Friday, July 29, 2016

رجل حارب جيشا، فكيف لو كان هذا الرجل جيشا؟!

رجل حارب جيشا، فكيف لو كان هذا الرجل جيشا؟!

الخبر: "استشهد الشاب محمد الفقيه، فجر يوم الأربعاء 27 تموز 2016، برصاص وقذائف قوات الاحتلال اليهودي في بلدة صوريف شمال غرب الخليل في فلسطين المحتلة.. وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال قد اقتحمت ليلة أمس بلدة صوريف من عدة محاور، ترافقها جرافات عسكرية، وحاصرت منزلا يتكون من عدة طبقات بعد أن فصلت التيار الكهربائي وشبكة الهاتف عن البلدة، وسط إطلاق نار وقذائف صوب المنزل مطالبة الفقيه بتسليم نفسه عبر مكبرات الصوت، إلا أنه رفض الاستسلام واشتبك مع جنود الاحتلال وبقي متحصناً في المنزل حتى استشهد.، فيما أفادت مصادر طبية بأن عددا من أهل البلدة أصيبوا بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، وبالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، جراء المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال. كما منع جنود الاحتلال مركبات الإسعاف من الدخول لبلدة صوريف، بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة".
التعليق:
يتهم جيش الاحتلال الشهيد الفقيه بتنفيذ عملية "عتنائيل" في الخليل والتي قتل فيها الحاخام المستوطن ميخائيل مارك وأصيبت زوجته واثنان من أبنائه، بداية الشهر الحالي. ومن أجله حاصرَ جيش الاحتلال الخليل لمدة شهر، وأذاق الويلات لمدينة دورا باقتحاماته الليلية بحثا عنه.
واللافت للانتباه حسب ما ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن الجيش اقتحم صوريف بـ 33 آلية وناقلة جند وعدة جرافات عسكرية وأكثر من 500 جندي مشاة و250 جندياً من سلاح الهندسة وطائرتين بدون طيار ومروحية هليكوبتر للقصف..!!
إن هذه الحادثة تبين مرة أخرى وثالثة وعاشرة... تخاذل وحقيقة ما يسمى بالسلطة الفلسطينية وقواتها التي تحارب فقط من يقف متصديا لمشاريعها الاستسلامية المتخاذلة... فلم نسمع أو نر جنديا في الأمن الوطني ولا ضابطا في الأمن الوقائي ولا من قوات التدخل السريع وقوات العاصفة وغيرها من مسميات الجهاز العسكري للسلطة!! فمهمتهم وعملهم لا علاقة له بالعدو والاحتلال بل يقتصر على بني جلدتهم المقهورين المطحونين..!!
وكذلك تظهر هذه الحادثة وغيرها من حوادث سابقة مماثلة كيف يمكن لرجال أفراد مسلحين بالإيمان الوقوف أمام جيش بأكمله... فكيف لو كان هناك جيش كامل متسلح بالإيمان؟! نعم، رجل واحد يحارب لمدة تزيد عن 6 ساعات جيشا مدججا بمختلف أنواع الأسلحة... بينما جيوش بكامل عدتها وعتادها لا تحرك ساكنا لتحرير فلسطين والأقصى ورفع ظلم ونير الاحتلال عنهم!
فيا أهل فلسطين! نكرر النداء لكم بنبذ السلطة وما تقوم به من تنسيق أمني بان عواره منذ بدايته وأنه لحماية يهود فقط، فلم يكن ليهود أن تعرف مكان هذا البطل وغيره لولا "المعلومات الاستخباراتية" الأكيدة التي تصلها ويتحركون بناء عليها للقضاء على هؤلاء الأبطال.
ويا ضباط وقادة جيوش المسلمين، لم نكلَّ عن مناداتكم واستصراخ قلوبكم وعقولكم لتبصر طريق الحق والعمل على نصرة المظلوم وإعادة الحقوق إلى أصحابها، ولن نملَّ عن طلب النصرة لمن يعمل لقيام دولة إسلامية تقضي على هذا الاحتلال وغيره من مغتصبي بلاد المسلمين، ويعيد تلك البلاد المتفرقة مِزقا إلى دولة واحدة تعيد المجد والعزة والقوة للأمة الإسلامية.. فهو وعد الله وبشرى رسوله  ، فحتى تكونوا عاملين لها وليس مصفقين لها بعد قيامها... وكما قال رب العزة في كتابه العزيز: ﴿لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي (أم صهيب)
24 من شوال 1437هـ   الموافق   الجمعة, 29 تموز/يوليو 2016مـ

No comments:

Post a Comment