Sunday, August 25, 2013

خبر وتعليق: الاتحاد الأوروبي يخشى أن تتحول مصر لبؤرة من العنف

خبر وتعليق: الاتحاد الأوروبي يخشى أن تتحول مصر لبؤرة من العنف
المهندس علاء الدين زناتي
التعليق:
وهكذا ظهرت نقطة الاختلاف بين أوروبا وأمريكا في المسألة المصرية، والتي عبر عنها الاتحاد الأوروبي بخشيته أن تتحول مصر لبؤرة من العنف، وتطالب أوروبا بجلوس كافة الأطراف على طاولة المفاوضات لحل الأزمة، بينما ترى الإدارة الأمريكية دعم الانقلاب والانقلابيين فيما يسيرون فيه من استخدام القوة والقهر والقمع لإجهاض الثورة المصرية وتثبيت الانقلاب، الذي أزاح حكومة الإخوان بدل أن تُزاح من خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة كما هو مفترض في ديمقراطيتهم المزعومة، ولقد نجح الانقلابيون والدولة العميقة في مصر في تشويه صورة المشروع الإسلامي أمام أعين العامة، وتيئيسهم من إمكانية التغيير على أساس الإسلام، بعد أن رأوا ما أبداه أهل مصر من رغبة جارفة لتحكيم الإسلام وشرعه.
والحقيقة التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار أن ليس جميع الساسة الأمريكان يعبرون رسمياً عن موقف الإدارة الأمريكية، فمثلاً جون ماكين وليندسي جراهام من الجمهوريين يعترفون بالانقلاب الذي حدث في مصر ويدينون الانقلاب والانقلابين، وهى مواقف تخدم أهدافًا انتخابية وتُحدث توازناً وتغطيةً لموقف الإدارة الأمريكية الداعم للانقلاب، وتُثبت ادعاء الإعلام المصري بأن الإدارة الأمريكية تقف ضد الانقلاب وتدعم الأخوان حتى الآن، وهذا إمعاناً في تضليل الناس وتشويش صورة التيار الإسلامي عندهم.
أما أوروبا فهي تخشى أن تتحول الأزمة في مصر بفعل السياسة الأمريكية إلى ما يشبه الثورة السورية، وبما لمصر من ثقل فإنهم يخشون أن يمتد عدم الاستقرار إلى مناطق أخرى مثل تونس وليبيا واليمن والأردن، فتتحول إلى ساحات قتال تكون أوروبا المتضررة الأولى منها نظراً لقربها من هذه البلدان، ولكثرة المقيمين فيها منها، وبخاصةٍ إذا تحولت هذه البلاد إلى ساحات صراع مسلح .
يبقى أن الطرفان – أوروبا وأمريكا - يخشان من تحول الثورة في مصر والمنطقة إلى ثورة تطالب بالإسلام، وبالإسلام فقط كمشروع نهضة حقيقية ومشروع تغيير جذري وتحرير لها من الخضوع الفكري والحضاري والسياسي للغرب، والطرفان يريدان للعبة الديمقراطية أن تستمر بشكل أو بآخر، فأوروبا تريد الاستمرار لها بالقوة الناعمة، وأمريكا تريد الاستمرار لها بالقوة الغاشمة.
24-8-2013

No comments:

Post a Comment