Wednesday, July 24, 2019

بيان صحفي: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾

بيان صحفي: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾

يجب أن يعلم جونسون أن المسلمين قد نجوا من أهوال الرأسمالية الليبرالية وتخلف الديمقراطية، حتى وصول المستعمرين البريطانيين إلى الهند والشرق الأوسط ففرضوها عليهم بقوة السلاح.
مرة أخرى يقود بوريس هذه التهمة لإثارة كراهيته الجهولة ضد المسلمين. من ضمن العديد من بياناته السطحية التي كتبها بأنه "يجب أن يكون هناك شيء عن الإسلام يساعد في تفسير سبب عدم ظهور البرجوازية، ولا الرأسمالية الليبرالية، وبالتالي عدم انتشار الديمقراطية في العالم الإسلامي".
ما يسميه بوريس "التقليدية الدينية القاتلة" هو في الواقع نظرة مبدئية تجاه الحياة مبنية على عقيدتنا الإسلامية. بوريس - وهو رجل بهذه الشخصية المتقلبة والأنانية - لا يمكن أن يكون لديه مفهوم عن مثل هذه الفضيلة.
من الواضح أن مبادئنا تجعل المسلمين يعارضون القمع، ويطالبون بالعدل والمشاركة في الحياة السياسية للجميع، ومحاسبة القادة والحكام. هذا هو السبب الحقيقي وراء عدم سماح المسلمين أبداً للنخبة الرأسمالية التي تنصّب نفسها بنفسها في السلطة بالتهرب واللجوء إلى استخدام النظام الديمقراطي لإضفاء الشرعية على فسادها. إن الرأسمالية الليبرالية ليست مناسبة للوفاء بمهمة الرعاية، وينبغي اعتبارها أسوأ جريمة ضد الإنسانية، وبالتالي كره المسلمين التقليدي لها.
ربما كان موقف السيد جونسون من الإسلام وسوء فهمه للتاريخ يستند إلى ضغينة عنده نحو الدولة العثمانية التي طردت جده الليبرالي ذا الولاء الكبير للإنجليز أثناء خلافة السلطان عبد الحميد الثاني؛ إنّ كرهه لا يعتمد بالتأكيد على أي فهم صادق للتاريخ الإسلامي.
المسلمون وغير المسلمين لم يكونوا أبداً من طبقة الأقنان (العبيد) كما كان الحال في أوروبا. إذ لم يكن لدى المسلمين تواطؤ وتآمر كما كان بين "الكنيسة والدولة" ضد الشعب كما كان الحال في أوروبا. وبالتالي، لم يكن هناك أي دافع للثورات وظهور الرأسمالية والديمقراطية، التي أخرجت الناس من المقلاة لتقذف بهم في النار، وهي ظاهرة أوروبية بحتة. إنها ذروة الغطرسة والجهل أن تجعل التجربة الأوروبية هي المعيار لفرضها بالقوة في بقية العالم.
ليست مفاجأة لمعظم المسلمين أن يشعر المرشح لرئاسة الوزراء في بريطانيا بالارتياح في نشر الجهل والكراهية تجاه الإسلام والمسلمين. إنه من المعدن نفسه لأولئك الذين يعتبرون أنفسهم نخبة العالم، والذين اعتبروا منذ فترة طويلة أنه من حقهم استعمار العالم "الثالث"؛ وأن عليهم عبء تثقيف "غير المتحضرين". لا مثيل لغطرستهم سوى جهلهم.
يحب بوريس أن يدعي أن تعليمه الكلاسيكي يخوله أن يكون في فئة متفوقة، في حين إن هذه التعليقات تُظهر أنه يجهل بشكل مؤسف الإسلام وتاريخ الشرق الأوسط.
استمر بوريس، المدافع عن وينستون تشرشل وعن احتقاره للإسلام والمسلمين، في الدفاع عن ادعائه بأنه "لا توجد قوة أكثر رجعية" في العالم من الإسلام. وقد كتب تشرشل أيضاً: "قد يظهر المسلمون صفات رائعة. أصبح هناك الآلاف من الجنود الشجعان والمخلصين للملكة: الكل يعرف كيف يموت: لكن تأثير الدين يشل التطور الاجتماعي لمن يتبعونه". هذا هو تشرشل نفسه قاسي القلب الذي جوع الملايين في البنغال الغربية، ونقل مئات الآلاف من المسلمين من الهند لمحاربة اليابانيين، ثم تركهم هناك. لم تتحسن السياسات البريطانية تجاه المسلمين كثيرا منذ ذلك التاريخ.
لاحظ بوريس أيضاً أنه "بالنسبة لكل نقطة اشتعال عالمية تقريباً، يمكنك التفكير فيها - من البوسنة إلى فلسطين، إلى العراق إلى كشمير - تنطوي على قدر من التظلم الإسلامي".
لقد تركت الحكومات البريطانية المسلمين في البوسنة ليتم ذبحهم، وتجاهلت السياسات الإجرامية للكيان الصهيوني، بعد أن مهّدت لاحتلال فلسطين، وتجاهلت مذابح الروهينجا في بورما، بعد إنشاء بورما وحرمان المسلمين من أي سلطة فيها، وهي تتجاهل حالياً اضطهاد وقتل الصين للمسلمين الإيغور في تركستان الشرقية. في نظر أمثال رؤساء الوزراء البريطانيين من النخبة، من تشرشل إلى بوريس، فإن المسلمين الجيدين هم الأموات فقط.
﴿... قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُون﴾
يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير
في بريطانيا
التاريخ الهجري              13 من ذي القعدة 1440هـ       رقم الإصدار: 1440 AH / 21
التاريخ الميلادي              الثلاثاء, 16 تموز/يوليو 2019 م         

No comments:

Post a Comment