Sunday, November 23, 2014

قصيدة رثاء أبي بكر مصطفى خيال



قصيدة رثاء أبي بكر مصطفى خيال
للشاعر عبد المؤمن الزيلعي
ماذَا أَقُولُ لِمَنْ قدْ عَاثَ فِيْ دَمِنا             وَالْغَدْرُ شِيمَتُهُ، عَدْواً وَطُغْياناً
قَدْ جَاوَزَ الْحَدَّ طاغُوتٌ يُخَادِعُنا             بِاسْمِ الْخِلافَةِ يَرْجُونا وَيَنْهَانا
وَيَدَّعِي نَسَباً فِيْ بَيْتِ سَيِّدِنا                  رَسُولِنا الْمُصْطَفَى زوراً وَبُهْتانا
بِاسْمِ الْجِهادِ تَوَلَّىْ كِبْرَهُ وَمَضَى             فِيْ فِتْنَةٍ صَاغَها إِبْلِيسُ شَيْطَانا
إِذا قَطِيعٌ مِنَ الْجُهَّالِ تَتْبَعُهُ                   تُكَفِّرِ النّاسَ بِالأَوْهامِ تَغْشانا
تَنَطَّعُوا إِيْ وَرَبِّيْ فِيْ فِعالِهِمُ                 إِجْرامُهُمْ نافَسَ الْكُفّارَ أَعْدانا
قَدْ فَرَّقُونا لِسُنَّةٍ وَشِيْعَتِهِمْ                      مَا الْفَرْقُ إِخْوانِيْ؟ قَدْ صِرْتُ حَيْرانا!!
أَمْ أَنَّ قَتْلَ بَنِيْ الإِسْلامِ مِنْ سَلَفٍ            عِبادَةٌ.. يُحْسِنُوا فِيْ الذَّبْحِ إِحْسَانا؟!
يا وَيْحَ أُمَّتِنا مِنْ سوء جَهْلِهِمُ                 ما كان يُهْلِكُهُا الْكُفّارُ سُلْطانا
بَلْ يَقْتُلُ الْبَعْضُ مِنْها بَعْضَهُمْ وَكَذا         قَدْ صارَ واقِعُها!! يَكْفِيكَ تِبْيانا
يا غُصَّةً كَيْفَ لا أَبْكِيكِ أُمَّتَنا                وَالْغَرْبُ يَضْحَكُ زهوا بِالَّذِيْ كانا
ما ذَنْبُها الشّامُ تُقْتَلُ مِنْ ثَلاثَتِهِمْ              بَشّارُ وَالْغَرْبُ وَالتَّنْظِيمُ دَعْشانا
يا شامُ صَبْراً فَمَهْما الظُّلْمُ طالَ              بِكُمْ فَاللهُ يُخْلِفْكُمُ أَجْراً وَنُصْرانا
يُمَكِّنُ اللهُ لِلأَخْيارِ دَوْلَتَهُمْ                     وَيُذْهِبُ اللهُ عَنْكِ الرِّجْسَ أَزْمانا
أبا عُبَيْدَةَ يَا خَيَّالَ صدنايا                    لَبِثْتَ سِتّاً وما آذَيْتَ سَجَّانا
وَكُنْتَ سَبّاقاً إِلَىْ الْخَيْراتِ مِنْ زَمَنٍ        ترنو الخِلافَةَ َنَهْجاً لَيْسَ إِعْلانا
لَكِنَّ داعِشَ أهلَ الظُّلْمِ وَيْلَهُمُ                 قَدْ أَعْدَمُوكَ وَعِنْدَ اللهِ شَكْوانا
لَسْتَ الْوَحِيدَ أخيْ من نالَ ظُلْمُهُمُ           كَمْ مُخْلِصاً قَتَلُوا عَمْداً وَطُغْيانا
فَحَسْبُنا اللهُ فيْ أَبْناءِ جِلْدَتِنا                   كأنهم ألْفَوا صُمّاً وَعُمْيانا
إِنْ أَنْتَ تَنْصَحُهُمْ عادَوْكَ مِنْ سَفَهٍ           هَلْ يَنْفَعُ الْماءُ لَوْ تَسْقِيهِ صِلْدانا؟
هَلْ يَرعَوِيْ مَنْ يَرَى مِنْ نَفْسِهِ مَلِكاً        وَيَدَّعِيْ أَنَّهُ المبعوثُ سلطانا
وَأَنَّ فِرْقَتَهُ تَنْجُو وَغَيْرُهُمُ                     ممنْ يُخالِفُهُمْ يَصْلَوْنَ نِيرَانا
قَدْ قالَها رَهطٌ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَبُوا                حِينَ ادَّعَوْا "دَوْلَةَ التَّوْحِيدِ" بُهْتانا
وَكَفَّرُوا النّاسَ بَلْ بِالشِّرْكِ قَدْ وَصَفُوا      دارَ الْخِلافَةِ مَنْ حَفِظَتْكَ أَقْصانا
بَلْ ضَلَّلُوا قادَةً لِلْكُفْرِ قَدْ قَهَرُوا               وَحَرَّرُوا قُدْسَنا غاظُوا لأَعْدانا
نَدْعُوكَ خَالِقُنا أنتَ المجيبُ لنا              وَأَنْتَ وَحْدَكَ مَنْ ندعوه مَوْلانا
اكْشِفْ لَنا إِلَهِي كَرْبَ أُمَّتِنا                  يَا غافِرَ الذَّنْبِ وَلْتَغْفِرْ خَطايَانا
أَنِرْ لَنا الدَّرْبَ فِيْ ظَلمَاءِ مِحْنَتِنا             فَأَنْتَ مُنْقِذُنا مِنْ عُمْقِ بَلْوَانا
01 من صـفر 1436
الموافق 2014/11/23م

No comments:

Post a Comment