Monday, August 24, 2015

خبر وتعليق: خدمة لأمريكا.. الأمم المتحدة ترمي بثقلها في اليمن إلى جانب الحوثيين

خبر وتعليق: خدمة لأمريكا.. الأمم المتحدة ترمي بثقلها في اليمن إلى جانب الحوثيين

الخبر: أوردت صحيفة اليمن اليوم اليومية الصادرة في اليمن يوم السبت 22 آب/أغسطس الجاري في عددها 1125 خبراً بعنوان "الأمم المتحدة تدعو لتحقيق عاجل" جاء فيه (دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إلى إجراء تحقيقات عاجلة في القصف السعودي العشوائي الذي تعرض له مدنيون في محافظة تعز ليل الجمعة.
وقالت نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إيري مكينكو، أنه وفقاً للتقارير الواردة، فقد أوقع القصف العشوائي "أرقاماً عالية من الضحايا المدنيين بشكل مذهل"، وفق تعبيرها. وأضافت المسؤولة الأممية، التي كانت تتحدث للصحفيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، أن "الأمين العام يدعو لإجراء تحقيق عاجل، إذا ما صحت تلك التقارير، وأن القصف العشوائي للمدنيين يتعارض مع القانون الدولي).
وقالت نائبة المتحدث باسم الأمين العام إيري مكينكو إن التقارير الواردة تشير إلى أن الغارات السعودية العشوائية خلفت أرقاماً عالية من الضحايا المدنيين، موضحة أنه إذا ما صحت تلك التقارير، فإن القصف الذي تعرض له المدنيون يتعارض مع القانون الدولي.

التعليق: دعوة بان كي مون هذه ليست العمل السياسي الأول للأمم المتحدة في اليمن خلال الفترة القريبة الماضية، وهي تنضم إلى سلسلة الأعمال السياسية التي تقوم بها الأمم المتحدة الآن في اليمن لصالح الحوثيين ليتم لها ما حققه مبعوثها القديم جمال بن عمر ما بين 2011م - 2015م. وهي تعمل لصالحهم على جبهتين: الأولى الدعوة إلى الحل السياسي الذي تشركهم فيه كمكون سياسي، ويقود هذه الجبهة مبعوثها الجديد إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وما إن تهمد هذه الجبهة حتى تعمد إلى الجبهة الأخرى وهي الجانب الإنساني "الغذاء والدواء والضحايا المدنيين".
تعمل الأمم المتحدة منذ مطلع هذا الشهر لإنقاذ الحوثيين منذ تدهور أوضاعهم على الأرض وفشلهم في تمكين علي ناصر محمد من السيطرة على عدن نتيجة تدخل بريطانيا لإخراجهم من عدن بقوات إماراتية ثم العند فأبين ثم تعز "التي يحاولون استعادتها الآن لتقوية موقفهم التفاوضي عند العودة لطاولة الحوار مع هادي".
فقد بدأت الأمم المتحدة أعمالها السياسية منذ خطاب عبد الملك الحوثي في 2015/08/02م "في اليوم التالي لزيارة خالد بحاح لعدن" التي دعا فيها للحل السياسي، ليأخذها محمد جواد ظريف في 2015/08/03م بدعوة لحوار إقليمي بين نظام الحكم في بلاده "إيران" وأنظمة الحكم في الخليج تحت مظلة الأمم المتحدة يبدأ من اليمن. لتصل إلى إسماعيل ولد الشيخ أحمد إذ، دعا من القاهرة في 2015/08/04م إلى الحل السياسي والحوار بين الفرقاء السياسيين في اليمن مجدداً في مسقط، تلاه بيتر ماويرر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي زار صنعاء في 2015/08/09م وعقد مؤتمراً صحفياً قال فيه "ينبغي أن تعي كل الأطراف الدولية أن الحصار خلف أوضاعاً كارثية لا يمكن وصفها وعليها أن تدع السلع الغذائية والطبية تتدفق لليمن.."، ومن بعده وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ستيفن أوبراين الذي قام في 2015/08/10م بزيارة إلى منطقة عمران بالقرب من صنعاء، وقال ستيفن أوبراين، للصحفيين في عدن في ختام زيارة خاصة لليمن "إن تقديم المساعدة إلى الملايين من المحتاجين أصبح أمرا بالغ الصعوبة على نحو متزايد بالنسبة لموظفي الإغاثة بسبب تصاعد أعمال العنف والعجز في التمويل، حيث التقى بالنازحين والسلطات المحلية، ينبغي على المجتمع الدولي زيادة تمويل جهود الإغاثة في اليمن والمساعدة في إيصال المساعدات الحيوية للمدنيين المتضررين من النزاع المدني الذي طال أمده في البلاد.."، فمقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالحق والطعام هلال الفر قالت في بيان لها 2015/08/11 إن 12.9 مليون يفتقرون للإمدادات الغذائية، ليعود ستيفن أوبراين مجدداً في 2015/08/20م، ويقول إن قصف التحالف لميناء الحديدة في 2015/08/19م "عمل يخرق القانون الإنساني الدولي"، ثم دعوة بان كي مون للتحقيق العاجل في قصف طيران التحالف منطقة صالة بتعز.
إن قيام الأمم المتحدة بكل هذه الأعمال السياسية في اليمن ليس من فراغ؛ فهي تأتي ضمن تحقيق المصالح الاستعمارية للأمريكان في اليمن التي أوكلتها إليها الإدارة الأمريكية على حساب المصالح الاستعمارية البريطانية فيه، ضمن الصراع السياسي للدول الاستعمارية على بلدان العالم بهدف السيطرة الكلية عليها، بعد أن تركت القتال بالسلاح في الاستعمار القديم خلال الستين عاماً من تأسيس الأمم المتحدة في 1945م على خُطا عصبة الأمم "1919م"، ومن قبلها عصبة الأمم النصرانية "1648م"، واتخاذ أمريكا لها في أعقاب الحرب العالمية الثانية لإخراج الاستعمار القديم "الأوروبي" والحلول مكانه.
إن الأمم المتحدة قامت لتحقيق مصالح الدول الاستعمارية على حساب شقاء شعوب الأرض قاطبة تحت اسم القانون الدولي والأسرة الدولية التي أشبعت العالم نزاعاً وحروباً كان آخرها الحرب العالمية الثانية، وليس كما قد يظن ظان بأنها رحيمة ورؤوفة تعمل على حل النزاعات في العالم.
كيف لمن يقول أنه يعمل لتمكين الإسلام من الحكم أن يجعل أعماله تتم عن طريق الأمم المتحدة وهي على هذه الشاكلة، وعليه في الأصل إبعاد يد الأمم المتحدة عن العبث بالتدخل في بقاع العالم التي لا تحقق سوى المصالح الاستعمارية.
إن دولة الخلافة على منهاج النبوة التي يعمل حزب التحرير لإقامتها للحكم بالإسلام وتوحيد بلاد المسلمين وإقامة العدل على الأرض على أساس الإسلام هي وحدها القادرة على إخراج الأمم المتحدة من حيز الوجود.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس: شفيق خميس
09 من ذي القعدة 1436
الموافق 2015/08/24م

No comments:

Post a Comment