Sunday, March 25, 2018

مع الحديث الشريف: الحسد في المال والعلم

مع الحديث الشريف: الحسد في المال والعلم

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: »لاَ حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ، وَآخَرُ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَ« (صحيح البخاري 6759).
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
الكل يعلم أن الحسد من أمراض القلوب، والحاسد مذنب لأنه يتمنى زوال النعمة عن صاحبها وقد يسعى في ذلك، لكن الحسد المُجاز المذكور في الحديث أعلاه هو بمعنى الغبطة - وهي تمني حصول النعمة له كما حصلت لأخيه-، وأطلق الحسد عليها مجازًا.
والحسد هنا والذي هو بمعنى الغبطة في أمرين، الأول حسد رجل أتاه الله مالًا فأنفقه وأهلكه في الخير، فمن الناس من أنعم الله عليه بمال كثير فاستخدمه في تعزيز الباطل أو ينفقه في الحرام فيكون هذا المال نقمة عليه يوم القيامة يُحاسب عليه حسابًا شديدًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يسرني أن عندي مثل أُحدٍ هذا ذهباً تمضي عليّ ثلاثة أيامٍ وعندي منه دينارٌ".
الثاني حسد رجل آتاه الله الحكمة والعلم بالدين فيعلمه للناس ويعمل به، فانتفع ونفع الناس بعلمه، وهذه النعمة تقربنا من الله وترفعنا في الدنيا والآخرة درجات، قال الله سبحانه وتعالى: (وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا).
اللهَ نسألُ أن يجعلنا من هؤلاء المنفقين في سبيله العالمين العاملين بدينه، ويجعل الأمة غنية بأمثالهم، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح
  7 من رجب 1439هـ   الموافق   الأحد, 25 آذار/مارس 2018مـ

No comments:

Post a Comment