Saturday, July 27, 2019

عملاء كيان يهود مجرمون إذا لم تستح فاصنع ما شئت

عملاء كيان يهود مجرمون إذا لم تستح فاصنع ما شئت

الخبر: ورد في جريدة الشرق الأوسط، الأحد ٢١ تموز/يوليو ٢٠١٩م - رقم العدد [14845]، مقال بعنوان: ("التيار الوطني" يعيد تحريك ملف اللبنانيين الفارين إلى "إسرائيل").
التعليق:
منذ سنوات يعمل السياسيون من النصارى على تشجيع المغتربين اللبنانيين للعودة إلى لبنان وتقديم كافة التسهيلات لهم، لذعرهم من تسارع تنامي أعداد المسلمين في لبنان، فقد وصلت نسبتهم إلى ٧٦٪ من أهل لبنان بسبب الولادات المرتفعة والزواج المبكر، في حين تنخفض نسبة الولادات ويتأخر الزواج عند النصارى...
ووصلت الوقاحة عند بعض السياسيين في السلطة من النصارى، إلى دعوة عملاء كيان يهود، الذين هربوا إليه بعد تحرير الجنوب، للعودة إلى لبنان، وضمان عدم توقيفهم فضلاً عن محاكمتهم، علماً أن أعداد هؤلاء حوالي ٤٠٠٠ وهم من النصارى.
وحين طرحت بعض الأوساط مشروع العفو العام كصيغة توافقية، بحيث يفرج عن المعتقلين الإسلاميين "سُنّة" وعددهم ١٥٠٠ معظمهم في السجن، وتجار المخدرات وخاطفو الناس، وسارقو السيارات "شيعة"، وعددهم يزيد عن ٢٠ ألفاً غير موقوفين صدر بحقهم ٦٠ ألف مذكرة توقيف، مقابل العفو عن عملاء كيان يهود.
وطالما أن مشروع العفو العام تعتريه بعض العراقيل بسبب رفض السياسيين النصارى العفو عن الإسلاميين، فقد طالب رئيس التيار العوني وزير الخارجية باسيل العملاء بالعودة الفورية، واعداً إياهم بضمانات من السلطة بعدم توقيفهم ورفض تسميتهم بالعملاء، بل سماهم المبعدين قسراً...
تجدر الإشارة إلى أن التيار العوني مدعوم من حزب إيران اللبناني، وقد تطرقت وثيقة التفاهم بينهما (٢٠٠٦) إلى حل قضية العملاء.
وإزاء تلك التصريحات الوقحة، نشير إلى الآتي:
إن تخوف النصارى مع تناقص نسبتهم مقارنة مع نسبة المسلمين ليس له أي مبرر، وسببه الأنظمة الغربية التي قسمت بلاد المسلمين، وحلت بدل الشريعة الإسلامية، والتي سعت للفتن بين الطوائف والإثنيات وأججت الصراع، فغير المسلمين عاشوا في ظل دولة الخلافة لمئات السنين في أمن وأمان ورعاية كاملة، وحين حكم الغرب قلّت أعداد النصارى وعاشوا في خوف على وجودهم في الشرق.
لم يكن النصارى يجرؤون على قرارات وتصريحات تبرّئ العملاء وتستفز المسلمين، لولا دعم حزب إيران والتفاهم معه، فقد ارتضى أن يكون في صف أعداء الأمة وتزعّم حلف الإثنيات الصغيرة في وجه الأمة.
القانون يسمي العمالة، خيانة عظمى، ومع ذلك يدوس البعض القانون حين يتعارض مع رغباتهم، في وقت يظلمون معظم المعتقلين المسلمين. فكيف يسمح لمن لجأ لكيان يهود وقاتل معه وتلقى دعمه ونال جنسيته بالعودة إلى لبنان دون اعتقال؟!
رضي المظلوم وتكبر الظالم، رضي أهالي المعتقلين الإسلاميين بالعفو العام، بل طالبوا به مع أن معظمهم منذ سنوات لم يحاكموا، وثبتت براءة الكثير منهم بعد اعتقالهم لسنوات، ومع ذلك ارتضوا بالعفو عمن ظلمهم حتى تنتهي مآسيهم، في وقت يرفض البعض العفو عنهم ويطالبون بالعفو عن باقي المجرمين.
يمر المسلمون في حالة استضعاف على مستوى العالم ومنه لبنان، وقد تكالب عليهم القريب والبعيد، واجتمعت عليهم الأمم المتخاصمة، واستباحوا حرماتهم، ولكنها مرحلة وتمر وستعود الأمة قريبا بإذن الله أقوى من قبل، فالتاريخ يثبت ذلك، وهو وعد ربنا عز وجل، فعلى من يستضعفنا أن لا يتمادى في ذلك، فسرعان ما تعود الأمة لعزتها، وحينها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ د. محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان
  24 من ذي القعدة 1440هـ   الموافق   السبت, 27 تموز/يوليو 2019مـ

No comments:

Post a Comment