Tuesday, March 27, 2018

مع الحديث الشريف: حضور الأم في "يوم الأم" يعني غيابها

مع الحديث الشريف: حضور الأم في "يوم الأم" يعني غيابها
    
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
   عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ أُمُّكَ، قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ، قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ، قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ». رواه البخاري برقم 5626.
   إن حضور الأم فيما يسمى بيوم الأم أو عيد الأم، وبروزها في الإعلام ووسائل التواصل في هذا اليوم بالذات ليدل على غيابها في باقي أيام السنة، عجبي والله مّمن ينتسبون إلى دين كرّم الأم ورفعها ووقرها، وأعطاها ما لم تعطها شريعة أو قوانين على وجه الأرض ثم تراهم لا يتواصلون مع أمهاتهم إلا من خلال هذا اليوم، من خلال باقة ورد أو هدية. إننا ندين لله في (وبالوالدين إحسانا)، ولا ندين لنظام رأسمالي عفن جعل للأم يوما فقط، إننا ندين لله ب "أمك ثم أمك ثم أمك"، ولا ندين لنظام اختزل تقدير الأم بيوم أو بباقة ورد أو بجملة "كل عام وأنتِ بخير".
أيها المسلمون:
   كيف سيكون شعور من فقد أمه في هذا اليوم عندما يرى الجميع مّمن حوله يقيمون الحفلات وينثرون الورود احتفاء بأمهاتهم وهو بلا أم وبلا ورد؟ عجبي والله من أمة تدين بهذا اليوم ولا تدين بأمر نبيها! نحن نتعبد الله بالتقرب من آبائنا وأمهاتنا في كل يوم وكل ساعة ودقيقة، ولعل عزاءنا فيما وصلت إليه مجتمعاتنا من ضلالات الرأسمالية وأفكارها التي خالفت الفطرة أننا نعيش أجواء الكفر في كل نواحي الحياة، ولا نعيش الحياة الإسلامية التي أرادها الله سبحانه لنا، وأننا نشعر بالتقصير في العمل لإعادة الإسلام حاكما بين الناس من خلال دولة الإسلام، دولة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة، فهي من سيعيد للمجتمعات أجواءها وللأم تقديرها ووقارها.
  اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 
كتبه للإذاعة: أبو مريم
  9 من رجب 1439هـ   الموافق   الثلاثاء, 27 آذار/مارس 2018مـ

No comments:

Post a Comment