Tuesday, June 30, 2020

قيس سعيد يبرئ ساحة فرنسا ويعتبر احتلالها لتونس حماية لها!

قيس سعيد يبرئ ساحة فرنسا ويعتبر احتلالها لتونس حماية لها!

الخبر: نشرت الكثير من وكالات الأخبار نبأ زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد إلى فرنسا في 23/06/2020، ولقائه بالرئيس الفرنسي ماكرون، وفي لقاء صحفي مع قناة فرانس 24 الناطقة بالفرنسية قال قيس سعيد: "إن تونس كانت تحت نظام الحماية وليس احتلالا مباشرا مثلما حدث بالجزائر، ورغم ذلك فقد تم ارتكاب جرائم ضد التونسيين ودفعوا الثمن غاليا"، وفي تعليق على لائحة الاعتذار الأخيرة بالبرلمان قال قيس سعيد: "تونس لها الحق أن تطلب الاعتذار لكن بطرق أخرى وليس بلائحة في البرلمان... والاعتذار من الأفضل أن يكون عبر تعويضات مالية أو بعث مشاريع في البلاد"، واعتبر قيس سعيد أن طلب الاعتذار في البرلمان لم يكن "بريئا" متسائلا: "لماذا نطلب الاعتذار بعد 60 سنة؟".
التعليق:
ما زلنا نتذكر كيف أن الكثير من المسلمين قد هللوا واستبشروا خيرا عندما أُعلن فوز قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية في شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 2019، حيث كان فوزه لافتا للنظر خاصة وأنه لا ينتمي لأي حزب من الأحزاب التي كانت تتنافس على كرسي الرئاسة، ولأنه كان لا يتكلم إلا العربية الفصحى، وأفصح غير مرة عن حبه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه واعتبره قدوة له، وأخذ يوزع المساعدات على الناس بنفسه مستحضرا بذلك سيرة الفاروق عمر، ولأنه رفض المثلية واعتبر التطبيع مع كيان يهود جريمة، ورفض المساواة في الميراث لأن القرآن الكريم قد حسم هذه القضية، أي ﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ﴾، كل هذه الأسباب وغيرها جعلت الكثيرين من أبناء تونس يختارونه على من سواه، ففاز فوزا ساحقا في الانتخابات، حتى إن بعضهم وصفه بأنه الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى تمثلا بقوله تعالى ﴿وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى﴾.
ومع أننا أمة كَثُرت نكباتها ومصائبها، وتكالب عليها القريب والبعيد، وعاشت الكثير من المحن والسنين العجاف العجاف بسبب حكامها العملاء، ومر على هذه الأمة الكثير ممن يسمون بالحكام الذين قاموا مرارا وتكرارا بخداع الأمة حتى أوردوها موارد الهلاك؛ من عبد الناصر وحسين وحسن وحافظ ومعمر وفهد...، وما زال أبناء بعض هؤلاء الطواغيت وغيرهم يمارسون ويلعبون اللعبة القذرة نفسها في خداع الأمة، إلا أن العجب العجاب أن بعض المسلمين ما زالوا حتى اللحظة غير قادرين على التمييز بين الغث والسمين، وما زال سهلٌ خداعهم، يُخدَعون بمعسول كلام هؤلاء الطواغيت، فيُلدغون من جحر هؤلاء الطواغيت مرات ومرات مع أن النبي يقول: «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ».
فهذا الذي يدعي أنه يستحضر سيرة عمر، أين هو من سيرة عمر؟! لقد كان عمر رضي الله عنه يحكم دولة مترامية الأطراف بالإسلام وحده، أما أنت يا قيس سعيد فتحكم تونس بعلمانية قذرة أهلكت الحرث والنسل، مستوردة ممن احتلوا تونس وقتلوا أبناءها، فأين أنت من عمر؟! لم تكن الدولة التي يحكمها الفاروق عمر ذات حدود ثابتة أو مرسومة من الكفار، بل كانت حدودها متغيرة ومتوسعة كلما قامت الدولة بالجهاد في سبيل الله والفتوحات، أما دولتك يا قيس سعيد فهي ذات حدود مصطنعة رسمتها دول الكفر المستعمرة كفرنسا لتمزيق بلاد المسلمين شر ممزق! وهل كان الفاروق عمر يرى دماء المسلمين تُهرق قربانا لتحقيق مصالح الكفار ويسكت بحجة عدم التدخل في شؤون الآخرين كما تفعل أنت يا قيس سعيد؟! وهل كان دستور دولة الفاروق علمانيا كدستور تونس المستورد من دول الكفر أم أنه كان أحكاما شرعية مستنبطة من كتاب الله وسنة رسوله؟ وهل كان عمر يقبل بأن تقوم دول الكفر بنهب خيرات وثروات المسلمين ويبقى ساكتا كما تفعل أنت إزاء ما تقوم به فرنسا المجرمة من سرقة ثروات تونس جهارا نهارا ولا تحرك ساكنا؟! ولم تكتف بذلك بل برأتها مؤخرا من جرم احتلالها لتونس واعتبرت طلب الاعتذار ليس بريئا! فأين أنت من عمر يا هذا؟! شتان بين الثرى والثريا!
تقول يا قيس سعيد "إن وجود فرنسا في تونس لم يكن احتلالا كالجزائر بل كان بغرض الحماية"، ولنفترض جدلا أن فرنسا لم تحتل تونس لأكثر من سبعة عقود كما هو معلوم للقاصي والداني، إلا أنك في حوارك مع قناة فرانس 24 اعترفت بأن فرنسا كانت قد احتلت الجزائر، ومعلوم أن فرنسا قتلت من مسلمي الجزائر ما يفوق المليون شهيد، أليس هذا كافياً لاعتبار فرنسا دولة محاربة للمسلمين جميعا وجب طردها وقلع نفوذها السياسي والثقافي والاقتصادي من كافة بلاد المسلمين؟! أليست حرب المسلمين واحدة وسلمهم واحدة ولا فرق بين مسلمي تونس ومسلمي الجزائر؟! وعلى الرغم من جرائم فرنسا في تونس والجزائر وغيرهما إلا أن موقفك منها كان في قمة التخاذل والتبعية، وقد رفضت طلب الاعتذار على الرغم من أنه لن يقدم ولن يؤخر، وبدلاً من أن تطالب بإنهاء الوجود الفرنسي في تونس رحت تثبته بالقول إن الاعتذار يمكن أن يكون بإقامة فرنسا مشاريع في تونس!! وهذا يعني فتح الأبواب للنفوذ الفرنسي والشركات الفرنسية لتقوم بمزيد من نهب الثروات وإفقار البلاد والعباد.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن على المسلمين بخليفة يكون كالفاروق عمر فيحسن رعاية المسلمين ويقطع دابر دول الكفر ويطردهم من بلادنا أذلة وهم صاغرون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام
  10 من ذي القعدة 1441هـ   الموافق   الأربعاء, 01 تموز/يوليو 2020مـ

دولٌ تمنح أموالها سموماً قاتلة، والترياق بين أيدينا فلنتناوله

دولٌ تمنح أموالها سموماً قاتلة، والترياق بين أيدينا فلنتناوله

الخبر: قالت وزارة الخارجية التركية، إن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، يشارك الثلاثاء، في مؤتمر بروكسل الرابع تحت عنوان "دعم مستقبل سوريا والمنطقة" حيث يعقد برئاسة مشتركة بين الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وذكرت وزارة الخارجية التركية في بيان، أنه "من المتوقع أن يدعم المؤتمر الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للصراع السوري تحت مظلة الأمم المتحدة، ويناقش الوضع الإنساني في سوريا". (شبكة شام)
التعليق:
صدق السلطان عبد الحميد عندما قال "خذ اليوم مالاً وخذ غداً أمراً"، فها هي الدول التي تُسمي نفسها "مانحة" تجتمع مرّة أخرى لتُكمل مسيرتها في إنهاء ثورة الشام، الثورة التي يأبى النظام التركي إلا أن يغير اسمها ورسمها، فيقول "الصراع السوري"! ويسعى جاهداً مع غيره من الدول لتثبيت أركان النظام عبر ما يُسمونه "الحل السياسي".
لم يكن الدعم الذي قُدّم على مدار السنوات إلا سُماً زعافاً دُسّ في ثورة الشام، ليُصيبها بحالة من فقدان الوعي وخلل في التوازن ليُجهزوا عليها قبل أن تستفيق من غيبوبتها، فكانت سمومهم تأتي بغلاف الإنسانية، فيغضون الطرف عن قتل النظام المُجرم لشعبه، ثم يُقدمون العلاج وسيارات الإسعاف لمن نجا من مذبحته، ويسمحون للنظام بتهجير أهالي الثورة من مناطق كثيرة، ثم يُقدمون لمن هُجّر خيمة لا تقيه برداً ولا حراً!!
أيها الأهل في الشام! إن ترياق الشفاء، من هذا الداء، هو الوعي على حقيقة الأعداء، ثم جعل هذا الوعي يسري في جسد الثورة، ليعيد لها الحياة من جديد، فتنفض عنها غبار الوهن والضعف، وتقطع حبال التبعية للماكرين، وتلفظ قادة السوء والشرعيين، ثم تستمسك بالعروة الوثقى، فتلمّ شعث ما تبقّى، وتجمع كلمتها على أمر ربها، فهو القادر على ردّ كيد عدوها في نحره، وهو صاحب الوعد ومُنجزٌ لوعده، فلتكونوا بوعده مُصدقين، وبأمره مستمسكين، وبحبله معتصمين، وعليه متوكلين، عندها يأتيكم النصر المُبين، نصر الله رب العالمين، فهو القائل في كتابه: ﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
  10 من ذي القعدة 1441هـ   الموافق   الأربعاء, 01 تموز/يوليو 2020مـ

نفائس الثمرات: إِنَّ عَلَيْكَ فِي عِلْمِكَ حَقًّا

نفائس الثمرات: إِنَّ عَلَيْكَ فِي عِلْمِكَ حَقًّا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ كَثِيرَ بْنَ مُرَّةَ، يَقُولُ: «لَا تَحَدَّثِ الْحِكْمَةَ عِنْدَ السُّفَهَاءِ فَيُكَذِّبُوكَ، وَلَا تَحَدَّثِ الْبَاطِلَ عِنْدَ الْحُكَمَاءِ فَيَمْقُتُوكَ، وَلَا تَمْنَعِ الْعِلْمَ أَهْلَهُ فَتَأْثَمَ وَلَا تُحَدِّثْهُ غَيْرَ أَهْلِهِ فَتُجَهَّلَ، إِنَّ عَلَيْكَ فِي عِلْمِكَ حَقًّا كَمَا عَلَيْكَ فِي مَالِكَ حَقًا».
الزهد/ لأحمد بن حنبل
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
  10 من ذي القعدة 1441هـ   الموافق   الأربعاء, 01 تموز/يوليو 2020مـ

الاقتصاد الإسلامي لا يؤخذ منبتّاً عن أساسه

الاقتصاد الإسلامي لا يؤخذ منبتّاً عن أساسه

الخبر: هاجمت المعارضة التركية الرئيس رجب طيب أردوغان واتهمته بالخداع والنفاق، عقب حديثه عن ضرورة تطبيق "الاقتصاد الإسلامي" في البلاد للخروج من الأزمة الحالية.
وقال زعيم حزب الديمقراطية والتقدم المعارض علي باباجان، إن تعاملات حكومة أردوغان بالربا تضاعفت مرتين في الأعوام الثلاثة الأخيرة، ووصف أردوغان بأنه "مخادع وغير صادق"...
وقال باباجان في تصريحات صحفية: "في عام 2017 كانت مدفوعات الدولة من الفوائد 57 مليار ليرة تركية، بينما وصلت إلى 139 مليار ليرة في عام 2020"، متسائلا: "ما الذي حدث لترتفع الفوائد في 3 سنوات فقط؟". (سكاي نيوز عربية).
التعليق:
لم يعدْ خافياً على الكثير من الناس خداعُ الرئيس التركي أردوغان لشعبه وللمضبوعين به من خارجهم، وصار معروفاً في خطاباته المشاعرية التي يوجهها لعامة الناس، أملاً منه في تضليلهم وخداعهم، والتأثير عليهم لصالحه، ففي حديثه عن تطبيق الاقتصاد الإسلامي في البلاد للخروج من الأزمة الحالية يخادع الناس، وإلا؛ فما الذي يمنعك - أيها الرئيس - من تطبيق الاقتصاد الإسلامي في تركيا؟
وبهذه المناسبة أودّ التوضيح لكل من يقرأ هذا التعليق، أن الإسلام كلٌّ لا يتجزّأ، وأنّ أخْذَ بعضِه وتركَ باقيه إنما هو كفر، مهما قلّ قدرُ المتروك منه، وهذا ما نطق به القرآن الكريم، في قول الله تعالى مخاطباً بني إسرائيل: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ هذا أولاً من ناحية حكم الله تعالى على من يأخذ بعض الإسلام ويترك بعضه، مع أن أردوغان حتى هذه لم يفعلها، إمعاناً في ضلاله وتضليله، وثانياً من جهة أنه لا يصلح تطبيق بعض الإسلام وترك بعضه، فلو أن حاكماً أراد تطبيق النظام الاقتصادي الإسلامي وحده، فلن تتحقق النتائج المرجوّة من ذلك، والسبب أن النظام الاقتصادي الإسلامي جزء لا يتجزأ من الإسلام، ولا بد أن ينبثق عن الأساس الذي تنبثق عنه جميع أنظمة الحياة، فالإسلام عقيدة ينبثق عنها نظام الحياة، ولا يؤتي أكُلَه إلا بتطبيقه كاملاً كما فعل رسول الله وصحابته من بعده وتابعوهم بإحسان.
وهذا لا يعني أننا نقف بجانب المعارضة التركية التي اعترضت على أردوغان في هذا الحديث، فهم كأردوغان علمانيون، وعلى الأقل لا يحملون مشروع الإسلام، ولا يطالبون بتطبيق الإسلام كاملاً في تركيا.
إن الوحيد القادر على تطبيق الإسلام كاملاً بوصفه عقيدةً تنبثق عنها أنظمة الحياة إنما هو حزب التحرير، الذي أخذ على عاتقه إقامة دولة الإسلام، دولة الخلافة على منهاج النبوة، ليطبق فيها الإسلام كاملاً، وليحمله رسالة عدل وهدى إلى الناس كافة، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – ولاية الأردن
  9 من ذي القعدة 1441هـ   الموافق   الثلاثاء, 30 حزيران/يونيو 2020مـ

نفائس الثمرات: فاجعل الله من بالك على كل حال

نفائس الثمرات: فاجعل الله من بالك على كل حال
كتب ابن السمّاك الواعظ إلى أخٍ له: "أما بعد أوصيك بتقوى الله الذي هو نجيُّك في سريرتك، ورقيبك في علانيتك، فاجعل الله من بالك على كل حال، في ليلك ونهارك وخف الله بقدر قربه منك وقدرته عليك، واعلم أنك ليس تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره، ولا من ملكه إلى ملك غيره، فليعظم منه حذرك، وليكثر منه وجلك والسلام".
فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب/ الجزء الخامس
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
  9 من ذي القعدة 1441هـ   الموافق   الثلاثاء, 30 حزيران/يونيو 2020مـ

دخول الإسلام إلى البوسنة بين الحقيقة والأسطورة!!

دخول الإسلام إلى البوسنة بين الحقيقة والأسطورة!!

الخبر: شهدت البوسنة، أمس الأحد، اختتام فعاليات النسخة الـ510 من مهرجان "أيواز دادا" الثقافية.
ويعد المهرجان من أطول مهرجانات البلاد، حيث يستمر لأيام، ويحيي فيه البوسنيون، ذكرى دخولهم الإسلام عبر شخص يُدعى أيواز دادا، وفي كلمة له خلال المهرجان، قال أحمدوفيتش مفتي مدينة ترافنيك البوسنية ورئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، إن "احترام المجتمعات لماضيها وتاريخها، ضرورة لمستقبل جيد". (عرب أوروبا)
التعليق:
نعم إنّه لمن المهمّ بمكان حفظ المجتمعات لماضيها وتاريخها كما صرح رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، ولكن الأهمّ من ذلك حفظ ذلك التاريخ بتدقيقه وتنقيته من الأساطير والشوائب وكل ما من شأنه تزييف الحقائق.
إنّ احتفال الكثير من البوسنيين اليوم بذكرى دخول الإسلام إلى بلدهم إن دلّ على شيء فهو يدلّ على مدى حبهم للإسلام وتغلغله في نفوسهم خاصة أنّ البوسنة والهرسك قد تعرضت لاضطهاد الشيوعية وفرض الإلحاد بالحديد والنار ثم إلى مذبحة فظيعة هي مذبحة سربرنيتشا من أجل إبادة المسلمين فيها والقضاء على جذوة الإسلام هناك.
لكن الأمر الموثق تاريخيا هو دخول الإسلام إلى ذلك البلد الطيب من خلال الفتح العثماني الكامل لها على يد السلطان محمد الفاتح عام 1464م فلماذا يصر القائمون على الثقافة والإفتاء وغير ذلك إلى ربط دخول الإسلام بشخص أيواز دادا؟!
إنّ تزييف التاريخ يعدّ من أخبث الأسلحة المعتمدة لطعن الحقائق ودفنها، لذلك كان لزاما إيلاء التدقيق والتمحيص أهمية كبرى لحفظ الماضي والاستفادة من عبر الأحداث ومآلاتها في الأزمان الغابرة.
لقد فتحت دولة الإسلام في الماضي ربوعا كثيرة فعمّها الخير العميم ورسخ دين الله الحق في نفوس الناس فحسن إسلامهم وعضوا بالنواجذ على دينهم ومنها البوسنة، وبإذن الله ستستعيد دولة الخلافة الموعودة تلك البلاد الإسلامية وتملؤها عدلا وقسطا ونورا مبينا.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي
   8 من ذي القعدة 1441هـ   الموافق   الإثنين, 29 حزيران/يونيو 2020مـ

سنحرر بيت المقدس بالرغم من تطبيع الطواغيت مع كيان يهود

سنحرر بيت المقدس بالرغم من تطبيع الطواغيت مع كيان يهود

الخبر: ذكرت قناة يورو نيو ‏في 2020/6/25 خبرا عاجلا: "نتنياهو يعلن "التعاون" العلمي مع دولة الإمارات لمكافحة وباء كوفيد-19".
التعليق:
بعد إعلان أمريكا صفقة القرن وسعيها لحل القضية الفلسطينية وفق رؤيتها بتعويم كيان يهود واعتراف الدول العربية والدول القائمة في البلاد الإسلامية فيه رسميا، سعى بعض طواغيت البلاد الإسلامية لترجمة ذلك عمليا من خلال التطبيع علانية مع كيان يهود من خلال زيارات رسمية علنية لبعض المسؤولين وبرامج اقتصادية وسياسية وإعلامية وثقافية. ولعل حكام الخليج هم أكثر الساعين في ذلك وعلى رأسهم حكام دويلة الإمارات الذين لم يتركوا رذيلة إلا واقترفوها ولم يسمعوا بحرب على الإسلام والمسلمين إلا وكان لهم سهم بل أسهم في تلك الحرب لصالح أعداء الإسلام، حتى وصل بهم الأمر إلى التعاون والبحث العلمي بينهم وبين كيان يهود في وباء كورونا.
هؤلاء الشياطين البشرية أذناب الدول الغربية وأدواتهم في الحرب على الإسلام والمسلمين لن يقدروا بإذن الله على إخضاع المسلمين وقبولهم لكيان يهود ودمج شعبه ومجتمعه مع المسلمين، لأن العلاقة الشرعية النابعة عن عقيدتنا أن هذا الكيان ورم سرطاني في جسم الأمة يجب استئصاله فهو كيان غاصب للأرض المباركة وقام على دماء المسلمين ونهب ثرواتهم وممتلكاتهم فضلا عن أرضهم، ونذكر أن الصليبيين قد احتلوا بيت المقدس حوالي تسعين سنة ثم حررها المسلمون، ولذلك مهما عمّر هذا الكيان المجرم فالمسلمون سيزيلونه بإذن الله، هذا وعد الله سبحانه وبشرى رسوله .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ، حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ وَرَاءَهُ الْيَهُودِيُّ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ»، وزاد مسلم: «إِلَّا الْغَرْقَدَ؛ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ»؛ متفق عليه.
وإن الخلافة التي فتحت بيت المقدس وحررته وحافظت عليه هي من سيحرره بإذن الله، وإن حالة الصراع مع هذا الكيان ستستمر حتى نزهق هذا الكيان الباطل.
وبالنسبة لطواغيت المسلمين حماة كيان يهود فلقد صدق القائل إن كيان يهود هو ظل حكام المسلمين فإن أزحناهم عن عروشهم زال ظلهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ د. محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان
   8 من ذي القعدة 1441هـ   الموافق   الإثنين, 29 حزيران/يونيو 2020مـ

التعذيب الحقيقي هو في بقاء الأنظمة الظالمة

التعذيب الحقيقي هو في بقاء الأنظمة الظالمة

الخبر: في مستهل كلمته أمس في "اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب"، قال الأمين العام للأمم المتحدة: "التعذيب هو محاولة خبيثة لكسر إرادة الشخص"، وطالب بوضع حد لإفلات مرتكبي أعمال التعذيب من العقاب، والقضاء على هذه الأعمال البغيضة التي تتحدى إنسانيتنا المشتركة.
التعليق:
يصادف يوم 26 حزيران من كل عام ما يسمى "اليوم الدولي للأمم المتحدة لمساندة ضحايا التعذيب"، وهو اليوم الذي دخلت فيه اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب حيز النفاذ في عام 1987م، وقد صادقت 162 دولة على هذه الاتفاقية..
ومثلها مثل العديد من اتفاقيات ومعاهدات الأمم المتحدة تبقى حبراً على ورق خاصة بما يتعلق بما يسمونه "العالم الثالث" المليء بالظلم والتعذيب في سجون الأنظمة الحاكمة، أو بتعذيب المسلمين في عدة أماكن في العالم. فحتى لو كُتبت التقارير فلا تنفيذ فعلي لرفع هذا الظلم ووقف هذا التعذيب.
ففي فلسطين المحتلة يخضع 95 بالمئة من الأسرى الفلسطينيين للتعذيب في سجون الاحتلال، بمن فيهم النساء والأطفال، حيث يمارس كيان يهود التعذيب بشكل ممنهج وعلى نطاق واسع؛ الضرب مصحوبا بالشتائم والإهانات، ومنع الزيارات والاتصالات، والعَزْل، والهزّ العنيف، والشَّبْح بأنواعه، والموسيقى الصاخبة، وقلع الأظافر، واستغلال الإصابات والحالة الصحية كوسيلة ضغط، وغيرها من الأساليب التي تخلّف العديد من الإعاقات الجسدية والنفسية.
ولا ننسى سجون السلطة الفلسطينية في تعذيب من يعارضها ويكشف عمالتها ومؤامراتها..
وحسب تقارير لمنظمات حقوق الإنسان وقنوات تلفزيونية كالجزيرة ومنصات التواصل الإلكتروني فهناك استفحال لظاهرة التعذيب في كثير من الدول العربية كوسيلة ضغط في المعتقلات ومراكز الحجز، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لوقف تعذيب المعتقلين.
ففي مصر، أصدرت ثلاث منظمات حقوقية دولية تقريرا يرصد منهجية التعذيب في البلاد والتجريمِ القانوني له، مطالبين السلطات بوقف جرائم التعذيب بشكل فوري في أقسام الشرطة ومحاسبة مرتكبيها. وبحسب التقرير الحقوقي، لم يعد الضرب أو الصعق الكهربائي أو الاعتداء الجنسي من الأنماط المتبعة فقط في ممارسة التعذيب، بل تعدى الأمر ذلك إلى الحبس داخل زنازين ضيقة سيئة التهوية وحرمان السجناء من التعرض للشمس ومنع الرعاية الطبية، مما أدى إلى وفاة أعداد كبيرة عن طريق الإهمال الطبي.
وفي سوريا أظهرت تقارير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ووكالة الأناضول، مقتل 14 ألفا و388 سوريا تحت التعذيب في معتقلات الأسد، بينهم 177 طفلا، و63 امرأة.
وفي ليبيا عُثر مؤخرا على 11 مقبرة جماعية في مدينة ترهونة ومحيطها، بعد تحريرها من مليشيات خليفة حفتر.
وتشير تقارير أن اليمن تشهد إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث انتشر التعذيب خاصة في مناطق الحروب والنزاعات الداخلية. وأن 80% من سكانه بحاجة لحماية ومساعدات إنسانية.
ويتعرض أكثر من 200 سجين رأي في الإمارات للتعذيب وسوء المعاملة في سجون غير آمنة، ويجبرون على تقديم اعترافات تحت الضغط، مع حرمانهم من التواصل مع أسرهم.
أما تعذيب المسلمين في أكثر من بلد ومكان مثل الصين وكشمير وميانمار والهند وبلاد الغرب... فحدث ولا حرج.
ففي ميانمار، يعتبر العنف ضد مسلمي أراكان، والذي تطلق عليه الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان اسم "التطهير العرقي" أو "الإبادة الجماعية" أحد الانتهاكات المنهجية الأساسية لحقوق الإنسان. حيث يتعرضون للقتل والحرق والتعذيب والاغتصاب والتشريد رغم ضغوط المجتمع الدولي على ميانمار، حيث يشير تقرير نشره اتحاد روهينجا أراكان (غير حكومي) في نيسان الفائت، أنه في الوقت الذي تنشغل فيه دول العالم بمكافحة فيروس كورونا، تركز ميانمار على النزاعات المسلحة والإبادة الجماعية والأعمال الإجرامية.
ولا ننسى تعذيب مسلمي الإيغور في الصين وقتلهم وتعذيبهم ومنعهم من أداء شعائرهم الدينية والحبس في أقفاص وتعليق حيوانات ميتة في أعناقهم.
وفي إقليم جامو وكشمير والهند شهدنا التعذيب بشكل منهجي، مما يناقض كل مواثيق حقوق الإنسان وقرارات الأمم المتحدة...
ولكن رغم كل ذلك فإن الأمم المتحدة وجمعياتها وأيامها لا يتعدى عملها التقارير الكتابية واللقاءات الصحفية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا ترفع ظلما ولا تخفف تعذيبا. ولن يتغير هذا الوضع إلا باجتثاث تلك الأنظمة الظالمة وقيام دولة يقودها إمام قوي عادل يرفع الظلم والتعذيب ويعيد للإنسان آدميته وإنسانيته.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي (أم صهيب)
   8 من ذي القعدة 1441هـ   الموافق   الإثنين, 29 حزيران/يونيو 2020مـ

سكك الحديد، بين إنجازات الخلافة وأحلام العبيد

سكك الحديد، بين إنجازات الخلافة وأحلام العبيد

بكل لوعة وأسى، تابعنا كلام رئيس تونس قيس سعيد أثناء زيارته لفرنسا وهو يتباهى بما نهله من بحور الأنوار والمعرفة الفرنسية وبمشاركته في كبرى اللقاءات والمؤتمرات الدولية حول القانون الدستوري، وقد بدا وكأنه يقدم نفسه على أنه تجاوز بورقيبة بأشواط كبيرة في التشرب من ثقافة الأعداء، بل وكأننا أمة بلا دين ولا تشريع ولا حضارة، نعيش على الهامش، ونقتات على فتات ما تنتجه الحضارات الأخرى من أفكار ومفاهيم ودساتير ونماذج حكم، ما يؤكد مقولة ابن خلدون رحمه الله: "المغلوب مولع أبداً بتقليد الغالب في شعاره وزيّه ونحلته وسائر أحواله وعوائده".
تابعنا أيضا بحجم أكبر من اللوعة والأسى، فضلا عن حرارة اللقاء زمن كورونا وتقبيل أكتاف ماكرون، مستوى خطابه المتملق الذي لم يقف عند الاستشهاد بمقولات مجرم الحرب شارل ديغول صاحب مقولة: "اقصف بسرعة وبقوة"، ولا عند الإشادة بعميد الفقه الدستوري الفرنسي جورج فيدال، ولا عند الدعوة المباشرة والصريحة إلى نسيان جراح الماضي (هكذا وبكل بساطة!)، بل وصل به الحد إلى أن يصوّر الاستعمار الفرنسي لتونس على أنه حماية للبلد وأهله، في سياق ادعاءات "قانونية" كاذبة خاطئة، ومحاولة فاشلة لحذف صفحات سوداء من تاريخ الاحتلال الفرنسي كتبت بأحرف من دماء الشهداء التي روت أرض الزيتونة، وينطق بها كل ركن من أركان هذه البلاد الإسلامية.
ما يملأ القلب حسرة، فضلا عما بدر من فقيه الدساتير المستوردة من كلام وما أثاره من سخط شعبي، هو مستوى أحلام هذا الرئيس الذي ما فتئ يُحدّث شعبه عن صعود شاهق في التاريخ، إلا أن أحلامه التي عبّر عنها ضمن أوّل لقاء له برئيس الدولة التي كانت ولا تزال تناصبنا العداء، لم ترتق إلى مستوى طموحات الباحثين من أهل بلده في مخابر فرنسا، بل لم ترتق إلى مستوى تطلعات أبناء الأمة في القرن التاسع عشر، أي منذ مائتي عام تقريبا حين كانت للمسلمين دولة، بل عكست حالة مخجلة من الضياع والتخلف الحضاري قد يكون مأتاها "عقدة الخواجة" التي تحكم عقليات حكّامنا منذ هدم دولة الخلافة العثمانية، بحيث لا يرى الحاكم لنفسه قدرة على الفعل والإنجاز إلا بمعية المستعمر الأجنبي وتحت إشرافه، فلا حول ولا قوة له إلا بالاستعمار، ولا ولاء إلا له، ولا طاعة إلا لأوامره.
فممّا جاء في تصريحات الرئيس قيس سعيد خلال ندوته الصحفية المشتركة في قصر الإليزيه مع نظيره الفرنسي حديثه عن حلم تشييد خط قطار سريع يربط بنزرت بالجنوب التونسي، منوّها باستعداد رئيس فرنسا للمساعدة على تحقيق هذا "الحلم الكبير". حيث قال بالحرف الواحد: "شكرا على استعداده لتحقيق هذا الذي يبدو لنا اليوم حلما".
فعن أي صعود شاهق في التاريخ هذا الذي يتحدث عنه قيس سعيد وهو يريد إعادة شعبه إلى أحضان الاستعمار وتحت "حمايته" ورعايته؟ ألا يستبطن كلامه عن الحماية وعن ضرورة نسيان جراح الماضي رغبة حقيقية في عودة الاستعمار وحنينا إلى رعايته لتمنّ علينا فرنسا بمدّ شبكات القطار السريع في البلد كما فعلت في وقت سابق؟
صحيح أن الاستعمار هو من وضع هذا النظام على مقاسه لرعاية مصالحه في بلادنا، فلا يصل إلى الحكم إلا أكثر الناس قدرة على حراسة المعبد الديمقراطي، ولكن ربّما كان على هذا الرئيس الحالم، أن يعيد فتح كتب التاريخ من جديد، ويقرأ عن سكك الحديد، وعن أيام العز التي كان يعيشها المسلمون أيام السلطان عبد الحميد رحمه الله، قبل أن يقتل الاستعمار أمّهم ويجعلهم كالأيتام على مأدبة اللئام، يحكمهم أكثر الناس انضباعا بثقافة أعدائهم وأجهلهم بأحكام دينهم!
لقد أدرك السلطان عبد العزيز رحمه الله جيّدا وفي وقت مبكر معنى ربط البلاد الإسلامية بشبكات السكك الحديدية، فشرع في مزاحمة دولة من أكبر القوى الاقتصادية في العالم آنذاك، وهي بريطانيا، الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، حيث ظهرت السكك الحديدية لأول مرة في العالم في إنجلترا عام 1825م، وكانت مبكرة جدا مقارنة بالدول الكبيرة الأخرى، بل لقد أدى ظهور هذه الثورة الصناعية في بريطانيا، إلى تغيير أحوال العالم، حيث تمكنت بريطانيا من استعمار بعض الدول الضعيفة وقامت بإنشاء سكك حديدية فيها ﻹرسال الجنود.
ولذلك كان إنشاء أول خط سكة حديدية في الدولة العثمانية في اﻷناضول بتاريخ 23 أيلول/سبتمبر 1856م، وامتد بطول 130 كيلومتراً في اﻷناضول، و389 كيلومتراً فيما بين قسمي "فارنا - روسيا" و"كوستنجا - تونا".
ثم راح السلطان عبد الحميد رحمه الله يسير على خطا سلفه في تشييد السكك الحديدية بنيّة توحيد المسلمين برّا ومحاولة الإسراع بمنع تآكل أطراف الدولة وقضم أراضيها، مع محاصرة نفوذ بريطانيا بحراً، ليشيّد أكبر مشروع سكك حديدية في تاريخ الدولة العثمانية المعروف بسكة حديد الحجاز، والذي صار لاحقا كابوسا حقيقيا للإنجليز.
فمن محطة "حيدر باشا" التي تم إنشاؤها في عام 1900م كبداية لانطلاق مشروع "سكة حديد الحجاز"، ينطلق القطار من إسطنبول إلى محطة قطار في المدينة المنورة (لا تزال قائمة حتى يومنا هذا) متحدياً المكان والزمان، فيقطع المسافة في 3 أيام وقد تصل إلى 5 أيام في حال توقفه في استراحات دمشق، معان أو مدائن صالح، بعد أن كان يقطعها بمدة ما بين شهرين ونصف إلى ثلاثة أشهر.
وهكذا أراد السلطان عبد الحميد رحمه الله تمكين الحجاج المسلمين من الوصول بسهولة وأمان إلى مكة خلال موسم الحج. وكان المسلمون قبل ذلك يسافرون لأسابيع طويلة إن لم يكن شهوراً على ظهور الجمال. وكانت المسافة الممتدة بين دمشق والمدينة وحدها تستغرق 40 يوماً، وكان الكثير من الحجاج يلقون حتفهم في الطريق عبر الصحاري الجافة والجبال الجرداء. فجاءت فكرة السكك الحديدية لتقصر المسافة من 40 يوماً إلى خمسة أيام فقط. وبعد اكتمال المقطع الممتد بين دمشق والمدينة، كانت الخطة هي مد الخط شمالاً إلى العاصمة العثمانية القسطنطينية وجنوباً إلى مكة ذاتها. كما لم تكن سكة حديد الحجاز للقطار فقط بل أيضا للتلغراف (إنترنت ذلك العصر).
إن أهمية السكك الحديدية للمسلمين لم تتوقف عند ذلك الحد. فالمشروع الذي كان خارقاً للمألوف كمشروع للمواصلات في ذلك العصر، تم تمويله بالكامل من تبرعات المسلمين، ومن عائدات وضرائب الدولة العثمانية وبدون أي "استثمار" أجنبي، وبسواعد أبناء الأمة، بل أضيف إلى ذلك كله مشاركة الجنود بشكل طوعي في تشييد السكك وإحالتهم بعد ذلك على التقاعد، حتى لا يستضيء الخليفة بنار المشركين ويخضع لابتزازاتهم.
ولكن فور إعلانه عن المشروع، شنت الصحف اﻷوروبية حملة تهكم كبيرة على السلطان ومشروعه، بهدف ثني السلطان عنه، وإسقاط الدولة العثمانية، فأرسلت بريطانيا جواسيسها لتخريب هذا المشروع خاصة وأنه قد بدأ أيضا العمل على خط سكة حديد بغداد - برلين التي كان من المقرر ربطها بالخط الأوروبي لتصل إلى مدينة برلين عاصمة الإمبراطورية الألمانية. واجه المشروع عدداً من الصعوبات والمعوقات، على رأسها الاعتراض الإنجليزي والروسي، إذ رأت الإمبراطورية البريطانية تهديداً استراتيجياً لهيمنتها على خطوط المواصلات البحرية.
ولذلك يقول السلطان عبد الحميد الثاني الذي حكم مدة 33 عاماً أنشأ خلالها أكثر من 10 سكك حديدية ربطت عاصمة الخلافة بفينا وبغداد والمدينة المنورة كما ربطت الشام بحماة ويافا بالقدس، يقول معلقاً على السكك الحديدية: "أسرعت في إنشاء السكك الحديدية في اﻷناضول بكل قوتي، هدف هذا الطريق هو ربط بلاد ما بين النهرين وبغداد باﻷناضول، والوصول إلى خليج البصرة، وقد نجح هذا في ظل مساعدة الألمان، وقد عرضت معادننا في السوق الدولي ولاقت استحسانا كبيرا... وحتى لو رفضت الدول الكبيرة الاعتراف بهذا فإن أهمية السكك الحديدية ليست فقط اقتصادية وإنما هي أيضا سياسية".
وعن طريق ربط الشعوب الخاضعة للخلافة العثمانية، كان هدف السلطان عبد الحميد ليس فقط توحيد المسلمين بل أيضاً استعادة وحدة الدولة والحيلولة دون سقوطها. لكن ذلك لم يتحقق بعد تحالف خونة الداخل مع أعداء الخارج. ففي عام 1908م، انطلق أول قطار من دمشق إلى المدينة، وفي العام التالي تمت الإطاحة بالسلطان عبد الحميد رحمه الله.
وهكذا، صارت الخلافة إمبراطورية، وصار الفتح الإسلامي احتلالا وصار الاستعمار العسكري الغاشم حماية، وراحت مناهج التعليم تروج لثقافة الاستعمار وتعينه في حملات الغزو الفكري والثقافي للمسلمين، كما اندثرت حقبة اختفاء الحدود بين البلدان المختلفة التي فرضها مشروع طريق السكك الحديدية الذي كان يمر عبر خمسة بلدان (تركيا وسوريا والأردن وفلسطين والسعودية).
فبعد أن بدأ الجيش العثماني استخدام القطار في الحرب العالمية الأولى، أدى الصراع إلى قطع ذلك الطريق الحديدي، حيث هاجم الضابط الإنجليزي المعروف بلقب لورانس العرب خط السكة الحديد جنباً إلى جنب مع جنود خلال ما عُرف بـ (الثورة العربية الكبرى). ووصلت السفن اﻹنجليزية محملة بالديناميت إلى البحر اﻷحمر لتفجير سكة حديد الحجاز على يد لورانس الخبير باستخدامها، وبدأ بتدمير شريان الحياة اﻹسلامية خط سكة حديد الحجاز في عام 1916م، بعد ثماني سنوات من الحياة توقفت هذه القاطرة إلى اﻷبد. وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، وتقاسم البريطانيون والفرنسيون بلاد الشام فيما بينهم، ضمن ما عرف باتفاقية سايكس-بيكو، لم يكن الحفاظ على السكك الحديدية من أولويات المسلمين، فقد أصبحت معظم خطوط السكك الحديدية متهالكةً نتيجة الإهمال المتعمد من قبل الأنظمة الراعية لمصالح الاستعمار، وقد بقي الأمر على ذلك الحال إلى يوم الناس هذا، لتقتنع الشعوب بأنه لا مجال لمد سكك الحديد من جديد، إلا عندما تتكرم علينا القوى الاستعمارية!
إن من يجهل أو يتجاهل هذه الصفحات المشرقة من التاريخ الإسلامي ابتغاء للعزة أمام أعداء الأمة الإسلامية وسعيا لكسب ودّ القادة الصليبيين ممّن يناصبونها العداء، هو أشبه بالغراب الذي أراد أن يقلد مشية الحمامة ففشل ونسي مشيته الأصلية. قال تعالى: ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ﴾. بل إن هؤلاء العبيد مهما حاولوا التذلل والتقرب والتمسح على أعتاب أسيادهم، فإنهم لن يرضوا عنهم حتى يردّوهم من بعد إيمانهم كفارا. قال تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾.
ثم إنّه لا يفل الحديد إلا الحديد، ولا يوقف مسار الاستعمار وجرائم الاحتلال وصفعات القرن المتتالية، إلا دولة ذات سيادة لا تخضع لقرارات العواصم الغربية، ولا تنتظر تلقي دروس من أحد، فتنبري جهود أبنائها من أحفاد الفاتحين لاستكمال ما بدأه أجدادهم في مد سكك الحديد، وهم يستشعرون عزة دولة عظمى كانت تعمل وتبني كل ما تراه في صالح الدولة ورعاياها مستحضرين قوله عز وجل: ﴿وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾.
ولذلك، فالأجدر بمن كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان أن يكف عن وضع قطار بلاده على سكة الكافر المستعمر، بدعوى الصلاح والإصلاح واتباع الخلفاء الراشدين، فالأصل أن يعتز بعقيدته وإيمانه، فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين، وأن يلتحق بقطار الخلافة ودعوتها العابرة للقارات بدل انتظار وعود بريطانيا الماكرة وفرنسا المجرمة، فإنّ نصر الله آت لا محالة، وعد الله لا يخلف الله وعده.
ختاما، إن دولة الخلافة الراشدة الموعودة التي صرنا نراها رأي العين، لهي دولة العاملين لا دولة الحالمين، وإن في السعي لإقامتها الأجر العظيم في الدنيا والفوز والنعيم في الآخرة. ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾.
كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. وسام الأطرش - ولاية تونس
   8 من ذي القعدة 1441هـ   الموافق   الإثنين, 29 حزيران/يونيو 2020مـ

نفائس الثمرات: اللَّهُمَّ افْتَحْ لَنَا مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِكَ

نفائس الثمرات: اللَّهُمَّ افْتَحْ لَنَا مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِكَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ وَلَا يَدَعُهُ: «اللَّهُمَّ افْتَحْ لَنَا مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِكَ لَا تُعَذِّبْنَا بَعْدَهَا أَبَدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ رِزْقًا حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تُفْقِرْنَا بَعْدَهُ إِلَى أَحَدٍ سِوَاكَ أَبَدًا، تَزِيدُنَا لَكَ بِهَا شُكْرًا وَإِلَيْكَ فَاقَةً وفَقْرًا، وَبِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ غِنًى وَتَعَفُّفًا».
الزهد/ لأحمد بن حنبل
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
   8 من ذي القعدة 1441هـ   الموافق   الإثنين, 29 حزيران/يونيو 2020مـ

جواب سؤال: حكم أخذ الراتب من صاحب العمل الذي يتعامل بالربا

جواب سؤال: حكم أخذ الراتب من صاحب العمل الذي يتعامل بالربا

سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك "فقهي"
جواب سؤال: حكم أخذ الراتب من صاحب العمل الذي يتعامل بالربا
إلى Ammar Khdhir
السؤال:                                                     
بسم الله الرحمن الرحيم 
لقد أحرجني أحد الإخوة بسؤال ورأيته محقا فيه رغم محاولتي تفسير الوضع الذي نعيشه لكنه لم يقتنع بعد. 
السؤال يخص مقابل العمل المقدم في الوظيفة العمومية في هذا النظام الرأسمالي الذي يغلب عليه أن يكون ربا أو جزءا منه، علما بأن الدولة المانحة لمقابل الوظيفة العمومية تسدد هذه الأموال أو جزءا منها من قروض ربوية من دول أجنبية أو من صندوق النقد الدولي.
فهل نكون نحن الموظفين قد أخذنا مقابل عملنا في الوظيفة العمومية أموالاً ربوية أم لا؟ وإن كانت الإجابة بالإيجاب فكيف السبيل للتحلل منها والعيش دون وظيفة عمل أفنينا أعمارنا في نيلها دراسة وعملا؟
شكرا مسبقا على تفهمكم وجازاكم عنا خير الجزاء 
أخوكم عمار من تونس
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
بالنسبة للراتب الذي يتلقاه الموظف في الوظيفة العمومية مقابل عمله فإن حكمه يتعلق بالعمل الذي يقوم به:
- فإن كان يقوم بعمل محرم كمن يعمل في المخابرات للتجسس على المسلمين أو يعمل في تعذيب الناس وحملة الدعوة... إلخ، فهذا يكون راتبه حراماً لأنه كَسِبه من عمل حرام...
- وأما إذا كان العمل الذي يقوم به عملاً مباحاً كأن يعمل مدرساً أو مهندساً أو طبيباً في مستشفى حكومي أو نحو ذلك من أعمال مباحة فراتبه مباح له، ولا يضره إن كانت الجهة التي تعطيه راتبه أموالها مختلطة من التعامل بالربا ومن معاملات محرمة أخرى ومن معاملات جائزة، فإن أخذه راتبه من هذا الخليط الحلال والحرام جائز له باستثناء أن يكون راتبه مأخوذاً من مال مسروق أو مال مغصوب أو من مال مُحرَّمة عينه كالخمر والخنزير، فإذا كان راتبه من مال مسروق أو من مال محرَّمة عينه فلا يجوز... وبيان ذلك:
إن المال الحرام أنواع:
- حرام لعينه كالخمر... وهذا لا تجوز الهدية فيه، ولا الأجرة منه ولا البيع ولا الشراء... فهو حرام على صاحب الخمر وعلى الذي يأخذه، قال رسول الله : «حُرِّمَتِ الْخَمْرُ بِعَيْنِهَا» أخرجه النسائي.
- حرام لحق آدمي مسروق أو مغصوب... فهذا حرام على سارقه وغاصبه، ولا تجوز الهدية فيه، ولا الأجرة منه فهو حرام على كاسبه وعلى الذي يأخذه، لأن هذا المال هو حق لصاحبه، وحيث وُجد فيجب أن يعود لصاحبه، ومن الأدلة على ذلك:
أخرج أحمد عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «إِذَا سُرِقَ مِنَ الرَّجُلِ مَتَاعٌ، أَوْ ضَاعَ لَهُ مَتَاعٌ، فَوَجَدَهُ بِيَدِ رَجُلٍ بِعَيْنِهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ، وَيَرْجِعُ الْمُشْتَرِي عَلَى الْبَائِعِ بِالثَّمَنِ» فهو نص في أن المال المسروق يُرَدُّ لصاحبه.
والغصب كذلك مضمون للمغصوب منه فيجب على الغاصب ردّ العين المغصوبة إلى صاحبها لما روي عَنْ سَمُرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: «عَلَى اليَدِ مَا أَخَذَتْ حَتَّى تُؤَدِّيَ»، أخرجه الترمذي وقال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
- حرام لمعاملات باطلة مثل مال الربا ومال القمار... فإذا كان شخص عنده مال خليط من ربا ومن مال حلال، فإن الجزء الربوي من ماله هو حرام فقط على كاسبه، ولا يصل الحرام إلى من حصل عليه بطريق مشروع من صاحب الربا أو من صاحب القمار، كأن تبيع المرابي بضاعة وتأخذ ثمنها منه، أو تحصل المرأة من المرابي على نفقتها، أو يهدي المرابي أحد أقاربه هدية، أو نحو ذلك من معاملات مشروعة، فإن إثم هذا المال يقع على المرابي وليس على آخذ الثمن أو النفقة أو الهدية، وذلك لأن الحرام لا يتعلق بذمتين في هذه الحالة، ومن الأدلة على ذلك:
1- قال تعالى: ﴿وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾.
2- أن النبي كان يتعامل مع اليهود في المدينة، علماً بأن معظم أموالهم من الربا، فقد قال الله سبحانه: ﴿فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً* وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ﴾، فقد كان يقبل الهدية منهم كما ورد عند أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْيَهُودِ أَهْدَتْ لِرَسُولِ اللهِ شَاةً مَسْمُومَةً، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: «مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟» قَالَتْ: أَحْبَبْتُ - أَوْ أرَدْتُ - إِنْ كُنْتَ نَبِيّاً فَإِنَّ اللهَ سَيُطْلِعُكَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ نَبِيّاً أُرِيحُ النَّاسَ مِنْكَ.
3- صح عن بعض الصحابة والتابعين إجازتهم للهدية من صاحب الربا:
أ- جاء رجل إلى ابن مسعود فَقَالَ: إِنَّ لِي جَاراً يَأْكُلُ الرِّبَا، وَإِنَّهُ لَا يَزَالُ يَدْعُونِي، فَقَالَ: "مَهْنَؤُهُ لَكَ وَإِثْمُهُ عَلَيْهِ" أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه.
ب- وسُئِلَ الْحَسَنُ أَيُؤْكَلُ طَعَامُ الصَّيَارِفَةِ؟ فَقَالَ: "قَدْ أَخبرَكُمُ اللَّهُ عَنِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، إِنَّهُمْ يَأْكُلُونَ الرِّبَا، وَأَحَلَّ لَكُمْ طَعَامَهُمْ" أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه عن معمر.
ج- عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: نَزَلْتُ بِعَامِلٍ، فَنَزَلَنِي وَأَجَازَنِي قَالَ: "اقْبَلْ"، قُلْتُ: فَصَاحِبُ رِباً قَالَ: "اقْبَلْ مَا لَمْ تَأْمُرْهُ أَوْ تُعِنْهُ" أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه عن معمر.
4- ومع ذلك فإن الأفضل أن لا يُتعامل مع أصحاب المال الذي يُخالطه الربا، فلا يباع لهم ولا تقبل هدية منهم من باب الورع حتى لا يأخذ البائع ثمناً ملوثاً بالربا لبضاعته، ولا يقبل هديتهم حتى لا تكون من أموال الربا، فيبتعد المسلم بعيداً عن كل ما ليس بصاف أو نقي، وقد كان أصحاب الرسول يبتعدون عن أبواب عدة من المباح خشية الاقتراب من الحرام، فقد صح عن رسول الله أنه قال: «لَا يَبْلُغُ العَبْدُ أَنْ يَكُونَ مِنَ المُتَّقِينَ حَتَّى يَدَعَ مَا لَا بَأْسَ بِهِ حَذَراً لِمَا بِهِ البَأْسُ»، أخرجه الترمذي وقال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
والخلاصة يجوز أن تبيع للذي ماله خليط من الربا والحلال، ويجوز أن تقبل هديته، ويجوز أن تأخذ راتبك منه، ولكن الأفضل أن لا تبيع له ولا تقبل هديته، ولا تعمل عنده وتأخذ راتبك منه. وعليه فالموظف الذي يعمل في عمل مباح في الوظيفة العمومية، ويأخذ راتبه من صاحب العمل التي أمواله خليط من الحرام والحلال، فإن راتبه مباح له ويجوز له أخذه دون حرج... فالإثم بالنسبة للربا ليس واقعاً على الموظف بل هو واقع على الجهة التي يعمل عندها.
آمل أن يكون في هذا الجواب الكفاية والله أعلم وأحكم.
أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة
9 ذو القعدة 1441هـ
الموافق 30/06/2020م