Sunday, March 25, 2018

ما تحتاجه المرأة السعودية خلافة راشدة من أجل التحرر الحقيقي

ما تحتاجه المرأة السعودية خلافة راشدة من أجل التحرر الحقيقي

(مترجم)
الخبر: أجرت شبكة تلفزيون سي بي إس وهي شبكة تلفزيونية أمريكية مقابلة مع وريث العرش في السعودية محمد بن سلمان. ناقش في أول مقابلة له مع قناة تلفزيونية أمريكية العديد من القضايا من الاقتصاد إلى الإصلاح الاجتماعي الضخم. كما ناقش خطته الخاصة بتحرير المرأة السعودية من خلال منحها حقوقًا مساوية لحقوق الرجال مثل: الحق في بدء عمل تجاري، والانضمام إلى الجيش، وحضور الحفلات الموسيقية والأحداث الرياضية، والحق في القيادة، وما إلى ذلك. كما قال بأن النساء يمكن أن يخترن ما يرتدينه من ملابس لائقة ومحترمة كما الرجال والقرار متروك تماما للمرأة أن تقرر أي نوع من الملابس لائق ومحترم لتختار ارتداءه. كما أبدى قلقه لكون 22 بالمائة فقط من النساء السعوديات يعملن خارج منازلهن، وبين أنه سيشجع المزيد على الانضمام إلى القوى العاملة في البلاد. وقال أيضاً بأن النساء السعوديات لا يحصلن الآن على حقوقهن الكاملة رغم أن حقوقهن منصوص عليها في الإسلام، لكنهن قطعن شوطاً طويلاً، ولم يبق إلا طريق قصير لإثبات حقوق المرأة السعودية الكاملة. (أخبار جوجل)
التعليق:
من المعروف للعالم أجمع بما في ذلك الأمة الإسلامية بأن ما يجري في السعودية جاء باسم مكافحة الفساد، والإصلاح الاجتماعي وتحرير المرأة. كما أنه ليس سرا للعالم بأن السعودية تمتلك تاريخا طويلا على مدى عقود من العلاقات المباشرة مع الحكومات الأمريكية المتعاقبة. والآن، فإن النظام الحالي في السعودية والذي يرأسه الملك سلمان البالغ من العمر 82 عاماً وابنه صاحب السلطة والنفوذ محمد بن سلمان، يبذلان قصارى جهدهما لإثبات ولائهما لسيدهما.
وعلى الرغم من أن العديد من النساء السعوديات قد رحبن بفكرة محمد بن سلمان حول ما يسمى بـ "تحرير المرأة السعودية"، إلا أنهن يحلمن بدولة يتخلصن فيها من جميع أنواع الإساءات ويحصلن على حقوقهن، لكن الواقع بعيد كل البعد عن حلمهن الرائع. وبعض أسباب ذلك ما يلي:
إن التعريف الحقيقي لتحرير المرأة لا علاقة له بحصولها على حق القيادة، أو بدء عمل تجاري كالرجال أو الذهاب إلى قاعة الحفلات الموسيقية أو مشاهدة الرياضة في الملاعب. فلو كان الأمر كذلك، إذن لكانت نساء الغرب أسعد النساء في العالم وبعيدات عن جميع أنواع الإساءات والاستغلال. ووفقاً لتقرير جديد لمؤسسة غالوب، فإن أكثر من امرأة واحدة من بين ثلاث نساء في أمريكا تخاف بشكل دائم من التعرض لاعتداء جنسي، ومن بين 77 دولة أظهرت تقارير بأن أمريكا والسويد وبريطانيا وبوتسوانا وأستراليا كانت الأعلى في معدلات العنف الجنسي المبلغ عنه فيها. ولدى أمريكا بشكل خاص معدلات عالية من حوادث الاغتصاب، على وجه التحديد. ومن ثم، فإنه لمن الواضح بأن المفهوم الغربي "للحرية والتحرر" قد أدى إلى كارثة في حياة النساء في الغرب وحولهن إلى مجرد سلعة جنسية لإشباع شهوات الرجال.
باسم الإسلام المعتدل، يعمل محمد بن سلمان في الواقع على علمنة البلاد حسب رغبة سيده. في الماضي، قام حكام البلاد المتعاقبون بتطبيق أفكار الوهابية، وهي شكل مشوه للإسلام أنشأه البريطانيون، واستغلوا النساء وأساؤوا إليهن باسم الإسلام. والآن سيقوم محمد بن سلمان بعلمنة البلاد من خلال القضاء على كل أثر للإسلام. لذا، فتحت راية الحرية والتحرر، ستواجه النساء السعوديات الآن نوعًا مختلفًا من الاستعباد والاستغلال. إذ ليس هناك شك في أن هذه الحرية المزيفة ستمزق في المستقبل القريب كرامتها كامرأة مسلمة وستحولها إلى سلعة جنسية على يد شركات متعددة الجنسيات.
على الرغم من أن محمد بن سلمان قد اعترف بأن الإسلام يضمن حقوق المرأة المسلمة، إلا أن النساء السعوديات بحاجة لأن يفهمن بأن السعودية العلمانية والطبقة الحاكمة العميلة تخلت عن الإسلام في المقام الأول، ولن تطبق أبداً أحكام الشريعة لحماية حقوق المرأة السعودية.
إن كل امرأة مسلمة تدرك التاريخ المجيد للإسلام، وتعلم أن المرأة المسلمة في ظل حكم الإسلام الذي عاشت في كنفه وصلت إلى مستوى مشرف فيما يتعلق بمشاركتها السياسية، وإدارة الشؤون الاقتصادية، والأنشطة المجتمعية، إضافة إلى تطلعها إلى مستوى أعلى من التعليم وولوجها علم الفلك إلى الطب... والأهم من ذلك كله، أن الكرامة والأمان للإنسان هما أبعد من فهم أية امرأة غربية ليبرالية. وطوال تاريخ الإسلام، كانت أحكام الشريعة تحمي حقوق المرأة المسلمة كأم وربة بيت وعرض يجب أن يصان. كما أن الدولة تعتبرهن عرضها وشرفها، الذي لا يجوز انتهاك حرمته وكرامته ولا بأي شكل من الأشكال. لذلك، ومن أجل التحرر الحقيقي، وسيرا على طريق الصحابيات في عهد رسول الله ﷺ، يجب على النساء السعوديات أن يناضلن من أجل إعادة النظام الإسلامي الحقيقي تحت راية الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة ونبذ جميع المفاهيم الخاطئة الأخرى للحرية والتحرر.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فهميدة بنت ودود
  7 من رجب 1439هـ   الموافق   الأحد, 25 آذار/مارس 2018مـ

No comments:

Post a Comment