Saturday, August 29, 2015

خبر وتعليق: إنشاء قوة عربية لمحاربة الشعوب العربية

خبر وتعليق: إنشاء قوة عربية لمحاربة الشعوب العربية

الخبر: تقررعقد اجتماع مشترك لوزراء الخارجية والدفاع للأنظمة العربية يوم 2015/8/27 بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية برئاسة النظام المصري لإقرار البرتوكول الخاص بإنشاء القوة العربية المشتركة، إلا أنه بناء على طلب بعض الأنظمة العربية تم تأجيله إلى موعد يحدد لاحقا كما أعلنت الجامعة العربية، وذلك من أجل مزيد من التشاور والتنسيق بين هذه الأنظمة.
"وسبق أن عقد رؤساء أركان القوات المسلحة العربية عدة اجتماعات خلال الأشهر الماضية للتوصل إلى مشروع برتوكول إنشاء قوة عربية تنفيذا لقرار قمة الجامعة العربية في شرم الشيخ التي عقدت في آذار/مارس الماضي، وقد توصلوا إلى ذلك المشروع يوم 2015/8/25".
"وأعلن المتحدث العسكري المصري العميد محمد سمير أن "القوة العربية المشتركة ليست موجهة ضد أي دولة ولا تمثل محورا أو تحالفا أو تهديدا لأحد، وإنما تهدف إلى محاربة الإرهاب وحماية الأمن القومي العربي". وأشار إلى قرار قمة الشيخ المتعلق بذلك.

التعليق: إن الأنظمة العربية تمادت في غيها وأسقطت عن وجهها كل قناع تخفي وراءه خياناتها، فلم تعد تنشئ قوات مشتركة لتحرير فلسطين، فذلك قد سقط من قاموسها نهائيا منذ قمتها بالرباط عام 1974 التي سلمت فيها المسؤولية عن فلسطين لمنظمة التحرير الفلسطينية واعتبرت هذه المنظمة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وخاصة في قمتها ببيروت عام 2002 عندما قبلت بما يسمى المبادرة العربية، والتي هي مبادرة أمريكية سلمت للنظام السعودي ليقترحها باسم المبادرة العربية، والتي تتضمن الاعتراف بكيان يهود على أغلب أرض فلسطين مقابل أن تقام دولة فلسطينية منزوعة السلاح على جزء يسير من فلسطين.
وهكذا تخلت الأنظمة العربية عن أساليب الكذب التي كانت تتبعها وتدعي أنها تعمل لتحرير فلسطين، فلم تعد تذكر ذلك ولا توجه اهتماماتها له، وصارت تدعو إلى السلام في المنطقة، وكشفت عن قناعها عندما اشتركت مع أمريكا أو أيدتها في الحرب على العراق عام 1991 تحت غطاء تحرير الكويت، ومن ثم وجدت ضالتها في تبرير سيرها مع أمريكا عندما أعلنت الأخيرة الحرب على الإرهاب على أثر أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، والتي تعني الحرب على الإسلام حيث قامت أمريكا باحتلال أفغانستان وأتبعته باحتلال العراق وأيدتها الأنظمة العربية وقدمت لها الخدمات والتسهيلات كما أيدتها ودعمتها الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي وخاصة الباكستان وتركيا وإيران.
أصبحت هذه الأنظمة كلها لا همَّ لها ولا ديدن غير محاربة الإرهاب وصار التحالف مع أكبر دولة استعمارية شيئا مقبولا بعدما كان شيئا منبوذا وكان يعد من يتحالف مع أمريكا عميلا للاستعمار وبلغة أخرى للإمبريالية والصهيونية العالمية أو تحالفا مع الشيطان الأكبر، فلم تعد أمريكا في نظرهم مستعمرا ولا شيطانا أكبر ولا أصغر، بل حليفا وصديقا، وأقل ما فيها تقاطع مصالح بكذبة مكشوفة لتبرير التحالف مع الشيطان الأكبر، وأصبحت هذه الأنظمة تتسابق للانضمام إلى حلف أمريكا.
وقد قررت هذه الأنظمة السير في ذلك بعدما علمت أنها أصبحت منبوذة من قبل شعوبها ولم تعد تستطيع أن تكذب عليها أو تخدعها فقد وصل الوعي لدى هذه الشعوب على هذه الأنظمة إلى حد عال بأن قامت وثارت عليها ونادت بإسقاطها وأسقطت رؤوس بعضها. وما زالت مستمرة في ثورتها رغم عظم التآمرعليها. وقد تجلت في أحسن صورها في ثورة الشام المباركة.
ومن هنا جاءت فكرة إنشاء قوة عربية مشتركة لمحاربة الشعوب العربية الثائرة تحت مسمى محاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية وتحت مسمى حماية الأمن القومي العربي وذلك للحفاظ على الأنظمة العربية، وهذا كله ضمن مخطط أمريكي للحفاظ على نفوذه في المنطقة وجعل كل الأنظمة تابعة له.
ومع أن هذه الشعوب لم تنجح بعد في إسقاط تلك الأنظمة، ولكنها لم تتوقف عن عملها فقد كسرت حاجز الخوف واستعدت للتضحية وزمجرت وتحركت، وقد نزعت ثقتها نهائيا من هذه الأنظمة وسوف تبقى تعمل حتى تسقطها مهما طال الزمن. لأن هذا الذي حدث ليس بسيطا بل هو أمر عظيم تدركه أمريكا وسائر الدول الاستعمارية وسائر المفكرين السياسيين.
فذلكم حركة وعي عالية في الأمة لا تستخفوا بها، وانحسار للغشاوة عن العيون لتبصر أمامها، ولتنطلق وتكسر القيود والأغلال التي تكبلها، فهي انطلاقة مباركة ستأتي بالخير إن شاء الله. وسوف تصل درجة الوعي فيها إلى الوعي التام فتدرك هدفها وتبصر طريقها وتميز بين الخبيث والطيب وبين المخلص والمتآمر عليها، فتعرف قائدها الذي سهر عليها عشرات السنين وهو يعمل على توعيتها ويفضح لها عمالة الأنظمة القائمة وخياناتها وتآمرها مع المستعمر الكافر.
وقائدها هذا ثابت على فكره لم يتزحزح عنه، وعلى طريقته لم يحد عنها قيد شعرة، وعلى هدفه لم ينحرف عنه بأية حركة ملتوية. وهو ليس شخصا بل هو حركة تحريرية متمثلة في حزب مبدئي يضم خيرة أبناء الأمة المخلصين، يستند إلى فكر الأمة ويعبر عن أحاسيسها. فوجوده وثباته هو أكبر دليل بإذن الله على أن تلك الأنظمة سوف تسقط مثلما تمكن من فضحها، وأن ثورة الأمة سوف تنجح، وأن درجة الوعي لديها سوف تصل إلى الوعي التام، وأنها سوف تسلمه قيادتها ليقيم خلافتها الراشدة على منهاج النبوة ويجعلها أعظم دولة في العالم؛ إنه حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور
 14 من ذي القعدة 1436
الموافق 2015/08/29م

No comments:

Post a Comment