Tuesday, March 30, 2021

جريدة الراية: المسلمون قادرون على هزيمة قوى الكفر وإن اجتمعت

 جريدة الراية: المسلمون قادرون على هزيمة قوى الكفر وإن اجتمعت

 

  18 من شـعبان 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 31 آذار/مارس 2021مـ

إن الأمة الإسلامية تملك القدرة الكافية لتحقيق النصر على قوى الكفر كافة مهما علت وتجبرت، لأن الأمة الإسلامية تملك في جعبتها أقوى رصيد يجعلها تستعلي على الكفر وجنوده، فهي مؤمنة بأن النصر آت لا محالة، وهذا الإيمان يبث فيها الإحساس بالقوة، ويثبت أقدامها عند المحن، وينقلها من المهانة واليأس إلى البشارة الصادقة التي تجعلها تندفع بقوة وثبات نحو العز والتمكين، ذلك الرصيد هو عقيدتها التي بين جنباتها، وإيمانها الراسخ بأن الله يدافع عن الذين آمنوا، وأن الله كاف عبده، وناصر رسله والمؤمنين.

يقول الله سبحانه: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾، هذه الآية الكريمة تحمل بشارات عظيمة للمؤمنين السائرين على درب الهدى والاستقامة، أن موضوع النصر متحقق لا محالة لرسل الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ولمن آزرهم وسار على هديهم من بعدهم، وأن هذا النصر لا يتخلف أبداً لأنه وعد قطعه الحق تعالى على نفسه.

ثم إن الذي يبعث الأمل عند الأمة الإسلامية ويجعلها تسير بثبات نحو النصر والتمكين، هو تداعي المبدأ الرأسمالي المتحكم اليوم في العالم، والمسيطر عليه، هذا المبدأ بدأ يترنح ويلفظ أنفاسه الأخيرة، فهو آيل للسقوط والانهيار التام، ليعود الإسلام من جديد كنظام للحياة يسيرها ويديرها ويسود العالم، لتصبح كلمة الله هي العليا.

لقد شهد أهل المبدأ الرأسمالي بفشله؛ فهذا المفكر الأمريكي المشهور بول كينيدي نشر كتاباً بعنوان "صعود وسقوط القوى العظمى" في 1987م، فذكر أن الولايات المتحدة تزحف عليها أعراض سقوط الإمبراطوريات، وتنبأ بسقوط الإمبراطورية الأمريكية نتيجة عوامل داخلية بنيوية، وأنه إذا زادت الالتزامات الاستراتيجية للدولة العظمى عن إمكاناتها الاقتصادية فإنها تسقط. والمفكر الفرنسي ديباسكييه هو الآخر يرشح الإسلام كمخلّص ومنقذ وحيد للبشرية. ويقول الأديب العالمي ليف تولستوي: "يكفي محمداً فخراً أنه خلّص أمةً ذليلة دموية من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريق الرقي والتقدم، وأن شريعة محمد ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة"، وهناك مئات من التصريحات والدراسات في هذا الشأن.

إن الأمة الإسلامية لديها من المقومات ما يؤهلها لامتلاك زمام المبادرة، وخوض الصراع في كافة المجالات وتحقيق النصر على كافة القوى المعادية مهما عظمت. فالأمة الإسلامية صاحبة مبدأ عظيم راسخ في أعماقها ويستند إلى أساس روحي يمزج المادة بالروح، ويحقق القيم الأربع في المجتمع (الروحية، والأخلاقية، والإنسانية، والمادية) بانسجام، ودون تناقض بينها ولا تفاوت، وهذه الصفات لا تتوفر في أي مبدأ غير مبدأ الإسلام العظيم.

كذلك فإن الأمة الإسلامية تمتلك من الإمكانات المادية أكثر من غيرها من الأمم، فبلادها من أغنى البلاد في كافة أنواع الثروات، ففيها مصادر الطاقة؛ من نفظ وغاز وغيرها، حيث تشير الدراسات إلى أن هذه البلاد تملك حوالي 73% من الاحتياطي النفطي العالمي، وتنتج 38,5% من الإنتاج العالمي من النفط، وتملك 40% من الاحتياطي العالمي من الغاز الطبيعي. بجانب ذلك فإنها تملك أعلى الاحتياطات العالمية من المواد الخام من مختلف المعادن والتي تلزم للصناعة. ورقعتها واسعة حيث تبلغ ربع مساحة الأرض في ثلاث قارات، وهي متواصلة مع بعضها البعض، وتضاريسها مختلفة وأقاليمها متنوعة وملائمة لأنشطة متعددة.

ليس هذا فحسب بل إن أبناء الأمة الإسلامية اليوم أثبتوا قدرتهم على إلحاق الخسائر الفادحة بالعدو الغربي المعتدي، وهزيمته هزيمة نكراء، شهد لها العالم أجمع، في العراق، وأفغانستان، وغيرها من بلاد المسلمين التي استبسل فيها أبناؤها أمام العدو الغاشم، الذي جاء بقواته وعتاده وجيوشه الجرارة ليقابل الصدور العارية، وأفراداً، وجماعات يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ليس لديهم أدنى إمكانات مادية أو عسكرية، ولكن استطاعوا أن يكتبوا بطولاتهم على صفحات التاريخ. فعلى سبيل المثال مدينة الفلوجة حفرت اسمها في أعماق وجداننا، لبطولتها وبسالة أبنائها الذين تصدوا للاحتلال الأمريكي الأفظع في تاريخ البشرية، والأكثر وحشية، المزودة قواته بأحدث الآلات العسكرية المدعومة بقوة جوية وصاروخية هي الأكثر تفوقاً، نجد وبكل المقاييس أن الفلوجة قد ضربت مثالاً يُعتزّ به، حيث فئة قليلة من الرجال لا يزيد عددهم عن ألف مقاتل مسلحين بأسلحة تقليدية بسيطة ألحقوا خسائر فادحة بآلة العدوان الضخمة! وألحقوا العار بقادتها العسكريين، فقد تم إيقاع أكثر من 400 قتيل في صفوف قوات الاحتلال، والكثير من المصابين والجرحى، وتدمير عشرات الدبابات وأضعافها من العربات العسكرية المدرعة، وأسر أكثر من مائة جندي.

هذه أمثلة تدل على أن أفراداً وجماعات قليلة من أبناء هذه الأمة، بلا عدة ولا عتاد، ولا قوة تساندهم، ولا دولة تقاتل من ورائهم، يستطيعون أن يلحقوا الخسائر والهزائم بقوى الكفر مجتمعة، فما بالك إذا كانت وراءهم دولة مبدئية قوية، تنظم جيوشها وترصّ صفوفهم تحت راية رسول الله ، خلف إمام واحد، يكون لهم جنة وحماية، ما بالك إذا كان الأمر كذلك! وهم على الله يتوكلون، وبكتابه يعتصمون؟!

إن عقيدة الأمة ومقوماتها التي وهبها المولى عز وجل في بلادها، تجعل هذه الأمة مؤهلة لأن تقيم أعظم دولة في العالم بدون منافس إلى قيام الساعة بإذن الله تعالى، وتتفوق على الدول الكبرى، التي هي أقل منها بكثير في هذه المؤهلات والإمكانات، فتكون هذه الدولة خاتمة تاريخ البشرية حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

إن تغيير هذا الواقع يتطلب أن نُعمِل المنهج الإلهي في الأرض، مترسمين خطا النبي لنستأنف الحياة الإسلامية، فتغير الأمة حالها، ليغيروا أحوال الناس أجمعين، وإن ذلك لكائن قريباً بإذن الله بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

بقلم: الأستاذ سليمان الدسيس (أبو عابد)

عضو مجلس حزب التحرير في ولاية السودان

جريدة الراية: العلاقة الأمريكية البريطانية

 جريدة الراية: العلاقة الأمريكية البريطانية

 

  18 من شـعبان 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 31 آذار/مارس 2021مـ

إن إدراك العلاقات بين الدول أمر في غاية الأهمية، وعلى أساسه تتحدد الأهداف وترسم السياسات وتتشكل المواقف. وعلى رأس هذه العلاقات علاقة أمريكا كدولة أولى في الموقف الدولي مع بريطانيا الإمبراطورية الاستعمارية التي أفل نجمها وفقدت جل مستعمراتها.

ولإدراك العلاقة بين هاتين الدولتين لا بد من ذكر الخطوط العريضة التالية:

- إن مصالح الدول هي التي تحدد طبيعة العلاقات بينها.

- ومن المقطوع به أن تعدد الدول يحتم اختلاف المصالح، رغم وجود بعض المصالح المشتركة، ولو اتحدت كل المصالح لاتحدت هذه الدول في كيان سياسي واحد.

- إن الذي يحدد نوعية الصراع بين الدول هو ما تعتنقه هذه الدول من عقائد، فعندما تكون العقائد مخلتفة، يكون الصراع صراعا حضاريا وجوديا لا يتوقف إلا بإزالة الآخر من الوجود، كما كان حال الخلافة الإسلامية مع الدول الكافرة، مصداقا لقوله تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾.

وكما شهدناه في حالة الاتحاد السوفيتي والمعسكر الرأسمالي الغربي، حيث استمر الصراع حتى سقوط الاتحاد السوفيتي وزواله.

وإذا استعرضنا واقع أمريكا وبريطانيا نجد أنهما تنتميان إلى المبدأ نفسه وهو المبدأ الرأسمالي، الذي لا ينفك عن استعمار الشعوب واستعبادها، والذي فصل الدين عن الحياة وجعل مقياس الأعمال النفعية المجردة من كل القيم، وهذا يجعل الصراع بينهما صراعا تنافسيا وليس صراعا حضاريا عقائديا، غايته تقاسم النفوذ والمستعمرات.

إن التاريخ يقول إن أمريكا كانت مستعمرة بريطانية إلى أن قامت الثورة الأمريكية وطردت بريطانيا منها. وفي أواخر الربع الأول من القرن التاسع عشر كانت الولايات المتحدة لا تزال دولة ناشئة، وكانت الثورات في أمريكا الجنوبية ضد الاستعمار الأوروبي قد بلغت حدا عظيما، وكانت الثورة ضد إسبانيا على الخصوص قد نجحت نجاحا يؤدي إلى إخراجها من أمريكا الجنوبية فأحست الولايات المتحدة باجتماع الدول الأوروبية على نصرة إسبانيا، ورأت أنها أحق ببسط نفوذها هناك، فقدم الرئيس جيمس مونرو في سنة 1823 اقتراحا إلى الكونغرس يعلن فيه أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر كل تدخل أوروبي في القارة الأمريكية عملا عدائيا يهدد سلامة الولايات المتحدة نفسها، فوافق الكونغرس على ما سمي "مبدأ مونرو". وبهذه السياسة مدت أمريكا حدودها الدفاعية إلى جميع أنحاء القارة الأمريكية، واقتلعت جذور الدولتين الاستعماريتين الكبيرتين إسبانيا والبرتغال، من القارة الأمريكية، ومكنها من أن تحل محلهما، وتصبح أمريكا الجنوبية بجملتها مزرعة لها.

وعقب الحرب العالمية الثانية رأت أمريكا أنها هي وريثة الاستعمار الأوروبي فأخذت تعمل على إخراج الأوروبيين من مستعمراتهم في أفريقيا وآسيا.

وعندما استولت روسيا على أوروبا الشرقية، وضعفت بريطانيا، أعلن الرئيس ترومان عام 1947 سياسته بشأن اليونان وتركيا وأطلق على هذه السياسة "مبدأ ترومان". وكانت تقوم هذه السياسة على مساعدة اليونان وتركيا في وجه الخطر السوفيتي، فحلت أمريكا محل بريطانيا في اليونان وتركيا.

استمرت أمريكا في سياستها، فكانت وراء ثورة الضباط الأحرار في مصر، محمد نجيب وعبد الناصر، التي سماها الكاتب المصري محمد خير هيكل ثورة يوليو الأمريكية.

وعندما قام عبد الناصر بتأميم قناة السويس، وقع العدوان الثلاثي على مصر، وانتهى بانسحاب بريطانيا من السويس، ألقى الرئيس أيزنهاور بيانه أمام الكونغرس بتاريخ 1957/1/5 وأعلن فيه سياسته التي أطلق عليها مبدأ أيزنهاور؛ ملء الفراغ بحجة مواجهة الخطر السوفيتي لتحل أمريكا محل بريطانيا، فدخلت المنطقة في صراع شرس بين أمريكا وبريطانيا على شكل انقلابات عسكرية كانقلاب شكري القوتلي في سوريا تبعته عدة انقلابات آخرها انقلاب عميل أمريكا حافظ أسد، وانقلاب عبد الكريم قاسم في العراق وآخرها انقلاب صدام حسين ليستقر العراق في يد بريطانيا، وخاض عبد الناصر حربه بالنيابة عن أمريكا في اليمن لطرد النفوذ البريطاني، ومثلها ثورة مصدق في إيران وآخرها ثورة خميني الأمريكية وطرد الإنجليز منها، والدخول في الحرب العراقية الإيرانية لتنتهي باحتلال العراق وأخذها من بريطانيا.

وما نراه الآن في اليمن وليبيا وبورما وغيرها لهو خير شاهد على الصراع الدموي الإنجلو أمريكي على النفوذ.

لقد اتبعت أمريكا وسائل عديدة لتمرير مشاريعها الاستعمارية وتبرير حروبها الدموية، منها:

- حجة الخطر السوفيتي.

- القروض والمساعدات الاقتصادية.

- المعونات العسكرية والتدريب.

- صناعة الذرائع، من بيرل هاربر إلى أبراج التجارة إلى أسلحة الدمار الشامل التي لا وجود لها في العراق.

- صناعة الإرهاب.

- إثارة النزاعات الطائفية والحروب الأهلية.

- الحروب بالوكالة يخوضها حكام عملاء أخلصوا للكافر المستعمر وقدموا مصلحته على مصالح شعوبهم.

إن العلاقة الأمريكية البريطانية هي علاقة دولتين استعماريتين تتصارعان على المستعمرات. وإن بريطانيا تنتهز الواقع الذي تعيشه شعوب البلاد الإسلامية، وضعف الأنظمة أمام ثورات الربيع العربي، وتدرك الأزمات التي تعيشها الدول الرأسمالية وفي مقدمتها أمريكا، من أزمة الديمقراطية وسقوطها، إلى أزمة اقتصادية، وأزمة صحية أظهرت حقيقة الدولة الرأسمالية وفشلها الذريع، وأزمة سياسية ضربت بنية المجتمع فأحدثت انقسامات عميقة وخطيرة فيه.

هذا الإدراك دفع الدهاء البريطاني إلى استغلال ما تعيشه أمريكا فأخذت تتطلع لإعادة دورها ومكانتها الدولية، فقدم رئيس وزرائها بوريس جونسون وثيقة من 100 صفحة بعنوان بريطانيا العالمية، تبرر خروجها من الاتحاد الأوروبي وأنه سيحررها لتعمل كقوة مرنة على المسرح الدولي، لتحاول استعادة أمجاد الماضي، وتوجد موطئ قدم لها في عالم يتغير بسرعة.

والمتابع لما عليه أمريكا مع بريطانيا، يرى ازدواجية في مواقف بريطانيا، فهي تخوض صراعا مريرا مع أمريكا للمحافظة على بقاء نفوذها في مستعمراتها وفي الوقت نفسه تساير أمريكا تجاه الصين وروسيا وتسعى لعقد معاهدات اقتصادية معها.

فهل تنجح بريطانيا في مسعاها؟

إن عودة أي دولة إلى موقعها الريادي لا يكون إلا بتقديم بديل يعطي حلولا حقيقية للأزمات والمشكلات التي أحدثتها السياسات الرأسمالية المتوحشة، وهذا ما لا تمتلكه بريطانيا ولا أمريكا، بعد ظهور زيف الديمقراطية وبشاعة نظامها الرأسمالي، وما أوصل إليه العالم من شقاء.

إن البديل الكفيل بحل الأزمات وإسعاد البشرية هو مبدأ الإسلام، عقيدة وتشريعا، مجسدا في خلافة راشدة على منهاج النبوة. إنها وعد الله سبحانه وبشارة نبيه ، فلمثلها فليعمل العاملون.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

بقلم: الشيخ سعيد رضوان

جريدة الراية: في ظل احتدام الصراع الدولي على اليمن

 جريدة الراية: في ظل احتدام الصراع الدولي على اليمن

جنوب اليمن يتقلب بين رمضاء هادي ونيران الانتقالي

  18 من شـعبان 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 31 آذار/مارس 2021مـ

انطلقت يوم الثلاثاء 2021/03/16م مظاهرات شعبية من مجمع البنوك في كريتر عاصمة محافظة عدن، تحت سمع وبصر الإمارات، بالتزامن مع مظاهرة في زنجبار عاصمة محافظة أبين وإغلاق للمحلات التجارية في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج وُجِّهَتا ضد محافظي المحافظتين المعينين من عبد ربه هادي، ومظاهرات بصورة أقل في محافظتي شبوة وحضرموت. المشاركون في المظاهرات من أهل جنوب اليمن يعانون من تردي صور الحياة المعيشية بدءاً بانقطاع الرواتب "موضة اليمن بشطريه" لفترات طويلة وهي لا تعني سوى قذارة الحكومتين في صنعاء وعدن في الوقت الذي يتقلب فيه أعضاؤهما برغد العيش، ولا يبالون بمعاناة الناس الذين أذلتهم ظروف العيش بعدم قدرتهم على كفاية أنفسهم ومن يعولون فيما يحتاجونه من مقومات العيش الأساسية كالأكل والشرب ومداواة المرضى والانتقال في مشاوير الحياة اليومية المعتادة، وارتفاع أسعار المشتقات النفطية بشكل رفعت معه أسعار بقية السلع في الأسواق. إن التلاعب بأقوات الناس في عدن والمحافظات الجنوبية يتم على يد المسؤولين الماليين بدءاً بوزير المالية ومحافظ البنك المركزي ومستشار عبد ربه الاقتصادي حافظ معياد، والأذرع المتعاملة معهم من خلال الأموال الطائلة التي يحصدونها جراء اللعب على اختلاف صرف الدولار والعملات الصعبة بالريال، وبسببها وصل صرف الدولار الواحد إلى الألف ريال. وكذلك التلاعب بأسعار المشتقات النفطية من نفط وديزل وغاز - الفرق بين ما يشترونه في السوق وما يستلمونه من البنك المركزي - التي يجلبها أحمد العيسي ورؤساء شركات النفط والغاز من خارج البلاد، ويجني من ورائها أموالاً مهولة.

لقد استغل المجلس الانتقالي معاناة الناس لإسقاط اتفاق الرياض الذي بقي حبيس الأدراج لأكثر من عام قبل أن يرى النور، بالإعلان عن تشكيل حكومة معين عبد الملك فبدأ بوضع العراقيل أمامها بدءاً بعرقلة وصولها إلى عدن لأداء اليمين أمام عبد ربه هادي، ثم استقبالها بثلاثة تفجيرات بمطار عدن حين وصولها في 2020/12/30م، لحقتها عدة تفجيرات في محافظة عدن في انفلات أمني مدبّر قادته الإمارات وحزامها الأمني المسؤولين عن الأمن في المحافظات الجنوبية عموماً ناهيك عن العاصمة عدن. ثم عزل الحكومة في القصر الرئاسي بمعاشيق، وتضاعف معاناة الناس، ثم باعتراض المجلس الانتقالي على قرارات عبد ربه هادي الصادرة عقب تشكيل الحكومة، مع أن اتفاق الرياض قد نص على إجراء عبد ربه تغييرات للمحافظين ومدراء الأمن، إلا أن المجلس الانتقالي جاهر بالوقوف ضدها بضراوة بغية إفشال اتفاق الرياض المنعقد في 2019/11/05م.

الخطورة في اتفاق الرياض هي إحلال القوات السعودية مكان القوات الإماراتية، مما يعني تراجع المجلس الانتقالي عملاء بريطانيا الذي تعول عليه بريطانيا أكثر من حكومة عبد ربه هادي، أمام تقوية المجلس الثوري الجنوبي جناح حسن باعوم عملاء أمريكا ذوي الارتباط بضاحية بيروت الجنوبية وإيران، وزاد الطين بلة تعيين الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن الداخل للبيت الأبيض من شهرين تيموثي ليندركينغ مبعوثاً أمريكياً خاصاً لليمن، وإعلان الناطق الرسمي بوزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس يوم الأحد 2021/03/14م عن إطلاق حملة دبلوماسية أمريكية بشأن اليمن لإعطاء الشرعية للحوثيين وتثبيتهم حكاماً في صنعاء وغير مستثنية جنوبه، لدعم عملائها الضعفاء داخل المحافظات الجنوبية، فقد بدأ طرح اسم علي ناصر محمد الآن من جهة عملائها الهاربين من اليمن المرفهين في تركيا، الذين انضموا إلى الحوثيين وفشلوا في آب/أغسطس 2015م في تسليم عدن والمحافظات الجنوبية لعلي ناصر محمد - تحت مسمى الشرفاء الجنوبيين - وحالت بريطانيا بينهم وبين ما أرادوا بإرسالها الإمارات إلى عدن وطردهم منها وبتواطؤ من الحرس الجمهوري المشارك للحوثيين في عدن. لا يزال اتفاق الرياض الذي حرصت أمريكا على عقده، وإدخال يدها في جنوب اليمن، كما أدخلت يدها عن طريق الحوثيين في شماله، لا يزال ذلك الاتفاق يؤرق بريطانيا راعية اليمن في شماله وجنوبه فيدفعها لتعطيله.

إن الصراع الدولي على اليمن بين الاستعمارين القديم والجديد قد بدأ منذ ستينات القرن الماضي وهو يشتد الآن، ولن يتوقف حتى يصحو أهل اليمن ويعوا حقيقته ولا يلجؤوا لأحد طرفيه.

يا شباب، يا عقلاء جنوب اليمن: أنتم أمام معاناة اقتصادية، لكن أتستبدلون بمجرمي عبد ربه هادي القدامى مجرمي الانتقالي الجدد؟! إن حل هذه المعاناة لا يكون إلا بالعمل الصحيح الذي يسبقه تفكير مستنير. فحل المشكلة الاقتصادية ليست في استبدال أشخاص بآخرين، ولكن في استبدال النظام الاقتصادي برمته ووضع آخر مكانه. إن الاقتصاد المطبق عليكم حالياً رأسمالي يصادم عقيدتكم وأحكامها جملة وتفصيلاً، وهو السبب في معاناتكم. والحل هو أن تستبدلوا به النظام الاقتصادي الإسلامي، وجعل بقية أنظمة الحياة المطبقة عليكم من الإسلام في الحكم والسياسة الداخلية والسياسة الخارجية وغيرها، حتى تسعدوا وتنفوا عنكم شقاء الدنيا ومتاعبها، وتعودوا لمجدكم السابق أهل إيمان وحكمة وتفوزوا بالآخرة.

عليكم باسترجاع سلطانكم الذي منحكم الله إياه في تنصيب من يطبق فيكم أحكام رب العالمين، وهو القائل سبحانه: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ﴾ وقالَ رَسُوله : «كَانَت بَنُو إسرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبياءُ، كُلَّما هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبيٌّ، وَإنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي، وسَيَكُونُ بَعدي خُلَفَاءُ فَيَكثُرُونَ»، قالوا: يَا رسول اللَّه، فَما تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «أَوفُوا بِبَيعَةِ الأَوَّلِ فالأَوَّلِ، ثُمَّ أَعطُوهُم حَقَّهُم، وَاسأَلُوا اللَّه الَّذِي لَكُم، فَإنَّ اللَّه سائِلُهم عمَّا استَرعاهُم» متفق عليه، وفي الاقتصاد فهو القائل: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ وقال رسوله : «الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ فِي الْكَلَإِ وَالْمَاءِ وَالنَّارِ» رواه أبو داوود، وفي غيرها من أنظمة الحياة من خلال إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة فهي وعد الله القائل: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ وبشرى رسول الله القائل «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» أخرجه أحمد عن النعمان بن بشير.

بقلم: المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن

جريدة الراية: إلى أين تسير التطورات الأخيرة في ليبيا؟

 جريدة الراية: إلى أين تسير التطورات الأخيرة في ليبيا؟

 

  18 من شـعبان 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 31 آذار/مارس 2021مـ

الشك ما زال مخيماً على سير الأحداث في ليبيا والرأي العام غير واثق من حسن سير الأحداث ومن أنها تسير في اتجاه حل الأزمة في البلاد. وخصوصا أن مجمل الأحداث الأخيرة من المفاوضات والاقتراحات والإجراءات التي تمخض عنها نشوء السلطة الجديدة، هي بفعل القوى الخارجية من الدول المؤثرة في المشهد الليبي وعلى رأسهم أمريكا، عبر لجنة بعثة الأمم المتحدة والتي قادتها ستيفاني ويليامز الأمريكية. فما الذي تهدف أمريكا إلى تحقيقه في ليبيا؟! خصوصاً بعد أن تم تقليص النفوذ الأوروبي في البلاد بفعل التدخل التركي إلى جانب حكومة الوفاق السابقة ومساعدة الثوار في تحرير محيط طرابلس والمدن الغربية - التي تشكل غالبية السكان - من هيمنة حفتر، والإبقاء عليه في النصف الشرقي من البلاد.

وقد كان للتدخل الدولي الأثر الأكبر في إيقاف زحف الثوار باتجاه المناطق الشرقية لتحريرها من نفوذ حفتر، فكان فرض وقف إطلاق النار على حدود سرت دلالة على أن أمريكا وأحلافها لا تريد حل الأزمة وتريد الإبقاء على حفتر وقواته كطرف يستعمل لتوتير الأوضاع حين الحاجة إلى ذلك. وعلى الأغلب لم يعد حفتر خياراً عند أمريكا لحكم البلاد لأسباب عدة أهمها فشله عسكريا في السيطرة على البلاد، ويبدو أن حفتر قد أدرك جيداً أنه لم يعد خياراً أمريكيا لحكم ليبيا وأن إنهاء خدماته أصبح قريباً وحتى لا يتعرض للاعتقال والمساءلة على الجرائم التي قامت بها مليشياته بأوامر منه فبدأ بتصفية وقتل الرؤوس المجرمة التي كلفها بأعمال الخطف والقتل، فبدأ بمحمود الورفلي الرأس المنفذ لأغلب جرائمه، وسوف يستكمل عمليات التصفية لهؤلاء.

غير أنه يبقى حاجة ماسة لدى أمريكا والغرب كله في الوقت الحالي لجعل البلاد تحت نفوذهم وحتى لا تفكر جهة ما بالخروج من دائرة العمالة لهم والسير في مخططاتهم. ولعل من الأهداف الأمريكية فصل الغرب الليبي عن شرقه عندما تنضج ظروف التقسيم.

هذا من حيث عموم سير الأحداث، وما يجري الآن في أغلبه يؤكد هذا المنحى. فسلطة محمد المنفي وحكومة عبد الحميد دبيبة بدأت تصطدم بالمصاعب مع قوات حفتر وذلك في أول مسعى لتوحيد المؤسسة العسكرية المنقسمة بين شرق البلاد وغربها. فبدأ حفتر باختلاق الظروف التي تحول بين حكومة الدبيبة والدخول في عملية توحيد الجيش ففرض حفتر حالة الطوارئ ومنع التجول، متحججاً بضرورة التصدي لجائحة كورونا، بعد أن أصدرت حكومة الوحدة الوطنية قراراً بحل لجنة الأزمة المتعلقة بجائحة كورونا التابعة لحكومة شرق ليبيا "حكومة الثني" والتي يرأسها اللواء الناضوري، وجعْل مهامها من اختصاص مؤسسات "حكومة الوحدة الوطنية" باعتبار أنها أصبحت حكومة كل ليبيا.

ومن المعلوم لدى كل متتبع للأوضاع في المناطق الشرقية ما يسيطر عليها من خوف وقلق خصوصاً بعد اكتشاف عشرات الجثث ملقاة في أكثر من منطقة في محيط بنغازي، وهذا ما حرض بعض رموز القبائل للخروج واستنكار عمليات القتل والخطف كالاحتجاجات التي قام بها بعض شيوخ وأفراد من قبيلة العبيدات.

أما ما قام به نائب رئيس مجلس الوزراء القطراني مع ثلاثة عشر وزيراً من حكومة عبد الحميد الدبيبة في الذهاب إلى بنغازي لحضور مراسم التسلم والتسليم من حكومة الثني فقد كان ذلك بعد الحصول على ضمانات من مصر وأمريكا.

 

ويوم 2021/3/20 قام عبد الحميد الدبيبة بزيارة إلى طبرق، وقد اكتسبت هذه الزيارة إلى طبرق معنىً خاصاً والكلام الذي صدر عنه كله في أغلبه نغمة تصالحية تستجدي أبناء القبائل الشرقية للقبول به، وما كان هذا ليتم لولا ضمانة مصر ورعاية أمريكا. كل هذا يدل على أن أمريكا تدفع إلى حالة من الاستقرار في ظل هذه الحكومة لمدة سنة في حدها الأدنى حتى تضع خطة جديدة لليبيا، وفي هذا الوقت تعمل على إخراج روسيا من ليبيا مع دفع بعض الأثمان إلى روسيا على حساب ليبيا. ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن نجاح حكومة الدبيبة يعتمد على ما إذا كان نظام بوتين الروسي سيأمر بإخراج المرتزقة "الفاغنر" إلى جانب طائراتهم ودباباتهم ومدافعهم وبطارياتهم الصاروخية والأسلحة الثقيلة الأخرى، مع ملاحظة أن الروس حتى شهر مضى كانوا يعززون قواتهم ويخرقون وقف إطلاق النار، لأن إيجاد حالة من الهدوء - إلى مدى قريب - يستلزم إخراج الروس من ليبيا، وهذا لا بد له من ثمن تدفعه السلطة من مقدرات الشعب في ليبيا. ويبدو أن فاتورة إخراج وإرضاء الأطراف التي قد تعرقل مسار حالة التهدئة هذه تتعدد وتطول، فها هو محمد يونس المنفي رئيس المجلس الرئاسي الجديد يذهب في زيارة إلى فرنسا بصحبة نائبه الممثل لقطاع الجنوب الليبي بعد طول جفاء بين فرنسا وطرابلس. وقد تناولت مجلة جون أفريك موضوع الزيارة هذه قائلة: "إن زيارة المنفي إلى باريس تأتي في سياق مساعي الرئيس ماكرون لإحياء العلاقة "الخجولة" مع الحكومة الليبية"، ويبحث ماكرون مع المنفي حسب مجلة جون أفريك "القضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب...، وتنتظر باريس من طرابلس تنفيذ عقد لتوريد معدات للجيش الليبي"، ولنا أن نسأل: من أبرم هذا العقد ووقعه؟ وأي جيش ليبي؟ يغلب على الظن أنه من العقود التي كانت تبرمها حكومة الثني في المنطقة الشرقية، حكومة حفتر، والتي كانت أداة حفتر في دفع أثمان السلاح والعتاد الذي كان يقتل به أبناء الشعب خدمة للأعداء ومنهم فرنسا.

وفي المحصلة فقد ذكرت مجلة واشنطن بوست أن تركيا هي الرابح الأكبر - حسب قولها - من التسوية الليبية وأمريكا يمكنها المساعدة في تعزيز النظام الجديد.

بقلم: الأستاذ أحمد المهذب

جريدة الراية: فشل تشكيل الحكومة في لبنان

 جريدة الراية: فشل تشكيل الحكومة في لبنان

 

  18 من شـعبان 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 31 آذار/مارس 2021مـ

إنَّ النفوذ السياسي في لبنان، واقع تحت السيطرة الأمريكية المباشرة عبر سفارتها ومبعوثيها، وغير المباشرة عبر وسطاء إقليميين مثل سوريا والسعودية وإيران، أما أوروبا فلها رجالات تحاول من خلالهم مناكفة أمريكا، ولعل أبرز ما ظهر في هذا الجانب هو دعوة التدويل التي دعا إليها البطريرك الراعي، ودعاوى الانتخابات النيابية المبكرة التي لا ينفك يطالب بها جعجع وجنبلاط، والتي ترفضها أمريكا التي تُحْكِمُ سيطرتها على كل مراكز القوى السياسية والأمنية في هذا الكيان الهزيل.

المستجد في وضع لبنان اليوم، هو ظهور ثروة نفطية وغازية على شواطئه، جعلته محط أنظار السيطرة الاقتصادية الاستعمارية المباشرة، لا سيما من أمريكا، ولعل هذا ما أثار حفيظة أوروبا متمثلةً بفرنسا، التي تقبع الثروة الغازية الهائلة قريباً من شواطئها، أي على شرق المتوسط، ما جعل الرئيس الفرنسي ماكرون يزور لبنان مرتين بعد انفجار مرفأ بيروت، وكان يخطط لثالثة، تم إلغاؤها بذريعة إصابته بكورونا، ولم يعد بعدها إلى لبنان! الواضح أنَّ المبادرة الفرنسية ميتةٌ لا حياة فيها، ومن يزعمون التمسك بها حتى من رجالات أمريكا، يعلمون أنهم متمسكون بما لا يسير بالحل.

ظهور هذه الثروة على شواطئ لبنان، وكأنه يدفع أمريكا، ومن باب بسط نفوذها الاقتصادي المباشر على البلد، إلى أن تعيد ترتيب أوراق البيت الداخلي اللبناني، ما قد يستلزم وجوهاً سياسية جديدة تُطعّم بها الطبقة السياسية، لتضعه على سكة ثعبان صندوق النقد والبنك الدوليين، فتسير بلبنان كما سارت بمصر وباكستان والسودان من قبل.

يصاحب ذلك وجود رغبة أمريكية باستبعاد النفوذ المباشر لحزب إيران في لبنان على الحكومة ومناصبها الوزارية، لكن على ما يبدو أن هذا مرتبط بالمفاوضات بين أمريكا وإيران بشأن الاتفاق النووي، الذي سيشمل تأثير مليشيات إيران في المنطقة وأبرزها حزبها في لبنان، وتصريحات أمريكا على لسان مبعوثها للملف الإيراني روبرت مالي، وتصرفاته الـمـُجاملة من خلال الاحتفال بعيد النيروز الإيراني، تُظهر السير في توقيع الاتفاق في وقت غير بعيد.

ولطالما نفذ حزب إيران في لبنان سياسة إيران في المنطقة التي كانت تخدم سياسة أمريكا، وحين رأت أمريكا أنها استنفدت قوة إيران، فإنها منذ أواخر عهد أوباما مروراً بعهد ترامب بات واضحاً سعي أمريكا لإعادة صياغة الدور الإيراني في خدمتها بحيث لا يكون متفرداً، بل تقسمه بين عملائها الآخرين في المنطقة مثل السعودية ومصر بعد خروجهم من ثورات الربيع العربي، وتركيا التي تدور في فلك أمريكا وتقدم لها خدمات جليلة في مناطق نفوذ عديدة، ويبدو أن السياسة الخارجية بهذا الشأن ستستمر في إدارة بايدن، وها هي أمريكا تعيد ترتيب الصلات بين عملائها والدائرين في فلكها.

وبالطبع فإن حزب إيران في لبنان قد يعمل على تمرير الوقت بانتظار نتيجة المفاوضات بين إيران وأمريكا.

أما الأقطاب المتشاكسون؛ رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، فمن الواضح عدم الرضا السعودي المنعكس عن عدم الرضا الأمريكي عن الرئيس الحريري، وحركة الحريري السياسية في المنطقة مستثنية السعودية، ثم حركة السفير السعودي في لبنان مستثنية الحريري، تظهر عدم الرضا الأمريكي عن مسلك الحريري المتردد بينها وبين فرنسا. بل إنه بعد إعلان فشل التشكيل الأخير يوم الاثنين 2021/3/22م، ورغم ما كشفه الحريري من إرسال ميشال عون جدولاً له لتعبئته بالتشكيلة التي تناسب عون وفيه الثلث المعطل الذي يرفضه الحريري، كانت زيارة السفيرة الأمريكية دورثي شيا، والسفير السعودي وليد البخاري وكأنها إحياء لسيد القصر الجمهوري وتثبيتاً لوجوده.

لذلك فإن أمريكا كأنها ترى الإبقاء على هذا الوضع في لبنان، أي الإبقاء على الرئيس عون، حيث لم يبق من فترته الرئاسية إلا ما يقارب السنة، والتي ترى أمريكا خلالها أنها تستمر بالمحافظة على يدها الطولى في الحكم، وتبقى محافظةً على عدم انهيار البلد عبر هندسات رياض سلامة المالية! وتكون خلالها قد أحدثت بعض التغييرات وأوجدت بعض المكاسب لوجوه سياسية جديدة.

إضافة لعامل ارتباط الملف اللبناني بالملف السوري بشكل كبير، ما دفع أمريكا لاستخدام علاقة روسيا بإيران وحزبها لوضع حزب إيران بصورة الأوضاع الجديدة في سوريا وكذلك لبنان، فاستدعت روسيا ممثلاً عن حزب إيران هو محمد رعد إلى وزارة الخارجية الروسية، والتقى سيرغي لافروف بالحريري!! ولا يفوتنا هنا النهم الأمريكي لمشروع إعادة إعمار سوريا الذي يكلف 250 مليار دولار بحسب الأمم المتحدة، و400 مليار دولار بحسب النظام السوري، وفي الحالتين هي ميزانية ضخمة تجعل أمريكا تحاول بسط نفوذ شركاتها للقيام بهذا الأمر، ويبدو أن نظرة أمريكا المستجدة واهتمامها بمدينة طرابلس خصوصاً والشمال اللبناني عموماً تقع ضمن هذا السياق، لذا بتنا نرى طروحات جديدة للمنطقة لناحية تأهيل مينائها ومطارها ومصفاتها حيث تُعد من أفضل نقاط الانطلاق في إعمار سوريا، رغم أنها كانت لعهد قريب توسم بالإرهاب من جانب أمريكا! ولا شك أنَّ إعادة تأهيل المنطقة تحتاج وقتاً تديره أمريكا.

كذلك لا يبتعد الملف الفلسطيني عن الملف اللبناني لناحية قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وكلا الملفين السوري والفلسطيني تم تفعيلهما بشكل واضح من جهة إدارة بايدن.

أما الحَراك الشعبي الذي كان بدأ في 2019/10/17م، فقد صار واضحا أنه بات ميتاً سريرياً، وأنَّ أقطاب الأحزاب السياسية للطبقة السياسية الفاسدة قد تقاسمت هذا الحَراك، وتستخدمه ورقةً لإيصال الرسائل السياسية والضغوطات متى لزم الأمر!

وعليه فإن تعطيل التشكيل يمكن إيجازه في نقاط:

- المفاوضات الإيرانية الأمريكية بشأن الاتفاق النووي، والذي سيشمل نفوذ أتباع وأشياع إيران في المنطقة.

- ظهور ثروة نفطية وغازية ما يجعل لبنان محط نظر الاستعمار الاقتصادي المباشر من أمريكا.

- وهذا قد يستلزم إعادة ترتيب أوراق الطبقة السياسية الفاسدة المنبوذة من الناس، وإدخال وجوه جديدة لها.

- ارتباط الملف اللبناني بالملفين السوري والفلسطيني.

- حرص أمريكا على عدم السماح لأي قوة دولية باختراق نفوذها في لبنان الذي بسطته بشكل قوي منذ السبعينات.

إن الغرب وعلى رأسه أمريكا يتحكمون بالسلطة في بلادنا ومنها لبنان، ولا يقطع دابرهم إلا دولة الخلافة على منهاج النبوة التي تنهض بالأمة، وتعيد لبنان إلى أصله جزءاً من بلاد الشام خصوصاً والأمة الإسلامية عموماً فينتظم عقده وتُحل مشاكله جذرياً على أيدي المخلصين، بعد أن اتسع الخرق على الراتق بسبب الحلول الترقيعية التي خدمت، ولا تزال، بقاء الفاسدين ونفوذ الكفار المستعمرين. فيجب أن يبقى في الحسبان أن القادر على التعطيل دوماً أو تشغيل البلد هي أمريكا، وهذا أثبتته الأحداث منذ سنة 2000، لا بل من قبل ذلك.

بقلم: المهندس مجدي علي

جريدة الراية: الجماعات الإسلامية! كم مرة ستلدغ من الجحر نفسه؟!

 جريدة الراية: الجماعات الإسلامية! كم مرة ستلدغ من الجحر نفسه؟!

 

  18 من شـعبان 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 31 آذار/مارس 2021مـ

ذكرت وسائل إعلامية يوم 2021/3/19 أنه "بعد تصريحات أنقرة الأخيرة التي جاءت بمحاولات للتقارب مع القاهرة وفتح صفحة جديدة في العلاقات، أصدرت السلطات التركية تعليمات لجماعة الإخوان بوقف انتقاد مصر من الفضائيات التابعة لها في إسطنبول... مضيفة أن تركيا أبرمت اتفاقات مع قادة الجماعة للالتزام بالتعليمات، مهددة بعقوبات قد تصل لإغلاق البث نهائيا وترحيل المخالفين خارج البلاد". "وأكد إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، استعداد الجماعة قبول أي عرض للحوار مع النظام المصري".

إن النظام التركي نظام علماني يوالي الغرب وأمريكا خاصة، ويحارب دعاة الإسلام والخلافة خاصة، ويوقع عليهم أحكاما بالسجن تصل إلى 15 سنة كما حكم على الكثير من شباب حزب التحرير، فإذن لن يحتضن أحدا يدعو إلى الإسلام بحق إلا إذا قدم التنازلات وجعله تحت رقابته واستخدمه لمآربه. ومن هنا احتضن جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من جماعات المعارضة بالتنسيق مع أمريكا حتى تكون هذه الجماعات المعارضة لنظام السيسي الموالي لأمريكا تحت الرقابة وتوقف معارضتها متى شاءت.

وقد احتضن الإخوان قبل وصولهم إلى الحكم ليحرفهم، واعترف أردوغان بذلك صراحة عندما زار مصر في أيلول عام 2011 بعد قيام الثورة وسقوط مبارك، فقد دعا إلى "تطبيق العلمانية في مصر" وادّعى زورا وكذبا "أنها لا تتناقض مع الإسلام" وقال "عندما اعترض مرشد الإخوان المسلمين محمد بديع، قلت له سأقنعك، فأقنعته". فعندما وصل الإخوان إلى الحكم عام 2012 لم يطبقوا الإسلام وأبقوا على النظام السابق ورجالاته وعلى الدستور مع تعديلات بسيطة لا تمس الأساس العلماني الديمقراطي كما أرادت أمريكا وأردوغان. وعندما سقطوا عام 2013 بعد انقلاب طبخته أمريكا لتظهر فشل الإسلام السياسي وهو لم يطبق ولكن صوّر للناس كأنه طبق وفشل، قام النظام التركي يحتضنهم حتى لا يخرجوا من تحت عباءته ويراجعوا حساباتهم ويحصوا أخطاءهم ويعودوا إلى الطريق الصحيح في التغيير، واغتروا بمساعدة أردوغان لهم وهي ليست مساعدة وإنما مؤامرة عليهم، فلم يعودوا إلى الصواب. والآن عندما قام النظام التركي بمصالحة نظام السيسي استعدوا للمصالحة معه! كما أكد إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام للجماعة استعدادهم قبول أي عرض للحوار مع النظام المصري، وهو الذي ذبحهم وقتلهم وشردهم، متبعين البراغماتية التي يعلمهم إياها أردوغان، أي التعاطي مع الواقع لتحقيق المصالح، مبتعدين عن المبدئية والعقائدية. فلم يتعلموا الدرس، ولن يتعلموه إذا لم يتمسكوا بالمبدأ ولم ينحرفوا عنه قيد شعرة كان ما كان، حتى يأتي الله بنصره، وهو آت لا محالة، لأنه وعده الصادق للثابتين على المبدأ.

ومثل ذلك حصل مع إخوان سوريا حيث احتضنهم النظام التركي فانضووا في الائتلاف العلماني التابع لأمريكا، وتنازلوا عن المبدأ وأصدروا وثيقة "العهد والميثاق" يوم 2013/3/25 معلنين التزامهم "بدولة مدنية ديمقراطية تعددية تداولية تقوم على دستور مدني، ونظام حكم جمهوري يلتزم بحقوق الإنسان والحريات العامة وأن السيادة للشعب، وبدولة مواطنة ومساواة يحق لأي مواطن أن يصل لأعلى المناصب بغض النظر عن دينه واتجاهاته" فبذلك تبنوا النظام الغربي العلماني كاملا واعتبروه "أرقى ما وصل إليه الفكر الإنساني الحديث"! متناسين قوله تعالى ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾، فسقطوا في مستنقع متسخ مع النظام التركي العلماني.

وكذلك فعل النظام التركي مع حماس حركتهم في فلسطين، إذ أقنعهم بالدخول في الانتخابات عام 2006 والقبول بالسلطة التي كانوا يعتبرونها من إفرازات اتفاقية أوسلو الخيانية. واعترف الرئيس التركي السابق عبد الله غل بأنه أقنع حماس بذلك، كما اعترف أمير قطر تميم عام 2017 بعد الحصار الذي فرض على إمارته بأن أمريكا طلبت من قطر ومن دول أخرى إقناع حماس بدخول الانتخابات والاعتراف بالسلطة الفلسطينية، واعترف بأن قطر تعمل على جعل المتطرفين معتدلين عندما تؤويهم وتدعمهم، وذلك ردا على تهمة السعودية ومصر بأن قطر تؤوي الإرهابيين.

وقامت قطر وفتحت مكتبا لحركة طالبان بالدوحة عام 2013 بناء على أوامر أمريكا للتفاوض معها، وقد تمخضت عن اتفاقية مع أمريكا عام 2020. فلم تتعلم طالبان هي الأخرى الدرس عندما ارتبطت بباكستان والسعودية اللتين أوعزت لهما أمريكا بدعم الحركة وإيصالها إلى الحكم عام 1996، ومن ثم تخلتا عنها عندما أسقطتها أمريكا بعد احتلالها أفغانستان عام 2001، وعندما لجأت طالبان إلى مقاومة المستعمرين دست أمريكا عليها السعودية وباكستان مرة أخرى لإقناعها بالتفاوض معها، إلى أن أعطت الدور لقطر، وها هي تعطيه لتركيا عندما طلبت عقد اجتماعات مع طالبان هناك. ومثل ذلك حصل مع حركة حكمتيار التي ارتبطت بباكستان ومن ثم تخلت عنها حسب أوامر أمريكا، ومن ثم عادت وانخرطت في النظام الأفغاني الذي تدعمه أمريكا.

وكذلك الفصائل المسلحة في سوريا التي ارتبطت بالسعودية وتركيا فجعلتها تسلم المناطق المحررة لروسيا وللنظام إلى أن حُشرت في إدلب وجعلتها تتنازل عن أفكارها وأهدافها فكان مصيرها الانتحار.

فكل حركة تركن إلى أي نظام من هذه الأنظمة العميلة وأسيادها المستعمرين تكون قد انتحرت سياسيا، فتصبح إرادتها مرتبطة بهذا الداعم الذي يدعمها لغايات خاصة به، فهذه الأنظمة لا تطبق الإسلام وهي والدول الاستعمارية تحارب عودة الإسلام إلى الحكم، فهل يعقل أن تدعم أو تحتضن جماعة إسلامية إلا إذا جعلتها مطية لها وجعلتها تتنازل عن أهدافها وعن مبدئيتها؟!

فالكيس الفطن لا يلدغ من الجحر الذي لدغ منه غيره، فماذا نقول للذي يلدغ من الجحر نفسه مرات؟! ألم يأن لهذه الجماعات أن تعي حقيقة أردوغان وغيره من الحكام وخطورة الركون إليهم؟! والرسول يقول: «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ» فهو ينهى المؤمنين عن أن يلدغوا من الدول العميلة والأجنبية فيركنوا إليها ويقدموا التنازلات ويتخلوا عن المبدئية، وهو قدوتهم الحسنة، وطريقته هي الطريقة الصحيحة الناجحة، نجحت في إقامة أعظم دولة دامت 13 قرنا، وبها ستقوم بإذن الله مرة أخرى، خلافة راشدة على منهاج النبوة.

بقلم: الأستاذ أسعد منصور

جريدة الراية: العشريات السوداء مذابح ومؤامرات

 جريدة الراية: العشريات السوداء مذابح ومؤامرات

 

  18 من شـعبان 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 31 آذار/مارس 2021مـ

ظنّ الكثير من النّاس أنّ عشرية الجزائر السوداء في حقبة التسعينات من القرن الماضي، وما صاحبها من مذابح ومصالحات كاذبة سُمّيت بالمواءمات الوطنية بين الحكومة وشعبها لن تتكرّر في الدول العربية مرّة أخرى، وأنّ المائتي ألف قتيل من ضحاياها، والذين كانوا وصمة عار في جبين حكام الجزائر، ظنّوا أنّه من المستبعد حدوث مثلها مرّة أخرى في مُحاولات التغيير التي ظهرت في الثورات العربية والتي اندلعت منذ عشر سنين وما زالت ارتداداتها تطفو في وجدان الشعوب، وما فتئت تلوح لهم في فرص التغيير المستشرفة لديهم في الأفق القريب أو البعيد.

لكن الشعوب العربية قد صُدِمت من جديد بعشريات سوداء جديدة في سوريا وليبيا واليمن؛ ففي العشرية السورية على سبيل المثال تكررت المذابح والمجازر، وظهرت فيها شتى فنون التعذيب والقتل الذي طال الأبرياء من نساء ورجال وأطفال، فأودت بحياة أربعمائة ألف شخص على الأقل، وهو ضعف عدد قتلى مذابح العشرية الجزائرية، إضافةً إلى تهجير أحد عشر مليون لاجئ وهو نصف عدد سكان سوريا، ومن ثمّ تحويلهم إلى مُشردين ولاجئين ونازحين، تفرقوا على مائة وثلاثين دولة، ستة وستون بالمائة منهم من النساء والأطفال.

ثمّ بعد كل هذه المآسي والنكبات التي حلت بأهل سوريا نجد أنّ المجرم بشار الأسد ما زال مُتشبثاً في كرسي الحكم يجثم على آلام شعبه ويدوس على أحزانهم، بينما العالم بأسره يؤيده سراً أو علانية، بشكلٍ مُباشر أو غير مُباشر.

فروسيا وإيران وحزبها في لبنان، ومليشياتها من العراق وأفغانستان، كلهم يدعمونه مباشرة بالجنود والعتاد والمال، وكذلك جميع الدول العربية ومعهم الجامعة العربية تدعمه بشكلٍ مُباشر، ويمنحونه الغطاء للاستمرار في جرائمه، ويدعونه للعودة رسمياً إلى عضوية الجامعة العربية والتي كانت مُجمّدة شكلياً.

وأمّا أمريكا وأوروبا وتركيا والأمم المتحدة فيدعمونه بشكل غير مباشر، وهو أخطر من الدعم المباشر، لما فيه من خداع وتدليس بادعاء الحيادية في التعامل مع أطراف النزاع، فهم يزعمون المُطالبة بمعاقبته على جرائمه كلاماً بينما هم لا يفعلون أي شيء لإيقافه عن تلك الجرائم، وما يفضح مُراوغاتهم وأضاليلهم هو صدور بيان مشترك مؤخرا لاجتماع وزراء خارجية كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا يعيدون فيه مطالبتهم بالتمسك بالحل السلمي على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي صدر عام 2015 المبني على اتفاق جنيف عام 2012، ويدعمون جهود المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسون الذي قال: "إنّ هناك فرصة نادرة في الأفق لإنهاء القتال الدائر هناك بعد مرور 10 سنوات على بدء النزاع السوري، وإذا ضُيّعت هذه الفرصة فإنّ القتال سيستمر لعقد آخر"، فهو يبشرنا بعشرية سوداء قادمة إذا لم يتم انتهاز هذه - الفرصة النادرة - التي لا تعني بحسب كلامه إلا استسلام الشعب السوري الكامل لبشار المجرم، ثم وضح بيدرسون تصوره للحل بأنه يعتمد مبدأ: "الخطوة خطوة لبناء الثقة والتوصل إلى حل تفاوضي"، وهذا يعني السير في التفاوض البطيء جداً بين المتفاوضين لإعادة الثقة بنظام بشار خطوة خطوة، وكررت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة الكلام نفسه تقريباً عندما قالت: "لقد حان الوقت لتحقيق الوحدة والتقدم بحل سياسي، ولا يمكن أن تكون الذكرى الحادية عشرة للأزمة كالذكرى العاشرة لها"، فهي تعتبر الثورة وما جرى فيها من مذابح وتهجير طال نصف الشعب السوري مجرد أزمة مرت عليها عشر سنوات، وتنتظر هذه الأزمة السنة القادمة أنْ يأتي حل لها يتوافق الأطراف عليه ضمن النظام المجرم القائم.

والخلاصة أن أمريكا وأوروبا ينظرون إلى ما جرى من منظار بقاء نظام الأسد، وأن على الذين خرجوا عليه أنْ يتصالحوا معه، ويعيدوا ثقتهم به بالسير في الحل معه خطوة خطوة، فنظام بشار هو نظام مهم جداً لأمريكا، وهي لا تسمح بهدمه لأنه نظام عميل ومخلص لها، فهو يحمي مصالحها، ومن أهم هذه المصالح قيام نظام بشار بالعمل لمنع قيام الخلافة في بلاد الشام والمنطقة، وقمع حركة التغيير الشعبية بقسوة في سوريا.

لقد استخدمت أمريكا في الحفاظ على نظام بشار وفي التعامل مع الثورة السورية وقمع الشعب السوري الأساليب نفسها التي استخدمتها في فلسطين تماماً، وذلك من حيث إصدار قرارات دولية عامة غير قابلة للتطبيق، ومُخدرة للشعوب.

 فقرار 2254 الخاص بسوريا يُماثل قرار 242 الخاص بفلسطين، واتفاق جنيف ومؤتمراته من 1 إلى 8 إلى جانب مؤتمرات سوتشي وأستانة ومُشتقاتها، تُشابه إلى حدٍ ما اتفاقات مدريد وواي ريفر وطابا وأخواتها، ومبدأ الخطوة خطوة وإعادة بناء الثقة تماثل تماماً مفاوضات السلطة الفلسطينية في العشرين سنة الماضية مع كيان يهود والتي لم تفضِ إلى شيء، وهكذا يتم تضييع قضايا الأمّة الرئيسية والتآمر على شعوبها بارتكاب المجازر الدامية واستصدار القرارات غير القابلة للتطبيق، والنتيجة أنه تم تثبيت الكيانات والأنظمة الحامية لمصالح أمريكا والغرب.

لذلك كانت النظرة الصحيحة تقضي بعدم تسليم قضايا الأمة لأعدائها، وعدم تمكين أمريكا والغرب من العبث في شؤون الأمّة، ثمّ تسليم زمام قياد الأمة لأبنائها المخلصين الذين يتخذون من الإسلام عقيدة ومنهجاً ونظام حياة، لإقامة دولة الإسلام في هذه البلاد التي ثارت من أجل التخلص من هؤلاء الحكام الطغاة، بتطبيق الحكم بما أنزل الله، وكنس النفوذ الأمريكي والغربي من البلاد الإسلامية، واستئصال الأورام السياسية السرطانية في جميع بلاد الشام.

بقلم: الأستاذ أحمد الخطواني

جريدة الراية: الجولة الإخبارية: 31-3-2021

 جريدة الراية: الجولة الإخبارية: 31-3-2021

 

إن الحماية الفعلية التي تبحث عنها المرأة هي في نظام يُعيد لها حقها ومكانتها ودورها المهم في بناء أجيال الأمة، وهذا لا يمكن تحقيقه وضمانه إلا في ظل نظام الخلافة، الذي يحرم استغلال المرأة جنسياً لأي غرض من الأغراض، مما يضع صون كرامتها فوق السعي لتحقيق أي مصلحة مالية أو مادية. فما أحوج المرأة والرجل في ظل حياة الفاحشة المفروضة عليهما في بلاد المسلمين اليوم، إلى نظام الإسلام الذي يوجد بينهما السكينة والطمأنينة ويحفظ لهما كرامتهما.

===

اتفاقية التعاون الدفاعي بين الأردن وأمريكا هي الاحتلال بعينه

أكد بيان صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن أن النظام الأردني أبى إلا أن يوالي أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين، بعد أن والى بريطانيا وكيان يهود قبل ذلك، ومن خلال مراجعة بنود اتفاقية التعاون الدفاعي بين النظام في الأردن وأمريكا، حيث ورد في المادة الثالثة من الاتفاقية ما نصه: "يوفر الأردن لقوات الولايات المتحدة وأفراد الولايات المتحدة ومتعاقدي الولايات المتحدة وغيرهم حسبما يتم الاتفاق بشكل متبادل إمكانية الوصول إلى المرافق والمناطق المتفق عليها واستخدامها بدون عوائق"، وكذلك نصت المادة السابعة: "يتم السماح لقوات الولايات المتحدة وأفراد الولايات المتحدة بالدخول إلى الأراضي الأردنية والخروج منها والتنقل بحرية فيها"، ونصت المادة الثامنة: "يجوز للطائرات والمركبات والسفن التي يتم تشغيلها بواسطة قوات الولايات المتحدة أو بالنيابة عنها الدخول إلى الأراضي الأردنية والمياه الإقليمية الأردنية والخروج منها والتنقل بحرية فيها"، ونصت المادة الخامسة عشرة: "يتم السماح لقوات الولايات المتحدة ومتعاقدي الولايات المتحدة باستخدام مرافق المياه والكهرباء وغيرها من المرافق العامة بشروط وأحكام بما في ذلك أسعار أو رسوم، لا تقل تفضيلاً عن تلك المتاحة للقوات المسلحة الأردنية أو الحكومة الأردنية"، كما تعهد النظام الأردني في هذه الاتفاقية لأمريكا بما نصه: "في حالة احتياج أفراد الولايات المتحدة إلى رعاية طبية أكثر من المقدمة بواسطة الولايات المتحدة تقوم القوات المسلحة الأردنية بتقديم الخدمات الطبية الأساسية والطارئة مجاناً". وقال البيان الصحفي إن النظام الأردني قد وضع القواعد العسكرية والمطارات وميناء العقبة وأراضي الأردن تحت تصرف أمريكا وقواتها، تستعملها بالشكل الذي يحقق مخططاتها وأهدافها في المنطقة.

وعن حكم الإسلام إزاء الاتفاقية، أكد البيان أن حكم الإسلام في هذه الاتفاقية العسكرية، هو الحرمة قطعاً، فهذه الاتفاقيات والمعاهدات والأحلاف العسكرية بين المسلمين وغيرهم من الدول الكافرة كلها محرمة وباطلة شرعاً، ولا يُلزم المسلمون بها ولو عقدها حكامهم، حتى لو عقدها أمير المؤمنين، لأنها تخالف أحكام الشرع، وقد نهى الرسول عن الاستعانة بالكفار ككيان وكدولة. هذا فضلاً عن أن الدول الكافرة عندما تعقد معاهدات أو اتفاقيات أو أحلافاً عسكرية مع المسلمين إنما تعقدها لتحقيق مصلحة الكفار في بلاد المسلمين وإيجاد نفوذ لهم فيها وسيطرة عليها، ومن ذلك كله يتبين أن الاتفاقيات والمعاهدات والأحلاف العسكرية، واتفاقيات ومعاهدات الحماية مع الدول الكافرة حرام شرعاً ولا تنعقد، ولا يُلزم المسلمون بها، لأنها جميعها تتناقض مع أحكام الشرع.

ثم توجه البيان إلى أهل الأردن بالقول: أَما وقد ظهرت لكم حرمة اتفاقية التعاون العسكري بين أمريكا وهذا النظام، وظهر لكم أن هذه الاتفاقية هي جريمة ما بعدها جريمة، فأنتم اليوم بين خيارين: إما السكوت والرضا وما يتبع ذلك من هلاك وضياع، وإما التحرك والأخذ على أيدي هؤلاء العابثين ومنعهم من الانزلاق بالبلد إلى الهاوية، وإن الوقت قصير وسريع وإن دهاء العملاء ونذالة الكفار لا يسمحان لكم بمزيد انتظار، فسارعوا للتغيير وأقيموا دولة الخلافة التي تطبق أحكام الإسلام؛ فإن الإسلام يوجب عليكم أن تقيموا خليفة من بينكم تبايعونه على العمل بكتاب الله وسنّة رسوله ليحكم بما أنزل الله، وليقضي على أنظمة الكفر وقوانينه، ويوحدكم في دولة الخلافة ويخلصكم من هذه الكوارث التي أوقعكم بها هؤلاء الحكام المجرمون، فاستجيبوا لأمر الله الذي يحييكم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

===

"المرأة والأسرة في خطر" كتاب أصدره ويوزعه حزب التحرير في فلسطين

أصدر حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين كتابا بعنوان "المرأة والأسرة في خطر والأدوات جمعيات نسوية ومؤسسات سيداوية في ظل سلطة مرتهنة لأعداء الإسلام"، قدم فيه الحزب الرؤية الشرعية لاتفاقية سيداو، وحذر من الجرائم والمحرمات التي تدعو إليها هذه الاتفاقية. وشرح الحزب علاقة السلطة الفلسطينية باتفاقية سيداو ودورها وتعهداتها للجنة سيداو عبر عرضه للمراسلات بين السلطة وبين اللجنة، وفي نهاية الكتاب وجه الحزب نداء لأهل الأرض المباركة فلسطين دعاهم فيه إلى أن يقفوا بقوة وحزم ضد السلطة وبرامجها الإفسادية التي تخدم بها أعداء الإسلام وكيان يهود.

لتحميل الكتاب بصيغة pdf من الرابط التالي:

"المرأة والأسرة في خطر"

===

النظام السريلانكي يعلن عن خطط لحظر حزب التحرير واعتقال أعضائه الرئيسيين في البلاد

أعلن وزير الأمن العام في سريلانكا، ساراث ويراسيكارا، يوم الأربعاء 10 آذار/مارس 2021، أمام البرلمان عزمه حظر حزب التحرير واعتقال أعضائه الرئيسيين في البلاد. وهنا، وفقا لمدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير المهندس صلاح الدين عضاضة، يأتي السؤال الأول والكبير للرأي العام والوسط السياسي والإعلامي في سريلانكا؛ ما هو الذنب الذي اقترفه حزب التحرير حتى يعلن الوزير ذلك؟ فحزب التحرير يعمل منذ زمن طويل في سريلانكا وما حولها وفي بلاد المسلمين وفي عواصم دول العالم، ولم يسجل في سجله أي عمل يخل بأمن الشعوب، بل إن الحزب كان دائما يلفت نظر تلك الشعوب إلى حقوقها المسلوبة ويكشف من يتآمر عليها ويدعوها لتطبيق الخلافة على منهاج سيدنا محمد .

مضيفا في بيان صحفي: أن اتهام حزب التحرير بالإرهاب بات من أكبر الكذب المفضوح عالميا، بينما النظام السريلانكي يلعب لعبة سياسية بخلق تهديدات خيالية لإجبار المسلمين على ترك المعتقدات والشعائر الإسلامية الأساسية، وكسب المزيد من الدعم بين الجماهير القومية المتطرفة المناهضة للعرقيات الصغيرة. وأكد: أن الرواية الكاذبة التي تصف دعم الشريعة والخلافة، أو التعبير عن المظالم، كمظاهر للتطرف قد يؤدي إلى العنف، رفضها الكثيرون على الصعيد العالمي. كما رُفضت أيضا نظرية الحزام الناقل التي تم تطويرها داخل مراكز أبحاث المحافظين الجدد في أمريكا".

===

أجهزة أمن النظام الأردني لا تزال سادرةً في غيّها وتعتقل شاباً آخر من شباب حزب التحرير

بعد محاولاتٍ عدة لاعتقاله من خلال ممارسة الكذب والخداع؛ باستدعائه بحجة حادث مع سيارته، ولما لم يفلحوا بذلك، أقدمت أجهزة أمن النظام في الأردن مساء الأحد على اعتقال الأستاذ عادل صرصور من منزله ومن ثم اقتادوه إلى دائرة المخابرات، وأفاد بيان صحفي أصدره الثلاثاء، المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن: إنه لا غرابة من قيام النظام في الأردن باعتقال حملة دعوة الإسلام، فهو نظامٌ تشرّب التبعية للغرب الكافر المستعمر، ووقع المعاهدات والاتفاقيات المُذلّة، والتي كان آخرها اتفاقية التعاون الدفاعي مع أمريكا، وأكد البيان: أن هذه الاعتقالات لن تثني حملة الدعوة عن دعوتهم، لا يضرهم من خذلهم ولا من سعى لعدائهم، وسيبقون ثابتين على ذلك حتى يأتي نصر الله، وإن نصره لقادم وإن وعده لناجز، وإن سلطان المسلمين لعائد، وإن الخلافة على منهاج النبوة لقائمة قريبا بإذن الله وأنوف المجرمين راغمة، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾.

===

قناة الإنسان التونسية تتجاوز المهنية الإعلامية

ورضيت بأن تكون شاهد زور في تضليل الرأي العام

وصم المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس في بيان صحفي قناة الإنسان التونسية بتجاوز المهنية الإعلامية أثناء محاورتها للنائب البرلماني الصافي سِعيد، وتنصيب نفسها قاضيا، عندما وصفت حزب التحرير بالتشدد. ورضيت بأن تكون شاهد زور في تضليل الرأي العام بربط الحزب بالرئيس قيس سعيد، وهي تعلم أن الحزب قد نفى هذه العلاقة في مؤتمر صحفي قبيل الانتخابات الرئاسية لسنة 2019، ووصف سعيد في المؤتمر ذاته بأنه أداة من أدوات المنظومة الغربية والوجه المزين لها، وذلك عندما كان الجميع مخدوعين به ويروجون له. وردا على مقولة أن "الإسلام السياسي موجة تكسرت في أكثر من شاطئ"، أوضح البيان الصحفي: أن الذي تكسر هو الأفكار الدخيلة على المسلمين من شيوعية واشتراكية وقومية، واليوم نشهد تكسر الرأسمالية ونظام حكمها الديمقراطي في العالم أجمع، وعما قريب ستجهز دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة على ما تبقى من هذه الأفكار الاستيطانية ليحل محلها الإسلام، ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً﴾.

===

الحوثيون يمدون يد السلام لأمريكا العدو اللدود للإسلام والمسلمين!

رحب الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وسلطنة عُمان وموريتانيا، الثلاثاء، بالمبادرة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن، وتواصل الدعم العربي والدولي للخطوة لليوم الثاني على التوالي. والاثنين، أعلن وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، عن مبادرة نظامه لحل الأزمة اليمنية، تتضمن وقف إطلاق النار من جانب واحد، وكان الناطق الرسمي للحوثيين محمد عبد السلام قد أعرب من مَسْقَطَ عاصمة عُمان عن استعداد جماعته لقاء الأمريكيين وفق تسوية سياسية لإيقاف الحرب في اليمن. وإزاء ذلك، قال بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن: بينما وقع الحوثيون بين مطرقة إدراجهم ضمن قائمة الإرهاب وسندان وضع حد للحرب في اليمن، فإن تعيين الرئيس الأمريكي لتيموثي ليندركينغ مبعوثاً أمريكياً خاصاً لليمن لا يعني سوى إزاحة مبعوث الأمم المتحدة البريطاني مارتن غريفيث، وطرح خطط ومرامي أمريكا في اليمن بشطريه موضع التنفيذ. وأضاف البيان: نعلم يقيناً أفعال الحوثيين مقدماً، وبما أن الزيف قد بان فإننا ندعو الناس لترك هذه الجماعة، فما يفعلونه تفعله أنظمة الحكم القائمة في بلاد المسلمين سواءً بسواء. ويكفي الأمة مائة عام على غياب حكم الإسلام من الأرض، وعليها العمل على إعادة الحكم بالإسلام بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، بعيداً عن أمريكا وبريطانيا وعونهما الزائف.

===

الانتخابات التشريعية الثالثة فصل جديد من فصول تصفية قضية فلسطين

وصف حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين الواقع السياسي الذي ستجري فيه الانتخابات الفلسطينية، وأكد أنها مصممة لتكون نتائجها وفق ما يريد أعداء الإسلام بغض النظر عن الفائز فيها، واختزلت نشرة أصدرها الثلاثاء 2021/03/23م، مفردات هذه الانتخابات، فقالت: سلطة فلسطينية تقدس التنسيق الأمني مع كيان يهود، ودول إقليمية عميلة لأعداء الإسلام ترعاها وتدير أمورها، وحركات وتنظيمات تعمل تحت مظلتها وتعتاش على ما تدفعه إليها من مال سياسي قذر، وخاطبت النشرة أهل الأرض المباركة: لم نتناول الانتخابات من حيث كونها توكيلاً وتفويضاً، والتوكيل فيما حرمه الله معصية موجبة لغضبه، لكننا ركزنا على الجانب السياسي، ليعلم القاصي والداني أن أدنى مشاركة في هذه الانتخابات هي جريمة عظيمة لأنها مشاركة في عملية خيانية من كيد أعداء الله ورسوله. تدرك أمريكا أن الأمة الإسلامية توشك أن تنفك من العقال الذي يكبلها، وأكابر المجرمين في الدول الكبرى يدركون تمام الإدراك أن إقامة الخلافة مسألة وقت، وإن ثقتنا بنصر الله تعالى من إيماننا بربنا، وثقتنا بأهل الأرض المباركة والأمة الإسلامية من ثقتنا بديننا، والخلافة على منهاج النبوة هي وعد الله سبحانه وبشرى رسوله ، فثقوا بالله واعتصموا بحبله المتين وانبذوا جريمة الانتخابات والقائمين عليها.

===

إعداد اتفاقية أنقرة بديلاً عن اتفاقية إسطنبول لن يكون حلاً لمعاناة المرأة والمجتمع

أكد بيان صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا أن انسحاب الحكومة التركية من "اتفاقية إسطنبول" التي أعدها مجلس أوروبا لقمع العنف ضد المرأة. ليس سوى ذر الرماد في العيون، ولم يتغير شيء. واتفاقية القضاء على التمييز ضد المرأة ما زالت تنفذ "بالتصميم نفسه". وللذين يعارضون الانسحاب من الاتفاقية ويعتبرونه رجعيةً وتخلفاً، قال البيان: إن الوضع المهين للدول الغربية التي تتغنون بها، ويجري فيها تطبيق الاتفاقية واضح غير خافٍ. ففي هذه المجتمعات، تم تدمير العائلات، وازداد الفجور، ووصل العنف والاعتداء الجنسي ضد النساء والأطفال إلى أعلى مستوياته، وخلص البيان إلى القول: لا يمكن حماية الفرد والأسرة والمجتمع والأجيال إلا بالإسلام. وإن إعداد اتفاقية أنقرة بديلاً عن اتفاقية إسطنبول لن يكون حلاً! وخطاب نائب الرئيس فؤاد أقطاي وقوله: "يجب أن نعود إلى أصلنا" لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التزام العقيدة الإسلامية التي نؤمن بها وما ينبثق عنها من أحكام. فجوهر حياتنا هو الإسلام!

===

مقتل وإصابة العشرات في بنغلادش خلال احتجاجات على زيارة رئيس وزراء الهند

قتل 4 أشخاص وأصيب العشرات في بنغلادش، الجمعة، جراء اشتباكات بين متظاهرين والشرطة خلال احتجاجات على زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى البلاد، والجمعة، وصل مودي إلى العاصمة البنغالية دكا، وسط احتجاجات مناهضة لزيارته. وجاءت زيارة مودي، التي تستمر يومين في ذكرى مرور 50 عاما على حرب دامية استمرت نحو 9 أشهر، وانتهت بمقتل مئات آلاف بعد تدخل الهند لصالح انفصال بنغلادش عن باكستان. وكان بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية بنغلادش، قد قال: لم تفشل حسينة الخائنة في إثبات أن نظامها هو عدو لله ورسوله والأمة الإسلامية، ولكن أيضاً تجرأ بلطجيتها على تهديد شعبنا بإجراءات صارمة إزاء مسيرات ضد زيارة مودي! وأضاف البيان: الأمر المثير للسخرية أن حسينة تطالب الناس بالاحتفال بـ"الاستقلال" بينما الناس مهددون بالسجن إذا احتجوا على المجرم مودي وعدوانه على سيادة الأمة! لافتا إلى: أنه لا توجد موارد استراتيجية حيوية وبنى تحتية وصناعات متبقية في بنغلادش لم يتم منحها للهند لتعزيز طموحها الإقليمي. ولا ينبغي أن نتفاجأ بصمت الحزب القومي البنغالي على عدوان مودي، لأنه وحزب بهاراتيا جاناتا عملاء للولايات المتحدة لمواجهة الصين ومحاربة ظهور الخلافة، من خلال تعزيز قوة الهند. وختم البيان مخاطبا المسلمين: لإنهاء عدوان وسيطرة دولة الشرك في الهند وإخضاع شبه القارة الهندية بأكملها لظل وعدالة الإسلام، يجب أن نسرع لبُشرى رسول الله في إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

===

من ثمار الحضارة الرأسمالية فرنسا تتحمل مسؤولية كبرى عن جرائم الإبادة برواندا

نشر موقع (الجزيرة نت، الجمعة، 13 شعبان 1442هـ، 2021/03/26م) خبرا قال فيه: "خلص تقرير رسمي إلى أن فرنسا تتحمل مسؤولية كبرى وجسيمة في جرائم الإبادة التي تعرضت لها أقلية التوتسي في رواندا عام 1994، وذلك من خلال تحالفها مع نظام الهوتو الحاكم في البلاد.

ووفق التقرير الذي قدمته لجنة من المؤرخين للرئيس إيمانويل ماكرون، فإن فرنسا تعمدت تقديم دعم عسكري كبير ومتواصل لرئيس رواندا آنذاك جوفينال هابياريمانا، رغم سياسته العنصرية التي شجعت على ارتكاب جرائم بحق هذه الأقلية.

وقال التقرير إن فرنسا - التي تدخلت بقوة في رواندا - تتحمل "مسؤولية كبرى وجسيمة" في الأحداث التي أدت إلى الإبادة الجماعية التي تعرضت لها أقلية التوتسي، وتحدثت استنتاجات التقرير عن "ثغرة فرنسا في رواندا"، مشيرة إلى أن "لا شيء يثبت تواطؤها" في الإبادة.

لكن التقرير اتهم السلطات الفرنسية بغض الطرف عن عمليات التحضير لارتكاب تلك الجرائم، التي أودت بحياة أكثر من 800 ألف شخص، وفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة.

وأشارت اللجنة إلى الإخفاقات الفرنسية بين 1990 و1994 عندما كان الرئيس الاشتراكي السابق فرنسوا ميتران في السلطة، وقالت إن فرنسا "تكيفت" مع الحكومة في رواندا في ذلك الوقت ولم تغير موقفها إلا بعد فوات الأوان".

الراية: يكشف هذا التقرير عن غيض من فيض الجرائم التي قامت بها فرنسا الصليبية وحضارتها الرأسمالية ضد البشرية، حيث إن جرائمها الممتدة عبر قرون قد طالت وحشيتها المسلمين وغير المسلمين، بلا دافع سوى الاستعمار ومص دماء الشعوب، ثم يخرج علينا قادة فرنسا والغرب لينظّروا حول الحريات وحقوق الإنسان، فسحقا لهم ولحضارتهم التي لم تجلب على البشرية إلا الخراب والدمار، والفساد والانحلال.

===

المصدر: جريدة الراية