Thursday, August 27, 2015

خبر وتعليق: أوباما يسوق للكونغرس الاتفاق النووي الإيراني

خبر وتعليق: أوباما يسوق للكونغرس الاتفاق النووي الإيراني

الخبر: بدأ أوباما مشاورات مكثفة لمدة 3 أسابيع بغرض الحصول على موافقة الكونغرس الأمريكي على الاتفاق الذي أبرم مع إيران حول برنامجها النووي.

التعليق: إن أهم إنجاز تعتبر إدارة أوباما أنها حققته فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران هو عينه ما يعتبره معارضو الاتفاق نقطة ضعف، وهو ما يشبه كعب أخيل في الاتفاق. فإدارة أوباما تقول أنها ضمنت أن لا تتمكن إيران من إنتاج أي سلاح نووي لمدة 15 سنة. حيث إنها لن تتمكن من زيادة الوقود النووي أو زيادة نسبة الإشباع عن الحد الذي يمكنها من صناعة القنبلة النووية، ولن تتمكن من زيادة قدرة المسرعات النووية. ولكن حين يضاف إلى كل هذا المدة الزمنية التي يتحدث عنها الاتفاق يصبح الأمر أكثر تعقيدا، ما يعني لرجال الكونغرس المعارضين للاتفاق بأن إيران ستتمكن من امتلاك السلاح النووي بعد 15 عاما. بمعنى آخر أن الاتفاق قد ضمن لإيران حقها بإنتاج السلاح النووي ولو بعد حين. وعلى الأغلب أن الكونغرس سوف يصادق على الاتفاق وستنجح إيران بتسويق الاتفاقية.
والحاصل أن أمريكا منذ عهد كارتر قد سعت بكل ما تملك من أدوات سياسية واستخباراتية إلى صنع دولة قوية في منطقة الشرق الأوسط تتبنى سياساتها وتدعمها في خططها وتمكنها من إحكام السيطرة على منطقة الخليج والتخلص نهائيا من النفوذ الإنجليزي في المنطقة. ولم تكن هذه الدولة سوى إيران. وقد بدأت أمريكا بالتحضير لتقوية إيران منذ أيام الشاه حيث أبرمت صفقة تسليح ما بين الشاه ونيكسون عرفت بالتسليح الأحادي أي من طرف واحد. وقد اعتبرت تلك الاتفاقية مقدمة لخلع الشاه حيث تمكنت أمريكا من التغلغل في الجيش من خلال أكثر من 10000 خبير عسكري واستخباراتي. ومنذ أن نجحت أمريكا في خلع الشاه واستبدلت به نظام الجمهورية الإسلامية بزعامة الخميني ورفسنجاني وغيرهما، بدأت بتقويتها وتعزيز موقعها لتكون حامية لمصالحها في المنطقة ومساعدة لها في تنفيذ خططها. وقد برز دور إيران جليا في حرب أمريكا على العراق سنة 1991، ثم في أفغانستان منذ 1995 وحتى 2001 حيث تم تنصيب حركة طالبان ثم إزالتها، ومن ثم في العراق عام 2003، والآن في سوريا منذ اندلاع الثورة. وكانت أمريكا قد ألمحت على لسان بيكر بعد حرب 1991 في الخليج أنها تنوي إنشاء مثلث أمني في المنطقة يعتمد على إيران وتركيا وكيان يهود ما أثار حفيظة الملك فهد حينها لاستثناء دور السعودية التي مكنت لحرب عاصفة الصحراء. وبعد الحرب على العراق عام 2003 عادت أمريكا لتوكل لإيران أمر الاستقرار في العراق.
والآن تكمل أمريكا نهجها فيما يتعلق بجعل إيران قوة إقليمية ضاربة. فالاتفاق النووي مع إيران يجعل لأمريكا فرصة ذهبية لأن تكمل مع إيران ما بدأته منذ 1972 لتكون إيران هي حليفتها الأقوى في المنطقة وهي حارسة مصالحها. وقد أثبتت إيران مرات ومرات مدى إخلاصها لأمريكا وعدم الخروج عن سياستها بل والعمل بكل قوة لتنفيذ ما تريده أمريكا منها. وبالتالي فإن الاتفاق النووي الحالي وما يخشاه بعض رجال الكونغرس هو في الحقيقة مكافأة لإيران على ما قدمته، وهو في الوقت نفسه يبقى تحت نفوذ أمريكا لا يخرج عن سيطرتها وسيادتها.
إن المسلمين لا يزالون يتطلعون إلى اليوم الذي تمتلك الأمة فيه إرادتها الكاملة فيما تريد أن تصنعه أو تملكه من سلاح دون انتظار كلمة الفصل من كونغرس أمريكا أو إدارتها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد ملكاوي
12 من ذي القعدة 1436
الموافق 2015/08/27م

No comments:

Post a Comment