Saturday, July 30, 2016

مع الحديث الشريف: الافتراء على دين الله

مع الحديث الشريف: الافتراء على دين الله

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني قال: حدثنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد». سنن ابن ماجه
أيها المستمعون الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، أما بعد،
إن المسلم يكون على ثلاثة أحوال؛ الحال الأول هو الالتزام الكامل بكل ما جاء به شرع الله تعالى، لا يزيد على أحكامه ولا ينقص، وهذا من باب الحرص الشديد على عدم الوقوع في المحظور، وارتكاب المحرمات، بعلم أو بغير علم، وهذا هو الأصل في المسلم، أن يلتزم بما أمر الله، ولا يفتري على دين الله شيئًا، لا بزيادة ولا نقصان. والحال الثاني للمسلم، وهو ما قد يوقعه في المحظور، هو السعي بالاجتهاد الشخصي للزيادة على الأحكام، بما ليس في الكتاب أو السنة أو ما أرشدا إليه، ويفعل ذلك لا افتراء عليها أو تعديلًا، ولكن حتى يضمن الإلمام بكل الأحكام بالقيام بغيرها، رغبة في نوال رضا الله، ويظن بذلك أنه معذور، ولا يعلم أن الله تعالى لم يجز ذلك، ولم يطلب منه ذلك، ولم يترك المرء يجتهد ليزيد على هذا الدين، بل يجتهد ليفهم ما جاءت به النصوص، فقد أرسل الله سبحانه وتعالى الأحكام إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم حتى يطبقها عليهم، ويشرحها لهم، فلا تكون لهم حجة على الله يوم القيامة. أما الفئة الأخيرة، فهم الذين يفترون على أحكام الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويؤولونها حسب ما يرون ويهون، من أجل ضرب الإسلام والمسلمين وتضليلهم عن أحكام الله، فيضحى المرء حيرانًا، لا يعلم أيها حكم شرعي، وأيها ليست كذلك، وبذلك يتحقق هدفهم في إبعاد الناس عن دينهم.
يجب علينا نحن المسلمين أن نتحرى الدقة في معرفة الأحكام الشرعية، وأن نحرص كل الحرص على ديننا، ولا نترك أي مدخل لأعداء هذا الدين، الذين يسعون جاهدين من أجل إبعادنا عن ديننا، والتشكيك فيه.
إن ديننا الحنيف لم يترك شاردة ولا واردة إلا ذكر حكمها، ولم يترك التشريع للناس، ليفتروا على الله، وقد حفظ الله هذا الدين بحفظ القرآن من التحريف والتزوير والافتراء. وما علينا إلا أن نتعلم ما يلزمننا في حياتنا من ديننا، من مصادره التشريعية، التي لا ريب في صحتها، إما بالاجتهاد أو اتباع أو تقليد المجتهدين المخلصين، ولا نترك لمن ليسوا أهلًا للعلم بأن يفتوا كما شاءوا.
فالله نسأل أن يحفظ لنا ديننا، وأن يكف كيد الكائدين عنه، وأن يرشدنا إلى ما يحب ويرضى منا، وأن لا يجعل للكافرين وأعداء الدين من سبيل علينا وعلى ديننا.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح
26 من شوال 1437هـ   الموافق   الأحد, 31 تموز/يوليو 2016مـ

No comments:

Post a Comment