Friday, November 28, 2014

خبر وتعليق: عدمنا هذه الدول وحكامها



خبر وتعليق: عدمنا هذه الدول وحكامها

الخبر: نقل موقع الجزيرة نت يوم الأربعاء، 2014/11/26م خبرا تحت عنوان (36 قتيلا بفيضانات المغرب وانتقادات لجهود الإنقاذ)، جاء فيه:
"أعلنت السلطات في المغرب أن 36 شخصا، من بينهم طفلة، لقوا حتفهم في موجة فيضانات عارمة اجتاحت الأقاليم الجنوبية من البلاد، في وقت يتوقع فيه استمرار الأمطار حتى نهاية الأسبوع. من جهتها اعتبرت الصحافة المحلية "ضعف" وسائل الإنقاذ و"الغش" في البنية التحتية أسباب عمقت الكارثة.
وخلال تدخله أمام البرلمان المغربي مساء الثلاثاء، في جلسة بثها التلفزيون الحكومي مباشرة، قال وزير الداخلية المغربي محمد حصاد أمام نواب البرلمان إن إقليم كليميم كان الأكثر تضررا حيث شهد 24 حالة وفاة. وأضاف أنه تم إنقاذ 432 شخصا من الغرق في حين فُقد ستة آخرون.
وقال إنه تم إنقاذ خمسمائة مواطن في المجموع، موضحا أن الأمطار كانت "استثنائية" وفاقت 400 ملم في جبال الأطلس، فيما توقعت أجهزة الأرصاد الجوية المغربية أن تشهد البلاد هطول مزيد من الأمطار.
وعن الخسائر المادية، كشف الوزير عن انهيار 150 منزلا طينيا دون تقديم الخسائر على مستوى الطرق والزراعة والمواشي، مشيرا إلى استمرار انقطاع الكهرباء عن أربعين ألف أسرة، من أصل مائتي ألف انقطع عنها التيار الكهربائي".

التعليق: معلوم أن الدول تنشأ نشوءاً طبيعياً إذا كانت تنسجم مع قناعات الناس ومفاهيمهم ومقاييسهم التي قبلوها وآمنوا بها، ومعلوم أيضاً أن الدول لا تنعتق من الاستعمار إلا بإحدى قوتين: قوة أهل البلد الذاتية أو بقوة خارجية مستعمرة تحل محل الاستعمار الأول، فبالقوة الأولى تصبح الدولة دولة ذات سيادة حقيقية تمارس فيها قراراتها ذاتياً وتحفظ رعاياها وتحرص عليهم، وبالقوة الثانية تبقى الدولة رهن طوع وإشارة هذه القوة وهذا حال كل الدول القائمة في بلاد المسلمين اليوم فهي لا تمارس إرادتها ولا سيادة لها وهذه الحقيقة المرة لا تكاد تخفى على كل متتبع لأحوال هذه الدول.
فأي دولة هذه التي لا تملك القدرة على حماية رعاياها وأناسها من أمطار غزيرة، وأي دولة هذه التي لا تمتلك وسائل إنقاذ من الأعاصير والأمطار، وعن أي بنية تحتية يتحدث وزير الداخلية المغربي محمد حصاد، وأي برلمان هذا الذي لا يستطيع محاسبة رأس الفساد وتاجه.
فيا أيها الوزير، ألا عدمناك وعدمنا ملكك وبرلمانك وحكومتك ودولتك، وليس الحال بأفضل في سائر البلاد الإسلامية وما أحداث فيضانات جدة عنا ببعيدة وما أحدثته من ضرر وكيف أن دولة ما يسمى بالسعودية لم تعدّ البنية التحتية لمثل هذه الظروف، بالرغم من كونها دولة نفطية. فإذا كانت هذه الدول القائمة في العالم العربي والإسلامي لا تستطيع رد العدوان من قوى الاستعمار كأوروبا وأمريكا وروسيا وغيرها ولا توفر لرعاياها أبسط مقومات الحياة، ولا تعرف للإنسان أي قيمة، فما حاجتنا بها؟!!
جاء في صحيح مسلم "أتيتُ عائشةَ أسألُها عن شيٍء. فقالت: ممن أنت؟ فقلتُ: رجلٌ من أهلِ مصرَ. فقالت: كيف كان صاحبكم لكم في غزاتكم هذهِ؟ فقال: ما نقمنا منهُ شيئًا. إن كان ليموتُ للرجلِ منا البعيرُ، فيُعطيهِ البعيرَ. والعبدُ، فيُعطيهِ العبدَ. ويحتاجُ إلى النفقةِ، فيُعطيهِ النفقةَ. فقالت: أما إنَّهُ لا يمنعني الذي فُعِل في محمدٍ بنِ أبي بكرٍ، أخي، أن أُخبرك ما سمعتُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، يقول في بيتي هذا «اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئًا فشقَّ عليهم، فاشقق عليهِ. ومن وليَ من أمرِ أمتي شيئًا فرفقَ بهم، فارفقْ بهِ»."
فاللهم أبدلنا مكان هذه الدول دولة واحدة تحكمنا بشرعك القويم؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة...
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو إسراء
 06 من صـفر 1436
الموافق 2014/11/28م

No comments:

Post a Comment