Sunday, March 25, 2018

العراق، بعد مرور خمسة عشر عاما على احتلاله

العراق، بعد مرور خمسة عشر عاما على احتلاله

(مترجم) 
الخبر: قبل خمسة عشر عاما في مثل هذا الشهر، قادت أمريكا حربا دامية للغاية على العراق كجزء من جهودها المستمرة لضمان نزواتها الاستعمارية.
التعليق:
لقد مرت 15 سنة منذ الاجتياح الوحشي للعراق من قبل التحالف بقيادة أمريكا، في ذلك الوقت شوهدت الصور المروعة لرجال ونساء وأطفال أبرياء، يتم قتلهم وإذلالهم، ويظهرون مباشرة على الشاشات الرئيسية في جميع أنحاء العالم بسبب الصحافة المدمجة وظهور الإنترنت، وللمرة الأولى أمكننا أن نشهد بشكل مباشر تقريبا الهجوم الذي وقع، وهذا ما دفع المسلمين للتحرك. ونحن كأمة بكت وصلّت من أجلهم، وجمعت التبرعات الخيرية، وبعد قتل الملايين من الأبرياء وبعد أن خمد القتال قلنا لا يوجد أكثر.
ونفس الشيء الذي فعلناه وقلناه عندما ذبح المسلمون في البوسنة في وسط أوروبا، وعندما تعرض المسلمون في كشمير للهجوم من قبل الهند المشركة، وعندما تعرض مسلمو القوقاز للهجوم من قبل النظام الروسي الوحشي.
ونحن كأمة بكت وصلّت من أجلهم، وجمعت التبرعات الخيرية، وبعد قتل الملايين من الأبرياء وبعد أن خمد القتال قلنا لا يوجد أكثر. كما أنه لا يزال لدينا وحتى يومنا هذا هجوم مستمر ضد أمتنا، في فلسطين، وأفغانستان، والعراق، وسوريا، وإفريقيا الوسطى، ومالي، واليمن، وميانمار وغيرها من الأماكن التي يتعرض فيها المسلمون للاضطهاد والملاحقة.
ونحن كأمة نبكي ونصلي من أجلهم، ونجمع التبرعات الخيرية وننتظر آلاف الأبرياء للموت والتخلي عن معركتهم، وبعد ذلك سنقول، لا يوجد أكثر من هذا...
ويبدو أن هذه الأمة العظيمة محصورة في دوامة انهزامية ولا يمكنها أن تنتج حلا ملموسا يحمي شرف هذه الأمة النبيلة ودماءها المباركة.
ولهذا السبب ينبغي لنا أن نغتنم مناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاحتلال العراق وأي مناسبة أخرى للقمع ضد المسلمين كمرآة للتفكير في أعمالنا وأهدافنا وتقييم حلولنا.
وينبغي أن نتذكر بالتأكيد القمع الذي يتعرض له المسلمون على المستوى الإنساني والعاطفي، ولكن ينبغي لنا أن نتعلم من فشلنا على الصعيدين الفكري والسياسي.
أول وأهم الدروس بالنسبة للمسلمين هو أن الشيء الوحيد الذي جعلهم مجدين وناجحين في يوم من الأيام هو الإسلام، حيث كان الإسلام هو المصدر الوحيد لتفكيرهم وسلوكهم، ومرجعهم الوحيد، وهدفهم الوحيد والحل الوحيد. وحيث إن أي انفصال أو انحراف عن هذا لم يؤد إلا إلى الإذلال والخزي، وطالما أننا نبحث عن حلولنا ونحدد أهدافنا في إطار مجموعة الاستعمار فلن ننتصر أبداً.
كما ينبغي لنا أن نأخذ بالدروس التي أدت بنا للصداقة والتحالف مع القوى الغربية المهيمنة والتي دفعتنا إلى السقوط، لذا وبالنظر إلى المستقبل، ينبغي لنا أن نعارض بشكل فعال وصريح حكام المسلمين الذين تربطهم علاقات ودية أو أي تحالف الدول الاستعمارية، وطالما أن حكام المسلمين يشيدون بذلك بدلا من الشعور بالخزي على صداقتهم وتعاونهم مع الغرب الكافر الذين هم الأعداء الأساسيون للإسلام، فإننا لن نتمكن أبدا من تغيير وضعنا.
والحل الوحيد لصون وحماية شرف وقدسية الدم المسلم هو توحيد الأمة في ظل كيان سياسي واحد (الخلافة على منهاج النبوة) الذي سيطبق الإسلام وسيعيد عز المسلمين ومجدهم مرة أخرى.
هذه هي الرسالة الموجهة إلى جميع المسلمين في جميع الأوقات وأيضا عندما نتذكر الذكرى السنوية للقمع والاضطهاد الذي يتعرض له إخواننا وأخواتنا.. فإنه لا يوجد حل آخر بعد ذلك، ولأجل تحقيق هذا الحل السياسي نحن بحاجة إلى العمل مع حزب التحرير؛ الحزب السياسي الذي يهدف إلى تنفيذ ذلك وفق طريقة الرسول عليه الصلاة والسلام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
  6 من رجب 1439هـ   الموافق   السبت, 24 آذار/مارس 2018مـ

No comments:

Post a Comment