Tuesday, July 26, 2016

بيان صحفي: اعتراف قوات التحالف بخطئهم؛ هل هو فضيلة أم جريمة؟!

بيان صحفي: اعتراف قوات التحالف بخطئهم؛ هل هو فضيلة أم جريمة؟!

ارتكب الطيران الحربي الفرنسي التابع لقوات التحالف يوم الثلاثاء 19 تموز/يوليو 2016 في قرية طوخان الكبرى شمال مدينة منبج في سوريا مجزرة مروعة أسفرت عن استشهاد أكثر من 200 مدني أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن بينهم عائلات بأكملها، وإصابة عشرات المدنيين أغلبهم أيضاً من الأطفال والنساء. وجاء العدوان الفرنسي هذا بعد يوم واحد فقط من عدوان غاشم نفذته طائرات أمريكية يوم الاثنين 18 تموز 2016 حيث ارتكبت مجزرة دموية مماثلة بعد استهدافها بالقصف العنيف مدينة منبج ما أدى إلى سقوط أكثر من 20 مدنياً وإصابة العشرات منهم بجروح متفاوتة الخطورة وكان الضحايا أغلبيتهم من الأطفال والنساء الأبرياء أيضاً.
كما تناقلت وسائل الإعلام يوم السبت 23 تموز/يوليو 2016 أن غارات لطائرات النظام السوري وروسيا قد أوقعت سبعين قتيلا - بينهم أطفال - في غارات على مناطق عدة في سوريا أبرزها حلب وأحياء في مدن وبلدات دوما والشيفونية والريحان وكفر بطنا وسقبا بالغوطة الشرقية، ما أسفر عن سقوط جرحى ودمار واسع في الممتلكات والمباني، ومن ثم صعّب عمليات إنقاذ الجرحى وانتشال الجثث من تحت الأنقاض.
وكان التحالف الدولي قد أعلن يوم 8 حزيران/يونيو 2016 أن قوات سورية تدعمها الولايات المتحدة ستتمكن من الدخول إلى مدينة منبج السورية الواقعة بالقرب من الحدود التركية في غضون الأيام القادمة، لما لمنبج من أهمية استراتيجية كونها تقع على خط الإمداد الرئيسي لمعقل تنظيم الدولة في الرقة السورية مع الحدود التركية.
وها قد مرَّ حوالي خمسين يوما ومدينة منبج التي يقطنها نحو مئتي ألف نسمة تشهد حملة عسكرية وحشية تشنها قوات سوريا الديمقراطية بدعم جوي من طائرات التحالف الدولي، وقد تجاوز عدد المدنيين الذين سقطوا في المدينة منذ بدء هذه الحملة - سواء بغارات التحالف أو بقصف قوات سوريا الديمقراطية أو حتى بالألغام الأرضية - ثمانمئة شهيد، بينما عجز السكان عن انتشال كثير من جثث ضحاياهم بسبب القصف والاشتباكات، كما أنهم باتوا يدفنون قتلاهم في الحدائق.
وقد اعترفت قوات التحالف الدولي، الجمعة 22 تموز/يوليو بالمجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 50 مدنياً في سوريا، جراء غارة جوية على مدينة منبج السورية قبل 3 أيام. فهل اعترافها هذا سينهي آلام المكلومين ويضمد جراح المصابين؟! ومن قال أن كل اعتراف بخطأ هو فضيلة؟! إنها جريمة، وأي جريمة!! تضاف إلى الجرائم التي ارتكبتها هذه القوات بحق أهلنا في سوريا طوال سنوات، أذاقتهم خلالها شتى صنوف العذاب والقهر، حاصرتهم وشردتهم، ومن كان نصيبه البقاء مات جوعا، ومن فر هاربا تقاذفته الأمواج فإما مات غرقا أو أضحى من سكان مخيمات لا تصلح لسكنى البشر بسبب فقدانها لأبسط مقومات الحياة الآدمية.
ألهذا الحد هانت أرواح المسلمين على دول العالم، حتى يقتلهم القاتل على الملأ ومن ثم يشرف على التحقيق ليدين نفسه ويطلب منها الاعتراف ثم التنديد والاستنكار!! أين حكام المسلمين مما يحدث لأطفالنا ونسائنا وشيوخنا؟ أما زالت قواعدهم العسكرية مفتوحة أمام طائرات التحالف لتصول وتجول بلا حسيب ولا رقيب؟! وأين معارضة الفنادق مما يحصل من مجازر، هل ما زالت تستبشر الخير من مفاوضات تترأسها الدولة الإرهابية الأولى في العالم (أمريكا)!!
ويا من طالبتم بضرورة تدخل الدول الكبرى لحل الأزمة في سوريا، هل انكشفت أمامكم الحقيقة وظهر لكم من هو الضحية ومن الجلاد؟!! هل ما زلتم تتوسمون الخلاص من دول استعمارية لا غاية لها إلا تحقيق مصالحها، والتي يأتي القضاء على الإسلام والمسلمين على رأس سلم أولوياتها.
إن الواعين المخلصين على قضايا أمتهم لا يرجون الخير والخلاص إلا من شرعهم وإسلامهم الذي ارتضاه لهم خالقهم عز وجل الذي لزوال الدنيا أهون عنده من سفك دم مسلم بغير حق.
القسم النسائي في المكتب المركزي لحزب التحرير
التاريخ الهجري              21 من شوال 1437هـ رقم الإصدار: 1437هـ ‏043 /
التاريخ الميلادي              الثلاثاء, 26 تموز/يوليو 2016 م

No comments:

Post a Comment