Saturday, July 23, 2016

مع الحديث الشريف: التشريع لله الواحد

مع الحديث الشريف: التشريع لله الواحد

حياكم الله احبتنا الكرام نكون وإياكم وحلقة جديدة من برنامجكم مع الحديث الشريف فكونوا معنا
عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ, عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ, قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبِ, قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا ابْنَ حَاتِمٍ، أَلْقِ هَذَا الْوَثَنَ مِنْ عُنُقِكَ". قَالَ: فَأَلْقَيْتُهُ. قَالَ: ثُمَّ افْتَتَحَ بِسُورَةِ بَرَاءَةَ، فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ إِلَى قَوْلِهِ: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنَّا نَعْبُدُهُمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَيْسَ كَانُوا يُحِلُّونَ لَكُمُ الْحَرامَ فَتَسْتَحِلُّونَهُ, وَيُحَرِّمُونَ عَلَيْكُمُ الْحَلالَ فَتُحَرِّمُونَهُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: " فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ ".
في ظل ما نحياه من بُعد عن دين الله كنظام تسن منه قوانين لتسيير حياة الناس، وفي الوقت الذي أباح فيه البشر لأنفسهم أن يحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله وفي وقت استعباد ثلة من الناس للأمم باسم القانون الموضوع بأيديهم استرجعنا حديث رسول الله لعدي عندما وصف له أن من يمشي مع الرهبان والأحبار ويسايرهم حسب أهوائهم يكون اتخذهم أربابا من دون الله.
إن من المعلوم وما لا يحتاج لكثير شرح أن التشريع لله وليس للبشر، لكن بطبع الإنسان لو اتبع هواه ضل، وهذا ما يحدث لمن يمسكون زمام الأمور في البلاد اتبعوا أهواء غيرهم وطمعوا في تلبية هواهم بتحقيق ما تمنوا لو حققوا دنيا غيرهم، فضلوا وتاهوا، حتى أسقطنا ورقتهم من أيدينا وأصبحنا لا نعلق عليهم آمالا، لكن كيف لأمة حُكمت بالإسلام عقود وعقود، وسارت على نهج سليم وخرجت الأجيال وورثت الالتزام بالإسلام من الجدود للأبناء للأحفاد، كيف لهؤلاء أن يقبلوا أن يكون لهم أرباب من دون الله، كيف لهؤلاء أن يصمتوا عن حال جُعل التشريع فيه لغير الله، وجعل كلام الله تَحتَ تصرف البشر، من لي لأعناق الآيات وتزييف لحقائق الوقائع
إن أمة الإسلام ولو غفلت لفترة من الزمن فلن يطول الحال بها، بل ستقدم على شرع ربها من جديد، لتعمل على إحيائه بالتطبيق والتلبية لأوامر الله، فإن كان عدي سمع هذا الحديث من رسول الله وهو قادم ليسلم ووعاه وتخلى عن الأرباب واتخذ إلهاً واحدا هو الله سبحانه المشرع، فها أنتم سمعتموه وأنتم مسلمون، فماذا أنتم فاعلون؟
احبتنا الكرام وصلنا وإياكم لنهاية حلقتنا لهذا اليوم، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
19 من شوال 1437هـ   الموافق   الأحد, 24 تموز/يوليو 2016مـ

No comments:

Post a Comment