Wednesday, January 18, 2023

جريدة الراية: مؤسسات NGOs أوكار للتجسس وصناعة العملاء

 

جريدة الراية: مؤسسات NGOs أوكار للتجسس وصناعة العملاء

وأنياب للسموم الثقافية المدمرة للمجتمعات!

 

  25 من جمادى الثانية 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 18 كانون الثاني/يناير 2023مـ

"إن 80% من مؤسسات المجتمع المدني أوكار للموساد وللمخابرات العالمية هدفها تدمير المجتمع الفلسطيني وتفكيكه وأن مسؤولين (إسرائيليين) على تواصل مع هذه المؤسسات وتقودها بشكل مباشر من خلال بعض المسؤولين فيها أو بشكل غير مباشر من خلال أجهزة مخابرات عالمية...

وأن دور هذه المؤسسات الأهلية ينحصر في البحث عن أي قضية داخلية وإثارتها بحيث لا تساهم في تقوية المجتمع وإنما تفتيته، وعملها ينحصر ببرامج الممولين، وتحتج على وقف مسلسل إباحي ولا تحتج على وقف الاحتلال آلاف الأسرى إدارياً، ويتم تدريبهم بمهارة لجمع المعلومات عن كل مناحي الحياة للمواطن الفلسطيني وتسليمها لهذه الأجهزة المعادية دون أي معاناة أو مقاومة لكي تتعرف هذه الأجهزة على نقاط القوة والضعف للشعب الفلسطيني ومساعدة الاحتلال لوضع الخطط للسيطرة على حركتهم".

بهذه العبارات وصف بسام زكارنة رئيس نقابة العاملين في الوظيفة العمومية 80% من مؤسسات المجتمع المدني في بيان نشر على وكالة معا بتاريخ 1/7/2012.

وهو وصف جيد رأيت أن أبدأ به هذه المقالة عن تلك الأدوات التجسسية والثقافية المسماة بمنظمات NGOs والتي ينحصر عملها في صعيدين؛ سياسي يهدف لإبقاء القبضة السياسية على النظام في أيدي الدول الكبرى، وثقافي يهدف لنشر الثقافة الغربية القائمة على فصل الدين عن الحياة والحريات بمختلف مسمياتها وأيضاً شكل وآلية نظام الحكم في الغرب بمرجعية ثقافية لا تعترف بأي دين أو مبدأ أو نظام أو أمة وإنما بدساتير الغرب ومنظريه، وسوف نركز في هذه المقالة على الجانب الثقافي المظلم لتلك المؤسسات والذي يستهدف الحضارة الإسلامية في بلاد المسلمين، يقول صامويل هنتجنتون في كتاب "صدام الحضارات... إعادة صنع النظام العالمي" نقلاً عن فرنانر برودل "على قدر اهتمام أي إنسان في العالم المعاصر وعلى قدر رغبة أي إنسان أن يعمل فيه فإن الأمر يستحق أن نحدد الحضارات القائمة اليوم على خريطة العالم حتى يمكننا أن نعين حدودها ومراكزها ومحيطاتها والهواء الذي يمكن أن نتنفسه هناك والصيغ العامة والخاصة الموجودة والمرتبطة بها وإلا فإن النتيجة لن تكون سوى التخبط الفادح". فالمفكرون والسياسيون يعلمون معنى وجود حضارة تتصادم مع حضارة الغرب العلمانية ومبدئهم الرأسمالي، فكيف الحال والحديث عن حضارة مرتبطة بالوحي وحكمت العالم ما يقارب ثلاثة عشر قرناً وعقيدتها تحملها أمة تشكل أكثر من ربع سكان العالم وتسكن بلاداً تمتلك ثروات هائلة ومواقع استراتيجية مهمة وهنالك حركة سياسية حيوية ومنظمة فيها لإعادة الدولة لتطبق المبدأ الإسلامي ولتحمل الحضارة إلى العالم من جديد؟!

ومن هذا الفهم السياسي والفكري لخطر ومعنى وجود حضارة تتصادم مع حضارة الغرب وتشكل بديلاً لها وتتضمن في أبجدياتها أن تنقذ البشرية من الحضارة الغربية التي أورثتها الفراغ الروحي والانحطاط الأخلاقي والتفكك الأسري والتراجع السكاني والفقر والجوع وتكديس الثروة ونهب الثروات والشعوب، كان من الطبيعي أن يعمل الغرب على إيجاد أدوات ثقافية تعمل على نشر حضارته تحت عناوين ومسميات مختلفة - المنظمات غير الحكومية - خاصة أن هذه الأدوات، أي المنظمات والجمعيات، نجحت إلى حد كبير في إيجاد أوساط ثقافية غربية في الاتحاد السوفيتي ساعدت على نخره وهدمه من الداخل مستغلة مشاكله الكثيرة التي لا تقل عن المبدأ الرأسمالي ولكنه يفتقد للترقيع والمراوغة التي يتقنها الرأسماليون، وتلك التجربة الناجحة كانت عنوان الهجمة الثقافية للجمعيات الغربية في بلاد المسلمين خاصة في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين. فبعد اندثار الاشتراكية أصبحت الحضارة الإسلامية هي العدو الوحيد للغرب.

وقد تكاثرت تلك الجمعيات في بلاد المسلمين بشكل سريع ووصلت في فلسطين مثلاً إلى أكثر من 2500 منظمة، وفي لبنان كما صرح وزير داخلية لبنان محمد فهمي في مقابلة على قناة الجديد "هنالك 11500 جمعية نصفهم يعمل تحت أجنحة المخابرات الدولية" وكذلك في معظم بلاد المسلمين.

وبعيداً عن الجانب السياسي لتلك الجمعيات ودورها في صناعة العملاء المخلصين للغرب والأوساط السياسية الفاسدة تَرَكّز العمل الفكري والثقافي على مهاجمة الإسلام بشكل عام وبشكل خاص على ما تبقى من أفكار ومفاهيم وأحكام شرعية لم تتعطل رغم غياب الدولة والمبدأ عن واقع الحياة والتطبيق منذ أكثر من 100 عام ورغم تبني الأنظمة الحاكمة للنظام الرأسمالي وتطبيقه بالقوة على الناس، وجانب رئيسي من تلك الأفكار والأحكام الشرعية والمفاهيم هي تلك المتعلقة بالأسرة والأسس التي تقوم عليها من زواج وميثاق غليظ بين رجل وامرأة وحقوق وإنجاب وتربية وتعاون وقوامة ونفقة ورعاية، إلى فاحشة وعلاقة عابرة بين رجل وامرأة أو شاذة بين رجل ورجل أو امرأة وامرأة وعقيمة الإنجاب وفاقدة التربية للأبناء إن حصل إنجاب - بالصدفة - فالطفل مصيره بيوت اللقطاء، وإلى تنافس بين الرجل والمرأة وشراكة تقوم على الأنانية والصراع والمادة، وكذلك النفاذ للمؤسسات التعليمية لنشر ثقافة الشذوذ الجنسي والحريات وخاصة الشخصية، والإلحاد والتمرد على الفطرة والدين والأهل والقيم الرفيعة، ونشر ثقافة الجنس والزنا والإباحية والتبرج والسفور والفجور وكل ما هو فاسد ومدمر للمجتمعات كما هو حاصل في بلادهم التي تحولت إلى ما يشبه بيت زنا كبيراً ولكن بحدود سياسية بدل أن تكون إسمنتية، وإلى مجتمعات مفككة بلا إنجاب ولا أبناء، ومدارس وجامعات ومؤسسات سياسية مليئة بالشواذ والمتحولين جنسياً، وأحياء وأزقة للسكارى والمدمنين على المخدرات من شباب وبنات سكروا بالحرية الشخصية قبل الخمر والمخدر!!

إن هذه الجمعيات هي أدوات خبيثة في بلاد المسلمين، والحل يكون بالقضاء عليها وتفكيكها وقطع شرايينها التي تغذيها بالمال القذر من الغرب، ومحاكمة المتورطين فيها والقائمين عليها، ولكن هذا بحاجة إلى دولة سياسية تحترم ذاتها وسيادتها وحضارتها وتقوم على مبدأ تعتبر المساس به والهجوم عليه خيانة عظمى، وهذا غير متوفر في بلاد المسلمين في ظل هذه الأنظمة العميلة للغرب والفاقدة للسيادة، ولكن ذلك لا يعني السكوت على تلك المؤسسات بل يعني العمل على فضح تلك الجمعيات سياسياً وفكرياً وتحريك الناس والرأي العام للتصدي لها والوقوف في وجهها ووجه نشاطاتها، والعمل الجاد على إسقاط الأنظمة العميلة التي فتحت البلاد لها، وإقامة الدولة التي تقطع أنياب الغرب في بلادنا وتبطل سمومه وتطبق مبدأ الإسلام وتحمله للعالم رسالة رحمة وحق وعدل، دولة تنقذ المسلمين والبشرية؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

بقلم: الدكتور إبراهيم التميمي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)

جريدة الراية: تهافت أردوغان لمصالحة طاغية الشام

 

جريدة الراية: تهافت أردوغان لمصالحة طاغية الشام

 

  25 من جمادى الثانية 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 18 كانون الثاني/يناير 2023مـ

كما هو متوقع من نظام تركيا أردوغان، الذي أوكلت إليه أمريكا الملف السوري لوأد الثورة وتثبيت نظام عميلها أسد، فقد كشر هذا النظام المتآمر عن أنيابه وتابع ما بدأه منذ أشهر من مجاهرة صفيقة بمسارعته لمصالحة نظام الطاغية أسد لإنقاذه، والعمل لفرض هذه الجريمة على أهل الشام. فمنذ أن دعا وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو، في آب الماضي، ما أسماها المعارضة السورية للتصالح مع نظام الإجرام، وتصريحات النظام التركي وأفعاله متسارعة بشكل شبه يومي باتجاه واحد، وهو توطيد علاقته مع سفاح الشام، وتسخير أدواته في المحرر من قادة مرتبطين وحكومات وظيفية لتحقيق هذه الغاية، ودفع حاضنة الثورة للقبول بها طوعاً أو كرهاً، وذلك بأوامر مباشرة من أمريكا التي تزعم نفاقاً معارضتها للتطبيع مع الديكتاتور كما وصفته، وهي التي تصل ليلها بنهارها لحمايته من السقوط وتمكينه من وأد الثورة.

فقد صرح أوغلو أن بلاده مستعدة لنقل السيطرة بمناطق وجودها في سوريا إلى سلطة ما أسماها الحكومة السورية، وأن تركيا جاهزة للعمل المشترك مع نظام أسد لمكافحة (الإرهاب) وإنجاز العملية السياسية. في الوقت نفسه الذي تهدد تركيا بعملية برية ضد قوات سوريا الديمقراطية لدفعها للارتماء بحضن أسد وتسليم المناطق إليه.

فيما قال أردوغان إنه قد يجتمع مع أسد من أجل السلام في المنطقة، وذلك بعد أيام من اجتماع ثلاثي عُقد في موسكو بين وزراء الدفاع التركي والسوري والروسي، بحضور أجهزة استخباراتهم، علماً أن اللقاءات الاستخباراتية التركية السورية لم تنقطع يوماً منذ انطلاقة الثورة.

وقد سبق لأردوغان قوله إن "الأمور يمكن أن تعود إلى نصابها في العلاقات مع النظام السوري، فليست هناك خصومة دائمة في السياسة"، ما يؤكد جدية تركيا وتنفيذها الحرفي للإملاءات الأمريكية بالعمل لتعويم نظام الإجرام والتطبيع المخزي معه، علماً أن أردوغان يستغل ذلك لتثبيت حكمه وإنجاح انتخاباته وسد ذرائع المعارضة التركية التي تحاول إحراجه وتزاود عليه، مع سعيه لتأمين أمنه وحدوده عبر مناداته بتعديل اتفاقية أضنة لتصل مسافة 30 كم بدلاً من 5 كم.

فيما قالت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأمريكية إن "خطوات التطبيع لن تؤثر على العقوبات الأمريكية ضد نظام أسد، وأن هذه العقوبات ستبقى ضده طالما بقي الديكتاتور رئيساً".

وبعد أن رأى النظام التركي ردة فعل حاضنة الثورة الغاضبة والرافضة للمصالحات، خرج ساسته ليتلاعبوا بالألفاظ والمصطلحات، فيقولوا إنهم لن يتخلوا عن المعارضة السورية، وأن "العلاقات بين سوريا وتركيا لن تضر بمجموعات المعارضة"، وأن سعي تركيا هو لتطبيق الحل السياسي المبني على أساس القرار الأممي 2254. وكأن هذا الحل ليس هو المصالحة الكبرى بعينها وإعادة البلاد والعباد لمقصلة الجلاد!

فيما قال أوغلو: "لن نطبع مع النظام السوري أو نعقد اجتماعاً معه رغماً عن المعارضة السورية"! أوغلو الذي حاول تقزيم ردة فعل أهل الشام وغضبهم العارم ضد الاستدارة التركية ومغازلتها لنظام أسد بقوله إن المعترضين على تقارب تركيا مع الأسد هم "جماعات قليلة جداً تتحرك وفقاً لمصالحها الخاصة"، معتبراً أن المعارضة السورية لم تبدِ أيّ رد فعل حيال ذلك. مؤكداً أنه سيعقد لقاءً منتصف كانون الثاني مع نظيريه الروسي والسوري، قبل أن يتم الإعلان عن تأجيله بعد رؤيتهم لحالة الغضب العارم والرفض الشعبي في عموم المحرر لتهافت النظام التركي على طعن الثورة والتطبيع مع نظام الإجرام، وبعد الرسالة الأمريكية الواضحة التي تلقفها نظام أردوغان بأن ظروف التطبيع لم تنضج بعد، حيث جدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، رفض بلاده أي خطوة من شأنها أن تعيد العلاقات بين أي دولة ونظام الأسد، قائلاً: "لقد أوضحنا أننا لن نطبع ولا نؤيد أية دولة تقوم بالتطبيع مع نظام الأسد". لكنه في الوقت نفسه أكد استمرار العمل لتطبيق الوجه الآخر للمصالحة عبر القرار 2254. تصريح برايس الأخير يأتي بالتزامن مع تقارب تركي مع نظام أسد، وعمل دبلوماسي روسي مكثف وتصريحات متبادلة بين النظام وتركيا. أما ياسين أقطاي، مستشار أردوغان السابق، فخرج علينا بفرية أن حل مشكلة اللاجئين هو "استعادة حلب"، كإبرة مخدر جديدة لم تعد تنطلي على أحد.

فيما نقل عن مسؤول تركي كبير عبر رويترز أن أنقرة اطّلعت على ردود فعل فصائل المعارضة على الاجتماع لكن تركيا تحدّد سياستها الخاصة. ونقل عن آخر: "أكدنا في اجتماع موسكو أننا لم نعد نرحب بهجرة السوريين إلى تركيا".

قد يتراءى للبعض أن تحرك تركيا إنما هو انعطافة واستدارة وتحول، لكنه في حقيقته وجوهره هو الموقف الأصلي لها لدورانها في فلك أمريكا. وما حصل باختصار هو نقل ما كان يحاك بخبث تحت الطاولة إلى تنفيذ عملي فوقها.

وعلى عكس ردود أفعال صادقي الأمة التي هزت جوقة المتآمرين، كانت ردود أفعال من يزعمون زوراً تمثيل الثورة من هيئات ومجالس وقادة المنظومة الفصائلية الذين لا يعصون للداعمين أمراً، فكانت التفافية وترقيعية، في محاولة خبيثة لاحتواء غضبة الأمة، ليكملوا درب خيانتهم عندما تخبو أنفاس الثائرين حسب ظنهم، فراحوا يثمنون دور تركيا في الدعم المزعوم للثورة وأن لتركيا ظروفها ومصالحها، ولم ينسوا أن يروجوا بخبث للوجه الآخر للمصالحة ألا وهو التسويق للحل السياسي الذي تهندسه أمريكا عبر بوابة القرار الأممي 2254.

وراح بعض القادة يرعد ويزبد ويتوعد نظام الإجرام في دمشق، بزعم رفضهم للمصالحة رغم تطبيقهم لها عملياً على الأرض، فهم أنفسهم من يجمدون الجبهات ويلاحقون من يسعى لفتحها أو يدعو لذلك، وهم أنفسهم من يكممون أفواه من يدعو لإسقاط النظام وإسقاط القادة الذين يحمون جبهاته، وهم أنفسهم من أدخل القوات التركية وحمى أرتالها وأرتال المحتل الروسي، وهم أنفسهم من جعلوا فتح معابر الخزي والعار والتطبيع مع الجزار قضيتهم المصيرية، وهم أنفسهم من يمعنون في التضييق الممنهج على الناس ليخضعوهم لما يملى عليهم من حلول استسلامية تحت مسميات سياسية.

ولا يُستغرب دفع النظام التركي لأدواته نحو التوحد على باطله لإخضاع الحاضنة لمؤامراته بعد ما أبدته من ثبات وعزيمة وإصرار.

مع تأكيد أهل الشام أنهم ثوارٌ لزلزلة عرش الطاغية أسد، لا معارضة مزعومة مسلوبة القرار تسعى لتثبيته وتقاسم فتات سلطة معه، معارضة مصنّعة لا تعدو كونها شاهد زور على بيع تضحيات الثائرين. وشتان بين من اتخذ الهوى والمصلحة وشهوة السلطة والمال ديناً له وبين من اتخذ الله وحده رباً يعبده بسعي حثيث لإقامة حكمه وتطبيق شرعه عبر كيان ودولة.

لقد امتحن الله أهل الشام بكل شيء؛ بدمائهم وأموالهم وأعراضهم وبيوتهم وأراضيهم، فخاضوا كل الامتحانات والصعوبات بنجاح، وباتوا مؤهلين لاستلام الحكم على أنقاض الطاغية إن هم أحسنوا التدبير، وخاصة مع توفر عنصر الإرادة والاستعداد للتضحية، واعتبار المعركة أنها معركة إيمان وعقيدة، وتبني شعار "الشهادة أو النصر"، وهذا ما تخشاه الدول، ولذلك تدفع باتجاه المصالحة، خاصة وأن الحاضنة عند النظام باتت مستعدة لدعمك بعد أن وصلتْ حد الموت، إضافةً إلى أن بعض مناطق سيطرة النظام تكاد تكون متفلتة من سيطرته، كدرعا وحوران في الجنوب، وتلبيسة في حمص وغيرها.

ختاماً، ولتحصين حراك الأمة من الحرف والاحتواء والامتطاء، لا بد من تبيان أن القضية لا تقتصر فقط على رفض فكرة المصالحة، فهي مرحلة قد تجاوزناها، بل لا بد من أن يكون تحرك الثائرين منظماً وواعياً وخالصاً لوجه الله، وإعلان التبرؤ الكامل من ضفدع المصالحات والوصاية التركي كقيادة سياسية أرهقت ثورتنا، وإسقاط أدواته في المحرر من هيئات سياسية وقادة مرتبطين وحكومات وظيفية. وما طردُ رئيس الائتلاف من مظاهرة إعزاز إلا أول الغيث، واستمرار الأمة في حراكها حتى تستعيد سلطانها وقرارها من مغتصبيه، وإعادة الثورة لتنظيم صفوفها شعبياً وعسكرياً وسياسياً، فكل مقومات الانتصار حاضرة والنظام مهلهل متصدع الأركان والبنيان يحكي انتفاخاً صولة الأسد، فأنصاف الثورات قاتلة والقضية باتت مسألة حياة أو موت، فالبحر من أمامنا والعدو من خلفنا، وقد أحرقنا كل مراكب العودة، مع إعلان رفض الحل السياسي الذي تهندسه أمريكا على أساس القرار الأممي 2254، وضرورة رص صفوف الثائرين خلف قيادة سياسية واعية ومخلصة ترسم لهم خارطة طريق تفصيلية لإسقاط النظام وتتويج التضحيات بحكم الإسلام. هذا هو الخلاص، ولمثل هذا فليعمل العاملون.

بقلم: الأستاذ ناصر شيخ عبد الحي

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

جريدة الراية: التكتلات الاقتصادية الإقليمية

 

جريدة الراية: التكتلات الاقتصادية الإقليمية

وغياب معظم البلدان الإسلامية عنها

 

  25 من جمادى الثانية 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 18 كانون الثاني/يناير 2023مـ

في عالم يموج في الماديات والحاجات غير المتناهية للسلع والخدمات، تبحث فيه الدول عن أسواق مفتوحة كبيرة، وعن انسياب سلس للبضائع المتنوعة وللخدمات الكثيرة، تبحث عن أسواق تزال منها الحواجز الجمركية والرسوم الضريبية، وتبحث عن جذب للاستثمارات الأجنبية وضخ للعملات الصعبة، في عالمٍ كهذا تسعى فيه الدول المتجمعة في الإقليم الواحد للانخراط معاً في تكتل اقتصادي موحد يحقق هذه الأهداف، ويوجد نوعاً من التسهيلات التجارية للوصول إلى مستوى من التكامل الاقتصادي ليحقق درجة من القوة الاقتصادية تعجز الدولة الواحدة عن بلوغها من غير الولوج في مثل تلك التكتلات.

ويوجد في العالم اليوم ما يزيد عن عشرة تكتلات تجارية واقتصادية تحاول تحقيق تلك المتطلبات، ومنها ما أحرز نجاحات حقيقية رفع بها المستوى الاقتصادي للدول المنخرطة فيها، ومنها ما تعثر وفشل في بلوغ أهدافه لأسباب معينة سنذكرها في مواضعها.

ويمكن حصر التكتلات الاقتصادية الإقليمية الموجودة اليوم في العالم بعشرة تكتلات، أمّا الناجحة منها فهي الخمسة تكتلات التالية:

1- الاتحاد الأوروبي: ويتألف اليوم من 27 دولة أوروبية، تسع عشرة منها منضمة إلى منطقة تشنغن التي تتعامل بعملة موحدة هي اليورو، ويدخلها الزائر من خارجها جميعها بتأشيرة واحدة، فلا يوجد فيها أية عراقيل تحول دون تنقل الأفراد والبضائع بحرية تامّة وسهولة بالغة.

بدأ الاتحاد الأوروبي مشواره في خمسينات القرن الماضي بست دول هي فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا ولوكسمبرغ، فوحدت فيها أسواق الفحم والحديد أولاً، ثم تحولت فيما بعد إلى سوق أوروبية مشتركة لكل السلع، ثم دخلت فيها بقية الدول الأوروبية الغربية كإسبانيا والبرتغال وأيرلندا وبريطانيا، ثمّ توسعت أكثر لتشمل الكثير من الدول الأوروبية الشرقية كهنغاريا وبولندا وبلغاريا ورومانيا والتشيك وسلوفاكيا، وما زالت تتوسّع.

في العام 1992 تحوّلت السوق إلى اتحاد أوروبي بعد توقيع اتفاقية ماستريخت التي بفضلها أصبحت أوروبا تملك أضخم سوق في العالم لأكثر من 500 مليون نسمة.

وتغلب الاتحاد الأوروبي بسهولة على مشكلة القوميات المختلفة واللغات المتباينة بداخله فاعترف بأربع وعشرين لغة رسمية ينطق بها الأوروبيون اليوم داخل الاتحاد.

لم يكتف الاتحاد بتطوير الجوانب التجارية والاقتصادية للدول المنضوية فيه بل أعطى هامشاً كبيراً للجوانب السياسية الاتحادية، فأوجد مفوضية عامة تشرف على توحيد السياسات الخارجية لدوله، وأنشأ برلماناً موحداً ومُنتخباً من كافة أعضائه، وأقام محاكم اتحادية لسن القوانين الملزمة لكافة دوله.

إلا أنّ هذه الجوانب السياسية والقانونية أحدثت بعض العراقيل والمشاحنات بين دول الاتحاد الكبرى فيه كفرنسا وألمانيا وبريطانيا، التي تريد الاستقلالية السياسية الكاملة لها عن الاتحاد، وكان هذا سبباً في خروج بريطانيا منه، وسبباً في التنافس والمشاحنات بين فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.

2- تكتل نافتا: وهو اتفاقية للتجارة الحرة لدول قارة أمريكا الشمالية الثلاث وهي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، تأسّس هذا التكتل عام 1993 وهو يختص بحرية مرور التجارة بين الدول الثلاث التي يزيد تعداد سكانها عن 450 مليون نسمة من دون أية عراقيل، ولكن بخلاف الاتحاد الأوروبي فلا يوجد فيه مكان للجوانب السياسية، وربّما هذا ما أدّى إلى تفوقه من هذه الناحية.

3- تكتل آسيان: ويُسمّى رابطة دول جنوب شرق آسيا وتشترك فيه عشر دول هي إندونيسا وماليزيا وبروناي وتايلاند وسنغافورة وفيتنام ولاوس وكمبوديا والفلبين وميانمار، وهو أقدم تكتل اقتصادي من حيث التأسيس إذ تأسّس في العام 1976، وهو تكتل تجاري صرف وفعّال لهذه الدول، ونجح هذا التكتل بالفعل من رفع مستواها الاقتصادي بنقلة نوعية محسوسة، ووضعها في مصاف الدول الناشئة.

4- تكتل السوق الجنوبية المُشتركة: وهو تكتل خاص بدول القارة الأمريكية الجنوبية، ويشمل عشرة دول هي البرازيل والأرجنتين والأوروغواي والباراغواي وتشيلي والبيرو وبوليفيا وكولومبيا وفنزويلا والإكوادور. تأسّس هذا التكتل عام 1991 ويُعتبر أسرع التكتلات نمواً في العالم.

5- تكتل أريكوم: وهو سوق مشتركة لدول منطقة الكاريبي ويشمل 12 دولة نامية ومنها هايتي وجامايكا وغرينادا وسورينام ودول أخرى صغيرة، وساعدها هذا التكتل على تحسين اقتصادها بشكل نسبي كونها دولاً ضعيفة وصغيرة، ولكنّ وجودها داخل هذا السوق ساعد في إنقاذها من ازدياد حالات الفقر ومن تفشي البطالة بداخلها كما يحصل في دول صغيرة في مناطق مماثلة.

وأمّا التكتلات الاقتصادية غير الناجحة أو المتعثرة فهي التكتلات الخمسة التالية:

1- الاتحاد الاقتصادي الأوراسي: تأسّس سنة 2014 ويشمل خمس دول هي روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزستان، ولم ينجح هذا التكتل بسبب هيمنة روسيا عليه وتبعية الدول المنضوية فيه لها سياسياً تبعيةً شبه مُطلقة.

2- الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة: أعلن عن إنشائه عام 2020 ويتكون من 15 دولة، عشر منها الدول العشر الموجودة في تكتل آسيان وخمس دول أخرى هي الصين واليابان وأستراليا ونيوزيلاندا وكوريا الجنوبية، وسبب فشل هذا التكتل هو وجود دول كبيرة فيه ودول متقدمة تتناقض مصالحها وتختلف مشاربها السياسية بعضها عن بعض، بحيث تحاول الصين الهيمنة عليه بحكم قوة اقتصادها، لكنّ تنافس الصين من جهة مع كل من اليابان وأستراليا ونيوزيلاندا وكوريا الجنوبية من جهةٍ أخرى أدّى إلى هذا الفشل.

3- تكتل ايكواس لدول غرب أفريقيا:

تأسّس هذا التكتل وهو يعتبر سوقاً مشتركة بين دوله مُبكراً في عام 1975، وبدأ بدايةً جيدة بست دول تابعة لبريطانيا وهي نيجيريا وغينيا وغانا وغامبيا وسيراليون فنجح جزئياً، ثمّ قامت فرنسا بعد ذلك بإدخال دول تابعة لها فيه كمالي والسنغال وغيرهما، فأصبح عدد دوله 15 دولة تعداد سكانها قرابة الــ350 مليون نسمة، ثم حاولت فرنسا أيضاً إقحام عملة الفرنك الأفريقي التابع لها إلى جانب عملة الايكو البريطاني فحدث شقاق بين المجموعتين، وتغلّب على التكتل الجانب السياسي، ونشبت النزاعات السياسية، فتحوّل إلى تكتل سياسي فاشل ضعف تجارياً واقتصادياً.

4- تكتل مجموعة شرق أفريقيا:

وهو سوق مشتركة حديثة تأسّست عام 2010 مؤلفة من 7 دول شرقي أفريقيا وهي كينيا وتنزانيا وأوغندا وبوروندي ورواندا والكونغو وجنوب السودان، ولعل سبب فشلها نشوب الحروب الأهلية في الكونغو وجنوب السودان وعدم تجانس اقتصاداتها.

5- تكتل مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية:

وهي سوق مشتركة تأسست عام 1992 مؤلفة من 9 دول هي أنغولا وبوتسوانا ومالاوي وموزمبيق وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوي وليسوتو واسواتيني وبعض هذه الدول معزولة وحبيسة داخل دول أخرى، ولم ينجح التكتل في رفع مستوى الكثير من هذه الدول وانتشالها من الفقر الشديد.

هذه هي أهم التكتلات الاقتصادية الإقليمية الموجودة في العالم والتي غابت عنها معظم البلاد الإسلامية كجميع الدول العربية وباكستان وبنغلادش وتركيا وإيران والتي فشلت في إنشاء تكتلات لها، وهو ما أضعف من قوتها وجعلها عالة على غيرها.

بقلم: الأستاذ أحمد الخطواني

جريدة الراية: مؤتمر واشنطن بشأن السلام في اليمن

 

جريدة الراية: مؤتمر واشنطن بشأن السلام في اليمن

إشراك للحوثيين في السلطة وتثبيت لمشروع اليمن الاتحادي

 

  25 من جمادى الثانية 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 18 كانون الثاني/يناير 2023مـ

اختتم المؤتمر الذي عُقد في أمريكا في 9/1/٢٠٢٣ بمشاركة معهد الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورج تاون ومؤسسة توكل كرمان ومنظمة الديمقراطية في العالم العربي الآن (DWAN)، وتحدث في المؤتمر كل من المبعوث الأمريكي لليمن ليندركينغ وجويل هيلمان عميد كلية الخدمة الخارجية بجامعة جورج تاون، وعبد العزيز جباري نائب رئيس مجلس النواب اليمني وتوكل كرمان، وصالح الجبواني وزير النقل اليمني الأسبق، وخالد اليماني سفير اليمن السابق ووزير الخارجية الأسبق، والذين تحدثوا عن السلام في اليمن تحت مظلة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وما نتج عن مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في اليمن لمدة عشرة أشهر ابتداءً من 18/3/2013 حتى 25/1/2014 بدعمٍ خارجي، والذي كان أهم مخرجاته التوقيع على وثيقة الحوار الوطني الشامل، وتقسيم اليمن إلى عدة أقاليم. ومما جاء في البيان الختامي لمؤتمر "نحو سلام مستدام وديمقراطية في اليمن"، التأكيد على التمسك بوحدة اليمن والنظام الجمهوري بلا تفريط في السيادة أو انتقاص في مشروع الدولة الاتحادية المدنية الديمقراطية، كما أكد على ذلك مخرجات الحوار الوطني، وكما نصت عليه قرارات مجلس الأمن الدولي. كما أكد البيان الختامي على ضرورة عقد مؤتمر وطني يمني يضم كافة الأطياف اليمنية لإنتاج قيادة يمنية جديدة تعبر عن مصالح الشعب اليمني بآليات تتفق مع روح الدستور اليمني وبتوافق وطني شامل لقيادة المرحلة القادمة للبدء في مفاوضات السلام، وحقه في دولة اتحادية مدنية ديمقراطية يحكمها القانون وتضع حقوق الإنسان والعدل والمساواة أساس وجودها وكينونتها وتدعو المجتمع الدولي إلى تأييد هذا المسعى لأن إنتاج القيادة الحالية وبالآليات التي اتُّبعت أوصل جهود السلام التي يقوم بها المبعوثان الأممي والأمريكي إلى طريق شبه مسدود.

إن مؤتمر "نحو سلام مستدام وديمقراطية في اليمن" يحمل في طياته جانبين أساسيين هما:

الجانب الفكري المتمثل في أنظمة الحكم الرأسمالية، فالمؤتمر عبر عنوانه يسعى للحفاظ على النظام الديمقراطي، وذلك بجعل الحاكمية للبشر حسب ما يحقق مصالح الطبقة الحاكمة ومن يقف وراءهم من الدول الكبرى التي تتصارع على اليمن لموقعه وثرواته والأهم من ذلك عقيدته لتلبيسها على أهل بلد الإيمان والحكمة إن لم يستطيعوا محوها، ولكن أنى لهم ذلك، فقد تكفل الحق تبارك وتعالى بحفظها حتى تعود أحكامها نظاماً للحياة مرة أخرى.

وأما الجانب الآخر فهو الجانب السياسي الذي يسعى من خلاله المؤتمرون ومن يدعمهم، لرعاية شئون أهل اليمن في كل مجالات الحياة بأحكامه وأنظمته، والذي أساسه عقيدة فصل الدين عن الحياة والدولة وصولاً إلى علمانية الدولة، لتحل العلمانية الرأسمالية بديلاً عن الأصل الذي هو عقيدة الإسلام وأحكامه الشرعية.

ونتيجةً لعدم قدرة حسم أطراف الصراع - أمريكا وبريطانيا - الحرب لصالحه، فقد لجأوا إلى اعتماد الفيدرالية - التي لم يطرح مشروعها على مؤتمر الحوار في عام 2013 - كحل وسط للمحافظة على نفوذ بريطانيا العتيق على اليمن، ونفوذ أمريكا الطامعة على اليمن بمشروع التقسيم والتمزيق لما يخدم مصالحهما لحين تغلب إحداهما على الأخرى بعد استراحة يلتقط فيها أهل اليمن أنفاسهم ليعود الصراع من جديد، إلى أن يأذن الله عز وجل بالفرج على المسلمين ومنهم أهل اليمن بالنصر على أعدائهم ودحر نفوذهم والقضاء على نظامهم الذي أهلك الحرث والنسل إلى غير رجعة بإذن الله.

إن القبول بالحوثي في مستقبل اليمن السياسي سواء أكانت اليمن موحدة أو مقطعة الأوصال باسم اليمن الاتحادي، من المخرجات المهمة لهذا المؤتمر، فقد ورد في البيان الختامي ما يلي "إن أي تسوية سياسية مقبلة في اليمن، يجب أن تتأسس على ما تم التوافق عليه في مخرجات الحوار الوطني الذي أنتج مشروع مسودة دستور الدولة الاتحادية قبل أن يتم تقويضه بالانقلاب والحرب، وأن تشمل العملية السياسية اليمنيين كلهم دون استثناء لأن الخروج عن وثيقة الحوار الوطني التي توافق عليها اليمنيون يعني العودة للعوامل والمسببات المنتجة للحروب التي مزقت اليمن منذ عشرات السنين". وهذا ما أخبر عنه حزب التحرير/ ولاية اليمن في نشرة أصدرها بتاريخ 14 أيار/مايو 2015م، عنوانها "المبعوث الأممي الأول خيَّرنا بين القبول بالحوثي أو الحرب فَبِمَ يُخيِّرُنا الثاني؟!" بقوله "إن هذا يعكس مدى توجه أمريكا في التخطيط لإدارة شؤون اليمن، فمهمة المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن تتلخص في تثبيت كرسي الحكم للحوثيين بمنحهم الشرعية بعد تعثرهم في الحصول عليها منذ دخولهم صنعاء في 21/09/2014م، ومن ثم التمهيد للانتقال إلى الحوار مع بقية الفرقاء السياسيين بناء على بنود المبادرة الخليجية ونتائج مؤتمر الحوار، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة لإسكاتهم".

إن مؤتمر واشنطن بحلوله الرأسمالية ومشروعه الاتحادي لا يخدم أهل اليمن وإنما يخدم الغرب الكافر عدو الإسلام وأهله، وإن دعم أمريكا للحوثيين ليس إلا لتحقيق مصالحها فقط. لذلك فالواجب على المسلمين أن لا يركنوا إلى الأمم المتحدة ومبعوثيها، ولا إلى أمريكا ومبعوثها، ولا إلى من مشوا في ركابها، فهم يحققون مصالح الدول الكبرى وبخاصة أمريكا، ولا تزن دماء المسلمين في ميزانهم أي شيء. إن الواجب على المسلمين أن يحملوا أفكار الإسلام وأحكامه ويتحاكموا إلى هذه الأحكام النقية الصافية التي أنزلها الله رب العالمين، لا أن ينقادوا إلى حكم الطاغوت وقد نهوا عنه، قال تعالى: ﴿‏أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً﴾، وأن يكون عملنا لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة للحكم بالإسلام ونبذ ما سواه. قال رسول الله ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

بقلم: الأستاذ عبد الله القاضي ولاية اليمن

جريدة الراية: الإضراب عن العمل وفكرة الصراع الطبقي أصلها وتاريخها

 

جريدة الراية: الإضراب عن العمل وفكرة الصراع الطبقي أصلها وتاريخها

 

  25 من جمادى الثانية 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 18 كانون الثاني/يناير 2023مـ

تنامت ظاهرة الإضرابات عن العمل في قطاعات خدمية وإنتاجية عديدة في السودان، وشملت كذلك الأسواق احتجاجاً على زيادة الضرائب، وضعف الأجور، وتدهور الأوضاع المعيشية، مطالبة بزيادة الأجور وتطبيق الهيكل الراتبي الجديد، وأعلنت قطاعات التعليم العام انطلاق رحلة البحث عن زيادة الأجور والأمان الوظيفي تحت قيادة لجنة المعلمين.

خلال معظم تاريخها سيطرت على حركة النقابات العمالية في السودان قيادات جعلت سلوكها البيروقراطي وآراءها السياسية (الشيوعية) غير قادرة على قيادة الطبقة العاملة بنجاح، في المواجهات مع سياسات الدولة، ومعظم الأحيان النقابات مسيرة لسياسة الدولة بدلا من الوقوف مع العمال! لذلك فمعظم العمال لا يثقون أبداً في النقابات، لكن بعد التحول الذي حدث عام ٢٠١٨م، استعادت النقابات المهنية ثقة العمال في إحداث تغيير في أحوالهم نتيجة لمشاركة تجمع المهنيين في حراك الشارع ضد النظام البائد.

إن فكرة الإضراب العام هي فكرة شيوعية لإيصال الحركة العمالية للإضرابات المفضية إلى تمكينهم من السيطرة على مقاليد الحكم فيما اصطلحوا عليه بالصراع الطبقي، وتبلورت فكرة الإضرابات عن العمل للمرة الأولى في بريطانيا في ثلاثينات القرن التاسع عشر على يد ويليام بينبو، الذي ينتمي إلى جناح (القوة المادية) في الحركة التشارتية، والذي قام بترويج الدعوة إلى (إجازة قومية) أو توقف الطبقة العاملة بكاملها عن العمل، ورأى أنها ستحقق نصراً سريعا للطبقة العاملة، ثم انتشرت الفكرة في العالم. هذا هو واقع فكرة الإضرابات من الناحية السياسية كأسلوب من الأساليب الذي تستخدمها المعارضة الشيوعية لتطبيق مبادئها، مع أساليب أخرى مثل العصيان المدني، وتتريس الشوارع كورقة ضغط على الدولة لتنفيذ مطالبهم أو لزعزعة استقرار الأوضاع السياسية في البلاد، مظنة إنصاف العمال وتحقيق مطالبهم.

إن الإسلام العظيم قد حفظ للعمال حقوقهم، فلا فرق بينهم وبين بقية أفراد المجتمع، فمنحهم من رعايته وعنايته ما يكفل لهم الحياة الطيبة الكريمة، بعد أنْ كان العمل في بعض الشرائع القديمة والحديثة معناه الرّق والتَّبعية، والمذَّلة والهوان، ويُعد أجر العامل هو أهم التزام يُلزم به صاحب العمل، ولذلك عني به الإسلام عناية بالغة؛ وحث النبي ﷺ على تعجيل إعطائه الأجرة بعد انتهاء عمله، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ» ويحض النبي ﷺ أمته على رعاية حقّ الأجير، وتأدية أجرته إليه دون تأخير ولا مماطلة. وقوله ﷺ: «قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ» هو تأكيد لأمره بإعطائه حقه بأقصى سرعة، فالإسلام يأمر بوجوب المبادرة بسداد الأجر عقب الفراغ من العمل دون تباطؤ، بل الإسراع بإيفاء الأجرة، وترك المماطلة.

ولا يجوز له أن يظلمه، ولا أن ينقص أجرته، أو مماطلته فيها، فإن فعل شيئا من ذلك فقد ارتكب ظلماً فادحاً يستحق عقوبة تعزيراً، والله تعالى ذمَّ الظلم والظالمين في كتابه؛ فقال عز وجل: ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾، وما هلكت الأمم السابقة إلا بظلمها، وبغيها، وتعديها على الضعفاء، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ * ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾. ذكر الحافظ ابن حزم في المحلى في باب الزكاة: "أنّ على الدولة أنْ توفّر للعامل الغذاء الكافي، والكساء الكافي، والمسكن الذي يليق بمثله، وأنْ تستوفي فيه كل المرافق الشرعية، ويجب أنْ تكون الأجرة محققة لكل هذا، وإلا كان ظلماً".

كما كفل الإسلام حق العامل في الحصول على حقوقه التي اشترطها على صاحب العمل: فيجب على صاحب العمل أنْ يُوفي العاملَ حقوقه التي اشترطها عليه عند تعاقده معه، وألاّ يحاول انتقاص شيءٍ منها فذلك ظلمٌ عاقبته وخيمة، وألا ينتهز فرصة حاجة العامل الشديدة إلى العمل فيبخسه حقه، ويغبنه في تقدير أجره الذي يستحقه نظير عمله. فالإسلام يحرم الغبن، قال تعالى: ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾، فيحذر سبحانه وتعالى أن لا تنقصوا الناس حقوقهم التي يجب عليكم أنْ توفوهم إياها، كيلاً كان، أو وزناً أو غير ذلك.

كما أوجب الإسلام على صاحب العمل أنْ يحفظ حق العامل كاملاً إذا غاب أو نسيه، كما يجب عليه ألاّ يؤخر إعطاءه حقه بعد انتهاء عمله، أو بعد حلول أجله المضروب. كل هذا العدل والإنصاف في شرع الله الذي تطبقه دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القائمة قريباً بإذن الله.

بقلم: الأستاذة غادة عبد الجبار (أم أواب) ولاية السودان

جريدة الراية: اشتباكات بين باكستان والحكومة الأفغانية

 

جريدة الراية: اشتباكات بين باكستان والحكومة الأفغانية

وبينها وبين حركة طالبان باكستان

 

  25 من جمادى الثانية 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 18 كانون الثاني/يناير 2023مـ

يسعى حكام باكستان إلى نيل رضا الموقف الدولي من خلال ملاحقة التشدد في المناطق الحدودية، على أمل تحويل هذا الرضا إلى مكسب جيوسياسي، وهذا أحد أسباب تسليطهم الضوء على خطر التشدد في المناطق الحدودية.

إن فرض السلطات الباكستانية إجراءات صارمة على الحدود هو مصدر توتر بين باكستان وطالبان الأفغانية، فتخشى السلطات الباكستانية من فتح الحدود مع أفغانستان لأن هذا سيؤدي إلى تكامل طبيعي لكلا الاقتصادات، وسيتعين على القدرة الإنتاجية لباكستان تلبية احتياجات الأسواق الباكستانية والأفغانية (وهو أمر يمثل ميزة للصناعة المحلية)، كما أن تهريب الدولارات والأسمدة والقمح وما إلى ذلك إلى أفغانستان يقلق الحكام غير الأكفاء في باكستان، وتخشى السلطات الباكستانية من انتقال المسلحين من أفغانستان إلى باكستان وتطرف المدارس الباكستانية من خلال تفاعلها مع كوادر طالبان الأفغانية. بالنسبة لحركة طالبان الأفغانية، فإن الارتباط بباكستان واقتصادها هو شريان الحياة لاقتصادهم، بالتالي فهم مهتمون بفتح الحدود. وتُعتبر الحدود أيضاً قضية حساسة للغاية بالنسبة لقبائل البشتون التي لم تقبلها أبداً، باعتبارها تقسّم القبائل والعائلات نفسها في دولتين مختلفتين.

هناك صدام بين المسلحين في المناطق الحدودية الباكستانية والدولة الباكستانية بدعم سلبي - ولكن غير نشط - من حركة طالبان الأفغانية، ولم تقبل القبائل الحدودية مطلقاً الاختراق العميق لهياكل الدولة في مناطقها، وترى أن هذه الهياكل تمثل انتهاكاً لاستقلاليتها وحريتها، وهذا هو سبب رفضهم لاندماج منطقة القبائل في الدولة الباكستانية، حيث يعتبرون ذلك هجوماً منها على استقلاليتهم، لذلك طالبوا بإعادة النظر في هذا الاندماج، هذا بالإضافة إلى اقتناعهم العقدي بعدم شرعية الدولة الباكستانية بوصفها دولة علمانية تابعة لأمريكا، ما حملهم على حمل السلاح ضدها.

لا تدعم حركة طالبان الأفغانية حركةَ طالبان باكستان كثيراً، لكنها ترفض استهداف قواعدها في أفغانستان، وحركة طالبان الأفغانية ليست على استعداد لشنّ هجوم على قواعد حركة طالبان باكستان من جانبها للأسباب التالية:

أ- من وجهة نظرهم، إذا لم تنجح باكستان وأمريكا في سحق التشدد في المناطق الحدودية، فكيف ستنجح حركة طالبان الأفغانية في مثل هذا المسعى؟!

ب- لا تملك حركة طالبان الأفغانية القدرة على القيام بمثل هذه العمليات واسعة النطاق ضد التشدد في المناطق الحدودية.

ج- ستقوّض حركة طالبان الأفغانية شرعيتها الجهادية إذا تحركت ضد إخوانها الجهاديين، فهي تخشى من فقدان الشرعية داخل كوادرها إذا ما قامت بقمع قواعد حركة طالبان باكستان في أفغانستان.

د- تعرّضت الحكومة الأفغانية تحت حكم طالبان نفسها لموجة من التفجيرات التي تبنّاها تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان، لذلك فهي تخشى من أن أي عمليات ضد حركة طالبان باكستان قد تشجّع بالفعل عناصر حركة طالبان باكستان على الانضمام إلى تنظيم الدولة في خراسان، أو تدفعهم إلى توجيه أسلحتهم إلى النظام في كابول بأنفسهم، لذلك إذا لم يتم التعامل معهم بحكمة، فإن تهديد التشدد في شرق أفغانستان - من وجهة نظرهم - يمكن أن يتحول إلى جبهة مناهضة لطالبان الأفغانية.

هـ- تريد حركة طالبان الأفغانية تطويع الحدود بين باكستان وأفغانستان، وتهديد حركة طالبان باكستان في المناطق الحدودية، والعمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الباكستاني ضد حركة طالبان باكستان سيجعل هدفها المتمثل في جعل خط دوراند حداً ناعماً أكثر صعوبة، وهذا هو سبب رغبتها في مساعدة باكستان في الحدّ من تهديد حركة طالبان باكستان دون أن يكلّفها ذلك الكثير، لذلك ترى طالبان الأفغانية أن أفضل طريقة للوصول إلى هدفها هو من خلال تسهيل المفاوضات بين السلطات الباكستانية وحركة طالبان باكستان، والتي حاولت التوسط فيها ولكنها لم تنجح في تحقيق نتائج مهمة.

تنظر حركة طالبان الأفغانية إلى تهديد حركة طالبان باكستان على المنطقة الحدودية الباكستانية كوسيلة لصدّ النفوذ الباكستاني داخل أفغانستان، وقد تنظر إلى هذا على أنه نفوذ ضد الدولة الباكستانية. مع ذلك، فإن مثل هذه السياسة لا تمثل دعماً نشطاً لحركة طالبان باكستان بدلاً من ذلك، كما ذُكر أعلاه، فهذا دعم سلبي من خلال محاولة المساعدة في تسهيل المفاوضات بين الحركة والدولة الباكستانية.

تعكس الهجمات المتشددة التي تشنّها حركة طالبان باكستان على الدولة الباكستانية صراعاً منخفض المستوى من ناحيتها للحفاظ على الاستقلال الذاتي للقبائل الحدودية والتوصل إلى نوع من التسوية مع السلطات الباكستانية، حيث يمكنها الحصول على بعض الاستقلال والحكم الذاتي لمنطقة القبائل القبلية، ولكن المؤسسة العسكرية الباكستانية ليست على استعداد للتنازل عن مثل هذه المساحة للمسلحين في المناطق الحدودية خوفاً من وجود صلة جهادية تمتد من وإلى كابول، وتريد المؤسسة العسكرية الباكستانية لحركة طالبان الأفغانية أن تمارس ضغوطاً على حركة طالبان باكستان، ولا تريد إجراء عمليات واسعة النطاق ضد المسلحين في المناطق الحدودية، لأن مثل هذه العمليات ستترتب عليها تكلفة اقتصادية وعسكرية كبيرة، كما أن المؤسسة العسكرية تخشى من العواقب الاقتصادية لمثل هذه العمليات العسكرية، من حيث تنفير الاستثمار الأجنبي في باكستان، ويسعى النظام الباكستاني من خلال الخطاب العام للضغط على طالبان الأفغانية والحصول على مساعدتها في التعامل مع حركة طالبان باكستان.

تتخذ أمريكا من قضية التشدد في مناطق الحدود الباكستانية الأفغانية ذريعةً للتدخل في الشؤون الأمنية للمنطقة للحفاظ على سلامة البنية التحتية لـ(مكافحة الإرهاب) في المنطقة، ويبدو أن أمريكا تريد استخدام ضغط المؤسسة العسكرية الباكستانية على حركة طالبان الأفغانية كعصا لإجبارهم على الانصياع التام لمطلبها بالخضوع التام للنظام العلماني الدولي وقبول المطالب الأمريكية بتدخل العملاء الأمريكيين في النظام السياسي الأفغاني، وإزالة مخلفات النظام القديم وإدخال إصلاحات في الدولة الأفغانية. الاشتباك الأفغاني بين طالبان وباكستان يساعد في إبقاء باكستان مركزة على حدودها الغربية ويبعد انتباه الجيش الباكستاني عن حدودها الشرقية، ما يسمح للهند بالتركيز على تسلحها العسكري لمواجهة الصين بدلاً من باكستان.

في الختام، فإن الصدام بين السلطات الباكستانية وطالبان الأفغانية هو صدام بين المسلمين، وهو نتيجة مباشرة للحدود المصطنعة التي رسمها الاستعمار البريطاني بين شعب واحد من المسلمين قسّموه إلى شعبين. إنها الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فقط التي ستنهي العداء بين الإخوة، وتوحّد المسلمين في باكستان وأفغانستان وآسيا الوسطى تحت حكم الإسلام، وتوحّد بلادهم وقوتهم ومواردهم لجلب الأمن والأمان والازدهار لجميع المسلمين.

بقلم: المهندس معز ولاية باكستان

جريدة الراية: التعليم بين إهمال الأنظمة الرأسمالية ورعاية الخلافة

 

جريدة الراية: التعليم بين إهمال الأنظمة الرأسمالية ورعاية الخلافة

 

  25 من جمادى الثانية 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 18 كانون الثاني/يناير 2023مـ

إن إهمال الدول التي تتبنى النظام الرأسمالي العلماني الجائر هو ظاهر للعيان، وبخاصة في هذه الدويلات القائمة في بلاد المسلمين والسودان جزء منها، فهذه الدويلات لا تولي اهتماما بما عليه حال الناس بل وتبخس ما يقدمونه بكل تفان، ومن هذه الشرائح شريحة المعلمين الذين يعانون كغيرهم من الناس، بل بلغ ظلم الدولة بهم مبلغا عظيماً. فقد أورد موقع سودان برس في 28/12/2022م خبرا بعنوان: "استمرار إضراب المعلمين وشلل كامل يضرب المدارس"، جاء فيه: "نفذت لجنة المعلمين السودانيين، أمس إغلاقاً شاملاً للمدارس الحكومية، حتى نهاية الأسبوع احتجاجاً على ضعف رواتبهم الشهرية. ويُعد هذا الإغلاق هو الثالث من نوعه في كانون الأول/ديسمبر الجاري، ويأتي في سياق حملة تصعيد تقودها لجنة المعلمين شمل إضراباً عن العمل وتنظيم مواكب جماهيرية. وقال المتحدث باسم اللجنة سامي الباقر لسودان تربيون، "إنهم نفذوا إغلاقاً يستمر حتى الخميس، وهو يعني تعطيل الجدول المدرسي من أجل تحسين البيئة التعليمية". واقترح معلمو المرحلة الثانوية بولاية كسلا تأجيل امتحانات الفترة الدراسية الأولى احتجاجاً على تجاهل الحكومة مطالب زيادة الأجور".

وأيضاً أورد موقع الجزيرة نت تقريرا في 27/12/2022 جاء فيه: "لا يجد آلاف المعلمين في السودان خيارا سوى الدخول في إضراب عن العمل لإجبار السلطة الحاكمة على تحسين رواتبهم التي يقولون إنها لم تعد تكفي أبسط الاحتياجات المعيشية. فمنذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي شرع معلمو المدارس الحكومية بأنحاء البلاد في تحركات منظمة بدأت بتسليم السلطات، ممثلة في وزارة المالية ووزارة التربية والتعليم ومجلس الوزراء، مذكرة متضمنة 8 مطالب تصدرتها ضرورة زيادة الإنفاق على التعليم ليصل إلى 20% من ميزانية الدولة. ويطالب المعلمون برفع مخصصات التعليم كمدخل لحل مشكلات تتعلق بأجورهم المتدنية وكي تتمكن المدارس من استقبال عدد كبير من الطلبة الذين لا يجدون مقاعد للدراسة، وبلغ عددهم حسب تقرير منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة يونيسف 7 ملايين طفل. كما تضمنت المطالب رفع الحد الأدنى للأجور إلى 69 ألف جنيه سوداني، (121 دولارا تقريبا)".

إن الدولة في السودان لا تجعل الإنفاق على التعليم من أولوياتها ولا يهمها إن توقف العام الدراسي أو استمر فهي في وادي والناس في وادٍ آخر؛ لأنها دولة كباقي الدول الرأسمالية التي يوصي منظروها بتقليل الصرف على مثل هذه الأمور كالتعليم والصحة والأمن، فهي عندهم ليست من واجبات الدولة وكل فرد مسؤول عن نفسه، وحتى ما نراه من هذا الإنفاق على قِلّته فهو من قبيل ترقيع النظام الرأسمالي لأنه لو طبق كما هو لخرج الملايين إلى الشوارع مطالبين بإسقاط الأنظمة التي تتبناها، وما كانت تستمر في حكم الناس ولو شهرا واحدا، والمنظومة الرأسمالية في عرفها رفع يد الدولة عن كل الحاجات الأساسية ومنها التعليم، وعمل الدولة فيها ليس رعاية شؤون الناس، ولهذا كان من الطبيعي أن يضرب المعلمون أو غيرهم، فهي لا تولي اهتماما بحالهم.

والحقيقة أن الدولة الإسلامية لم تغفل يوماً دورها المحوري في مجال الاهتمام بالعلم، بل ربما كان هو الدور الغالب عليها، حتى إنك لتجد المدارس، والمعاهد العليا، والمكتبات العامة، وكذلك الخاصة، وقد ازدانت بها مدن العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه، وفي ذلك يذكر التاريخ بكثير من الإكبار والإعجاب، جمّاً غفيراً من خلفاء المسلمين وأمرائهم، الذين كان لهم دورٌ كبير في رعاية العلماء وطلاّب العلم.

ويأتي في مقدمة هؤلاء الخلفاء، الخليفة العباسي هارون الرشيد، الذي قال عنه عبد الله بن المبارك وهو قاضي حلوان في العراق، ومن حفاظ الحديث الثقات: "ما رأيتُ عالماً، ولا قارئاً للقرآن، ولا سابقاً للخيرات، ولا حافظاً للحرمات في أيام بعد أيام رسول الله وأيام الخلفاء الراشدين والصحابة، أكثر منهم في زمن الرشيد وأيامه، لقد كان الغلام يجمع القرآن وهو ابن ثماني سنين، ولقد كان الغلام يستبحر في الفقه والعِلم، ويروي الحديث، ويجمع الدواوين، ويناظر المعلمين وهو ابن إحدى عشرة سنة، ولم يكن ذلك إلا بكثرة إنفاقه، واهتمامه بالعلم والعلماء وطلابه منذ الصغر".

وكان للدولة الدور البارز أيضاً في الاهتمام بأبنائها العلماء ورعايتهم بما يليق ومكانتهم، فكانت أولاً توفر لهم من المرتبات ما يكفي لمعيشتهم عيشة هانئة، هذا عدا ما كان يُعطَون من رواتب أخرى كحاجات معاشية، فقد "كان الشيخ نجم الدين الخبوشاني، ممن عيَّنه السلطان صلاح الدين ليدرِّس في مدرسته الصلاحية، وقد جعل له كل شهر أربعين ديناراً عن التدريس، وعشرة دنانير للإشراف على أوقاف المدرسة، وستين رطلاً مصريّاً من الخبز كل يوم، وراويتين من ماء النيل كل يوم. (السيوطي: حسن المحاضرة 2/57). "وكان من رواتب شيوخ الأزهر الشهرية، راتب يأخذه الشيخ لنفقات بغلته، إذْ كان من أوقاف الأزهر وقف خاص لبغلة الشيخ ونفقاتها". (مصطفى السباعي: من روائع حضارتنا ص102).

وقد اشتهر أمر الجوائز العظيمة والهبات الجزيلة التي كان يمنحها الخلفاء والحكام للعلماء بهدف التشجيع على تحصيل العلوم، وكانت هذه الجوائز في صورة أقرب إلى الخيال، وكان من ذلك "إعطاء وزن الكتاب المترجَم من لغة غير العربية إلى اللغة العربية ذهباً للعالِم الذي يقوم بترجمته". (ابن صاعد الأندلسي: طبقات الأمم ص48، 49). وقد كان من جرَّاء ذلك أن نشطت حركة الترجمة، ونُقِلَت علوم هائلة على إثرها إلى المسلمين.

وأروع من ذلك ما قامت به الخلافة العثمانية، وذلك حين نجحت في تجميع النابغين من جميع القرى والأمصار، ووفرت لهم الرعاية التي جعلت كل نابغة يعطي ما عنده من فنٍّ وعلم؛ وهو الأمر الذي ساعد على ازدهار الدولة حضاريّاً وعسكريّاً. ولم يكن اهتمام الدولة يقتصر على رعاية العلماء من أبنائها، بل كان الحكام يستدعون العلماء من شتى الأمصار ليستفيدوا من علومهم، ويسعدوا برعايتهم، فها هو "الأمير المعزّ بن باديس، أحد أمراء دولة الصنهاجيين في المغرب الإسلامي، كان لا يسمع بعالم جليل إلا أحضره عنده، بل وجعله من خاصَّته، وبالغ في إكرامه، وعوَّل على آرائه، ومنحه أسمى الرُّتب". (ابن عذاري: البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب).

نعم هذه هي مكانة المعلمين في ظل الخلافة، ولن يظفر المعلمون أو غيرهم بمثل هذا الاهتمام إلا في ظلها، وهي وحدها التي تقدر مثل هذه الجهود المبذولة ولا تحوج أحدا منهم بل توفر لهم كل المعينات حتى يتفرغوا لهذه المهمة الجليلة وتخريج أجيال وأجيال تكون لهم بصمة واضحة في معترك الحياة.

بقلم: الأستاذ عبد الخالق عبدون علي

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 426

 

جريدة الراية: متفرقات الراية العدد 426

 

  25 من جمادى الثانية 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 18 كانون الثاني/يناير 2023مـ

يا أهل السودان: لقد ثبت عملياً أن حكامكم هم من أضاع شبابكم، وهم من سمح بتفشي المخدرات ثم جاؤوا يبكون تضليلاً وعبثاً، فاعملوا مع حزب التحرير لإخراج البلاد والعباد من الضياع والهوان لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فهي وحدها سبيل خلاصكم من ضياع الشباب ومن ضنك المعيشة، وهي المنجية يوم القيامة من عذاب الله، والسبب في رضوان الله ودخول جناته.

===

أهل اليمن وحقول الموت

عانى أهل اليمن من ظاهرة زراعة الألغام منذ تفجُّر الصراعات السياسية والعسكرية في ستينات القرن الماضي مرورا بحروب المناطق الوسطى وأحداث عام 1994 وما بعدها. ومنذ بداية الصراع الدولي الأخير على اليمن زُرعت الألغام في مناطق تعز وصعدة والحديدة ومأرب وأبين ولحج والضالع والجوف والبيضاء وصنعاء وشبوة ومناطق أخرى. فقد تمت زراعة عدد كبير من الألغام بطرق عشوائية، وهذا يجعل من الصعب تحديد مكانها، كذلك عدم وجود خرائط واضحة لها، ونوعية الألغام التي تمت زراعتها، وعدم وجود كوادر محلية مؤهلة للتعامل معها لانتزاعها في فترة زمنية قصيرة. ومن ضمن التحديات التقنية، عدم توفر أجهزة حديثة للكشف عن هذه العبوات والمتفجرات. كما أن جرف السيول لبعض الألغام من منطقة لأخرى يعقّد التحقق من الأماكن التي تنتشر فيها.

هذا وقال بيان صحفي صادر عن المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن: يأتي خطر الألغام في اليمن نتيجة انتشار كميات كبيرة منها، أودت بحياة الكثير من الأطفال والنساء والشيوخ وتسببت بعاهات دائمة، وخسائر اقتصادية للأفراد والمجتمع. والملاحظ أن زراعة الألغام تتركز إما في القرى أو في أراض زراعية أو داخل بيوت ومدارس ومساجد ومناطق رعي، وقد يكون ذلك لأهداف عسكرية، ولكنها كانت لإرهاب الناس في الوقت نفسه.

وأضاف البيان الصحفي: وهذا يدل على أن الحروب لا تخلو من الوسائل البشعة للدمار بمختلف أنواع الأسلحة التي تفتك بالبشر، وتعد الألغام أحد هذه الأسلحة التي استخدمها الحوثيون، وبالذات في الساحل الغربي بالحديدة وكذلك شبوة، فلا يكاد يمر أسبوع واحد إلا ويذهب ضحايا للألغام المزروعة هناك، فخلال السنوات الست الماضية سقط 1929 قتيلا مدنيا، وتدمرت وتضررت 2872 منشأة عامة. كما تشير آخر إحصائيات مشروع مسام السعودي لنزع الألغام الحوثية في اليمن، إلى أن المركز قام منذ تأسيسه عام 2018 حتى نيسان/أبريل 2022 بنزع وإتلاف 322.789 لغماً وعبوة ناسفة وقذيفة.

وتابع البيان مستغربا من أولئك الذين يقومون بزرع الألغام ليقتلوا بني جلدتهم من الذين يسعون خلف قوتهم وقوت عيالهم، ثم يتسولون الدعم لنزعها، فقال: عجباً لمن يزرع الألغام البرية وحتى البحرية ليحصد بها أرواح أهل عقيدته وبلده ممن يذهبون لطلب لقمة العيش، ثم يستجدي الدعم لنزعها! فقد طالبت صنعاء الأمم المتحدة بالدعم اللازم لفرق نزع الألغام التي دُعمت بسيارات رباعية الدفع ومن ثم استخدموا هذه السيارات في الحرب، كما تم توقيع اتفاقية (أوتاوا) لنزع الألغام مع حكومة عدن، على تمديد تقديم الدعم لليمن في مجال نزع الألغام لمدة 5 سنوات.

وخلص البيان إلى أن الأطراف المحلية المتصارعة في اليمن لا يهمها أهل اليمن ولا يعنيها أمرهم، فقال: إن ما تقوم به الأطراف المحلية المتصارعة من أعمال وحشية ضد أهل اليمن لينبئ عن أن هذه الأطراف لا يهمها أهل اليمن وسلامتهم، مثلما لا يهمها جوعهم وبردهم وحرهم، ولا يهمها في المقام الأول إلا مصالحها الشخصية ومصالح الدول الكبرى التي تتصارع على اليمن بدماء وأشلاء وأموال أهله، ولن يوقف القتل والدمار في اليمن وأهله إلا دولة الحق والعدل؛ دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، عجل الله بقيامها، وأرشد أهل اليمن للعمل لها بوعيٍ وإخلاص.

===

عبر مسيرة هادرة حزب التحرير/ ولاية السودان

يسلم القصر الجمهوري كتاباً مفتوحاً للبرهان

سيّر حزب التحرير/ ولاية السودان مسيرة هادرة انطلقت من الجامع الكبير في الخرطوم إلى القصر الجمهوري عقب صلاة ظهر يوم الأحد، 15 جمادى الآخرة 1444هـ، الموافق 8/1/2023م، لتسليم البرهان كتاباً مفتوحاً من حزب التحرير/ ولاية السودان. وقد كانت هتافات المحتشدين تبلغ عنان السماء بالتكبير والتهليل، قائلين: (لا إله إلا الله محمد رسول الله والخلافة وعد الله)، (فشلت فشلت كل الدول، والخلافة هي الحل)، (لا مفر لا مفر، والخلافة هي الحل). وقد تفاعل الناس وأصحاب المركبات بالتهليل والتكبير، بل إن جنود وضباط الحرس الجمهوري تفاعلوا إيجابياً مع هذا الحدث الكبير.

وقد بين الكتاب المفتوح أن ما يجري بين المكونين العسكري والمدني، هو صراع دولي بين أمريكا المتحكمة في البرهان ونائبه ومجموعته من جانب، وبين الحرية والتغيير والأحزاب المؤتلفة معها من عملاء بريطانيا وأتباعها من جانب آخر، وأن الاتفاق الإطاري ما هو إلا توافق مؤقت صاغه الكافر فولكر بإشراف مباشر من الأمريكان والإنجليز.

ثم وضح الكتاب خطورة ما حواه الاتفاق الإطاري من مخالفات شرعية، بل أساسية تجعل السودان بلداً علمانياً قابلاً للتمزيق بالفيدرالية. وبيّن أن الاتفاق لن يحل أزمة السودان السياسية، أو الاقتصادية، أو غيرهما، وأن الإسلام العظيم إنما هو عقيدة وأنظمة حياة؛ أي هو دين ومنه الدولة، وهو وحده الذي يحرر البلاد من نير الاستعمار، ويوقف عبث السفارات الغربية وبعثة اليونيتامس.

وقد طلب الكتاب من البرهان إعطاء النصرة لحزب التحرير عسى أن يكون كالأولين، ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾.

===

نداء من حزب التّحرير/ ولاية تونس إلى أهل تونس

خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع العاصمة التونسية، يوم السبت، للاحتفاء بذكرى الثورة في مسيرات شابتها احتجاجات قوية ضد سياسات الرئيس قيس سعيد. وفي شارع الحبيب بورقيبة ردد متظاهرون شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، وصرخوا "ارحل" في إشارة إلى الرئيس سعيد. بدوره وجه حزب التحرير/ ولاية تونس نداء إلى أهل تونس، عبر بيان صحفي قال فيه: لقد شهدتم كيف أفسدت الديمقراطيّة حياتكم، وجعلت بلادكم مرتعا لأهواء القوى المتحكمة في المجتمع بالمال والنفوذ، وشهدتم خيانة كل الوسط السياسي وتهافتهم على التبعية للحكومات الغربيّة المستعمرة. وأضاف النداء: لقد كنتم طليعة الأمة الإسلامية في الثورة على الطغاة والظالمين، ونجحتم في طرد الطاغية بن علي. فهل ترضون بأن يقودكم الضعفاء والعملاء الذين التفوا على ثورتكم وحرفوها عن مسارها لإعادة تونس إلى حظيرة التبعية والمذلة؟! وهل ترضون أن تكونوا خدما وتبعا للكفار وأنتم المسلمون الذين أكرمكم الله بالإسلام؟! وتابع النداء: أنتم مسلمون من أحفاد المجاهدين الفاتحين، فلم السكوت على هذا العبث العلماني؟! لعلكم تنتظرون الرئيس أو المعارضة أو اتحاد الشغل، أو حوارا بينهم يزعمونه وطنيا، فماذا عندهم غير التبعية وتسليم البلاد ورهنها؟ أم لعلكم تنتظرون انتخابات أخرى؟ ألم تروا بعد أنّ الانتخابات لا تغير أمرا وأنها أداة بيد الاستعمار لتثبيت منظومته التي ثرتم عليها؟ وختم النداء بالقول: لا عمل اليوم تنقذون به أنفسكم في الدنيا والآخرة، إلا إقامة دين الله بدولة سياستها على منهاج نبيكم ﷺ، وإن ذلك لأقرب من رد الطرف لو صحت العزائم. فليس بيننا وبين التحرر الكامل إلا موقف حاسم كالموقف الذي اتخذتموه في 2011، يطرد كل العملاء ويرفض العلمانية والرأسمالية وكل فكر وضعي ولا يرضى عن الإسلام بديلا.

===

سفير تركيا لدى كيان يهود يفضح كذب أردوغان ونظامه

أكد سفير تركيا الجديد لدى تل أبيب شاكر أوزكان تورونلار أن تركيا هي الدولة الأولى في المنطقة التي اعترفت بكيان يهود، وقال: "لم تكن تركيا والأتراك ضد قيام دولة (إسرائيل) أو ضد اليهود". وأضاف: "اليهود الأتراك الذين يعيشون في (إسرائيل)، والذين يقترب عددهم من 100 ألف، هم أقوى جسر بيننا". تعقيبا على هذه التصريحات المفضوحة قال تعليق صحفي نشره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين على مواقعه: "يبدو أن سفير تركيا نسي شيفرة التضليل والخداع الخاصة بأردوغان، فتكلم بصراحة دون لف أو دوران، وعبر عن حقيقة موقف الدولة التركية وحكامها تجاه الكيان الغاصب للأرض المباركة فلسطين، وهذه هي حقيقة كل حكام المسلمين سواء من لبس منهم لباس الخداع والممانعة أو من كشر عن أنيابه ولبس لباس التطبيع والخيانة، فكلهم أدوات الغرب الكافر المستعمر في بلادنا، وحراس مصالحه، وخدمه الأوفياء، وطالما أن بقاء كيان يهود مصلحة استراتيجية للغرب فهي كذلك لدى حكام المسلمين العملاء، ولقد آن الأوان لكل مخلص غيور أن يضم يده إلى أيدينا في العمل على خلع الحكام من جذورهم وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي ستحرر المسلمين وفلسطين من ربقة الاستعمار وأذنابه، وتستعيد عزة وسلطان الأمة المسلوب".

===

تجدد المظاهرات في الشام رفضاً للتطبيع مع نظام أسد

بحسب نشرة الأخبار ليوم الجمعة 13/1/2023م من إذاعة حزب التحرير في ولاية سوريا خرج المئات من أبناء مدن وبلدات الشمال السوري في مظاهرات عقب صلاة الجمعة رفضاً لتطبيع النظام التركي مع نظام أسد. ورصدت 9 نقاط تظاهر في مدن وبلدات إدلب وإسقاط وحارم وكفر لوسين وعفرين وإعزاز ومارع ودابق وجرابلس. وأكد المتظاهرون على ثوابت الثورة وإسقاط النظام، ورفضهم لكل المخططات التي تهدف إلى تعويم هذا النظام المجرم. وطرد المتظاهرون رئيس الائتلاف العلماني السوري سالم المسلط من المظاهرة التي خرجت في مدينة إعزاز شمالي حلب. وتداول ناشطون مقطعاً مصوراً أظهر عدداً من المتظاهرين يطردون المسلط من المظاهرة ويلاحقونه في أحد شوارع المدينة مرددين عبارة (شبيحة شبيحة). وتعرّض المسلط، للدفع من أحد المتظاهرين قبيل صعوده إلى السيارة. وفي مدينة إدلب، أحرق المتظاهرون صور رئيس هيئة التفاوض بدر جاموس، ورئيس الائتلاف السابق أنس العبدة.

===

مجلس الشيوخ في كازاخستان يجرد الرئيس السابق من كافة ألقابه

(روسيا اليوم، الخميس، 19 جمادى الآخرة 1444هـ، 12/1/2023م) قال مولان أشيمبايف رئيس مجلس الشيوخ ببرلمان كازاخستان، للصحفيين اليوم، إنه تم إلغاء صفة العضو الفخري لمجلس الشيوخ، وتم سحبها من أول رئيس للدولة نور سلطان نزارباييف. وأضاف: "بعد إلغاء المادة المتعلقة بصفة وصلاحيات أول رئيس للدولة من الدستور، تم إلغاء صفة العضو الفخري لمجلس الشيوخ، وتم سحبها من أول رئيس للدولة نور سلطان نزارباييف. غدا في اجتماع مشترك لمجلسي البرلمان، سنضع القانون الخاص بأول رئيس لجمهورية كازاخستان - إلباسي (زعيم الأمة) في طي النسيان".

الراية: حاول نزارباييف التبرؤ من كريم ماسيموف الذي عينه مرتين كرئيس للحكومة ومن ثم عينه رئيسا لمجلس الأمن القومي عام 2016 وبقي في هذا المنصب حتى محاولة الانقلاب التي قام بها العام الماضي، وقد استغل الاحتجاجات التي اندلعت يوم 5/1/ 2022 على ارتفاع أسعار الغاز، ومن ثم تدخلت روسيا ومنظمة المعاهدة الجماعية وأخمدت المحاولة. وقد عارضت أمريكا التي تسعى لبسط نفوذها في كازاخستان التدخل الروسي وأيدت الاحتجاجات.

وكان أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة قد أصدر جواب سؤال بتاريخ 15/1/2022 قال فيه: "إنه من المحزن أن يتصارع الأعداء على بلد إسلامي مثل كازاخستان، وينهبوا ثرواته، ويستغلوا موقعه وقدراته لمصالحهم في الوقت الذي لا يهم العملاء من أهل البلد إلا الصراع على الكراسي والحصول على أعلى المناصب، ويتركون أهل البلاد فقراء يعانون الأمرّين وبلادهم غنية في أرضها وخيراتها مع أن جل أهلها مسلمون والإسلام يأمرهم أن لا يجعلوا للكافر عليهم سبيلا... ومن هنا يتأكد مرة أخرى ضرورة العمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة حتى تنقذ البلاد والعباد. ومن ثم تعود هذه الأمة كما كانت خير أمة أخرجت للناس عزيزة منصورة".

===

المصدر: جريدة الراية

Wednesday, January 11, 2023

الأمم المتحدة تدعو إلى دين عالمي جديد، وتتبنى قضايا الحرية الجنسية والدعوة إلى الإباحية الجنسية

 

الأمم المتحدة تدعو إلى دين عالمي جديد، وتتبنى قضايا الحرية الجنسية والدعوة إلى الإباحية الجنسية

 

مجلة الوعي: العدد 437: السنة السابعة والثلاثون، جمادى الآخرة 1444هـ الموافق كانون الثاني 2023م

لقد أسرفت الأمم المتحدة في عقد مؤتمرات تتناول قضايا الحرية الجنسية والدعوة إلى الإباحية الجنسية، وتفنَّنت في تسميتها بغير اسمها، فظهرت مصطلحات مثل: (الجندر، المتعايشين، حقوق المثليين، الثقافة الجنسية، الصحة الإنجابية) ونحو ذلك، من المصطلحات التي تدعو بسفور إلى قبول الشذوذ الجنسي كممارسة مشروعة، تدخل ضمن حقوق الإنسان، وتُوفَّر لممارسيها العناية الطبية والحماية القانونية وقد عملت الأمم المتحدة عبر اتفاقاتها الدولية كاتفاقية سيداو، ودأبت على مطالبة الحكومات بدعم وسائل منع الحمل للشباب والشابات من المراهقين دون تقيد بشرعية العلاقة (الزواج) أو مخالفتها للفطرة (الشذوذ الجنسي) ودأبت كذلك على مطالبة الحكومات بإدخال الصحة الإنجابية في المقررات الدراسية وتدريسها في الفصول اليومية لتكون المرجع الأساسي لدول العالم، وتتناول هذه الثقافة الجنسية ضمن المقررات الدراسية: (المعاشرة بين الجنسين، الإجهاض، كيفية ممارسة الجنس دون خطر الحمل، مساعدة المراهق على تحديد اتجاهه الجنسي (أي تحديد أي الجنسين يفضل أن يعاشر)، العادة السرية كوسيلة للإشباع الجنسي بعد البلوغ، العلاقات الشاذة كبديل مُرضٍ للعلاقات العادية، أما من سن 15 18 فيضاف لهم المواضيع التالية: من حق النساء أن يقررن إجراء الإجهاض، احترام تعاليم الدين والتقاليد لا علاقة له بحقوق المرء الشخصية، عدم وجود دليل على أن الصور الفاضحة تسبب أي إثارة جنسية، تعليم المراهقين كيفية الحوار حول هذه العلاقات والحدود التي يجب التوقف عندها).

بعد هذا العرض الموجز للدعوة المفتوحة للعلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة من غير نظام يحدد العلاقة الصحيحة بينهما، أو الدعوة إلى الفوضى الجنسية من قبل الأمم المتحدة يتساءل، ليس المسلم فقط، بل البشر كلهم: ما هذه السياسة اللامسؤولة والمشبوهة التي تتبعها الأمم المتحدة؟ وما الهدف الذي تريد أن تصل إليه؟ ومن وراء هذه الدعوة الغريبة حتى عن عالم الحيوانات.

إن الأمم المتحدة تدعو إلى عقيدة عالمية جديدة من ضمنالنظام العالمي الجديد الذي تسعى الولايات المتحدة لفرضه على العالم. ولو عدنا إلى الوراء قليلًا، فإننا سنرى أنه قد صدر في عام 1999م كتاب «عقيدة العالم الجديد» لمؤلفه قاري هكا (أمريكي ينحدر من أصول ألمانية وكرواتية. كان له منصب مرموق في الحكومة الأمريكية، وكان عضوًا في اتحاد البرلمانات والدساتير العالمي) وقد ألَّف هذا الكتاب للتنبيه على الخطر المتزايد للأمم المتحدة، هذا الخطر الذي يتمثل في أن الأمم المتحدة ليست أداة لتمكين النظام العالمي الجديد فحسب، بل أداة لتوطين العقيدة العالمية الجديدة، تلك العقيدة التي ترى أنها توافق روح العصر وتواكب مستجدات الفكر. والكاتب، يكشف في ثنايا كلامه إن أمريكا هي من تقف وراء هذه الدعوة فيقول: «عبر السنوات لم تتخلَّ الأمم المتحدة عن محاولات فرض نظام أخلاقي عقدي عالمي منذ إنشائها وإلى اليوم، غير أن عقبات كثيرة كانت تحول دون المضي قدمًا في شأنه أهمها الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي؛ لكن بعد انهيار هذا الأخير لم يبقَ أمام الولايات المتحدة عائق يحول دون تمرير أجندتها العالمية، فتسارعت خطواتها وتواصلت برامجها وتواترت تصريحاتها كاشفة نواياهم في إقرار هذا النظام العالمي».

وينقل الكاتب عن روبرت مولر (عمل في الأمم المتحدة لمدة 38 عامًا، تدرج خلالها في مناصب عديدة، وكان مساعدًا للأمين العام للأمم المتحدة، وعاصر ثلاثة من أهم أمناء الأمم المتحدة هم: يو ثانت، كورت فالدهايم، جافير بيريز ديكويلار، ولٌقِّب «بالفيلسوف» و«رسول الأمل») يقول: «لقد بدأت أعتقد جازمًا أن مستقبل سلامنا وعدالتنا وتجانسنا في هذا الكوكب لن يكون رهنًا بحكومة عالمية، بل بوحي كوني وحكومة كونية، بمعنى أننا نحتاج إلى تطبيق قوانين طبيعية تطورية استلهامية كونية، إن معظم هذه القوانين موجودة في الديانات الكبيرة والنبوءات العظيمة، وسيعاد اكتشافها رويدًا رويدًا عبر المنظمات العالمية» وينقل عنه كذلك: «لن تستطيع قوة بشرية أن تقضي على الأمم المتحدة؛ لأن الأمم المتحدة ليست مجرد مبانٍ أو أفكار، ليست مخلوقًا من صنع البشر، إن الأمم المتحدة هي نور الهداية القادم من العالي المطلق إن العالي المطلق سيقرع أجراس انتصاره في الأرض عبر القلب المحب المعوان للأمم المتحدة».

وفي برلمان الأديان العالمية الذي عقد في مدينة شيكاغو الأمريكية في الفترة من 28/8 إلى 5/9 1993م، قدم هانز كنج ورقة بعنوان (نحو عقيدة عالمية: إعلان مبدئي)، ومن ثم تحوَّلت هذه الورقة إلى كتاب صدر عام 1991م بعنوان (المسؤوليات الكونية: البحث عن عقيدة عالمية) ذكر فيه أن التحوُّل نحو هذه العقيدة لن يكون اختياريًا، قال: «دعونا نقولها بصراحة: لا بقاء لأي عقيدة رجعية كبتية سواء أكانت المسيحية أم الإسلام أم اليهودية أو نحوها في المستقبل، وإذا كان المقصود من العقائد هو ازدهار الجميع فيجب أن لا تُقسَّم، إن رجل ما بعد الحداثة وامرأة ما بعد الحداثة يحتاجان إلى قيم وأهداف وقدوات وتصورات مشتركة. والسؤال مثار الخلاف هو: ألا تفرض هذه الأشياء عقيدة جديدة، إن ما نحتاجه نحن هو نظام عقدي عالمي».

إن الأمم المتحدة تسعى جاهدة لإقرار هذا النظام العقدي الجديد، الذي ترى أنه ضرورة حتمية لإكمال مسيرة التطور البشري، ورسالة سيباركها الأنبياء لو عادوا إلى الحياة. يقول روبرت مولر: «إذا عاد المسيح مرة أخرى إلى الأرض، ستكون زيارته الأولى للأمم المتحدة، ليرى أن حلمه بوحدة الإنسانية وأخوتها قد تحقَّق، سيكون سعيدًا بمشاهدة ممثلين لكل الأمم: الشمال والجنوب، الشرق والغرب، الغني والفقير، المؤمن والكافر، الصغير والكبير، المحتاج والمسعِف، جميعهم يحاولون أن يجدوا أجوبة على الأسئلة المستديمة عن وجهة الإنسانية واحتياجاتها». ويقول: «هناك رسم مشهور يبين المسيح يقرع باب مبنى الأمم المتحدة الضخم العالي يريد أن يدخله، كثيرًا ما أتصور في ذهني رسمًا أخر، رسمًا أدق، وهو أن مبنى الأمم المتحدة هو جسم المسيح نفسه»، ويقول: «إن الأمر الذي لا مناصَّ منه هو أن الأمم المتحدة عاجلًا أم آجلًا ستأخذ بعدًا روحيًا».

يلاحظ أن هذه الدعوة هي دعوة أمريكية متسترة بالأمم المتحدة، وهي دعوة قديمة لم تجد الطريق مفتوحًا أمامها إلا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وانتهاء الحرب الباردة، وبمعنى آخر هي دعوة تترافق مع سعي أمريكا لفرض نظامها الدولي الجديد الذي يقوم على سياسة (القطب الأوحد) في حكمها للعالم، وهنا نرى أن سعيها لإيجاد دين عالمي واحد للبشرية، ومفاهيم متهتكة واحدة للعلاقة بين الرجل والمرأة قد أخذت زخمًا قويًّا مع إدارة الرئيس بايدن، والذي تركز إدارته، منذ أول مجيئها، على القيام بأعماال دولية تؤدي إلى فرض تصورها للعالم الجديد (الأحادي القطبية)، فهي انسحبت من أفغانستان، ومن العراق ومن سوريا، وفتحت باب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتعمل على محاصرة الصين وفتح باب الحروب بينها وبين محيطها وأخذت قرارًا بعدم التدخل المباشر في هذه المنازعات والحروب، وإنما تمدها وتؤجج نارها من غير تورط مباشر فيها وذلك بهدف استنزاف الدول المنافسة لها على الموقع الدولي وبالتالي إضعافها وجعلها تضعف عن القدرة على المنافسة نعم لقد اشتد زخم الدعوة إلى الانحلال الخلقي منذ مجيء هذه الإدارة، وسمعنا تصريحات من سياسيين أمريكيين يشددون الضغوط السياسية على الدول الأخرى لتبني وجهة النظر الأمريكية، فقد قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في مقابلة مع صحيفة بوليتيكو إنه يثير قضية حقوق مجتمع الميم في اجتماعاته مع المسؤولين السعوديين «دائمًا في كل محادثة».

هذا معلم من معالم النظام الدولي الجديد، الذي يبشر أصحابه بعذاب من الله قريب وغير مردود، قال تعالى في سورة هود عن قوم لوط ، أصحاب المثلية الأولى في التاريخ، والذين دمرهم الله تدميرًا: (وَلَمَّا جَآءَتۡ رُسُلُنَا لُوطٗا سِيٓءَ بِهِمۡ وَضَاقَ بِهِمۡ ذَرۡعٗا وَقَالَ هَٰذَا يَوۡمٌ عَصِيبٞ٧٧ وَجَآءَهُۥ قَوۡمُهُۥ يُهۡرَعُونَ إِلَيۡهِ وَمِن قَبۡلُ كَانُواْيَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ هَٰٓؤُلَآءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطۡهَرُ لَكُمۡۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُخۡزُونِ فِي ضَيۡفِيٓۖ أَلَيۡسَ مِنكُمۡ رَجُلٞ رَّشِيدٞ٧٨ قَالُواْ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنۡ حَقّٖ وَإِنَّكَ لَتَعۡلَمُ مَا نُرِيدُ ٧٩ قَالَ لَوۡ أَنَّ لِي بِكُمۡ قُوَّةً أَوۡ ءَاوِيٓ إِلَىٰ رُكۡنٖ شَدِيدٖ٨٠ قَالُواْ يَٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوٓاْ إِلَيۡكَۖ فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعٖ مِّنَ ٱلَّيۡلِ وَلَا يَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدٌ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَۖ إِنَّهُۥ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمۡۚ إِنَّ مَوۡعِدَهُمُ ٱلصُّبۡحُۚ أَلَيۡسَ ٱلصُّبۡحُ بِقَرِيبٖ٨١ فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا جَعَلۡنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهَا حِجَارَةٗ مِّن سِجِّيلٖ مَّنضُودٖ٨٢ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَۖ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ بِبَعِيدٖ٨٣).