Wednesday, June 17, 2020

إنها لا تعمى الأبصار ولكن القلوب التي في الصدور!!

إنها لا تعمى الأبصار ولكن القلوب التي في الصدور!!

الخبر: قال وزير المالية السوداني إبراهيم البدوي إن السودان بدأ مفاوضات هذا الأسبوع مع صندوق النقد الدولي بشأن برنامج غير ممول قد يمهد الطريق للحصول على دعم مالي. وأشار الوزير إلى أن إعادة النقاش مع الصندوق ستسمح للسودان باستعادة مكانته الصحيحة في النظام النقدي. وأضاف البدوي على تويتر "بدأنا هذا الأسبوع مفاوضات مع صندوق النقد الدولي تمهد لفتح الباب أمام التمويل والاستثمار الدولي، وقال في تشرين الأول/أكتوبر "إن حجم ديون السودان نحو 62 مليار دولار من بينها متأخرات تبلغ نحو ثلاثة مليارات لمؤسسات مالية دولية". (العربي الجديد 2020/6/8م).
التعليق:
إن سياسة صندوق النقد الدولي وكونها سياسة إفقار للشعوب صارت أمراً ملموساً لدى جميع الناس من كثرة ما ذاق الناس من ويلاتها ومن كثرة ما كتب عن مآسيها الخبراء من داخل وخارج الصندوق. قال الباحث والخبير الاقتصادي هربرت جاوش "كانت البلدان النامية غير قادرة على سداد قروضها وأجبرت على طلب قروض جديدة لدفع فوائد القروض القديمة"، وفي عام 1980م بلغ مجموع دين البلدان النامية 567 مليار دولار، وبين عامي 1980م و1992م دفعت هذه الدول 1662 مليار دولار، ومع ذلك بسبب ارتفاع أسعار الربا زادت الديون إلى 1419 تريليون دولار في العام 1992م على الرغم من السداد.
ولا نذهب بعيداً لنعرف فداحة الجرم الذي يرتكبه صندوق النقد الدولي في حق الشعوب. ففي حوار فوق العادة لأول مرة مع صحيفة سودانية منذ توليه منصبه قبل نحو عامين كشف ممثل البنك الدولي بالسودان زافير فورتادو ارتفاع ديون السودان الخارجية إلى 46 مليار دولار تمثل منها نسبة 85% ربا أرباح وعقوبات للتأخير في السداد وفقاً للمهلة المتفق عليها. وبموجب معطيات النسبة الحالية فإن أصل الدين الحقيقي للسودان يقدر بنحو 6.9 مليار دولار بينما يبلغ ربا وغرامات الدين 39.1 مليار دولار (موقع النيلين). وبما أن السودان لم يتم إقراضه من تسعينات القرن الماضي إذن هذا الدين البالغ 62 مليار دولار التي قال بها وزير المالية فإن أصله 6.9 مليار دولار، وعليه لماذا يذهب وزير المالية إلى الصندوق ليزيد الجرح عمقاً؟! إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور!
إننا لا نحتاج لكل هذه التجارب المأساوية لندرك خطر القروض الربوية، فالله سبحانه وتعالى توعد آكل الربا بالحرب فقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ * وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، فلماذا يريد وزير المالية أن يشعلها حربا مع الله ورسوله، ويجعلنا وقوداً لها؟!
إنه أمر لا يسكت عليه بل يجب التصدي له ومنعه والتغيير عليه. ليس وحده بل كل المنظومة السياسية التي وزير المالية جزء منها واستبدال نظام يتصالح مع الله ورسوله بها، بتحكيم كتابه الله سبحانه وسنة رسوله .
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسب الله النور
  26 من شوال 1441هـ   الموافق   الأربعاء, 17 حزيران/يونيو 2020مـ

No comments:

Post a Comment