Monday, November 24, 2014

خبر وتعليق: بل إن نظام الأسد استفاد بشكل مباشر من التحالف ضد تنظيم الدولة



خبر وتعليق: بل إن نظام الأسد استفاد بشكل مباشر من التحالف ضد تنظيم الدولة

الخبر: واشنطن/ إركان أفجي/ الأناضول 20/11/2014م قال وزير الدفاع الأمريكي "تشاك هيغل"، إن نظام الأسد استفاد بشكل غير مباشر من التحالف الدولي؛ الذي شُكّل لمحاربة تنظيم داعش. جاء ذلك خلال استضافة هيغل في برنامج "تشارلي روز" على قناة
PBS الأميركية.

التعليق: منذ اللحظة الأولى التي قامت أمريكا فيها بتشكيل التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، بل منذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها أمريكا عن عزمها تشكيل هذا التحالف، أدرك كل ذي بصر وبصيرة أن هذا التحالف ليس لمحاربة الإرهاب، بل هو لمحاربة الإسلام ومنعا لوصوله إلى سدة الحكم، ولمحاربة المسلمين والاستيلاء على ثرواتهم ومقدراتهم، وقد قال يومها حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله، مبينا حقيقة أمريكا ومبينا كذبها: "إن الحُجّة التي ساقتها أمريكا لذاك الحلف هي حجة داحضة... فالذي يكافح الإرهاب يجب أن تكون يده نظيفة منه، لا أن يكون هو أصل شجرة الإرهاب والمغذي له وصانعه على عينه! فمَنْ وراء القتل الفظيع والتعذيب الشنيع في أفغانستان والعراق وباغرام وأبي غريب وغوانتنامو؟ أليست هي أمريكا؟ ثم أليس قتل المسلمين في بورما وأفريقيا الوسطى قتلاً وحشياً تنأى عنه وحوش الغاب، أليس ذلك إرهاباً تراه أمريكا وتسمعه بل وتدعمه، فقد تصاعد التعاون الاقتصادي بين بورما وأمريكا مع تصاعد هجمات سلطة بورما على المسلمين فيها..." ثم كشف عن طبيعة العلاقة بين أمريكا ونظام بشار التي طالما ذكرها الحزب وبينها للمسلمين، فقال: "ثم لماذا نبتعد؟ فمن وراء مجازر طاغية الشام؟ أليست أمريكا هي التي تحرك جرائم بشار بستار أو دون ستار؟ فمَنْ لا يعلم أن بشار صناعة أمريكية هو ووالده من قبل؟! إنها تترك له المجال للجرائم التي تجاوزت البشر إلى الشجر والحجر، وذلك إلى أن تفرغ أمريكا من إعداد عميلٍ بديل بوجه أقل سواداً من عميلها الحالي بشار الذي أوشك على استنفاد دوره..."، أما عن زعم أمريكا أن هذا التحالف هو من أجل محاربة تنظيم الدولة، فإن حزب التحرير أيضا قال داحضا هذه الحجة: "ثم هل هناك من عاقل صاحب بصر وبصيرة يمكن أن يرى شيئاً من شيء من مصداقية لأمريكا في إنشائها حلفاً من أربعين دولة لقتال تنظيم مسلح إلا أن يكون وراء الأكمة ما وراءها، بل ومن أمامها أيضا؟ إن الأمور لم تعد تتوارى بل هي تحاك جهاراً نهاراً...!"
وأما عن حقيقة هذا التحالف الشيطاني والغاية التي من أجلها أنشئ، فقد قال حزب التحرير: "إن حلف أوباما الاستعماري القاتل للمنطقة هو من أجل دخول النفوذ الأمريكي من باب عريض يُفتح له بأيدي حكام طغاة لا يستحيون من الله ولا من رسوله والمؤمنين. لقد كان النفوذ الأمريكي يتسلق ليدخل من فتحات يدلُّه عليها الحكام في الخفاء، والآن يدخل من باب يفتحه الحكام بأيديهم دون حياء...! إن حلف أوباما ليس لمكافحة الإرهاب بل للهيمنة على المنطقة لهدفين اثنين: ضمان نهب ذهب المنطقة الأسود، وتيسير تدفقه إلى مخازن أمريكا، والثاني أن تحول بين البلاد الإسلامية وبين عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ظناً من أمريكا وأعوانها أنهم قادرون على ذلك بكيدهم ومكرهم ﴿وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾، هذان هما الهدفان اللذان تسعى لهما أمريكا، وما مكافحة الإرهاب إلا غطاء لم تتقن أمريكا نسجه فيخفي ما تحته!"
وقد سبق وأن أوضح حزب التحرير أن أمريكا وحلفاءها من الغرب الكافر وعملاءهم حكام المسلمين لا يجتمعون على خير، بل هو الشر كل الشر للأمة الإسلامية وثورتها المباركة في الشام، فقال: "إنهم اجتمعوا على أهل الشام فقط لمحاربة التكبيرات الهادرة، والهتافات الصارخة التي تعلن عدمَ الركوعِ إلا لله، وأن الشعب يريد الخلافة والحكم بما أنزل الله... هذه الهتافات كانت تصب في آذان تلك الدول، فجمعتهم الخشيةُ من الخلافة، ومن ثم ألقوا وراء ظهورهم ما كانوا يتشدقون به من ألفاظ الجرائم في حق الإنسانية، الإبادة الجماعية، المجازر الوحشية، حقوق الإنسان... كل هذه نُزِعت من قواميسهم، فكل ذلك جائز عندهم، بل هو واجب لديهم للحيلولة دون عودة الخلافة إن استطاعوا... هكذا هم اليوم، وقبل اليوم، في كيدهم وحقدهم على الإسلام وأهله ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ﴾، ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَر﴾."
من هذا كله، ومن غارات التحالف التي تصب حممها على المدنيين وتفتك بهم، والتي تقصف مواقع الجماعات الإسلامية الأخرى غير تنظيم الدولة - الذي ادعت أمريكا أن هذا التحالف من أجل القضاء عليه -، ومن الأسلحة والذخيرة التي تسقط على تنظيم الدولة (بالخطأ) فتمد بعمره وتزيد من قوته، ومن مبادرة الأمم المتحدة الأخيرة التي جاء بها دي ميستورا، ومن المبادرة الروسية المصرية، ومن محاربة تنظيم الدولة للجماعات المسلحة في سوريا وعدم سعيه لإسقاط نظام بشار، وبالتالي إشغالهم به من ناحية وانشغالهم عن محاربة بشار من ناحية ثانية، ومن اقتتال الجماعات المسلحة فيما بينها، بعد أن أغرتها أمريكا بالمال السياسي القذر من خلال قطر والسعودية وغيرهما، ومن عدم محاربة أمريكا وحلفها لبشار وتركه يستفرد بأهل سوريا فيوغل فيهم قصفا وقتلا وذبحا، دون حسيب أو رقيب، بعد أن أوعز الغرب الحاقد للإعلام المأجور بتسليط الأضواء على تنظيم الدولة وعلى أعمال التحالف، وغض الطرف عن مجازر بشار ضد أهل الشام؛ من هذا كله ومن غيره، يتضح للقاصي والداني أن بشار لم يستفد من التحالف ضد تنظيم الدولة بشكل غير مباشر كما قال هيغل، بل استفاد منه بشكل مباشر، وأن أمريكا حافظت على بشار لتبقيه في الحكم ما دام حيا كما فعلت مع المجحوم أبيه من قبلُ إن استطاعت، أو تبقيه في سدة الحكم إلى أن تفرغ من إعداد عميلٍ بديل له بوجه أقل سواداً من وجهه القبيح.
أخيرا أقول ما قاله رب العزة تبارك وتعالى في محكم تنزيله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ * لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك
03 من صـفر 1436
الموافق 2014/11/25م

No comments:

Post a Comment