Friday, July 29, 2016

الصدام بين أهل تركيا في الخارج بعد محاولة الانقلاب في تركيا

الصدام بين أهل تركيا في الخارج بعد محاولة الانقلاب في تركيا

(مترجم)
الخبر: تكافح الدول الأوروبية لاحتواء التوتر الحاصل بين الجاليات التركية المغتربة بعد محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا وهو ما وسع الهوة بين أنصار الرئيس رجب طيب أردوغان وفتح الله غولن الذي يتهمه أردوغان بتدبير الانقلاب. وقد شهدت الأيام الأخيرة بشكل عام مظاهرات سلمية أمام السفارات التركية في أوروبا. إلا أنه قد وقعت بعض حوادث العنف كذلك. وقد هاجم نحو 150 من مؤيدي الرئيس التركي مركز الشباب في مدينة غيلسنكيرشن الألمانية الذي تربطه علاقات بحركة غولن وحطموا نوافذه. وفي مدينة بيرنجين البلجيكية، تمت مهاجمة مبنى يستخدمه كبار أعضاء الفرع البلجيكي لحركة غولن لعقد الاجتماعات وتمت تغطية جدرانه بالشعارات. وقد تعرض مركز ثقافي في روتردام تديره مؤسسة النداء، وهي مؤسسة تتبع حركة غولن، للرشق بالحجارة لليلتين متتاليتين، وأخذت قوائم تنتشر في وسائل الإعلام الإلكتروني تحث الناس على المقاطعة وعدم شراء البضائع من أنصار غولن.
التعليق:
تداعيات محاولة الانقلاب في تركيا وحملة القمع المستمرة التي تقوم بها حكومة أردوغان قد ألقت بظلالها على الملايين من أهل تركيا الذين يعيشون في أوروبا مما أدى إلى إثارة الضغائن بين بعض مؤيدي ومعارضي الرئيس التركي وبين هؤلاء الذين يتهمهم بتدبير محاولة الانقلاب. ولا يجوز للمسلم أن يقوم بمهاجمة أشخاص أو مصالحهم أو مراكزهم أو مساجدهم بسبب اتهامات تتعلق بأحداث على بعد آلاف الأميال في تركيا. ودعوات المقاطعة التجارية هي أيضًا خاطئة، بل الواجب أن يكون الإسلام هو الذي يوجه أفعالنا وليس عواطفنا فقط. ففي النهاية كلنا نعتقد أن الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا على كل فعل نقوم به وكل كلمة نقولها يوم يقوم الأشهاد.
ولا يزال هناك الكثير من الأسئلة حول طبيعة محاولة الانقلاب، ومن الذي يقف وراءه، وحول دور القوى الأجنبية، والحملة التي تقوم بها الحكومة وغيرها من المسائل. فقد كانت هناك اتهامات ونفي من كلا الجانبين، والولاء الأعمى لحزب أو لرئيس أو لجماعة يجب ألا يقودنا لظلم بعضنا بعضا.
ويجب على كل المسلمين دعم وتثمين موقف المسلمين الشجاع في تركيا ضد محاولة الانقلاب التي اعتبروها بمثابة محاولة للوقوف ضد الإسلام وفرض العلمانية. وهذا لا يعني أننا يجب أن نسير بشكل أعمى خلف أية جماعة أو رئيس أو سياسي ونهاجم الذين يختلفون معنا. ففي النهاية يجب علينا كوننا مسلمين أن نتحد جميعًا تحت راية الإسلام وأن نسعى لتحقيق مستقبل أفضل لتركيا؛ موحدة وقوية ومزدهرة ولا تخضع رهينة لنفوذ القوى الأجنبية - وقد تحقق ذلك لتركيا فقط في ظل دولة الخلافة العثمانية. وعودة الحكم الإسلامي الذي لا يفضل جماعة على أخرى أو حزبًا على غيره أو مذهبًا فكريًا على غيره، ولكنه يوحد المجتمع ويحكم جميع الرعايا بعدل الخلافة، يجب أن يكون ذلك هو الهدف الذي يتوحد حوله المسلمون في تركيا وغيرها - بغض النظر عن الجماعة الإسلامية أو الحزب الإسلامي الذي ننتمي إليه. يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 92]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا
24 من شوال 1437هـ   الموافق   الجمعة, 29 تموز/يوليو 2016مـ

No comments:

Post a Comment