Saturday, August 1, 2015

الكفاح الرخيص لا يصد جرائم اليهود

الكفاح الرخيص لا يصد جرائم اليهود

الخبر:‏ بعد الجريمة البشعة التي ارتكبتها عصابة يهودية وقيام قطعان المستوطنين بإشعال النار في بيوت الآمنين في ‏قرية دوما في نابلس، وقتل رضيع حرقا، أعلنت السلطة الفلسطينية أنها ستتوجه لمحكمة الجنايات الدولية. وشدد ‏رئيسها على أن "القيادة الفلسطينية ستتوجه مجددا للأمم المتحدة لطلب توفير الحماية لشعب فلسطين" حسب الخبر، ‏وجاءت تلك الجريمة النكراء مع تصاعد الهجمة اليهودية على المسجد الأقصى. ‏

التعليق: إن ما تشهده فلسطين من جرائم يهودية متتابعة هو تصعيد لمستوى التحدي للمسلمين، وهو انعكاس طبيعي ‏للنفس التلمودي المتطرف الذي تمثل في تشكيل الحكومة اليهودية الحالية، وهي حكومة ضمت حاخامات يستهدفون ‏تهويد المسجد الأقصى، وضمّت وزراء يدعون إلى طرد المسلمين منه، وقامت على تحالف يهودي عزز التوجهات ‏العدائية ضد المسلمين وغلّب الرؤى التوراتية على النظرات السياسية. وتلك العدائية هي تجسيد واقعي للحقيقة ‏القرآنية: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾.‏
وهي حكومة إجرام لا تحسب حسابا للمحاسبة الدولية ولا للغضبة الأمريكية، بل هي حاليا في مشاحنة مستمرة ‏مع إدارة أوباما، وينطبق عليها أنها حكومة "تفخيخ سياسي"، وتحمل "متفجرات" سياسية قابلة لتصعيد المسرح ‏السياسي، وتدفع لمزيد من التوتير مع الإدارة الأمريكية. وهذه الهجمات والجرائم ما هي إلا محطات ضمن برنامج ‏هذه الحكومة. وإن تأزم العلاقات اليهودية - الأمريكية مستمر بسبب تباين الرؤى السياسية حول مستقبل الحل ‏السياسي، حيث إن هذه الحكومة اليهودية أكثر انحيازا نحو التمسك التلمودي بالسيطرة اليهودية على كامل فلسطين، ‏وبالتالي أشد رفضا للسير في مشروع حل الدولتين الأمريكي.‏
ورغم هذه المشاكسة إلا أن أمريكا لن تحرم اليهود من عباءتها السياسية التي تغطي عوراتهم في المحافل ‏الدولية، ولذلك فإن تلويح رئيس السلطة الفلسطينية باللجوء للمحاكم الدولية هو من الكفاح الرخيص الذي يدغدغ ‏عبره مشاعر الغاضبين من أبناء فلسطين ويفرغ غضبهم في مسار فارغ من المضمون، ويسهم في ممارسة نوع من ‏الضغط الأمريكي على الحكومة اليهودية المشاكسة. وإن مطلب توفير الحماية (الدولية) يعني سياسيا استجلاب قوات ‏احتلال دولية فوق الاحتلال اليهودي، وهو ما يعمل رئيس السلطة على تحريكه بين الفينة والأخرى.‏
إن قضية فلسطين هي قضية عسكرية بامتياز، وكل محاولة سلطوية لحشرها في المحاججات القانونية هو ‏تضليل وحرف للقضية عن مسارها المنتج، ولذلك يجب على أهل فلسطين التنبه لهذا الكفاح الرخيص وفضح ‏القائمين عليه، وفي الوقت نفسه يجب عليهم أن يتصدوا سياسيا لمشاريع تصفية قضية فلسطين، بغض النظر عن ‏عناوينها السياسية، سواء أكانت حاليا تحت عنوان المشروع الفرنسي أم مشروع الهدنة طويلة الأمد، وإن هذه ‏الجريمة النكراء يجب أن تكون دافعا لقلب الطاولة على مشروع الهدنة في غزة قبل المشروع الفرنسي في الضفة.‏
ولا شك أن التوجهات الوحيدة المنتجة مختصرة في شطر جملة: العمل على تحريك الجيوش للجهاد، وهو ما ‏يتطلب تحريرها من القبضة الاستبدادية للأنظمة العربية في ثورة حتى الخلافة على منهاج النبوة، وكل ما يطرح ‏خارج هذا السياق الثوري هو تمرير للمشاريع الغربية وهو ضد مشروع التحرير الحقيقي.‏
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور ماهر الجعبري
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين
 17 من شوال 1436
الموافق 2015/08/02م

No comments:

Post a Comment