Saturday, August 31, 2013

خبر وتعليق: أوباما: لم نتخذ قرارا بعد بشأن سوريا

خبر وتعليق: أوباما: لم نتخذ قرارا بعد بشأن سوريا

الخبر: أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه لم يتخذ قرارا بعد بشأن كيفية الرد على استخدام الأسلحة الكيمياوية في النزاع الدائر في سوريا، إلا أنه أشار إلى أن أي تحرك أميركي سيكون بمثابة تحذير بأنه "من الأفضل عدم" استخدام أسلحة كيمياوية مجددا. ومضى يقول إن الولايات المتحدة توصلت إلى أن النظام السوري مسؤول عن الهجوم الكيمياوي في الغوطة بريف دمشق، وهو الذي أسفر عن مقتل مئات المدنيين. لكنه أشار بوضوح إلى أن الضربات الأميركية المتوقعة على سوريا ستكون محدودة ولن تكون محاولة لقلب موازين القوى بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي المعارضة. وأعرب عن أمله في التوصل إلى مرحلة انتقالية في نهاية المطاف بسوريا، مبديا استعداد واشنطن للعمل مع كل العالم، الروس والآخرين، لجمع كل الأطراف بهدف التوصل إلى حل للنزاع.

التعليق:
1- إن أمريكا وأحلافها لا يعرفون معنى الإنسانية وهذه حقيقة لا يمكن طمسها فحرب اليابان وفيتنام والعراق وأفغانستان وغيرها كلها تشهد بذلك من استخدام الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية وغيرها والمجازر الفظيعة التي ارتكبتها هذه الدول تشهد بذلك، وحتى الأخلاق فقد تجردت منها هذه الدول وليست سجون باغرام وغوانتنامو وأبو غريب والسجون السرية التابعة لاستخباراتهم عنا ببعيدة. وعليه فزعمهم أن تحركهم جاء بدافع إنساني وأخلاقي لأن النظام السوري قصف شعبه بالكيماوي غير صحيح بل هو آخر ما يجب أن تتنطع به هذه الدول.
2- أليست أمريكا صاحبة الضوء الأخضر لبشار ونظامه بقصف الناس بالكيماوي ولولا هذا الضوء ما تجرأ بشار بقصف الناس به مرات ومرات برضا وتغطية ومباركة من أمريكا وحلفائها.
3- إن الحقيقة وراء العمل على التدخل العسكري إنما هو خوفهم من إقامة أهل الشام لدولة الإسلام، الخلافة الراشدة التي ستقطع دابر أمريكا والغرب والظلاميين المنافقين المنتفعين من تطبيق الكفر على الأمة، وتنهي مصالحهم في المنطقة بأسرها.
4- إن أمريكا أخفقت في تسويق بديلها سواء كان الائتلاف أم المجلس الوطني (الذي بارك التدخل العسكري) للناس في الداخل ورفضهم لهذا البديل كان لا بد من أسلوب ضغط جديد يتبعه الغرب على رأسه أمريكا لجعل الناس تقبل بنظام أمريكي بديل عن نظام عميلهم بشار.
5- إن الواجب علينا أن نمنع هذا التدخل العسكري لما يخفي من مشاريع لا تجلب لنا إلا الدمار والهلاك والخراب. وفضلا عن ذلك كله فهي خيانة لله ورسوله وللأمة وغضب من الله أكبر كيف لا وقد حرم الله علينا أن نستعين بالكافرين والمشركين.
6- إن الواجب على حكام المسلمين الصامتين صمت الموتى أن يحركوا جيوش المسلمين لنصرة إخوانهم في الشام فيزيلوا طاغيتها بشار ونظامه الإجرامي.
7- إننا ندعو الأمة لتغُذَّ السير والعمل الجاد الدؤوب مع المخلصين لإقامة الدولة الإسلامية خلافة راشدة على منهاج النبوة تحمي المسلمين وتحفظ دماءهم وأعراضهم وأموالهم وترعاهم بحق الله، وتقطع دابر الكفر وأهله وتحرر أولى القبلتين وتحمل الإسلام رسالة نور ومشكاة هداية للعالمين، فتنشر الأمن والعدل في العالم وتمنع ظلم الدول الرأسمالية والاشتراكية.
 كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو بكر
25 من شوال 1434
الموافق 2013/09/01م

الجولة الإخبارية 29/08/2013م

الجولة الإخبارية 29/08/2013م

(مترجمة)
العناوين:
• تقرير: المساجد مصنفة كمنظمات إرهابية من قبل شرطة نيويورك
• بريطانيا تعلق 49 رخصة تصدير لمصر
• مسؤولون إيرانيون: إسرائيل ستكون أول ضحية في حالة الهجوم على سوريا
• الرأي العام الباكستاني تجاه الولايات المتحدة يصل إلى أدنى نقطة

التفاصيل:
تقرير: المساجد مصنفة كمنظمات إرهابية من قبل شرطة نيويورك
ذكرت وكالة أسوشيتد برس، في يوم الأربعاء، أن إدارة شرطة نيويورك (NYPD) قامت سرا بتسمية مساجد بأكملها كمنظمات إرهابية. وقد سمحت التسمية للشرطة بالتجسس على الأئمة وتسجيل الخطب في المساجد حتى بدون وجود دلائل لأي أنشطة إجرامية. وهذا يعني أن أي شخص يرتاد المسجد للصلاة يعتبر جزءاً من منظمة ويكون عرضة للتحقيق والمراقبة. وبحسب مقابلات ووثائق شرطة سرية، فإن شرطة نيويورك قامت بأكثر من عشرة من "التحقيقات بمشروعات إرهابية" (TEI) داخل المساجد عقب الهجمات الإرهابية على مركز التجارة العالمي في نيويورك. وعلى الرغم من أنه لم يسبق لأي مسجد في نيويورك أن وجه إليه أي اتهام بالقيام بنشاط إجرامي، إلا أن هذا النوع من التحقيقات قد توسع لمواصلة المراقبة المستمرة على المساجد. يشار إلى أن هذا النوع من التحقيقات المعروفة اختصارا بـ TEI، تعتبر أداة تهدف إلى مساعدة الشرطة في التحقيق مع الخلايا الإرهابية وما شابه ذلك. وقد كشفت الوثيقة السرية أيضا، أن شرطة نيويورك قامت بالتحقيق مع العديد من المسلمين الأبرياء وقامت بتسجيل المعلومات الخاصة بهم وحفظتها في ملفات سرية. ووفقا لمقابلات مع المسؤولين عن إنفاذ القانون الاتحادي، فإن مكتب التحقيقات الفدرالية لم يفتح أي تحقيق على الرغم من إجراء شرطة نيويورك أكثر من عشرة تحقيقات بمشروعات إرهابية في المساجد. واستنادا لهذه الاستراتيجية، قامت إدارة شرطة نيويورك بإرسال العديد من الضباط السريين إلى المساجد من أجل زرع مخبرين في المؤسسات الإسلامية. وقد تم الكشف عن هذه الوثائق في دعوى قضائية ضد شرطة نيويورك تتهم فيها بإجراء تصنيفات عنصرية في سياق مكافحة الجريمة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، حكم قاض بأن استخدام الشرطة لتكتيك التوقف والتجديد كان غير دستوريا. [المصدر: اكسبريس تريبيون]
****************************
بريطانيا تعلق 49 رخصة تصدير إلى مصر
علقت بريطانيا يوم الأربعاء 49 رخصة تصدير لمصر قائلة: إنها تريد منع استخدام البضائع البريطانية في الاضطرابات التي أدت إلى مقتل مدنيين في هذا البلد العربي. وقد اتخذت لندن بالفعل إجراءات لتقييد الصادرات لمصر، حيث سحبت الشهر الماضي خمس رخص لتصدير بضائع مثل مكونات مركبات مدرعة لجنود مشاة، ومعدات اتصالات للدبابات وقطع مدافع رشاشة. ويذكر أن التراخيص المسحوبة كانت مخصصة للجيش المصري والقوات الجوية وقوات الأمن الداخلي، وتشمل مجموعة واسعة من المعدات، بما في ذلك قطع غيار طائرات مروحية وطائرات عسكرية، وبرمجيات متخصصة ومعدات اتصال.
وقال وزير الأعمال فينس كيبل في بيان له "نتيجة لتطورات الوضع في مصر، فقد اتفقنا مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي على المضي قدما في تعليق جميع تراخيص التصدير للبضائع التي يمكن استخدامها في القمع داخل البلاد". وتابع "من خلال العمل معا، نريد أن نرسل إشارة واضحة بأننا ندين جميع أعمال العنف في مصر". يذكر أنه قتل أكثر من ألف شخص، بينهم نحو 100 من أفراد الشرطة والجنود، منذ أن عزل الجيش الرئيس الإسلامي محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو في أسوأ أعمال عنف داخلية في تاريخ الجمهورية المصرية. وقتل معظم هؤلاء حين فضت قوات الأمن بالقوة اعتصامين لأنصار مرسي في 14 أغسطس/ آب. وأضاف كيبل في البيان "سيظل التعليق قيد المراجعة إلى أن تشير الأوضاع في مصر إلى أنه من المناسب رفع هذه القيود". في الأسبوع الماضي، أوقف الاتحاد الأوروبي تراخيص تصدير معدات لمصر دون الاتفاق على تخفيضات فورية في المساعدات المالية أو العسكرية إلى القاهرة، عندما عقد وزراء خارجية الاتحاد محادثات طارئة لإيجاد سبل للمساعدة في وضع حد للعنف في مصر [المصدر : رويترز].
****************************
مسؤولون إيرانيون : إسرائيل ستكون أول ضحية في حالة الهجوم على سوريا
أصدر مسؤولون إيرانيون تحذيرات بأنه إذا هاجمت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة سوريا فإن إسرائيل قد تجد نفسها في خط النار. ونقلت وكالة فارس الإيرانية عن عضو في البرلمان الإيراني رفيع المستوى يدعى حسين شيخ الإسلام قوله يوم الاثنين "إذا حدث مثل هذا، وهو أمر مستحيل، فإن النظام الصهيوني في إسرائيل سيكون الضحية الأولى للهجوم العسكري على سوريا". يذكر أن المسؤولين الإيرانيين غالبا ما يشيرون إلى إسرائيل باسم "النظام الصهيوني" أو "الكيان الصهيوني". يأتي تحذير شيخ الإسلام في أعقاب تحذير مماثل، يوم الاثنين، من مسؤول سوري رفيع، هو مساعد وزير الإعلام السابق في سوريا، خلف المفتاح، حيث ادعى أن دمشق ستحمل إسرائيل المسؤولية بأنها "وراء العدوان (الغربي) وهذا يعني إشعال النيران في إسرائيل"، وذلك حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل. وشدد أيضا برلماني إيراني آخر، يدعى منصور هاقيقاتبور، يوم الثلاثاء على التهديد بالانتقام من إسرائيل في حال توجيه ضربة عسكرية لسوريا. وقال هاقيقاتبور "إن لهيب الغضب من الثوار في المنطقة سوف تتجه نحو النظام الصهيوني". الجدير ذكره أن سلسلة التهديدات هذه تأتي في أعقاب زيادة الزخم باتجاه التدخل العسكري في سوريا من الحكومات الغربية. حيث تقول إدارة أوباما، وكذلك بريطانيا وفرنسا، أن هناك أدلة "لا يمكن إنكارها" من أن نظام الرئيس بشار الأسد استخدم أسلحة كيماوية ضد المدنيين الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل المئات. وفيما تعمل المملكة المتحدة على مشروع قرار سيتم طرحه على مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء، "يجيز التدابير اللازمة لحماية المدنيين" في سوريا، استأنفت لجنة مفتشي الأسلحة التابعة للأمم المتحدة التحقيق في الهجوم بالأسلحة الكيميائية المزعومة الذي وقع الأسبوع الماضي. وفي الوقت نفسه، ظهرت تقارير في مطلع الأسبوع أن إسرائيل تكثف توزيع كمامات الغاز على مواطنيها. وشهدت شركة بريد إسرائيل ارتفاعا لأربعة أضعاف في طلبات الأقنعة الواقية من الغاز عبر البلاد منذ اندلاع خبر الاشتباه باستخدام غاز الأعصاب من قبل الأسد [المصدر: التوقيت العالمي ].
****************************
الرأي العام الباكستاني تجاه الولايات المتحدة يصل إلى أدنى نقطة
يشير استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث إلى أن نظرة الباكستانيين إلى الولايات المتحدة قد انخفضت إلى مستوى جديد، وضع باكستان في أعلى قائمة الدول التي تنظر بسلبية إلى الولايات المتحدة. وأبدى 11 في المائة فقط من أصل 1،201 شخص تمت مقابلتهم في باكستان نظرة إيجابية تجاه الولايات المتحدة. وتكشف النتائج الأخيرة، الصادرة في الشهر الماضي، إلى انخفاض في صورة الولايات المتحدة في باكستان. وتقول المنظمة البحثية في واشنطن أنه في العام الماضي، أبدى 12 في المائة من المستطلعة آراؤهم رأيا مؤيدا للولايات المتحدة، بينما في عام 2000 ، كان لـ23 في المائة من الباكستانيين الذين شملهم الاستطلاع تصور إيجابي. وقال مايكل كجيلمان، المشارك من آسيا الجنوبية في مركز وودرو ويلسون الدولي للعلماء في واشنطن، أن السرد المعادي للولايات المتحدة بين قادة الرأي الباكستاني صورت الولايات المتحدة كقوة عظمى تتدخل في شئون الآخرين. وقال كجيلمان لـ "UPI Next" في مقابلة عبر البريد الالكتروني، "الشيء الذي يجعل الأمور أكثر سوءا هو أن هذه الرواية - ونظريات المؤامرة التي تغذي ذلك- قد ثبتت صحتها في بعض الحالات". وتابع "على سبيل المثال، ذلك الزعم بأن وكالة المخابرات المركزية تلحق الدمار في جميع أنحاء باكستان. فمنذ عدة سنوات، قتل مقاول السي أي إيه بالرصاص اثنين من المدنيين الباكستانيين في وضح النهار"، في إشارة إلى قتل مقاول السي أي إيه، ريموند ديفيس، لرجلين في لاهور، ثاني أكبر مدينة في باكستان في يناير 2011. وأشار الخبراء أيضا إلى أن الضربات الأمريكية بدون طيار على مخابئ المسلحين المشتبه بهم في المناطق القبلية على طول الحدود الأفغانية تعتبر أحد الأسباب الرئيسية للانخفاض في التصور العام للولايات المتحدة. وقال إسباهاني أن "القيادة الباكستانية والسياسيين من جميع الأحزاب السياسية يدينون بشدة استخدام طائرات بدون طيار، مستشهدا بانتهاك السيادة والأضرار الجانبية لأرواح الأبرياء". وتابع "وسائل الإعلام الباكستانية، معظمها في المناطق الحضرية، قد قادت حملات إعلامية ضد غارات الطائرات بدون طيار، وبالتالي معادية للولايات المتحدة في تقاريرها ومقالاتها وبرامجها الحوارية". وتظهر الإحصاءات الواردة من "مكتب الصحافة الاستقصائية" في المملكة المتحدة أن الولايات المتحدة شنت بين عامي 2004 و 2013، عدد من هجمات الطائرات بدون طيار بلغت 371 غارة، مما أسفرت عن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص، بينهم 195 من الأطفال. وتثير الضربات بدون طيار الجدل بين الباكستانيين الذين يقولون أنها تشكل انتهاكا لسيادة البلاد. ومع ذلك، فإن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، قال للتلفزيون الحكومي الباكستاني خلال زيارته إلى باكستان هذا الشهر، أن الإرهابيين مثل أعضاء تنظيم القاعدة ينتهكون سيادة باكستان [المصدر: UPI.COM ].
25 من شوال 1434
الموافق 2013/09/01م

خبر وتعليق: من يفوز بلقب عاصمة الاغتصاب في العالم

خبر وتعليق: من يفوز بلقب عاصمة الاغتصاب في العالم

الخبر: تناولت الصحف خبر تعرض مصورة صحافية هندية تبلغ من العمر 22 عاما لحادث اغتصاب يوم الخميس الماضي، في مومباي (أكثر مدن الهند أمانا بالنسبة للنساء) عندما كانت في مهمة صحافية مع زميل لها تعرض للضرب المبرح من قبل المغتصبين الخمسة. وقد أعادت هذه الحادثة إلى الأذهان الاغتصاب الجماعي المروع كانون الأول الماضي في حافلة متحركة في نيودلهي والذي راحت ضحيته متدربة في مجال العلاج الطبيعي. تزامن هذا الخبر مع حادث وحشي تعرضت له امرأة في جنوب أفريقيا في منزلها حيث انتهك فيه عرضها وقتلها الجناة ثم مثلوا بجثتها بشكل تعجز الكلمات عن وصفه، وتعد هذه واحدة من جرائم الاعتداء الوحشي المتكرر على النساء في جنوب أفريقيا وهي حالة مثل 47 896 تم تسجيلها رسميا في العام الماضي (2011-2012) أي بمعدل 132 حالة يتم الإبلاغ عنها يومياً. ذكرت مؤسسة الدراسات الأمنية في بريتوريا (26 آب 2013) أن هذه الأرقام جزء بسيط ومجرد إشارة لحجم المشكلة والحالات التي لا يبلغ عنها كثيرة.

التعليق: المتتبع لجرائم الاغتصاب الجماعي وحالات الاعتداء والتحرش التي تشتكي منها النساء عبر العالم يلاحظ خطأ النظرة النسوية التقليدية لأسباب الاغتصاب التي تصوره كناتج عن هيمنة الرجال على النساء وأن هذا النمط من العنف ينتشر في المجتمعات التي يختل فيها ميزان المساواة بين الرجل والمرأة. يصورون أن الاعتداء على النساء مرتبط بالموروثات الثقافية والدينية وأن العلمانية والليبرالية تحفظ للمرأة كرامتها وتدمجها في المجتمع بشكل كامل بحيث تكون الشراكة لا السيادة أساس العلاقة مع المرأة. وكلما تم تفعيل دور المرأة في المجتمع كلما ضمنت المرأة حقوقها وحظيت بالاحترام ونالت استقلاليتها. في ظل هذه الأجواء تسعى المرأة بكل ما أوتيت من قوة لنيل نصيبها من التعليم والعمل لكي تحقق الهدف وتحصل على الأمن والأمان محتمية بنماذج مروجة لنساء ناجحات يصورهن الرأي العام كقدوة. ولا شك أن المرأة سواء في الهند أو في جنوب أفريقيا قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال وأصبحت محل غبطة جاراتها في دول أفريقيا وشبه الجزيرة الهندية اللواتي يقفن متحسرات على وضعهن البائس مقارنة بالمرأة في الهند وجنوب أفريقيا. هذه المرأة المتعلمة العاملة التي لم تتأخر في تطبيق النموذج الليبرالي الغربي تصور على أنها نموذج إقليمي يحتذى به.
بالرغم من السعي الحثيث للمرأة في هذه البلاد للمشاركة في النمو الاقتصادي وتفعيل دورها في المجتمع إلا أن العنف ضد النساء وجرائم العرض التي تنفذ بوحشية ظاهرة لا يمكن تجاهلها وأصبحت كل من الهند وجنوب أفريقيا تلقبان بعاصمة الاغتصاب في العالم. ها هي أكبر ديمقراطيات العالم تسجل أعلى معدلات الاغتصاب الجماعي في العالم حتى أصبحت أقصى أماني الفتاة في مومباي أو نيودلهي أن تسير في الشارع دون أن يهددها شبح الاغتصاب فماذا جنت من المكاسب المزعومة؟ المجتمع الهندي يقف أمام المرآة ليرى قبح القيم التي تقوم عليها الدولة وأن الليبرالية أضافت لمعاناة المرأة الهندية الناتجة عن عادات بالية ومعتقدات تنافي العقل والفطرة عادت المرأة وقمعتها. فشلت كل المعالجات وبالرغم من سن البرلمان الهندي قانونا لتشديد عقوبة الاغتصاب، وإقرار عقوبة الإعدام في حالات معينة إلا أن الجرائم الوحشية في ازدياد مخيف.
مع كل جريمة تتعالى أصوات المناشدين للتغيير في المجتمع والمسيرات المنددة بالعنف ضد المرأة حتى ظهر للجميع أن الأزمة في القيم السائدة في المجتمع وفشلها في حماية المرأة لا القوانين التي تطبق على المخالفين والمجرمين. هذا العنف الممنهج ضد المرأة نتيجة طبيعية للهث وراء الحلم الرأسمالي الذي يخرج أسوأ ما في النفس البشرية وأحطه، نتيجة واقع يرى فيه الفقراء والبؤساء غلبة رأس المال في المجتمع وقهر كل قوي لمن هو دونه وتكالب الأقوياء على الضعفاء. العنف الجسدي تجاه المرأة هو نتيجة مفاهيم دونية وتأهيل اجتماعي فاسد تسوده قوانين الغاب ولا قيمة فيه للإنسان إلا بأمواله ونفوذه، سلسلة ملتهبة من الظلم والقهر يبحث فيها كل فرد عن من هو أضعف منه. هذا العنف المبالغ والتمثيل بجثث ضحايا الاغتصاب في جنوب أفريقيا نتيجة اغتصاب شعب وأرض عبر عهد التمييز العنصري (الأبارثايد) حتى انهار المجتمع وأصبحت القوة هي الفاصل والعنف سيد الموقف. وبالرغم من الصورة الإعلامية المتماسكة فقد فشلت المصالحة الوطنية في جنوب أفريقيا في معالجة شق عميق يحتاج لعلاج للجذور بدلاً من الاهتمام بتلميع أوراق الشجر. ذكر تقرير لمجلس البحث الطبي في جنوب أفريقيا (2009) أن واحداً من أربعة من الرجال في جنوب أفريقيا يقرون بارتكاب جريمة اغتصاب وأغلبيتهم ارتكبوا أول جريمة في فترة المراهقة كما ذكر التقرير أن جرائم الاغتصاب الجماعي ينظر لها كمظهر من مظاهر توثيق الروابط بين الشباب. الاغتصاب حدث يومي يتعايش معه الجميع لدرجة أن الضحية لا ترى جدوى من الإبلاغ عن الحادث وقد تناولت الصحف الجنوب أفريقية في العام الماضي حادثة امرأة فرت من بيتها في منتصف الليل بعد الاعتداء عليها ووصلت بعد عناء لمركز الشرطة لتبلغ عن الحادث فاغتصبها الضابط المناوب. إن مثل هذه الأوضاع لا تعالج بقوانين ولا تردعها هيبة دولة أياً كانت هذه الدولة بل تحتاج لما هو أقوى من القانون، تحتاج لبصيص أمل بعد أن وصلت طريقاً مسدوداً لن ينفع معه أي ترقيع، تحتاج لوقفة ومراجعة، تحتاج لميثاق يستند إلى نظرة كلية للكون والحياة والإنسان (بغض النظر عن كونه ذكراً أو أنثى)، تحتاج لنبذ الرأسمالية والليبرالية البغيضة التي عكست نظرية داروين فانحطت بالإنسان الذي كرمه الله إلى درك الحيوان.
إن هذه المجتمعات وغيرها بحاجة لأنظمة ربانية تحفظ حق الضعيف قبل القوي ويستشعر المرء فيها عظمة خالق الكون ومدبره فيكون باعثاً على قمع الشهوة في النفس ودرئها عن تجاوز الحد، وبدلاً من الحرية العبثية يخاف الله ويتقيه وتنقاد جوارحه لكل ما يرضيه عز وجل، يخاف الحرام خوفه من الهلاك حياءً من الله وامتناناً على آلائه ظاهرها وباطنها، قال ابن سيرين: "إني أرى المرأة في المنام فأصرف بصري عنها". ما أحوج الإنسانية لمجتمع يحث على الفضيلة والتراحم تُنظم فيه علاقات الرجال والنساء بنظام من لدن خبير لطيف ويُنشئ الطفل على تعظيم حرمات الله وتُغرس فيه قيم العفة منذ نعومة أظفاره فُتحارب مقدمات الإثم وتشنع في المجتمع حتى تكون العين مُسخرة لطاعة الله ولا تجرؤ على محارمه فإن ابتلي أحدهم بالحرام كان مصاباً جللاً، يغضب لحرمات الله كل مسلم، بل ويكره فعلته أهل ذمتنا ينكرونه كما ننكره، ويشجبه كل ذو عقل وفطرة سليمة، وتطبق حدود الله جزاءً بما فعل نكالاً من الله وموعظة للمتقين. إن أمثال هذه الشعوب المغلوبة على أمرها لا علاج لجراحاتها سوى الإسلام الذي بعثه الله رحمة للعالمين فلا عجب من تهافت غير المسلمين للعيش تحت ظل دولة الخلافة الإسلامية أيام كانت لنا دولة.
((الر‌ ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِ‌جَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌بِإِذْنِ رَ‌بِّهِمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ))
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم يحيى بنت محمد
25 من شوال 1434
الموافق 2013/09/01م

خبر وتعليق: لا ولاء إلا لله

خبر وتعليق: لا ولاء إلا لله

الخبر: ملأت في الآونة الأخيرة الشوارع التونسية لافتات كبيرة لافتة للنظر مخطوط عليها شعار: لا ولاء إلا لتونس وذلك تناسبا مع ما تعيشه تونس من أزمة سياسية تتضافر الجهود لحلها بإيجاد أرضية مشتركة تجمع الشركاء المتشاكسين على أرضية واحدة للحوار والتشارك والتوافق.
  
التعليق: الحمد لله أن جعلنا مسلمين وأن جعل ولاءنا خالصا لوجهه الكريم ولرسوله والمؤمنين. إلا أن الغرب بعدائه الظاهر والباطن للإسلام وأهله، عمل على حصر ولاء المسلمين في الرقعة الترابية التي ينتمون إليها بعد أن أوجد بينهم حدودا وصنع لهم أوطانا ودفعهم للحفاظ عليها بالتنازل والرضا بالقليل، ثم أمام تنامي الصحوة الإسلامية في فترة ما بعد الثورات، ابتكر الغرب لتكريس نفس الحدود بين الأمة الواحدة فكرة التوافق والحل التشاركي بما يمكّن العلمانيين من المشاركة في الحكم إلى جانب الإسلاميين المتنازلين فينغمسان سويا في ما تعلق بشؤون الرقعة الجغرافية الموجودين عليها.
وهكذا، ينتهج المسلمون بفعل فاعل اليوم مسارا جديدا بعنوان قديم خادع هو الولاء للوطن؛ السقف الذي يراد للجميع العيش في ظله غير متطلعين إلى ما وراءه.
ولهذا فإن على حملة دعوة الإسلام المبدئيين كشف سوء هذا المسار ببيان:
أولا: بالفكر بتفهيم الأمة أن رابطة الوطن رابطة منحطة تنشأ كلما هبط الفكر، حيث يغيب الفكر المبدئي في المجتمع ويتعلق أفراده بالرابطة الوطنية ويحصر انتماؤهم في الرقعة الترابية بطريقة تنسيهم رابطة العقيدة الاسلامية وقيمة الأخوة في دين الله، ولذلك فإن فكرة التوافق كمعيار مغلوط لحل مشاكل الناس هي فكرة خادعة خاطئة، تغيّب البحث عن المبادئ والأفكار الصحيحة التي يتم بها معالجة مشاكل الحياة معالجة جذرية، بل تدفع كلا الطرفين المتوافقين إلى التخلي عن الأفكار والمبادئ التي يؤمنان بها، وإلى النزول من مستوى إيجاد الرابطة الفكرية الصحيحة إلى مستوى انعدام الفكر والانقياد إلى الرابطة الوطنية بوصفها رابطة مشاعرية عاطفية ومظهراً من مظاهر انقسام الأمة وتشرذمها.
وهكذا يضيع الولاء للمبدأ في المجتمع ويحل مكانه الولاء للوطن الذي صنعه أعداء الأمة.
ثانيا: سياسيا: من خلال توضيح أن التوافق فكرة خبيثة لا يصح البتّة أن تكون أساسا لبناء المستقبل السياسي لخير أمة أخرجت للناس، ولا يجدر أن تكون منطلقا لأي مسار سياسي فيها، لذلك نجد الكافر المستعمر يراهن على وجود وكلاء له في بلاد الإسلام يوظفهم لتمرير مشاريعه وخططه الماكرة تحت عنوان التوافق وتغليب المصلحة الوطنية ضمن مسارات مفتعلة مصطنعة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب.
ثالثا والأهم: شرعا: بترسيخ مفهوم أن القبول بإمكانية التقاء الكفر بالإيمان في منتصف الطريق قول باطل عقلا وشرعا لا ينادي به إلا من ضعف حمله للعقيدة الإسلامية.
فهم لم يكتفوا بالتطاول على الله بأن جعلوا من أنفسهم أندادا له في الحكم بل جاهروا بالمعصية واعتدوا على عقيدة أهل هذا البلد التي بقيت راسخة ثابتة رغم الغبش الذي يكتنفها والغبار الذي يعلوها، عقيدة الولاء والبراء، الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين والبراء من كل من حادّ الله ورسوله واتبع غير سبيل المؤمنين، قال تعالى "قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ" قال تعالى "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ".
وعليه يبطل تباعا ما بني على باطل، ومنه الولاء لغير الله. ذلك أن مفهوم التوافق يقتضي أن يوالي المرء عدوه من أجل المصلحة فجاء الخطاب القرآني محذرا المؤمنين من موالاة الكفار "لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ".
وأختم قولي، أمن أجل تونس يعطل الحكم الشرعي؟؟ أمن أجل تونس يصبح التشريع للبشر؟؟ أمن أجل تونس تلتقي مصالح الكفار والمسلمين؟؟ أمن أجل تونس يلفظ القرآن لأنه لا يعترف به العلمانيون؟؟ من أجل تونس يقنن الشذوذ: الشذوذ الجنسي والشذوذ السياسي؟.. إلخ، فعن أي وفاق يتحدثون؟ وقد رأينا رأي العين أن غاية السياسيين هي إرضاء أسيادهم ابتداء ثم تحقيق مصالحهم لا مصالح هذه الأمة المسكينة.
يا أمة الإسلام ألم تستفيقي بعد من هذا السبات العميق؟ إلى متى ترضين بهذا الذل والهوان؟ آستنكارك لتلك الشعارات واللافتات وما فيها من مس لحضارة الإسلام تكفيه مسح ومحو؟؟ .. ألا يستحق إسلامنا العظيم وشريعتنا الربانية الخروج من أجلها ومكافحة هؤلاء الرويبضات وفك زمام السلطة من يد الأعداء وإعلاء صوت واحد:
إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينب الدجبي/ تونس
25 من شوال 1434
الموافق 2013/09/01م