Saturday, August 29, 2015

خبر وتعليق: أزمات المهاجرين في البحر المتوسط لن تحل إلا بانتهاء الاحتلال الغربي لبلاد المسلمين

خبر وتعليق: أزمات المهاجرين في البحر المتوسط لن تحل إلا بانتهاء الاحتلال الغربي لبلاد المسلمين

(مترجم)
الخبر: بحسب خبر ورد على BBC يوم السبت 2015/08/23، أنقذت قوات البحرية الإيطالية 4400 مهاجر كانوا على ظهور أكثر من 20 قارباً مهترئاً ومزدحماً محاولين الدخول إلى أوروبا. وبحسب الأمم المتحدة فإنه لغاية الآن، من هذا العام، اجتاز 264.500 مهاجر البحر المتوسط إلى أوروبا. وادعت فروتكس أن حوالي 340.000 مهاجر اكتشفوا منذ بداية العام على الحدود الأوروبية الخارجية. وقد بلغت أعداد المهاجرين الذين وصلوا إلى اليونان عبر البحر لغاية أواسط آب/أغسطس 158.000، متجاوزين بذلك الذين وصلوا إلى إيطاليا ويقدروا بـ90.000 مهاجر. وتتوقع ألمانيا وصول 800.000 لاجئ هذا العام. وقد أشعلت الحرب الأهلية الشرسة في سوريا فتيل هذه الهجرة الجماعية. كما ويفر المهاجرون من جنسيات أخرى كالأفغان والأريتيريين وغيرهم هرباً من الفقر وانعدام حقوق الإنسان في بلدانهم. وقد شاركت في عملية الإنقاذ سفينتان حربيتان إيطاليتان وسفن إيطالية أخرى بالإضافة إلى سفينة حربية نرويجية. وقد انتقد بعض السياسيين عملية الإنقاذ هذه بحجة أنها تشجع على الهجرة وعلى أعمال التهريب. وتقول منظمات حقوقية أن ازدياد أعداد المهاجرين تعود إلى الصراعات والاضطهاد في إفريقيا والشرق الأوسط، ويجب على الحكومات الغربية أن تعمل أكثر على إيجاد طرق آمنة لوصول المهاجرين إلى أوروبا. وفي نيسان/أبريل تعهد زعماء الاتحاد الأوروبي زيادة عمليات المراقبة البحرية في المتوسط والحد من شبكات التهريب وإلقاء القبض على القوارب وتدبيرها قبل نزول المهاجرون منها.

التعليق: لقد ازدادت أعداد المهاجرين إلى أوروبا على متن القوارب هذا العام بشكل كبير جداً. وتواجه أوروبا الآن معضلةً ضخمة بخصوص اللاجئين من الشرق الأوسط ودول شمال إفريقيا. وبحسب الأمم المتحدة فإن أزمة اللاجئين هذه تعتبر الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية. يفر مئات الآلاف من المهاجرين البائسين من بلدانهم هروباً من ويلات الحرب والفقر والظلم والاضطهاد في أمل لحياة أفضل. ولكن نتيجة لمفهوم الوطنية اللاإنساني الذي يقدر الهوية الوطنية أكثر من القيمة الإنسانية، تعامل الحكومات الغربية هؤلاء المهاجرين الضعفاء بقوة لمنعهم من الهجرة إليها. تمنع قوات الشرطة المقدونية وتطرد اللاجئين بقوة، بينما تمنع بلدان أخرى دخولهم إلى أراضيها بإحكام إغلاق الحدود وتسيير دوريات مراقبة بحرية شديدة ومكثفة. وهذه الأعمال هي نتيجة مباشرة للقيم الفاسدة التي وضعها البشر والتي تسلب إنسانية الناس وتحرمهم المأوى مع حاجتهم الماسة للمأوى والحماية. يجب على القادة الأوروبيين أن يفهموا أن هذه الأزمة هي نتيجة مباشرة للحروب الاستعمارية وللتدخل العسكري في العالم الإسلامي من قبل الغرب، بالإضافة إلى دعم الدكتاتوريات الحاكمة الظالمة في بلاد المسلمين مثل سوريا مصر. الأمر الذي سوف يرتد في وجوه الحكومات الغربية ويطاردها إلى شواطئها.
ويجب علينا أيضاً أن ندرك أن وقف طرد المهاجرين أو إيجاد طرق آمنة لهم أو إنفاق الملايين من الدولارات على إنقاذهم وإيوائهم أو القضاء على شبكات التهريب أو حتى منح المهاجرين درجة لاجئ شرعي، كل هذه الحلول لا تعتبر حلاً حقيقياً لأزمة المهاجرين البائسين. إن هذه الأزمات الضخمة والمعاناة المستمرة لمئات الآلاف من البشر لن تنتهي إلا بانتهاء الاحتلال الغربي لبلاد المسلمين وبانتهاء إشعال ودعم الحروب غير الأخلاقية في العالم أجمع. لن تحل هذه المشكلة إلا بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي سوف تقضي على الاحتلال الغربي لبلاد المسلمين وطرد قواتهم من أراضينا وقلع النظام السياسي والاقتصادي الوضعي الحاكم في بلاد المسلمين ولن تضمن دولة الخلافة الاستقرار السياسي فحسب ولكن أيضاً ستوفر الانتعاش الاقتصادي والآمن لكيلا يضطر أي فرد من رعاياها إلى الهجرة إلى مستقبل مجهول ومذل. وأكثر من هذا، فإن الخلافة ستكون ملاذ المظلومين والضعفاء في الأرض بغض النظر عن جنسياتهم أو أعراقهم أو أديانهم كما كانت في السابق. ولقد أرسل الخليفة العثماني بايزيد الثاني أسطوله البحري كاملاً لإنقاذ 150.000 يهودي إسباني خلال محاكم التفتيش الإسبانية ورحب بهم في دولة الخلافة عام 1492م.
وقد وجه السلطان العثماني محمد الثاني عام 1453م دعوة إلى اليهود والمطرودين من القارة الأوروبية بأسرها للجوء والاستقرار في الدولة العثمانية.
واليوم، وبغياب الخلافة فقد أغمض الرويبضات من حكام العالم الإسلامي أعينهم عن مآسي الملايين من النساء والرجال والأطفال من أبناء هذه الأمة الذين يضطرون إلى الهجرة إلى الغرب بشكل غير شرعي وتركوهم تحت رحمة هؤلاء الحكام الغربيين الذين هم أنفسهم قد أعلنوا الحرب ضد الإسلام والمسلمين وغزوا بلاد المسلمين ودمروها ودعموا الطواغيت من حكام المسلمين مثل الأسد والسيسي؛ ولذا يجب على كل مسلم من أبناء هذه الأمة أن يبذل قصارى جهوده لاقتلاع هذا النظام الرأسمالي الفاسد وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي سوف تحل جميع أزمات العالم بما فيها أزمة المهاجرين الحالية إلى أوروبا.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فهميدة بنت ودود
15 من ذي القعدة 1436
الموافق 2015/08/30م

No comments:

Post a Comment