Monday, August 24, 2015

خبر وتعليق: بشرع من يعاقب من يريد الحج؟

خبر وتعليق: بشرع من يعاقب من يريد الحج؟

الخبر: "جريدة الرياض" غرامات مالية كبيرة.. ومصادرة مركبات وإبعاد عن البلاد. لائحة عقوبات أمام من يحاول الحج بلا تصريح.

التعليق: في كل موسم يخرج علينا النظام السعودي ليتفنن في أساليب صد الناس عن بيت الله الحرام، ومنعهم من أداء فريضته، فعدا عن تضييقه على الحج والتفنن بأساليب التجسس عليهم رغم كونهم "نظاميين" بحسب شريعته، فإنه يتفنن في معاقبة من يرغب بالحج دون إذن آل سعود، في إضافة جديدة لأركان الحج، "لا حج بلا تصريح!"
لا ينفك مشايخنا عن الحديث في كل خطبة "أن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" فلا بد أن نسألهم هنا، هل تصريح الحج هذا سنة عن رسول الله أو يمكن أن نجده في أركان الحج أو شروط صحته في فقه السلف الصالح، أم هو بدعة ابتدعها آل سعود وجعلوها شرطا لصحة الحج، بل لم يكتفوا بذلك فشرعوا عقوبات لم يشرعها الله على من يخل بها!؟ لقد تحدث الفقهاء عن شروط وواجبات وأركان للحج، وكان محور البحث ما يمكن أن يخل بالحج أو ما يمكن جبره بالفدية، لكنه لم يرد في أي فقه ما يعاقب به من يخالف ركنا أو شرطا، فما بال فقه آل سعود ينص على ركن جديد لصحة الحج يترتب على تركه لائحة من العقوبات بل تشمل وسيلة النقل التي يمكن أن يستخدمها الحاج في تنقله؟!
قال تعالى: ﴿وَأَذِّنْ في النَّاسِ بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلَى كُلِّ ضامِر يَأتينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميق﴾ أما النظام السعودي فيقول لا تأتوا للحج إلا بإذن منا وإلا فالعقاب الشديد..
وقال تعالى: ﴿وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾ أما النظام السعودي فينفذ مخططات المشركين في اليمن والشام والعراق، ويسارع لإنقاذ اقتصادهم وحماية مصالحهم..
إن الحج يشهد في كل عام على هذا الجرم الكبير، وإن على مشايخ هذه البلاد أن لا يمروا عن هذا الأمر مرور الكرام، بل عليهم أن يتخذوا موقفا يرضي الله وينتصر لشريعته.. إن شريعة الله لا تتجزأ، وإن شريعة الله لا تكون، كما نزل بها الوحي، إلا بدولة خلافة راشدة على منهاج النبوة تقيم كل أحكامها في كافة شؤون حياتها، لا دولة تنتقي منها ما تشاء وتغير منها ما تشاء. فإلى متى يرضى مشايخنا بمن يمنع الحج ويمنع الجهاد ويمنع نصرة المسلمين ويوالي أعداء الدين ويبيح الربا ويكرس الفرقة بين المسلمين ويقدس حدود المستعمرين ويسير في سياسات الكافرين؟!... إلى متى يتغاضى مشايخنا عن كل ذلك إرضاء لنظام آل سعود؟ أوليس الله أحق أن يرضوه؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم - بلاد الحرمين الشريفين
10 من ذي القعدة 1436
الموافق 2015/08/25م

No comments:

Post a Comment