Saturday, August 29, 2015

خبر وتعليق: ليس هكذا يحارب "التطرف" يا ملكة الأردن؟!

خبر وتعليق: ليس هكذا يحارب "التطرف" يا ملكة الأردن؟!

الخبر: وكالات أنباء - اعتبرت رانيا ملكة الأردن أن المسلمين المعتدلين لا "يقومون بما هو كاف" لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية ودعت إلى المراهنة على الشبان لتجنب سقوط المنطقة بأيدي المتطرفين.
وقالت الملكة الأردنية في كلمة ألقتها في تجمع رجال الأعمال الفرنسيين في بلدة جوان جوزا الذي يركز هذا العام على الشباب "إن داعش تواصل نشر أيديولوجيتها الشيطانية" مضيفة وسط تصفيق الحضور "أن المسلمين المعتدلين في العالم لا يقومون بما هو كاف للانتصار في المعركة الأيديولوجية التي هي في قلب هذا الصراع".
وختمت "أن الفشل ليس خيارا لأننا إذا فشلنا بوجه المتطرفين وتمكنوا من الفوز فإن المنطقة بكاملها ستسقط"، محذرة من "التداعيات على مستوى العالم في حال حدوث ذلك".

التعليق: بغض النظر عن إرهاب تنظيم الدولة الذي لا يمثل الإسلام الحقيقي ولا الإسلام السياسي ولا دولة الإسلام، فإن تصريحات الملكة رانيا هي عزف آخر في المقطوعة التي يعزف عليها الكثيرون، وهي معزوفة الإسلام المعتدل والإسلام المتطرف! هذا التقسيم الذي لا أصل له في الإسلام بل هو تشويه له وتشتيت أكثر للمسلمين تحت هذه المسميات.. تقسيم أراد به الغرب أن يتولى فيه أصحاب "الإسلام المعتدل" الحرب على ما يسمونه "بالإسلام المتشدد أو المتطرف"، والنتيجة تكون خدمة المصالح الغربية في المنطقة... فظهرت مفاهيم مثل الأصولية والإرهاب والتطرف خاصة بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر. حيث عرّفت موسوعة "سبكتروم" الأصولية بقولها: "الأصولية، مصطلح جامع يشير إلى المجموعات الإسلامية المتعددة التي تعتمد الإسلام كسلاح سياسي، وتتطلّع إلى دولة إسلامية. وهذا يعني، قيام نظام الدولة بأكمله على الشريعة الإسلامية". ولأن هذا الأمر يهدد مصالحهم في بلاد المسلمين فقد عملوا على تشويه الإسلام السياسي وتصويره بالعاجز على أن يكون قاعدة للحكم وبناء دولة.. وكذلك قالوا أن "الإسلام المتطرف هو المشكلة، والإسلام المعتدل هو الحل"، وأنّ الإسلام هو مصدر تسعة أعشار الإرهاب العالمي الرسمي، وذلك ليكسبوا التأييد حول خطر الإسلام السياسي الذي يتهدد العالم وبالتالي يجب محاربته والقضاء عليه حتى لا تقوم دولة إسلامية تحكم بشرع الله! وكذلك عملوا على إيصال من يريدونهم من أصحاب هذا التيار إلى سدة الحكم ثم إسقاطهم لإظهار فشل الإسلام السياسي في بناء دولة مثلما حصل في مصر وتونس مؤخرا.
وقد ساعدهم في ذلك عدد من العلمانيين الجدد، العلمانيين الملتحين "المعتدلين" ممن سُمّوا بعلماء ورجال دين والذين نادوا بإسلام يتوافق مع نظرة ورغبة ومصلحة وهيمنة أمريكا، فيه يستمد المسلمون تشريعاتهم من غير القرآن والسنة حيث يعزلونهم عن الحياة والمجتمع والدولة، ويبقى تطبيقه في بعض العبادات والمعاملات، ويغيرون في فهم النصوص الشرعية ويشوهون أحكامها لتتوافق مع هواهم ومع ما يريدون تسويقه وفرضه مما تمليه عليهم أمريكا وأعوانها.
وسارت الحكومات والأنظمة في المسار نفسه وتسربلت برداء أمريكا وحاربت بسيفها، فحاربت الحركات الإسلامية ونعتتهم بالإرهاب والتطرف. ودأبت على مغازلة أمريكا لنيل ودها حتى على حساب عقيدتها وإسلامها مثلما حصل من اشتراك الزعماء في العالم الإسلامي ومن ضمنهم الملكة رانيا هذه وزوجها الملك عبد الله في تظاهرة باريس للتضامن مع ما أسموه "ضحايا شارلي إيبدو" في الوقت الذي لم يحركوا فيه ساكنا لمئات الألوف من المسلمين في بورما وإفريقيا الوسطى الذين يقتلون بلا ذنب ولا جريرة إلا أنهم مسلمون!
ليتنا سمعنا الملكة رانية تهاجم دولة يهود وتنعتها بالإرهاب! ليتها نادت المسلمين لمواجهتها والتصدي لها في تدنيسها للأقصى ليل نهار ومنعها حتى النساء من دخوله بل ومطاردتهن وسجنهن وضربهن! ليتها تكلمت عن إرهاب البوذيين الكفرة بحق النساء والأطفال في ميانمار، أو ما يحدث للمسلمين في إفريقيا الوسطى على يد ميليشيات النصارى! ليتها حزنت على أطفال سوريا الذين يقتلون كل يوم بقنابل بشار ونظامه المجرم! ليتها أشارت إلى ما يفعله السيسي من إرهاب مع الناس العزل في مصر! أم أن هذا خارج الخطة المرسومة والهدف المنشود الذي يتركز في مهاجمة الإسلام والترويج للإسلام المعتدل أو الإسلام على الطراز الأمريكي!
إن محاربة تنظيم الدولة وأمثاله لا يكون بالركض إلى أحضان أمريكا وأعوانها والتكلم بلسانها، بل يكون بإظهار الإسلام الحقيقي القادر على بناء دولة إسلامية قوية قائمة على أحكام الله وشرعه. إن محاربته تكون بإيجاد دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي تقطع دابر الظالمين أينما كانوا وحيثما حلّوا.
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي
 14 من ذي القعدة 1436
الموافق 2015/08/29م

No comments:

Post a Comment