Wednesday, August 26, 2015

خبر وتعليق: حفنة تراب بريئة من طالبها

خبر وتعليق: حفنة تراب بريئة من طالبها

الخبر: أوصى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـأن يوضع في قبره حفنة من تراب أراكان من مقبرة الشهداء العثمانيين هناك. جاء ذلك خلال مشاركة أردوغان بفعالية "الأصدقاء القدامى يلتقون برئيس الجمهورية" والتي التقى فيها أردوغان عدداً من السياسيين والمثقفين الأتراك الذين تربطه بهم علاقات صداقة طيبة. حيث قال أردوغان: "وصيتي لزوجتي وأولادي، عندما أموت أن يضعوا على قبري حفنة من التراب المأخوذ من قبر عثمان أوغلو محمد المدفون في مقبرة شهداء العثمانيين في أراكان".

التعليق: وصية رئيس يقف على أطلال أمجاد الشهداء العثمانيين الذين استشهدوا في سبيل إعلاء كلمة الله وتحكيم شرعه في زمن الفتوحات لتصل إلى إقليم أراكان الذي كان بوابة لدخول الإسلام إلى بورما بواسطة التجار المسلمين في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد!!
وصية رئيس دولة كان حكامها يوما يتسابقون لتحرير البلاد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، كانوا يعلمون غاية وجودهم وهو نشر الإسلام وتطبيقه وتنفيذ كافة أحكامه الشرعية لتنعم البشرية بالرفاه والعدل!!
لقد رغب هذا الرئيس بحفنة تراب من قبر الشهداء لتمتزج مع التراب الذي سيُلقى على قبره، فهل ستخفف هذه الحفنة من تقاعسه تجاه شعب أراكان المسلم المذبوح من الوريد إلى الوريد جراء صمته وصمت كافة حكام بلاد المسلمين بل صمت العالم أجمع على مآسيهم المستمرة؟؟!!
وهل ستخفي هذه الحفنة وصمة عار عمالته وهو رئيس لدولة تملك جيشاً هو السادس على العالم من حيث الحجم، وهو القوة الثانية في حلف شمال الأطلسي بعد الولايات المتحده؟؟!!
فبعد هدم الخلافة الإسلامية وإقامة الجمهورية التركية الحديثة تحت قيادة "مصطفى كمال" تم حل الجيش الإسلامي واستبدال الجيش التركي به، ومنذ ذلك الوقت يُعد هذا الجيش مؤسسة سياسية مهمة وتعتبر حصن الجمهورية التركية العلمانية، وحسب القانون فإن الجيش التركي يتولى وظيفة سياسية من خلال دفاعه عن الدستور العلماني للدولة وعلى وحدة البلاد، وليصبح تحت قيادة أردوغان الآن الذي سيشهد تراب فلسطين المحتلة منذ سنوات طوال، وتراب سوريا الذي يُسقى بدماء أطفال ونساء المسلمين، سيشهد على خذلانه عن نصرة الإسلام والمسلمين في كل مكان.
فلن نوجه نداءنا لك يا أردوغان، ولن نحاول استحضار ذكريات أجدادك لنلهب مشاعرك لتخوض غمار الفتوحات؛ لأننا على يقين بمعرفتك بتلك الأمجاد؛ فأنت دائم التغني بها لتلهب مشاعر مستمعيك والمبهورين بعطاءاتك والتي لا ترقى لحجم المسؤولية التي تتولاها وهي رئاسة دولة لها ثقلها ووزنها عند أربابها.
سنوجه نداء استغاثة لجيوش المسلمين عامة وللجيش التركي خاصة أن جددوا عهد العز والكرامة، ورابطوا لحماية الأمة الإسلامية وأراضيها كما رابط أجدادكم لحماية غزة خلال الحرب العالمية الأولى عام 1917.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى
11 من ذي القعدة 1436
الموافق 2015/08/26م

No comments:

Post a Comment