Saturday, August 29, 2015

خبر وتعليق: ما تحتاجه ماليزيا هو تغيير جذري بالشريعة والخلافة

خبر وتعليق: ما تحتاجه ماليزيا هو تغيير جذري بالشريعة والخلافة

مترجم
الخبر: الويلات التي خيمت على المشهد السياسي الماليزي قد امتدت نفسها إلى ما وراء "العادي" من مشاحنات وكلمات وقحة في البرلمان. تراكم التصور العقيم للقيادة الحالية التي بدأت منذ فترة طويلة، ومع ذلك جاءت اللحظة الحاسمة عندما ذكرت جريدة وول ستريت جورنال أنه تم نقل 2.6 مليار رينغيت ماليزي تم تحويلهم إلى الحساب البنكي الخاص برئيس الوزراء 'نجيب' من مصدر مجهول سنة 2013. اليوم، بلا شك إن ماليزيا في وضع سياسي واقتصادي متردٍّ وأصوات الغضب تتصاعد يوما بعد يوما بأشكال مختلفة. على سبيل المثال، فإن المعارضة تخطط لسلسلة من المسيرات الضخمة التي ستقام في 29-30 آب/أغسطس في المدن الرئيسية في ماليزيا، وهي كوالالمبور، وكوتا كينابالو وكوتشينغ بهدف السعي إلى استقالة رئيس الوزراء والدعوة إلى حكم نظيف في ماليزيا. اقتصاديا، تعاني ماليزيا من انخفاض مستمر لمستوى الرينغيت الماليزي أمام الدولار والعملات الأخرى في المنطقة. العملة الآن هي في أدنى مستوى لها منذ 17 عاما مقابل الدولار، حيث فتح هذا الصباح بـ4.2630 للدولار. تحت هذه الضغوطات، قررت المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة "الانتقام". ألقى رئيس الوزراء نجيب كلمة مؤثرة في ولاية برليس قبل أيام قليلة حول اختيار الرابطة الأكثر بدائية التي تربط الناس كسلاح. واستخدم رئيس الوزراء في كلمته سلاح اللعب على مشاعر الماليزيين حيث قال "سوف يصبح الماليزيون معدمين فقراء إذا فقدت المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة السيطرة" وحث أعضاء المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة للدفاع عن الحزب على رأس القيادة السياسية، يبدو أن المنظمة قد فقدت كل آمالها المعلقة في السيطرة وهي تستخدم آخر حل للنجاة وهي الرابطة القومية البدائية.

التعليق: ما يحدث في ماليزيا ليس مجرد حالة بسيطة من فرد أو مجموعة من الأفراد لمحاولة العبث بالأمور. إنها مظهر كلاسيكي من الفشل المنهجي المزمن. من السؤال المطروح بشأن الأموال التي تم تحويلها إلى حساب نجيب واستخدام القومية كأساس للوحدة والمشاكل التي تواجه ماليزيا يمكن أن يعزى الأمر مباشرة إلى قواعد وقوانين العلمانية التي يتمسك بها الرجل.
"المساهمة" السياسية هي مصطلح يستخدم لوصف هذه الأموال التي ذهبت في حساب نجيب. عندما يكون تعريف الفساد ضبابياً ضمن الحياة السياسية لنظام الحكم العلماني، وعندما تستخدم القوة، بدون حصر، في تغطية كل أخطاء يمكن أن يرتكبها هؤلاء السياسيون، فمن السهل أن يتحول "الفساد" إلى "مساهمة" وهذا هو ما حدث في هذه الحالة. صمت ما يسمى "المفتين" والمؤسسات الدينية في ماليزيا عن هذه القضايا يصمّ الآذان، عندما اعتد هؤلاء بحكم الرجل، تخلوا عن مسؤولياتهم بوصفهم حماة الإسلام وسمحوا لرغباتهم بأن تسود. وحتى الآن هم لا يعرفون بالتأكيد أن في الإسلام خطاً واضحاً يفصل الفساد عن المساهمة.
كرد فعل ضد هذه الأزمة، ويعتقد أن سببها شخص أو مجموعة من الأشخاص، هناك دعوة للتجمعات بهدف إجبار نجيب على الاستقالة وتطبيق ديمقراطية "نظيفة". يجب على أولئك الذين دعوا إلى المسيرات إدراك أنه حتى لو كانت المعارضة لديها القدرة، فإن حكام نظام يفتقد ويهمل الجانب الروحي من الحياة وليس لديها دافع أو حافز التقوى لطاعة الله سبحانه وتعالى، فإن الوضع نفسه والدعوات نفسها سيتكرران لتغيير عقيم سوف تردد مرارا وتكرارا.
أما بالنسبة للمعضلة الاقتصادية، فإن الفكرة كلها من استناد الاقتصاد على مال الربا والنقود الورقية، فمن الطبيعي أن تتعرض اقتصادات الدول والعالم إلى صدمات نقدية. حدث هذا مرارا وتكرارا لسنوات عديدة. للأسف، لم تستخلص الدروس أبدا، وسوف تتكرر المشاكل باستمرار طالما يقرر الناس التمسك بهذا النظام الاقتصادي الشرير. في الإسلام، هذه الأزمات تكون نادرة، إن لم تكون غائبة تماما، نظرا لاستقرار النظام النقدي والمالي ودينامية النظام الاقتصادي.
وأخيراً، فإن اليأس من المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة ربط مع المشاعر القومية هو أمر دنيء. نظرا لقوة الله سبحانه وتعالى، فإن هذه المنظمة تحت هذه الضغوط يجب أن تعود للإسلام أو على أقل تقدير، تطمح إلى حل مشاكلها المتراكمة من خلال الإسلام ولكن لا، فقد قرروا لعب ورقة أحقر. وهذا هو بالتأكيد وضع غير ملائم لهم.
ما تحتاجه ماليزيا هو الحل الحقيقي، والحل الذي يضمن الاستقرار في الأرض والسعادة للناس، ما أفضل حلاً من الإسلام والشريعة والخلافة على منهاج النبوة؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد - ماليزيا
 13 من ذي القعدة 1436
الموافق 2015/08/28م

No comments:

Post a Comment