الطغاة وترنح الملك الجبري الآثم فعاد الغرب بجيوشه وجبروته ليحول دون سقوط منظومته الفاسدة".

-     أما الكلمة الثانية عشرة فكانت للأستاذ أحمد بن حسين من تونس بعنوان: "نصرٌ بالشباب" قال فيها مخاطباً الحكام: "ليستقيلوا أولاً جماعياً من المنظمة الدولية التي اعترفت بـدولة يهود وقالت إنها محبة للسلام، وثانياً أن يبطلوا كل القرارات المنبثقة عنها، ثالثاً أن يحلّوا كل الأحزاب والجمعيات وكل من تعاطف مع هذا الكيان، أو كل من يتردد مثل الحال في تونس في أن يرفض التطبيع، رابعاً أن يعدّوا الحدود لاغيةً، خامساً أن يستنفروا القوات والضباط في جيوشهم، حينها فقط تنظر الأمة في شأنهم هل تعفوا عنهم أو لا، حينها فقط ربما تخفف عنهم الخلافة العقوبة الشديدة ويسجلون نقطة بيضاء في سجلهم الأسود".

-     أما كلمة الختام فكانت لمدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير المهندس صلاح الدين عضاضة بعنوان: "رسالة حزب التحرير في هذا الموقف المرير" تطرق فيها إلى نشرة الحزب التي أبرق فيها رسالة إلى الأمة الإسلامية تحت عنوان: "هذا اليوم، تُوقع الإمارات والبحرين مع دولة يهود اتفاقية الخيانة العظمى لفلسطين مسرى الرسول ومعراجه ... دون خشية من الله ورسوله والمؤمنين".

نسأل الله سبحانه أن يكون موقف حزب التحریر تجاه قضية فلسطين والقضايا الإقليمية والدولية الساخنة عوناً للمخلصين من أبناء هذه الأمة لمعرفة المشكلة وسببها ومعرفة العلاج وكيفية تنفيذه.

بقلم: الأستاذة رولا إبراهيم

جريدة الراية: نحن المخرز لا العين التي تخشاه

 جريدة الراية: نحن المخرز لا العين التي تخشاه

 

  13 من صـفر الخير 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 30 أيلول/سبتمبر 2020مـ

▪ منذ انطلاق ثورة الشام عام 2011م، أدركت أمريكا، حامية عميلها نظام أسد، أنها ثورة متميزة عن باقي ثورات المنطقة. ولإدراكها شدة خطرها إنْ هي بقيت سائرة بالزخم نفسه والمسار الصحيح للوصول إلى مبتغاها، عمدت أمريكا إلى كل ما تستطيع من أساليب إجرام شيطانية لإيقاف الثورة وحرفها عن مسارها وإفراغها من مكامن قوتها. فكان أن قسمت أعداء الثورة إلى أعداء يبطشون بنا و"أصدقاء" يمكرون بنا، لإيصالنا إلى حالة من اليأس والقنوط إلا مما يملى علينا من حلول استسلامية قاتلة يسمونها "سياسية".

وكان من أقذر أساليب أمريكا، عبر أدواتها، لمحاربة أهل الشام ونبض ثورتهم المتّقد هو محاولتها المستمرة تجريد الأمة من سلطانها وقرارها، لتُفقدها شخصيتها وتُظهرها على أنها أمة ضائعة لا هوية لها ولا إرادة ولا قرار. فكان أن سلطت عليها صنائع متعددة مهمتها ربط مصير الثورة وأهلها بالأنظمة المتآمرة المرتبطة بأمريكا وأذنابهم في الداخل من قادات وفصائل وحكومات وأبواق مأجورة هدفها وأد روح الثورة والجهاد في نفوس الناس المتعطشين لتتويج التضحيات بما يرضي الله سبحانه ورسوله .

▪ وراح قسمٌ من المنهزمين، جهلاً، أو عن سبق إصرار وتصميم وترصّد، ولغايات شيطانية يريدها أعداء الإسلام وأعداء أهل الشام، يشيعون أن "عين الثورة لم تعد تستطيع مقاومة مخرز النظام"!

▪ وحُّق لنا ها هنا أن نتساءل: "مَن العين ومن المخرز"؟!

▪ أليس القول إن "الحق يعلو ولا يعلى عليه" هو عندنا دين وعقيدة؟!

▪ ألسنا أعزاءَ بديننا أقوياء بربنا؟!

▪ أولم يقل سبحانه في كتابه: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾؟! وقال تعالى: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾؟! وقال عز وجل: ﴿لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾؟!

نحن المخرزُ الذي سيُزهِق اللهُ به بإذنه كلَّ باطل.

▪ إن مِن أخطر ما ابتليت به ثورة الشام، مرجفين مجرمين ذوي أجندات، يشيعون في الأمة أن ثورتها قد انتهت، وأن عدوها قد انتصر، وأنه لم يعد لها من أمرها شيئاً، وأن خلاصها لم يعد بأيديها إنما بأيدي دول زرعت أذرعها الأخطبوطية في المحرَّر وغرست أنيابها المسمومة في جسد الثورة الذي يريدون إنهاكه بالجراح، وأدوات مجرمة لهذه الدول في الداخل، يرسلون الخطب لمُعتَلي المنابر، لتخذيل الناس وجلدهم وتحميلهم مسؤولية مآسيهم، ونشر (فقه) الاستضعاف والمهادنة والتفريط والمهانة! رغم أن كل مقومات إسقاط النظام المهلهل لتتويج التضحيات بحكم الإسلام قائمة: عقيدة راسخة، وهمم عالية، ونفوس عظيمة تواقة للمجد، وتجذّر واضح لروح الثورة في نفوس أبنائها، ورأي عام على غاية الثورة، وأن لا أنصاف حلول مع المجرمين، وأن لا خلاص لنا إلا باستئصال نظام الإجرام من جذوره وتخليص الناس من شروره، وخبرة طويلة من سنوات الثورة التي أثبتت كمية الإبداع الموجودة عند الناس رغم قسوة الظروف، وقدرة كبيرة على الثبات والتحمل والصمود، وطاقات بشرية هائلة، ومقومات جغرافية وسياسية مميزة، تحتاج فقط إلى توسيد الأمر لأهله سياسياً وعسكرياً. وإلا، فإننا، حقيقةً، نحن وثورتنا في خطر عظيم.

▪ إن كل ما سبق من مقومات يقابله إجماع لأعداء الثورة على حربها لوأدها وإجهاضها قبل أن تنهض وتتعافى من جديد، لما تشكله إن انتصرت من خطر عظيم على أمريكا وأنظمتها العميلة في المنطقة، والتي سامت الناس سوء العذاب لعقود طويلة، وحاربت عودة الإسلام إلى الحكم بكل ما أوتيت من قوة، ونهبت خيرات البلاد خدمةً للكافر المستعمر مقابل حماية عروشها القائمة على هالةٍ من القبضة الأمنية والبطش والإجرام الممنهج، وعملت على إفقار الناس حتى يشغلوهم بلقمة العيش عن محاسبة الحكام وأطرهم على الحق أطراً، بل واقتلاعهم من جذورهم الآسنة بسبب إصرارهم على فجورهم ومحاربتهم لكل محاولة تغيير حقيقي على أساس الإسلام.

▪ لقد أدرك الناس أن لا مجال للتراجع أو الاستسلام، لأنه الهلاك بعينه، ولأن أنصاف الثورات قاتلة، وأن تجارب مصر وتونس وليبيا واليمن خير شاهد ودليل على ذلك، وأن عقيدتنا تحتّم علينا إكمال ما بدأناه، ولكن ضمن خطة محكمة ومشروع خلاصٍ واضح يكون من صميم عقيدتنا يجتمع عليه الناس (لا مشروعاً علمانياً استسلامياً يفرضه علينا أعداء الإسلام المتربّصون بنا وبثورتنا)، مشروعٌ يرسم لنا خط السير ويبين لنا معالم الطريق لتحرير دمشق وكل الشام بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز، وهذا المشروع هو مشروع الخلافة على منهاج النبوة لا غير، إذ به وحده تجتمع مقومات النصر، وعليه وحده يجتمع رجال الإسلام المتعطشون لحكم الإسلام، وبه وحده نبلغ المجد ونتوج التضحيات فنسقط نظام الكفر والقهر والجور ونقيم حكم الله في الأرض في ظلال دولة وجيش دولة، آن أوانها وأطل زمانها بإذن الله.

▪ سنبقى نمشي على الجمر حتى يمن الله علينا بما يشفي به صدورنا، بنصره واثقين وبحبله مستمسكين. فإما ثبات حتى النصر وبلوغ المراد، وإما تضحية في سبيله، كي نلقى الله وهو عنا بإذنه راض. قال تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾. وقال سبحانه في محكم تنزيله: ﴿وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾.

بقلم: الأستاذ ناصر شيخ عبد الحي

عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا

جريدة الراية: أحداث أمريكا وتأثيرها في الموقف الدولي ح3

 

جريدة الراية: أحداث أمريكا وتأثيرها في الموقف الدولي ح3

 

  13 من صـفر الخير 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 30 أيلول/سبتمبر 2020مـ

... وجاءت أزمة فيروس كورونا لتفضح واقع أمريكا المهترئ، فلم تستطع أن تدير هذه الأزمة، وحاولت أن تلقي المسؤولية على الصين بسبب عجزها عن إدارتها ومواجهتها ولتخفي عوراتها، مع أنه كانت معها فرصة أكثر من شهرين عندما سمعت بانتشاره في الصين، فاستخفت به ولم تدرك مدى خطورته وكيفية مجابهته واتخاذ التدابير، فسجلت أول إصابة في بداية شباط 2020 وبدأ الوباء ينتشر فيها، وبدأت تغلق البلاد منذ منتصف الشهر الثالث من السنة الجارية 2020، وظهر عجزها في الناحية الطبية ونقص المعدات الطبية وصراعها مع الدول الأخرى على الأجهزة الطبية مما هز الثقة بها. وبدأت تتخبط فأغلقت البلاد فتضررت اقتصاديا وتفاقمت أزماتها الاقتصادية التي تعاني منها أصلا... وقد تكبدت خسائر مادية لا تعوض بسبب الإغلاق ولم تنقذ نفسها وكانت أكثر دولة في أعداد المرضى، إذ بلغ تعداد الإصابات ما يزيد عن مليونين ونصف، وتذكر التقارير من أمريكا نفسها أن هناك ملايين من الإصابات في أمريكا لم تُحْصَ، وكذلك كانت الأكثر أعدادا في الوفيات إذ وصل الرقم حتى يوم 2020/6/26 أكثر من 126 ألفا. وهذا كله يزعزع الثقة بقدرات أمريكا كدولة أولى في العالم من المفترض أن تكون الأولى في كل شيء والأقل ضررا في كل شيء.

وقد ارتفع عدد العاطلين عن العمل فيها ارتفاعا لا مثيل له، إذ اقتربت نسبة البطالة يوم 2020/5/7 من 20%، أي ضعف ما شهدته البلاد خلال أزمة 2008، وكان ترامب يشيد قبل تفشي الوباء بتراجع نسبة البطالة إلى 3,5%. ويقدر بعض الاقتصاديين خسارة 28 مليون وظيفة في شهر نيسان الماضي بأمريكا. وللمقارنة فإن الأزمة المالية العالمية عام 2008 أسفرت عن خسارة 8,6 مليون وظيفة في أمريكا، واستنادا إلى هذه الأرقام لم تعد الأزمة المالية التي تشكل مرجعا للمقارنة إذ تخطتها أرقام 2020 بشكل كبير ويتوجب العودة إلى أرقام كساد الثلاثينات. وقد خفضت نسبة الفائدة الربوية إلى الصفر تقريبا بعدما رفعتها في الأعوام الماضية إلى ما فوق 2% لتظهر تعافيها من أزمة 2008 حيث اضطرت إلى خفضها حينها إلى الصفر تقريبا فرجعت إلى المربع الأول. وقد ازدادت نسبة الفقر حتى بلغ تعداد الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى 43 مليوناً حتى يوم 2020/5/24 وذلك ضعف ما كان عليه قبل 50 عاما. وذكرت قناة "سي إن بي سي" الأمريكية بأن "إجمالي ديون الشركات غير المالية الأمريكية بلغ 6,6 تريليون دولار بنهاية عام 2019 بزيادة 78% منذ منتصف عام 2009"، وذكرت موديز أن "فيروس كورونا سيسبب صدمة غير مسبوقة للاقتصاد". (عربي21، 2020/3/31). كل ذلك يدل على أن الأزمة الاقتصادية في أمريكا عميقة جدا، وأنها لم تتخلص منها منذ أن بدأت عام 2008 وامتدت وتعمقت عبر السنوات التي مرت ولم تستطع الدولة الأمريكية أن تنقذ اقتصادها المتهاوي رغم ضخها للأموال الطائلة، ومع ذلك المشكلة تفاقمت، وقد قفزت ديون أمريكا خلال عهد أوباما من 10 تريليونات إلى نحو 20 تريليون دولار وما زالت المديونية في ارتفاع. وتبلغ مديونيتها الآن 27 تريليون دولار، أي أكثر من خمسة أضعاف المبلغ الفصلي السابق عند ذروة الأزمة المالية عام 2008 وسط إنفاق محموم للتخفيف من حدة جائحة فيروس كورونا" (جريدة العرب الاقتصادية الدولية 2020/5/6). وهذه التوقعات تتوافق مع وكالة موديز، إذ ذكر مارك زاندي كبير الاقتصاديين في وكالة موديز: "إذا لم تستأنف الشركات (في أمريكا) عملها الطبيعي المعتاد قبل حلول نهاية الصيف فإن ما يصل إلى 30% من مقترضي القروض العقارية، أي حوالي 15 مليون أسرة، سيتوقفون عن تسديد القروض وسيخسرون العقارات"، وذكر زاندي أن الوضع اليوم أشد جدية وخطورة من أزمة سوق الرهن العقاري الأمريكي التي تفجرت قبل 12 عاما أي عام 2008 وأدت إلى انهيار مالي عالمي وركود اقتصادي طويل". وقالت البروفيسور سوزان واشت الأستاذة في كلية "وارتون للأعمال" بجامعة بنسلفانيا الأمريكية إن حجم ديون الرهن العقاري في الوقت الحالي أعلى بكثير مما كانت عليه في عام 2008 "لقد زادت قيمتها فقط في عام 2019 بمقدار 433 مليار دولار، لتصل إلى 9,56 تريليون دولار" (نوفستي الروسية).

ولهذا حذر كثير من المسؤولين والمفكرين السياسيين من المخاطر التي تتعرض لها أمريكا. فقال الرئيس الأمريكي ترامب "إن أزمة فيروس كورونا أسوأ من بيرل هاربر (الهجوم الياباني عام 1941)، إنها أسوأ من مركز التجارة العالمي (تم تفجيره يوم 11 أيلول عام 2011). ما كان ينبغي لذلك أن يحصل". (أ ف ب 2020/5/7) وقال وزير خارجية أمريكا السابق هنري كيسنجر في مقالة له في جورنال وول ستريت الأمريكية نشرت يوم 2020/4/4 "إن جائحة كورونا ستغير النظام العالمي للأبد". وقال رجل الأعمال الأمريكي الشهير جورج سوروس "إن وباء كورونا يهدد حضارتنا. وإنها أكبر أزمة شهدها في حياته. وهذا بالتأكيد مشكلة كبيرة جدا. لن نعود إلى حيث كنا عندما بدأ الوباء. هذا أمر مؤكد. ولكن هذا هو الشيء الوحيد المؤكد. كل شيء سيكون عرضة للنقاش والصراع. لا أعتقد أن أحدا يعرف كيف ستتطور الرأسمالية". (مقابلة مع صحيفة الإندبندنت البريطاينة نشرت يوم 2020/5/12) وحذر المدير السابق لمراكز مكافحة الأمراض توم فريدمان يوم 2020/5/6 في شهادته أمام الكونغرس من أن "على أمريكا أن تكون مستعدة لمعركة طويلة وصعبة ضد فيروس كورونا المستجد". وقال "إن على الحكومة أن تكون مستعدة بشكل أفضل لهزم المرض الذي ألحق ضررا كبيرا بالولايات المتحدة والعالم.. وإلى أن يكون لدينا لقاح فعال وإذا لم يحصل شيء غير متوقع فإن عدونا الفيروسي سيكون موجودا معنا لعدة أشهر أو سنوات.. وإن حربنا على كوفيد-19 ستكون طويلة وصعبة".

وهناك مسألة انقسام الأحزاب وحرصها على الفوز وحرص مرشحها أيضا على الفوز مهما كان الثمن بالرئاسة للولاية الأولى أو للولاية الثانية كما حدث مع ترامب الذي طلب تدخل أوكرانيا لتساعده ضد خصمه الديمقراطي وكذلك طلبه تدخل الصين لدعمه في الانتخابات مقابل أن يغض البصر عن انتهاكاتها لحقوق المسلمين الإيغور، وظهر عدم انسجام الكثير مع الرئيس ممن يعينهم في مناصب مهمة ثم يقوم باستبدالهم والتهجم عليهم. ومن ثم يهاجمونه ويتهمونه بأنه لا يصلح لمنصب الرئاسة وآخرهم مستشاره للأمن القومي السابق جون بولتون الذي نشر كتابا يفضح فيه رئيسه ترامب. كل ذلك أسقط أمريكا من عيون الناس، وقد أصبح عندهم أزمة في رجال الدولة.

بقلم: الأستاذ أسعد منصور

جريدة الراية: هبّة جديدة في مصر وحراك له بإذن الله ما بعده

 جريدة الراية: هبّة جديدة في مصر وحراك له بإذن الله ما بعده

 

  13 من صـفر الخير 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 30 أيلول/سبتمبر 2020مـ

تشهد مصر هذه الأيام حراكا ثوريا جديدا ومتغيرا، عفويا وغير منظم يمتد من شمال مصر لجنوبها لم يبدأ استجابة لدعوات أحد بل كان ناتجا طبيعيا للغضب المكبوت داخل نفوس الناس والذي فجرته سياسات النظام الكارثية وغلظته في تنفيذ قراراته وخاصة تلك الأخيرة المتمثلة في هدم المساجد والمنازل بدعوى أنها مخالفة ولم توفق أوضاعها.

قرارات الهدم الأخيرة أصابت فئات من الناس، ربما لا تشاهد الجزيرة ولا قنوات المعارضة، بل ربما تكون ممن يتلقى من قنوات النظام وإعلامه. والآن صارت في مواجهة الحدث وصارت تدرك كذب النظام إن لم تكن تدرك من قبل، وترى بعينيها نتيجة قراراته التي تضع الناس جميعا في أزمة حقيقية لا مفر منها، حتى الدعاية بأن من وراء الحراك والمحرضين عليه هم الإخوان لم تفلح ولم تجد صدى، فالناس في الشوارع يطالبون الإخوان بالنزول وحتى فيما تسرب من التقارير التي نسبت للمخابرات أقرت بأن الإخوان لم يشاركوا وتخوفت من مشاركتهم.

حتى محاولات إعلام النظام تجاهل الأحداث كما فعل سابقا في بداية ثورة يناير هي محاولات مفضوحة فضحها تراجع النظام عن بعض قراراته ولو بشكل ظاهري، ومد فترات تنفيذها لمحاولة امتصاص غضب الشارع، ولكن كيف بمن هدمت بيوتهم فوق رؤوسهم وكيف بالمساجد المغلقة أو تلك التي هدمت وقد بناها الناس أيضا بجهودهم، لقد خرج أهل مصر بهتاف جديد (لا إله إلا الله السيسي عدو الله)، ورأينا صبية صغار يمزقون لافتات عليها صورة السيسي، في تعبير واضح عما تحمله نفوس الناس تجاه النظام الذي يتعامل معهم ومع قضاياهم ومشاكلهم بعصاه الغليظة دون رحمة بهم أو شفقة، منكلا بكل من يعترض على قراراته بل مصائبه التي تحل فوق رؤوسهم، معولا على الخوف الذي زرعه في النفوس بآلته القمعية، إلا أن الأمور في مصر كارثية أو تنذر بكارثة حقيقية ربما ينتج عنها فراغ سياسي، فالشعب لن يقبل بأي حلول وسيرتفع سقف مطالبه خاصة مع ما تعرض له الناس من إذلال على يد زبانية النظام، ويقينهم أن النظام كاذب لا يفي بوعوده الزائفة وما تراجع إلا خوفا من حراكهم، ولو تراجعوا فلن يرحمهم كما فعل سابقا بل ستزيد حدة قراراته الكارثية، ولذا فكل محاولات الترقيع لن تجدي لأن الثوب قد بلي تماما، وعندما يبلى الثوب فلا مفر من تغييره، وكل التفاف أو قرارات ترقيع أو تغييرات لن تجدي بل سيكون مردودها أسوأ وعواقبها أشد حتى لو استمر الوضع والحراك الثائر لسنوات، فستبقى تحت الرماد نار وستشتعل يوما لتحرق أيديهم قبل الثوب نفسه.

الثوب البالي هنا هو الرأسمالية التي تحكم مصر منذ عقود خلت أكلت فيها الأخضر واليابس ولم تبق لأهل مصر شيئا، بل أورثتهم قروضا يتحملون أعباءها، فلا تملك حلولا لمشكلات ولا علاجا لأزمات بل هي السبب الرئيس في كل ما تعانيه البلاد من فقر وجوع ومرض، وصار لزاما على نظام الجباية إفراغ جيوب الناس مما تبقى للناس من مدخرات حتى يسدد فواتير الديون والربا المفروض عليها، بينما يتخلى وبغرابة شديدة لشركات الغرب عن مشاريع عملاقة أنفق عليها تلك القروض التي يُحمّل الناس أعباءها.

هذه الهبّة الشعبية ليست هي الأولى ولن تكون الأخيرة طالما بقيت الرأسمالية وأدواتها في حكم مصر، فبوجودهم تبقى الأزمات وتتفاقم، والشعب لم يعد لديه ما يمكّنه من الصبر لعقود قادمة مع الوعود الزائفة والنهب المستمر لثرواته ومدخراته وحتى جهوده؛ ولهذا فهذه الهبة ستستمر وسيكون لها ما بعدها حتى وإن لم تحمل المشروع الحضاري الذي تحتاجه والبديل لهذا النظام، فستبقى ثورة تتنقل بين مراحل الوعي حتى تدرك سبيل النجاة وتضع يدها على البديل الحقيقي والوحيد.

إن العلاج الحقيقي لمشكلات مصر سهل ميسور؛ فما تملكه من موارد وثروات وطاقات ومساحات واسعة قابلة للإعمار والإحياء يؤهلها لأن تكون دولة كبرى إن لم تكن الأولى، لكن هذا غير ممكن في ظل الرأسمالية وأدواتها وعصابة الجنرالات التي تحكم، والتي تعتبر مهمتها هي تسليم ثروات البلاد للغرب ورعاية مصالحه في مصر والمنطقة مهما كلف الأمر مقابل البقاء في الحكم، ولهذا فأي تغيير يجب أن يكون باقتلاع هذا النظام وأدواته ورموزه ويجب أن يملك مشروعا بديلا للرأسمالية يتضمن تصورا واضحا لكيفية إدارة الموارد وإنتاج الثروة منها وإعادة توزيعها على الناس بالعدل.

إن البديل الحقيقي الذي يحتاجه الناس هو تطبيق الإسلام كاملا شاملا وهو بين أيديهم وإن لم يدركوه، وهو وحده الذي يحفظ كرامتهم التي أهدرها النظام، وهو وحده الكفيل بعلاج كل مشكلات مصر والحفاظ على ثرواتها، نظام أساسه الوحي المنزل على نبينا لا ينقصه غير نصرة صادقة مخلصة من جيش الكنانة تمكن المخلصين الواعين عليه من تطبيقه وسياسة الناس ورعاية مصالحهم به على الفور.

أيها المخلصون في جيش الكنانة: إنكم أمام ثورة أمة لن تهدأ ولن تستكين حتى ترى راية الإسلام خفاقة ودولته قائمة وشرعه مطبقا، فحددوا أولوياتكم وانظروا لمن سيكون انحيازكم؛ لأمتكم ودينكم، أم لخائن يبيع أمتكم وبلادكم ويعادي دينكم ويهدم مساجدكم وبيوتكم؟ وحين يأتي الموت والحساب لن ينفعكم بل سيتبرأ منكم ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾، وما يعطيكم النظام ويمنحكم من رواتب وثروات ومميزات على سبيل الرشوة يشتري بها صمتكم على جرمه، هو نزر يسير من بعض حقوقكم التي كفلها الإسلام لكم في دولته، فلا تأخذوا حقكم من حرام ولا تلوثوا خبزكم بدماء أهلكم المقهورين في أرض الكنانة، وإنه لا نجاة لكم إلا بانحيازكم لأمتكم ودينكم ونصرة المخلصين العاملين لتطبيقه، نصرةً صادقة رغبة في إعلاء كلمة الله وطمعا في مغفرته عسى الله أن يتقبل منكم ويفتح عليكم فتكون الدولة التي تعز الإسلام وأهله خلافة راشدة على منهاج النبوة، اللهم عجل بها واجعل مصر حاضرتها واجعلنا من جنودها وشهودها.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

 بقلم: الأستاذ سعيد فضل

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

جريدة الراية: تخصيص 40% للنساء في البرلمان السوداني إعادة تدوير لدور المرأة في الأنظمة الوضعية الظالمة

 جريدة الراية: تخصيص 40% للنساء في البرلمان السوداني إعادة تدوير لدور المرأة في الأنظمة الوضعية الظالمة

 

  13 من صـفر الخير 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 30 أيلول/سبتمبر 2020مـ

قال عضو المجلس المركزي، أحمد حضرة، لـ"سودان تربيون" 16 أيلول/سبتمبر 2020م: "اتفقنا على تخصيص 40% من مقاعد المجلس التشريعي الانتقالي للنساء وأشار إلى أن كل كتل الحرية والتغيير ستخصص 40% من نصيبها في البرلمان للعنصر النسائي، ويشمل ذلك أيضاً الحركات المسلحة والجهات التي ستشارك بممثلين في البرلمان مثل لجان المقاومة...

منحت الوثيقة الدستورية 67% من مجموع مقاعد المجلس التشريعي لقوى إعلان الحرية والتغيير، فيما تذهب الـ33% المتبقية إلى القوى المؤيدة للثورة ولم توقع على ميثاق الحرية والتغيير، يشارك في اختيارها المكون العسكري بمجلس السيادة. إن هذه الحسبة تؤسس العمل السياسي للمرأة على أساس العلمانية وفصل الدين عن الحياة لأن القوى السياسية الآنفة الذكر تعلن علمانيتها ولا تخفيها فيصبح دور المرأة السياسي هو مطية تتسلق فوقها وباسمها أفكار الديمقراطية الرأسمالية لتلقم منصبا أو مقعدا في البرلمان الذي يشرع بأهواء الرجال فيظلم المرأة والحجر والشجر فتكون هذه الحقبة هي امتداداً للأنظمة الوضعية، ورجوعاً للوراء، وردة في التطور الحضاري للمسلمة يرجعها إلى القرون الوسطى بعد أن منّ الله على المرأة بالتكريم والرفعة بتشريع رب البشر.

ماذا تفعل المرأة في السودان بمقاعد البرلمان وهي مثال للمعاناة! ففي الوقت الذي تتصارع فيه القوى السياسية على مقاعد البرلمان نجد حال المرأة في السودان تختصره معاناة الفيضان هذه الأيام، وقد نقلت صحيفة السوداني معاناة أهل النيل الأبيض حيث وثقت لـ(الراكوبة) وهي نوع من الماوي مصنوعة من سيقان الأشجار القديمة.. مساحتها 3 أمتار وعرضها 4 أمتار.. بداخلها 26 امرأة و34 طفلاً دون الخامسة، جلسوا فيها لتنجيهم من هجير الشمس، لكن خابت توقعاتهن فأشعتها الحارقة تتسرب إلى الراكوبة رغم أنهن وضعن قطع قماش مهترئة، فيما تمددت امرأة سبعينية بجسدها النحيل على سرير تآكلت إحدى أرجله، رغم ضجيج المكان إلا أنها غارقة في نومها، ذلك المشهد كان بولاية النيل الأبيض بقرية قوز عوض الله التي دمرتها السيول الشهر الماضي... مع كل هذه المعاناة يبشرون المرأة بزيادة مقاعد البرلمان! فهل لو أعطيت المرأة كل مقاعد البرلمان ستحدث حلاً لما تعانيه المرأة في السودان في ظل أنظمة الحكم الرأسمالية التي تكتفي بالمشاركة الصورية للمرأة في الحياة السياسية؟

لقد أسس الإسلام دور المرأة في العمل السياسي على العقيدة والأحكام الشرعية وأكد على مشاركتها في العمل السياسي، فكانت المرأة تمارس حقها في الأمور العامة في الدولة الإسلامية على أوسع نطاق؛ لقد كانت تبايع ولي الأمر، وتراجعه فيما يريد اتخاذه من سياسة وتقدم حجتها، وقد يعدل عن رأيه نزولا عند رأيها، والتاريخ الإسلامي حافل بمشاركة المرأة السياسية، فالمشاركة السياسية التي كفلها الإسلام للمرأة هي أحكام شرعية تستند إلى عقيدة الإسلام.

أما ما تبثه النسويات من هضم حقوق المرأة السياسية في الإسلام لتجر المرأة للعمل السياسي بحقوق وواجبات من تصميم البشر، فهو افتراء... فقد أحكم الله تعالى توزيع المسؤوليات بين الرجل والمرأة، بتشريع يوافق طبيعة كل منهما حق التوافق، وإنصافاً يعطي لكل منهما حجمه ودوره الطبيعي في الحياة. ذلك أن الله سبحانه كلف المرأة والرجل، وجعل جزاء الأعمال بالثواب والعقاب لمن يعمل مثقال ذرّة من خير أو مثقال ذرّة من شرّ، ومن هنا كان الأصل في أعمال الإنسان المسلم هو التقيّد بأحكام الشرع، وكان الالتزام بالمفاهيم الإسلامية والأحكام الشرعية من منطلق الإيمان بأحقيّة الله سبحانه في التشريع والرضا بأحكامه عن قناعة تامة وتسليم، بوصفها هي الحق والخير والعدل وما عداها هو الضلال. والإسلام يحرم المشاركة السياسية في الأنظمة الوضعية التي تجعل برلماناتها نداً لرب العالمين يشرع بالأغلبية فيحرمون الحلال ويحللون الحرام!

ويجب أن لا يخلط بين عمل البرلمان الذي هو تشريعي بحت وبين وجود المرأة في مجلس الأمة كممارسة سياسية أجازها الشرع، فالإسلام أجاز للمرأة أن تترشح لمجلس الأمة باعتباره وكيلاً عن الأمة في المحاسبة والشورى، لأن الشورى حقٌ للمرأة والرجل على السواء، والمحاسبة واجبة على كليهما، وللمرأة شرعاً أن تكون وكيلاً لغيرها أو توكلَ غيرها في الرأي. وقد تجلى دورُ المرأة المسلمة في الشورى لما أمر النبي الصحابة بعد عقد صلحِ الحديبية أن يقوموا فينحروا هديهم... فلما لم يقم منهم أحد، قام فدخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقيَ من الناسِ وقد أهمَّهُ ذلك وشقَّ عليه فأعطته نعم الرأي السديد والمشورة؛ ففِي غَيْرِ رِوَايَةِ ابْنِ إسْحَاقَ مِنْ الصّحِيحِ أَنّهُ عَلَيْهِ الصلاة السّلَامُ دَخَلَ عَلَى أُمّ سَلَمَةَ وَشَكَا إلَيْهَا مَا لَقِيَ مِنَ النّاسِ حِينَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَحْلِقُوا وَيَنْحَرُوا، فَلَمْ يَفْعَلُوا لِمَا بِهِمْ مِنْ الْغَيْظِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، اخْرُجْ إلَيْهِمْ فَلَا تُكَلّمْهُمْ حَتّى تَحْلِقَ وَتَنْحَرَ، فَإِنّهُمْ إذَا رَأَوْك قَدْ فَعَلْت ذَلِكَ لَمْ يُخَالِفُوك. فَفَعَلَ وَفَعَلَ النّاسُ.

أما محاسبة الحكام فقد قامت بها الصحابيات ومارسنها دون إنكار من الصحابة، فحينَ تولى عمر الخلافة اعترضت طريقه خولة بنت ثعلبة وقالت له ناصحة: "كنا نعرفك عُوَيْمرا ثم أصبحت عمرَ بن الخطاب أميرا للمؤمنين، فاتّقِ اللهَ يا عمر فيما أنت مستخلف فيه"، وكذلك أنكرت سمراء بنت نَهِيكٍ الأسدية على عمر نهيه أن يزيد الناس في المهور على أربعمائة درهم، فقالت له: "ليس هذا لك يا عمر: أما سمعت قولَ اللهِ سبحانه ﴿وآتَيْتُمْ إحْداهُنَّ قِنْطَاراً فلا تَأخُذوا مِنْهُ شَيْئا﴾؟" فقال: (أصابَتْ امرأة وأخطأ عُمَر).

أما أم هانئ بنت أبي طالب عندما استجار بها رجل من المشركين (وهو ما يعرف اليوم بطلب الحماية)، وأراد علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يقتله فقبل رسول الله حمايتها للرجل، وقال: «قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ». لهذا يجب أن تكون مشاركة المرأة السياسية على أساس الإسلام وأحكامه فتمارس المسلمة حقوقها السياسية الشرعية وأن لا تقبل بإعادة تدوير الأنظمة الوضعية الفاسدة، وأن تعمل على التغيير الحقيقي، ألا وهو إقامة دولة العدل والإنصاف دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فتنجو وتفوز بخيري الدنيا والآخرة.

بقلم: الأستاذة غادة عبد الجبار (أم أواب) - الخرطوم

جريدة الراية: تطبيع السودان مع كيان يهود ما هو الثمن وهل يوازي الخيانة؟!

 جريدة الراية: تطبيع السودان مع كيان يهود ما هو الثمن وهل يوازي الخيانة؟!

 

  13 من صـفر الخير 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 30 أيلول/سبتمبر 2020مـ

عاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان؛ عبد الفتاح البرهان يوم الأربعاء الماضي إلى العاصمة السودانية الخرطوم، بعد زيارة إلى الإمارات استغرقت ثلاثة أيام، التقى خلالها مسئولين أمريكيين وإماراتيين، وذكرت وكالة السودان للأنباء (سونا) أن مباحثات البرهان تناولت دور السودان في تحقيق السلام العربي مع كيان يهود، مضيفة (أنها ناقشت عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها قضية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب)، وأضاف البرهان أن نتائج المحادثات مع الوفد الأمريكي في أبو ظبي ستعرض على مؤسسات الحكم الانتقالي، مؤكداً على حق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه وفق حل الدولتين. وقد ذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن السودان توصل لاتفاق مع الوفد الأمريكي يتضمن حذف اسم الخرطوم من لائحة الدول الداعمة للإرهاب قد يعلن عنه خلال أيام، إضافة للاتفاق على تقديم دعم أمريكي للسودان قدره سبعة مليارات دولار، وذكرت مصادر صحفية أن السودان وافق مبدئيا على تطبيع علاقته مع كيان يهود مشترطاً تنفيذ حزمة المطالب التي تقدم بها في محادثات أبو ظبي، إضافة إلى التفاوض على إصدار تشريع يضمن عدم ملاحقة الخرطوم في أي قضايا أخرى!

وأوضحت المصادر أن الفريق الأمريكي أجرى خلال جولات المفاوضات أكثر من اتصال بكل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، ويتوقع بحسب الصحيفة أن تدفع حكومة السودان تعويضات ضحايا تفجيرات المدمرة الأمريكية إس إس كول في خليج عدن، وضحايا تفجيرات سفارتي أمريكا في كينيا وتنزانيا في حساب مشترك يتم الصرف منه حال إكمال بنود الاتفاق، وقد أكد السفير السوداني في أمريكا أن المبلغ جاهز الآن. هذا وقد أبدت بعض أحزاب التحالف الحاكم (قوى الحرية والتغيير) وأبرزها حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي، والحزب الشيوعي، والبعث، وأحزاب قومية أخرى، أبدت اعتراضها على التطبيع مع كيان يهود.

ومن جانب آخر وفي رسالة وجهها وزير الخارجية الأمريكي إلى الكونغرس، جاء فيها، حسب لندن عربي (حث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الكونغرس على استعجال شطب السودان من لائحة الدول الداعمة للإرهاب، مشيراً إلى أن الخرطوم تخلصت أخيراً من الدكتاتورية الإسلامية)، وذلك في رسالة إلى رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي؛ زعيم الأغلبية الجمهورية ميتشل ماكونيل. واعتبر بومبيو في هذه الرسالة التي اطلعت عليها عربي 21 أن البلاد لديها فرصة لا تأتي إلا مرة واحدة لضمان أن يتم أخيراً تقديم تعويض لضحايا الاعتداءين الإرهابيين اللذين وقعا في العام 1998م ضد سفارتي أمريكا في كينيا وتنزانيا. وأضاف أيضاً (لدينا نافذة فريدة وضيقة لدعم الحكومة الانتقالية بقيادة مدنيين في السودان). وطالب بومبيو الكونغرس بالتصويت على قانون يشطب السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، ويدخل حيز التنفيذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر كأقصى حد لضمان دفع التعويضات للضحايا في أقرب وقت، في وسط تقارير تحدثت عن استعداد الخرطوم في المقابل للمضي قدماً في التطبيع مع كيان يهود رفقة الإمارات والبحرين. رسالة بومبيو صدرت بتاريخ 2020/09/16، أي قبل أيام قليلة من المحادثات التي جرت في أبو ظبي بين الوفد الأمريكي ورئيس مجلس السيادة السوداني (البرهان).

وعلى صعيد متصل قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن خلافاً بين الديمقراطيين في مجلس الشيوخ يهدد بعرقلة صفقة بوساطة أمريكية لمساعدة السودان على تجاوز الفترة الانتقالية بحكومة مدنية مستقرة، وحل دعاوى الإرهاب التي تقدم بها الضحايا ضد نظام الرئيس المعزول، وتشترط الصفقة أن يتم التأكد من أن الحكومة الجديدة في السودان ستدفع مبلغ 335 مليون دولار، وفي المقابل ستزيل واشنطن تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب، وتعيد له الحصانة السيادية من أي تبعات إضافية في المحاكم الأمريكية، ووفقاً لتقرير صحيفة وول ستريت جورنال فإن الجمهوريين، والعديد من الأعضاء الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ يؤيدون الصفقة التي يتعين على الكونغرس الموافقة عليها، غير أن زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية، السيناتور روبرت مينينديز يعرقلون جهود هذه الصفقة.

إن ملف التطبيع بين السودان وكيان يهود مر بمحطات عدة؛ فكانت أولى المحطات حينما التقى رئيس مجلس السيادة السوداني، رئيس كيان يهود في عنتيبي الأوغندية في 2020/02/03، ثم بعد ذلك فتح الأجواء السودانية لعبور طائرات كيان يهود، وقد عبرت أول طائرة قادمة من الأرجنتين إلى تل أبيب عابرة المجال الجوي السوداني، وذلك في 2020/06/05م، وفي آب/أغسطس صرح السفير حيدر بدوي صادق، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية في تصريح له عن سعي السودان لإقامة علاقات مع كيان يهود كلفه منصبه في الوزارة، وفي المقابل أكد بدوي خبر إقالته، كما أكد لوسائل إعلام سودانية صحة الرسالة المنسوبة إليه، والتي قال فيها: (أقول للرئيسين، مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، احترموا شعبكم، واكشفوا لهم ما يدور في الخفاء بشأن العلاقة مع كيان يهود).

وفي المحطة قبل الأخيرة لقطار التطبيع قالت مصادر العين الإخبارية إن القائم بالأعمال لدى سفارة السودان السفير أميرة عقارب شاركت في حفل توقيع السلام الإماراتي البحريني مع يهود، وفي الإمارات جرى بحث التطبيع مع رأس القمة في هرم السلطة في السودان رئيس مجلس السيادة البرهان من غير مواربة، وبتصريحات بعيدة عن اللغة الدبلوماسية في خطوة عدها الكثير من المراقبين الخطوة قبل الأخيرة للتطبيع مع كيان يهود.

لقد جاءت هذه الخطوة التطبيعية في وقت يمر فيه السودان بأزمات طاحنة تأخذ بعضها برقاب بعض؛ أزمة في الخبز، وأزمة في الوقود، وأخرى في غاز الطهي، مع تدهور مريع في قيمة العملة السودانية، وتضخم بلغت نسبته 166%، كل ذلك من أجل تركيع السودان وشعبه للقبول بهذه الجريمة الشنيعة، والإقرار بكيان يهود، وتسليمه الأرض المقدسة التي بارك الله حولها، وأولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين.

وبالرغم من أن الشعب في السودان في مجمله يرفض مسار التطبيع، إلا أن سعي البرهان لتسويق نفسه لأمريكا، ليكون رجل المرحلة القادمة في السودان يجعل الاستعداد لديه عالياً للاستجابة للضغوط الأمريكية، خاصة وأن ترامب يعتبر موضوع التطبيع هو الكرت الرابح، والورقة الأخيرة التي يريد أن يدخل بها الانتخابات الرئاسية القادمة في أمريكا.

بقلم: المهندس حسب الله النور – الخرطوم

جريدة الراية: النظام الأردني يتسول دعما أوروبيا في ظل الهيمنة الأمريكية

 جريدة الراية: النظام الأردني يتسول دعما أوروبيا في ظل الهيمنة الأمريكية

 

  13 من صـفر الخير 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 30 أيلول/سبتمبر 2020مـ

عقد وزراء خارجية الأردن ومصر وفرنسا وألمانيا اجتماعا في عمّان يوم الخميس 2020/9/24، من أجل استكمال تنسيقهم وتشاورهم حول سبل دعم عملية السلام في الشرق الأوسط بهدف تحقيق السلام العادل والشامل والدائم حسب تصريحهم، وحضر الاجتماع الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام، وفق ما جاء في بيان ختامي ومؤتمر صحفي تحدث فيه الوزراء حول مخرجات هذا الاجتماع.

وأعرب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، عن قلقه من انسداد آفاق المباحثات بين الفلسطينيين ويهود، وبين أن "الاجتماع جاء في لحظة فارقة في المنطقة، ويعكس حرصنا على أن نعمل بكل ما نستطيع من أجل إيجاد آفاق حقيقية لتحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين وعلى أساس القانون الدولي والمرجعيات المعتمدة، بما فيها مبادرة السلام العربية".

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري: "الإطار السياسي مسدود وهناك تعثر في إطار جهود التسوية وانقطاع للتواصل فيما بين السلطة والجانب (الإسرائيلي) والشركاء الآخرين المعنيين في القضية الفلسطينية وعلى رأسهم الولايات المتحدة وهذا ما نعمل من أجل تجاوزه".

فرغم أن أمريكا باتت تهيمن على الحلول الاستسلامية وتصفية قضية فلسطين من خلال ما يسمى بصفقة القرن، وما اقتضته من تنفيذ وعودها لكيان يهود لسد ذرائعه الأمنية الممانعة لعمليات السلام المزعومة على مر العقود، لكنها وصلت إلى الحلقة الأخيرة من إجراءات الرؤية الأمريكية، وهي المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وكيان يهود، التي تعتبرها شرطاً مسبقاً لمزيد من المكاسب يسعى كيان يهود لتحقيقها مثل ضم أراضي الضفة الغربية والهيمنة على الأغوار، فقام بومبيو وزير خارجية أمريكا بزيارة لكيان يهود عشية تشكيل الائتلاف الحكومي ومنعه من الضم، وصرح نتنياهو بذلك قائلا: إن أمريكا منعتني من الضم.

أما حل الدولتين الذي أصبح مفرغاً من واقعه بوجود المستوطنات ومستحيلا على أرض الواقع، والذي أصبحت مساحته لا تشكل أكثر من 20% من مساحة فلسطين، فما زالت أوروبا وخاصة بريطانيا وأتباعها من الحكام العرب وعلى رأسهم النظام الأردني تتشبث به وتركز على تحقيقه وتلوح به في هذا الوقت تحديداً قبل بدء الانتخابات الأمريكية، وذلك في مسعى من أوروبا لتحصيل نصيب من النفوذ السياسي في المنطقة في المفاوضات التي تسعى لاستئنافها بين السلطة الفلسطينية وكيان يهود، على أساس حل الدولتين كما تدعي. فقد صرح وزير خارجية فرنسا لودريان بعد اجتماع عمان حول حل النزاع: "إن تحقيق ذلك يتطلب أمرين: من جهة أن يكون تعليق السلطات (الإسرائيلية) لضم الأراضي الفلسطينية قرارا نهائيا، ومن جهة أخرى أن يستأنف (الإسرائيليون) والفلسطينيون الحوار وفورا في المرحلة الحالية". أما وزير الخارجية الألماني هايكو ماس فقد صرح أن بلاده تدعم حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني، معبرا عن أمله في تحقيق خطوات بهذا الاتجاه.

وجاء في البيان الختامي لاجتماع عمان "نؤكد أن حل الصراع الفلسطيني-(الإسرائيلي) على أساس حل الدولتين، الذي يضمن تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران 1967، لتعيش جنباً إلى جنب (إسرائيل) بأمن وسلام، هو السبيل لتحقيق السلام الشامل والدائم والأمن الإقليمي". ولم يخل البيان مما يسعى إليه النظام في الأردن في المحافظة على دور ما، يبقيه في دائرة حل القضية الفلسطينية، خوفا من إقصائه نهائيا رغم سيره في تنفيذ مشاريع رؤية ترامب على أرض الواقع، فقد جاء فيه: "نؤكد أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأماكن المقدسة في القدس، والدور الهام للأردن والوصاية الهاشمية على تلك الأماكن المقدسة". غير أن الغاية الرئيسية من الاجتماع قد عبر عنها البيان الختامي بقوله: "إن الأولوية هي التغلب على الجمود في مفاوضات السلام وخلق أفق سياسي موثوق به وإعادة إحياء الأمل من خلال الحوار. يجب استئناف المفاوضات بشكل عاجل وجدي على أساس القانون الدولي وضمن المعايير المتفق عليها"؛ وقال البيان المشترك بعد الاجتماع "يجب على (الإسرائيليين) والفلسطينيين احترام الاتفاقات السابقة واستئناف الحوار الموثوق به على هذا الأساس".

واضح أن هناك تباينا كبيرا بين الفرقاء الفاعلين في قضية فلسطين سواء أكانت أمريكا التي باتت تستأثر بالهيمنة على قضية فلسطين من خلال رؤية ترامب، أم أوروبا التي تبحث لنفسها عن دور دولي في ملف القضية الفلسطينية، ولكن من المؤكد اشتراك الطرفين في التخطيط لتصفية قضية فلسطين، كما أن من المؤكد أن الطرفين لا يملكان تصورا لنجاح مشاريعهما في حل قضية فلسطين، فقد قال ترامب في خطاب له إنه ينظر لحل الدولتين أو الدولة الواحدة إذا كانت (إسرائيل) والفلسطينيون سعداء بذلك، ولكنه أعرب في الوقت نفسه أن خطته قد تفشل، ويحاول الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا منه، البحث عن دور في ظل تهميشه وإقصائه، ومناوأة أمريكا له اقتصاديا وسياسيا، فليس هناك أية رؤية واضحة عن ماهية الدولة الفلسطينية المزعومة؛ أهي دولة على الورق أم مكان خارج سياق الضفة الغربية، أم حكم ذاتي اقتصادي فلسطيني فيما تبقى من بقية من الأراضي الفلسطينية؟ مما يجعل أوروبا تسعى للتأثير ومباشرة المحادثات بين السلطة الفلسطينية وكيان يهود، التي باتت وشيكة في ظل التهيئة الفلسطينية من مصالحة بين حماس وفتح وإجراء الانتخابات.

يلاحظ من متابعة مشاريع الحلول التي يطرحها المستعمر الغربي الكافر في المنطقة فيما يتعلق بقضية فلسطين منذ عقود من الزمن، عقم هذه الحلول التي لن يكتب لها النجاح، واصطدامها برفض الأمة المتنامي لأي من هذه الحلول لزرع كيان يهود في جسد هذه الأمة التي تعتبر قضية فلسطين قضية إسلامية بامتياز ترتبط بعقيدتها ودينها وتطلعها للحل الوحيد لها وهو استئصال هذا الكيان المسخ الذي مد بحبلٍ من الناس، وهو حبل أمريكا وأوروبا المتآمرتين مع أتباعهما من الحكام العرب، فقد استنفدت علاجات تثبيط رفض الأمة لهذا الكيان غير الطبيعي، وباتت الأمة أقرب إلى أن تفرض نفسها طرفاً في الصراع مع هذا المستعمر وعملائه من حكام المسلمين، لفرض الحل الشرعي الوحيد الذي تحتمه عليها عقيدتها ودينها بقتال يهود وإخراجهم الأبدي من الأرض المباركة، الذي يستدعي بالضرورة إقصاء حكامها الذين لا يستندون في شرعيتهم إلا إلى المستعمر الأمريكي أو الأوروبي إلى غير رجعة، قال : «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلهُمْ الْمُسْلِمُونَ...».

بقلم: د. عبد الله شاكر – ولاية الأردن

جريدة الراية: الجولة الإخبارية: 30-9-2020

 جريدة الراية: الجولة الإخبارية: 30-9-2020

 

هل سيدرك المخدوعون برئيس تركيا أردوغان، الآن أنه عميل لأمريكا ينفذ مشاريعها ويطبق خططها ويحقق مصالحها في سوريا وليبيا والعراق وغيرها من بلاد المسلمين؛ فيتقوا شره ويعملوا مع العاملين للخلاص منه ومن نظامه وإقامة حكم الله، أم سينتظرون ربما ثلاثين سنة أخرى بعد موته ليدركوا ذلك، كما حصل مع جمال عبد الناصر؟! ﴿أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾.

===

حزب التحرير/ ولاية السودان بعض فعاليات الشهر الجاري

أٌقام حزب التحرير/ ولاية السودان عدداً من الأنشطة في الأسبوع الماضي حيث بدأ الأسبوع يوم 11 أيلول/سبتمبر 2020م بمخاطبة حاشدة بأُم درمان شمال وكانت بعنوان: "إقرار العلمانية يعني.. تصفية ما تبقى من أحكام الإسلام وقتل مشاعر المسلمين"، تحدث فيها الأستاذ الرضي محمد عضو حزب التحرير، كما أقيمت مخاطبة بأم درمان الثورة 17 وجاءت بالعنوان نفسه، وتحدث فيها الأستاذ مجاهد آدم وتفاعل معها الحضور بشكل قوي حيث داخل أحد الحضور وقال: نحن مسلمون ولن نقبل بأن تطبق علينا العلمانية، وإن الإسلام عندما طبق جاء بالعدل للناس، ولن تستطيع الحكومة أن تشوه الإسلام في عقولنا مهما فعلت.

أما يوم الثلاثاء 15 أيلول/سبتمبر 2020م فقد أقيمت محاضرة بمحلية الدخينات بمسجد بلال بن رباح بعنوان: "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" تحدث فيها الأستاذ عبد الله حسين المنسق للجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير/ ولاية السودان، وأقيمت مخاطبة بمحلية بحري بالدروشاب تحدث فيها الدكتور علي عباس عضو حزب التحرير، وكانت بعنوان: "فصل الدين عن الدولة.. حرب على الله ورسوله"، وكذلك أقيمت محاضرة يوم الخميس 17 أيلول/سبتمبر 2020م بعنوان: "الهجرة النبوية.. دروس وعبر" بمسجد الثورة الحارة التاسعة، تحدث فيها الأستاذ فضل الله علي عضو حزب التحرير، وفي اليوم نفسه أقيمت مخاطبة بمحلية الكلاكلة بعنوان: "العلمانية بين الحقيقة والتضليل" قدمها الأستاذ عبد القادر عبد الرحيم عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير/ ولاية السودان وكان التفاعل معها ممتازاً، وبشكل متوازٍ وفي اليوم نفسه أقيمت مخاطبة بسوق الكلاكلة اللفة تحدث فيها الأستاذ الفاتح محمد عضو حزب التحرير، وكانت بعنوان: "العلمانية نظام يخالف عقيدة أهل السودان".

وكذلك تم توزيع نشرة بعنوان: "هذا اليوم، تُوقع الإمارات والبحرين مع دولة يهود اتفاقية الخيانة العظمى لفلسطين مسرى الرسول ومعراجه ... دون خشية من الله ورسوله والمؤمنين"، في كل محليات العاصمة بالإضافة إلى المدن الأخرى وتفاعل معها الناس بشكل عجيب، واتصل الناس على الحزب بالأرقام المكتوبة أسفل النشرة بالعشرات مكبرين مهللين، وبعضهم طلب تسجيل أسمائهم في جيش الخلافة الراشدة القادمة للزحف لتحرير بيت المقدس وأنهم على استعداد للتضحية بالنفس والمال في سبيل ذلك، كما تفاعل عدد من الناس أثناء التوزيع بالتكبير والثناء على الحزب والدور المهم الذي يقوم به بعد أن باع حكام المسلمين قضية بيت المقدس.

كذلك لم تكن مدينة القضارف بشرق السودان بعيدة عن هذا النشاط؛ فقد أقيمت مخاطبة جماهيرية حاشدة رفعت فيها رايات العقاب والألوية البيضاء وسط حشد من الناس؛ حيث خاطب الحضور الأستاذ عوض مهاجر عضو حزب التحرير، وكان عنوان المخاطبة: "غلاء الأسعار الأسباب والحلول" وكان تفاعل الحضور ممتازاً وعلقوا بشكل إيجابي على المخاطبة.

 وفي ختام الأسبوع يوم الجمعة 18 أيلول/سبتمبر 2020م أقيمت مخاطبة بمحلية أم درمان شمال وكانت بعنوان: "انهيار الجنيه وفشل الحكومة الانتقالية في كبح فيضان الدولار"، تحدث فيها الأستاذ أحمد أبكر عضو حزب التحرير حيث بين أسباب انهيار الدولار المتعلقة بضياع ثروات البلاد وذلك بنهبها من الشركات الأجنبية وذلك مثل الذهب والصمغ العربي، ثم بين الحل الجذري وهو العودة إلى قاعدة الذهب والفضة والتخلص من سيطرة الدولار.

===

كذبة السلام لتأجيل الصدام والمواجهة الحتمية بين الرأسمالية والخلافة

تحت هذا العنوان: قالت جريدة التحرير التي يصدرها حزب التحرير في تونس: قد نحتاج مجلدات لسرد خيانات من نصبهم أعداء الأمة حكاما، المشترك بينهم هو العمل لإنهاء ما اصطلح عليه بالصراع (العربي-الإسرائيلي). وأشارت التحرير إلى أن المتابع يلاحظ تسارعا غير مسبوق لمحاولة إغلاق ملفات مختلف الصراعات في البلدان الإسلامية، ويرى فيها كلها هدفا واحدا ما بين "السلام العالمي" و"نهاية الأيديولوجيات" أو "حوار الحضارات"، وتساءلت: هل يمكن أن يتحقق سلام في ظل هيمنة غربية تقتل الشعوب وتستنزف خيراتها، وفي ظل وجود كيان يهود؟ ومن يصدق أن الأمم المتحدة تسعى فعلا إلى تحقيق السلام العالمي؟ وهل يقبل المسلمون بحل الدولتين؟ وهم يتلون قول الله تعالى ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيراً﴾؟! وعن أي سلام عالمي يتحدث هؤلاء؟ وقد بشرنا رسول الله بقتال يهود، فقال: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ، حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ وَرَاءَهُ الْيَهُودِيُّ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ». وختمت التحرير مؤكدة: بينما الصدام والمواجهة بين الرأسمالية والخلافة أمر حتمي، يندفع فيه الغرب مشحونا بطاقة الحقد الصليبي وبخلفية استعمارية، يعتبر بعض المتفرجين أن التطلع للخلافة هو مجرد اندفاع شعوري للهروب من الواقع المؤلم، ويتجاهلون أن العمل لها فرض شرعي، وبشرى رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى، الذي ختم حديثه الطويل بقوله: «...ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثُمَّ سَكَتَ».

===

التطبيع مع كيان يهود جريمة بضمانات من الدول الكبرى

تجعل إعلان الحرب على كيان يهود حرباً على الأمم المتحدة

أكد الدكتور الأسعد العجيلي، رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس أن قضية فلسطين أعقد قضية شهدها العالم، فهي أكبر من أهلها ومن كيان يهود ومن الأمم المتحدة ومن الدول الكبرى، ولا يملك حلها إلا مسلمون اتبعوا شرع الله الحنيف، حيث حدد القرآن الكريم والسنة النبوية معالم الصراع، وعلى يد من، ولمن، ستكون الغلبة. جاء ذلك في دراسة مطولة، نشرتها الأربعاء جريدة التحرير على موقعها الإلكتروني، أشار فيها العجيلي إلى: أنه بعد مجيء ترامب واحتقاره لحكام المنطقة واعتبارهم مجرد أبقار يتم ذبحها عندما يجف ضرعها، عمل على تفعيل مشروع التطبيع الكامل والقاضي بأن تصنع أمريكا دويلة فلسطينية تعيش على التبرعات، وتنتزع مقابل ذلك صكاً نهائياً وبشكل شبه جماعي بالاعتراف بكيان يهود. بمن فيهم حكام تونس، حيث اعتبر الرئيس قيس سعيد صاحب مقولة التطبيع خيانة عظمى، أن ما أقدمت عليه الإمارات شأن داخلي، ليسقط كما سقط أقرانه من قبلُ عبد الناصر والسادات وغيرهما. وخلصت الدراسة إلى القول: إن التطبيع مع كيان يهود جريمة بضمانات من الدول الكبرى، تجعل إعلان الحرب على كيان يهود إعلاناً للحرب على هيئة الأمم، لذلك كان لزاماً على الأمة أن تعمل على إحباط المؤامرات التي يدبرها الكافر المستعمر وأن تعمل على بقاء حالة الحرب لتنتقل إلى حرب فعلية حتى يقضى على هذا الكيان من الجذور.

===

السلطة بإصرارها على اعتقال شباب حزب التحرير

تؤكد كذبها بوقف الاعتقال السياسي ومعاداتها لأهل فلسطين

مددت السلطة اعتقال كل من عبد الجليل زين وبشار أبو حامد ورمزي داغر، وجميعهم من شباب حزب التحرير كانوا قد اعتقلوا جراء نشاطهم السياسي وعقب توزيع الحزب لنشرة رافضة لاتفاقية التطبيع الإماراتية البحرينية مع كيان يهود، وجراء رفضهم لاتفاقية سيداو المشؤومة.

حيث اعتقلت أجهزة السلطة القمعية الشاب عبد الجليل زين من يطا يوم الخميس 2020/9/17 بأسلوب العصابات عبر خطفه من الشارع العام، واعتقلت الشاب بشار أبو حامد بتاريخ 2020/9/16 من قلقيلية من محله التجاري عقب توزيع الحزب لنشرة تدين التطبيع، واعتقلت بتاريخ 2020/9/15 الشاب رمزي داغر، الذي يعاني من وعكة صحية، جراء انتقاده لسلوك السلطة المشين المتمثل بقمع وقفة الحراك الجماهيري الرافض لسيداو.

تأتي هذه الاعتقالات، وقرارات المحاكم الجائرة بتمديد فترات الاعتقال، في وقت تزعم فيه السلطة كاذبة وقف الاعتقالات السياسية في الضفة، كما تزعم رفض اتفاقيات التطبيع، لتؤكد هذه التصرفات كذب السلطة وخيانتها، وأنها لم توقف الاعتقالات السياسية، وأنها لم تكن يوما ضد كيان يهود ولا ضد عقد الاتفاقيات معه، بل هي تتحسر على تجاوز أمريكا لها ولرجالاتها في هذه الاتفاقيات الخيانية.

إن هذه السياسات القمعية تؤكد حقيقة السلطة وأنها لم تكن يوما من جنس أهل فلسطين بل هي حرب عليهم وعلى أبنائهم ومقدساتهم وأموالهم وأعراضهم، وأنها لا تألو أهل فلسطين خبالاً وتكيد بهم صباح مساء.

===

من أهداف جريمة الحل السياسي الأمريكي

أكد رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا أحمد عبد الوهاب: أن الجميع يطمع في التخلص من النظام المجرم؛ والعودة إلى حياة كريمة مستقرة؛ بعيدا عن حياة الذل والعبودية تحت ظل طاغية الشام. فيجب أن يعلموا أن طاغية الشام هو عميل أمريكا؛ لتطبيق أحكام الكفر عليهم والمحافظة عليها؛ ومحاربة كل من يدعو لتطبيق الإسلام، ومن أجل إذلالهم وظلمهم واستعبادهم ونهب ثرواتهم. عندما خرج أهل الشام عليه؛ أعطاه الغرب الكافر الضوء الأخضر ليمارس إجرامه من قتل وتدمير وتهجير. فكيف سيكون شكل العودة في ظل هذا الواقع المؤلم؟! لن يسمحوا لأحد بالعودة؛ إلا بعد أن يتوسل إليهم؛ ويثبت أنه عبد مطيع؛ ومستعد ليعيش حياة الذل والعبودية هو وأبناؤه من بعده، وأنه لن يعود للثورة على عميلهم من جديد، وقتها فقط ربما يقبلون توبته! وهذا أحد أهداف جريمة الحل السياسي الأمريكي.

===

موقف السلطة الفلسطينية من الجامعة العربية إصرار على الخيانة!

قررت سلطة محمود عباس التخلي عن حقها في رئاسة مجلس الجامعة العربية للدورة الحالية، وقال وزير خارجية السلطة رياض المالكي، إن هذا القرار جاء بعد اتخاذ الأمانة العامة للجامعة موقفاً داعماً للإمارات والبحرين. وفي رسالة وجهها إلى أمين عام الجامعة العربية، قال المالكي إن الجامعة أدارت الظهر لما حدث ولكنه أوضح أن السلطة "لن تتنازل عن مقعدها في الجامعة لأن ذلك سيخلق فراغاً يمكن أن يولد سيناريوهات مختلفة نحن في غنى عنها في هذه المرحلة الحساسة". من جانبه وفي تعليق صحفي نشره على موقعه قال المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين: إن تشبث منظمة التحرير وسلطتها الذليلة بجامعة الدول العربية ومبادرة الشؤم العربية ومشروع الدولتين الأمريكي، رغم الصفعات التي تلقتها من أمريكا وجامعة الدول العربية وخونة العرب، هو تمسك بالخيانة والعمالة، وهو موقف يظهر مدى خنوع وخضوع منظمة التحرير، وأن إعلانها التخلي عن رئاسة مجلس الجامعة للدورة الحالية مع التمسك بمقعدها هو ذر للرماد في العيون ومحاولة لحفظ ماء الوجه. فمنظمة التحرير بمواقفها تبين أنها غارقة في سكرتها وخيانتها رغم صفعات الأسياد لها على أدبارها، وأنها بدل أن ترفع يدها وأذاها عن قضية فلسطين فإنها ما زالت منغمسة في العمل على تصفية القضية، وتحاول تغيير ثوبها وتجديد نفسها وتتمسك بالمشاريع الغربية وأدواتهم وعلى رأسها جامعة الدول العربية!

===

تلاعب شركة وتد التابعة لحكومة الإنقاذ بأسعار المحروقات

يؤكد أنها حكومات تسلط وجباية عن سبق إصرار

أعلنت شركة "وتد للبترول" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" الخميس، عن رفع أسعار المحروقات في محافظة إدلب، متذرعة بارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية. ويأتي ذلك للمرة الخامسة خلال شهرين حيث سبق أن أعلنت الشركة عبر معرفتها على مواقع التواصل رفع أسعار المحروقات في محافظة إدلب، لأسباب باتت متكررة. وشمل رفع الأسعار كلاً من "البنزين" الذي وصل إلى 4.60 ليرة تركية، وكذلك "المازوت" 4.50 ليرة تركية، وحلقت جرّة الغاز المنزلي في ارتفاع جديد حيث سجلت سعر 65 ليرة تركية، الأمر الذي يزيد تفاقم الوضع المعيشي المتدهور.

 

الراية: إن تلاعب شركة وتد، التابعة لما تسمى حكومة الإنقاذ بأسعار المحروقات وغيرها يؤكد المؤكد من أنها حكومات تسلط وجباية عن سبق إصرار وتصميم، للضغط على الناس ومحاربتهم في قوت يومهم، بأوامر الداعمين، للقبول بالعودة إلى حضن النظام السوري عبر بوابة الحل السياسي الأمريكي. هذا وقد هاجم القيادي السابق في هيئة تحرير الشام، أبو العبد أشداء، قادة الهيئة وطالبهم بإصلاح صورتهم أمام الحاضنة الشعبية وليس أمام الغرب. وقال أشداء في تسجيل نشره عبر قناته في "تلغرام" الأربعاء الفائت: إن على "قادة هيئة تحرير الشام أن يسعوا إلى تبييض صورتهم أمام حاضنتهم الشعبية في المحرر، وهذا أهم من تبييض صورتهم أمام الغرب". وأضاف أنه يجب على قادة الهيئة "الرحمة والتواضع والشورى" وعدم تحييد الناس عن طريق الثورة بـ"المظالم التي تضر ولا تنفع وتفسد ولا تصلح". وطالب قادة الهيئة بـ"إصلاح القضاء في المنطقة عبر تسليمه لسلطة قضائية وإعطائه صلاحيات كاملة لا يتدخل بها أحد، وإخضاع السجون للمحاكم والمراقبة".

===

وحدها الخلافة الراشدة على منهاج النبوة هي التي ستنهي تنمّر أمريكا وتحرر فلسطين

طلبت الإدارة الأمريكية من كينيا أن تدعم المصالح السياسية والتجارية لكيان يهود تحت تهديد إلغاء اتفاقية التجارة الحرة بين أمريكا وكينيا. كما طلبت واشنطن من كينيا، أن تثبط الإجراءات التي تضر الأعمال التجارية بين أمريكا وكيان يهود. من جانبه اعتبر بيان صحفي للممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا الأستاذ شعبان معلم: أن تصريح أمريكا المتغطرس يشير إلى كيفية دعمها ورعايتها للجرائم الفظيعة ضد المسلمين في أرض فلسطين المباركة، وأنه لا بد أن تتدخل السياسة الخارجية الأمريكية في الدول الأخرى في جميع أنحاء العالم وتملي عليها سياساتها الخارجية. وأضاف البيان: أن هذا الطلب يأتي بعد أيام قليلة من توقيع الإمارات والبحرين مع كيان يهود اتفاقية الخيانة العظمى لأرض فلسطين المباركة في العاصمة السوداء واشنطن. كما يشير إلى أنّ أمريكا هي المهندس والمدير الفعّال لتصفية القضية الفلسطينية، وهي عازمة على رؤية الأمة الإسلامية تعاني. وختم البيان بالقول: إن كيان يهود قائم على أرض إسلامية، وليس له وجود بدون هذه الأرض أو بدون هذا الاحتلال، وهو مغتصب للأرض المباركة التي تضم المسجد الأقصى، وبالتالي، فإن أي شكل من أشكال العلاقات الدولية أو المصالح التجارية مع كيان يهود سوف يمنحه الشرعية المحرّمة والممنوعة في ديننا. وإن قضية فلسطين هي قضية إسلامية، ولذلك فإننا نرفض أي حل غير إسلامي لها، وأهم ما يجب أن نعمل من أجله بلا كلل هو عودة حكم الإسلام إلى بلاد المسلمين في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي ستوحد جيوش المسلمين لتحرير فلسطين وجميع بلاد المسلمين المحتلة.

===

المصدر: جريدة الراية