Monday, March 26, 2018

السعودية بين الإصلاح والتغيير

السعودية بين الإصلاح والتغيير

الخبر: أوردت وكالات الأنباء خبر لقاء ترامب مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، حيث قال ترامب إن مليارات الدولارات التي ستدفعها السعودية لأمريكا مقابل شراء أسلحة ما هي إلا "فراطة"، أي ليست ذات قيمة كبيرة.
التعليق:
لقد قدم الملك سليمان وابنه أكثر من 400 مليار دولار في العام الماضي لترامب رئيس أمريكا لقاء تأكيد زعامة السعودية للمنطقة، وإضعاف دور بريطانيا المتمثل في قطر، ودعم زعامة محمد بن سلمان في المملكة. وتمخض عن اتفاق سلمان وترامب التأكيد على ولاية عهد محمد بن سلمان وما تبعه من اعتقالات بالجملة لكبار أمراء العائلة السعودية وجلهم من عملاء وأبناء عملاء الإنجليز في السعودية. وتمت تغطية اعتقالات الأمراء تحت مظلة محاربة الفساد، وإن كانت الانتقائية واضحة جدا في الاعتقالات ومن ثم ما كانت ترمي إليه.
ثم قام محمد بن سلمان خلال زيارته الأخيرة التي شملت مصر وبريطانيا وانتهت بأمريكا، لتؤكد على حقيقة الدور الذي أنيط بمحمد بن سلمان، والدور الذي رسمته أمريكا له.
أما مخاطبة ترامب لابن سلمان بهذه الطريقة فهي تنم عن لهجة الهيمنة والغطرسة التي لم يتمكن ترامب بأسلوبه العدائي إخفاءها، وتحمل ما تحمل من تصغير واحتقار. ولو لكان لدى الأمير الشاب ذرة من كرامة لغادر المكان على التو، ولكن على العكس من ذلك فقد استطرد في سرد الأعطيات التي سيقدمها لأمريكا.
أما السلاح الذي تعمل السعودية على شرائه والذي تحدثت الأنباء أن المملكة هي أكبر مستورد للسلاح من أمريكا، فإنه لم يجرب إلا في قتال المسلمين في اليمن ليس لإنهاء تمرد الحوثيين ودور إيران في اليمن ولكن على العكس من ذلك لتثبيته وتثبيت المحاصصة الطائفية التي تقضي على قوة الدولة كما حصل في العراق ومن قبلها لبنان. وبدلا من أن يكون هذا السلاح موجها لمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتحريره، أصبح وسيلة لتثبيت كيان يهود في فلسطين.
أما ترامب وعنجهيته الواضحة وصلفه المتعلق بنهب أموال السعودية فيريد أن يبعث رسالة لشعبه أنه سينهي ما تمر به أمريكا من أزمة مالية، وسيخلق وظائف كثيرة في أمريكا، ومن شأن ذلك أن يجعل الشعب يصطف معه ويضغطوا على النواب حتى لا يقع ترامب في مصيدة المحقق الفدرالي مولار. والحقيقة التي لا يريد أن يعترف بها ترامب هي أن أموال السعودية كلها بما فيها التي يسمونها سيادية زورا والتي تبلغ حوالي 750 مليار دولار لن تكفي لحل قضية أمريكا الكبرى والمتمثلة بمديونية عالية. فهذه الأموال لا تكاد تكفي لسداد قسط واحد من أقساط الدين الأمريكية والتي تجاوزت 23 تريليون دولار. فما يطلبه ترامب من السعودية لا يؤدي إلا إلى إفقار السعودية وضرب اقتصادها وقدراتها وتحويلها إلى ثكنة عسكرية بالية. وفي الوقت نفسه لن تغني أمريكا عما بها من أزمات مالية، فهو كطعام جهنم لا يسمن ولا يغني من جوع.
أما ما تقوم به السعودية من تنكر للإسلام التي كانت تدعي زورا وبهتانا أنها معقله وحاميته، فقد شاءت إرادة الله أن ينكشف زور ادعائها وكذبها، حتى لا تبقى حجة لأحد أن للإسلام حصناً في مملكة أسست على الباطل والخيانة والغدر من أول يوم.
وهكذا فإن إرادة الله تشاء أن تتحطم الصخور التي تقف أمام استئناف الحياة الإسلامية صخرة صخرة، ولعل آخرها وأعتاها صخرة آل سعود.
﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد الجيلاني
  8 من رجب 1439هـ   الموافق   الإثنين, 26 آذار/مارس 2018مـ

No comments:

Post a Comment