Monday, August 31, 2015

أهل الشام بين الحصار والتهجير يموتون فأين أمة الإسلام وجيوشها عنهم؟

أهل الشام بين الحصار والتهجير يموتون فأين أمة الإسلام وجيوشها عنهم؟

بينما تستمر هجمات النظام في الداخل السوري على مدن الزبداني ودوما وحماة ودمشق وحمص، ويسقط يومياً مئات الأطفال والنساء ضحايا لهذا القصف العشوائي الذي بات يستهدف المدنيين بشكل ممنهج من جهة، وهجمات التحالف الدولي من جهة أخرى. يهرب المئات بل الألوف يومياً من سوريا إلى دول الجوار في موجات هجرة غير مسبوقة اضطُّر فيها أهل الشام للخروج من بلادهم بل ومن بلاد المسلمين لما رأوا الحدود مغلقة في وجوههم والوجوه عابسة أمام استضافتهم، حيث إنَّ أمثل دول الجوار طريقة في "استضافتهم" - نقول استضافتهم كأنهم ضيوف لا أهل وعشيرة وإخوة في الدين واجبةٌ نصرتهم وحمايتهم - قد بنوا لهم مخيمات لجوء عاثرة يتنافسون في تحسين شروط الإقامة فيها، وفي جميع الحالات يفشلون إذ لا تقي برداً ولا شرداً. بل ووصل بهم الحال أن هاجروا عبر البحر لدول الغرب فوصل الألوف منهم في موجات نزوح لم تشهدها البشرية منذ عقود لدول ألمانيا وإيطاليا والسويد والمجر، حيث ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرا مطولا عن أزمة اللاجئين السوريين في دول الجوار، قائلة إن انتباه العالم انصرف حاليا إلى مآسي آلاف اللاجئين في أوروبا، في حين أن هناك أزمة تتفاعل في دول الشرق الأوسط التي تتحمل العبء الأكبر لفشل العالم في إيجاد حل للحرب في سوريا. وقالت الصحيفة إن نسبة اللاجئين السوريين الواصلين إلى أوروبا تمثل جزءا ضئيلا من الأربعة ملايين الذين لجؤوا إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق، الأمر الذي جعل سوريا المصدر الأكبر للاجئين في العالم، وجعلها المكان الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية خلال أكثر من أربعة عقود.
هذا هو حال أهلنا في الشام؛ قتل وتعذيب وإهانة في الداخل، وذل وتعثر على طرقات اللجوء حيث الإهانة في دول الغرب والعرب، فلا خليفة ينصرهم ولا خلافة تفتح لهم البلاد لتحتضنهم وترعاهم. بل إنَّ بلادنا تولاها حكامٌ مجرمون تركوهم في محنتهم ومنعوا عنهم جيوشنا التي يُناط بها مهمة حمايتنا ونُصرتنا، بل وأغلقوا في وجوه أهلنا بلادنا؛ فمنعوهم عنَّا ومنعونا عنهم؛ فمنعوا عنا حتى أجر الإغاثة للملهوف وإطعام الجائع الفقير والبائس والمُعتر! أمَّا بلاد الغرب فهي أنكى وأخبث في التعامل معهم، وإن أظهرت وسلَّط الإعلامُ الضوء على لهفتها المكذوبة وسماحتها المزعومة وقلقها المُدَّعى. حيث ورد في جريدة الراية العدد 40 الصادر في 26 آب الجاري خبراً بعنوان "دول أوروبية تصرح بعدم رغبتها في قبول اللاجئين المسلمين" حيث ذكر الخبر تصريحات لعدد من الساسة الغربيين في دول كالتشيك وسلوفاكيا والنمسا رفضهم استقبال المسلمين من اللاجئين السوريين، متعللين بعدم وجود مساجد تارة وعدم قدرة المسلمين على التكيف مع مجتمعاتهم تارة أخرى. في تحيز واضح وعنصرية مقيتة يدَّعي الغرب حرصه على محاربتها، ما يفضح المستور من أهلية الغرب للحفاظ على حقوق الإنسان، والرأسمالية كمبدأ في تنظيم شؤون البشرية وحماية الحقوق بشكل عادل يليق بالإنسانية.
أزمة أهل الشام في الداخل والخارج، ومعاناتهم في بلاد الشتات وعلى الحدود حيث يلاقون الذل والهوان، في مشاهد تناقلتها وسائل الإعلام بتسارع على السبق الصحفي دون اكتراث بالكرامات من تقبيل مسلمة حرة ليد جندية حدود مقدونية، وبكاء أبٍ يحمل أطفاله يستجدي العبور مما تقشعر له الأبدان وتغلي له الدماء في العروق أن نرى الأب والأم والأخت يُهانون ونحن صامتون عاجزون عن النصرة، نكتفي كما غرَّدت إحدى الناشطات على تويتر تحت هاشتاغ "استضافه_لاجيي_سوريا_واجب_خليجي"؛ حيث تُشن حملة على الموقع السالف الذكر لأجل نصرة أهل سوريا - بالقول "البكاء نهاراً والدعاء ليلاً والشعور بالإهانة ليلاً ونهاراً". هذه الحملة والتغريدات التي أطلِقت عبر هذا الوسم، تُظهر مدى الخيرية في هذه الأمة ومدى تفاعلها مع معاناة الشام وأهلها في تباين واضح مع مواقف حكامنا الذين خذلوهم ولم يفتحوا لهم حتى باب الضيافة ويتركون واجب ضيافتهم على الشعوب التي تتحرق شوقاً لوقفة مشرفة معهم؛ فلو أراد حكامنا نصرتهم حقاً لرأينا التحركات المكوكية ولرأينا مليارات الدولارات تُصرف كما ينفقونها ليل نهار في مناسباتهم الشخصية التي لا تهم الأمة بل تخدم أعداءها.
فيا أمة محمد ، هذا رسول الله الذي سيشهد علينا يوم القيامة يقول: «المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يحقره ولا يسلمه»، فأين نحن من رسولنا وأين نحن من أهلنا في الشام؟
إنه من الثابت في شرعنا أنَّ "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب".. وإنَّكم رأيتم وتَرَون تخاذل الحكام عن نصرة أهلنا، ومنعهم لنا ولجيوشنا عن القيام بالفرض العظيم نصرة المسلمين المستضعفين، فهلمّوا شمِّروا عن سواعدكم وهاتوا أيديكم ضموها لأيدينا، فنسقط حكامنا ونستنهض جيوشنا ونناديها لتنصرنا فتلتحم القوة الناصرة بالفكرة الظاهرة ونعيد دولتنا دولة الرعاية والحماية "الخلافة الراشدة على منهاج النبوة" التي بشّر بها رسولنا ، وأوجب علينا ربُّنا العملَ لإعادتها... فتتحرك الجيوش مكبرةً لتزيل النظام النجس من الشام وتزيل رجس الحكام ونظام الغرب الرابض على صدورنا. فننصر الله لينصرنا فيتحقق فينا وعده سبحانه ﴿وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: 40]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال
15 من ذي القعدة 1436
الموافق 2015/08/30م

No comments:

Post a Comment