Saturday, March 31, 2018

مع الحديث الشريف: من طعن بالأمير فقد طعن بالإمارة

مع الحديث الشريف: من طعن بالأمير فقد طعن بالإمارة

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، حدثنا عبد الله بن دينار، قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد، فطُعن في إمارته وقال: «إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبله، وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إليّ بعده». (صحيح البخاري 6764).
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف الذي بين أيدينا يحذرنا بأمر تعارفت عليه النفوس البشرية الضعيفة، ألا وهو الطعن فيمن أُمِّر عليها، لأن نظرة الناس إلى الشخص نفسه تختلف من واحد إلى آخر، فطبيعي أن يرضى به البعض ولا يرضى به الآخرون، ويراه البعض مناسبًا والآخرون غير مناسب.
في الإسلام طاعة ولاة الأمر واجب، وهذه الطاعة لا تكون عمياء، بل طاعة واعية، فإن كان صاحب الولاية أو صاحب الأمر في التولية عدلًا تقيًا يحكم بالإسلام كانت طاعته واجبة ويُلزم أمره ولو كُره، أما إن لم يحكم بالإسلام أو كان فاسقًا فلا طاعة له.
لهذا فإن المسلم يثق بمن يأخذ الولاية وهو أهل لها، ولا يثق بمن لا يعطيها حقها الذي أوجبه الله، هذا عندما يكون مقياس المسلم صحيحًا، أما إذا كان خاطئًا وممزوجًا بضلالات وأوهام فسيكون كما البعض الآن، يثقون بحكام فسقة. الله نسأل أن نكون ممن يسمعون ويطيعون أمر الله ولا يعصون أمره، ويجعلنا ممن يحفظ دينه، ويبعد عنا وساوس الشيطان، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح
  13 من رجب 1439هـ   الموافق   السبت, 31 آذار/مارس 2018مـ

No comments:

Post a Comment