Wednesday, November 26, 2014

خبر وتعليق: تدجينكم للتصدى لحراك الأمة لن يمنع أهل الكنانة من المطالبة بحقهم في أن يحكمهم الإسلام بخلافة على منهاج النبوة



خبر وتعليق: تدجينكم للتصدى لحراك الأمة لن يمنع أهل الكنانة من المطالبة بحقهم في أن يحكمهم الإسلام بخلافة على منهاج النبوة

الخبر: نقلت جريدة الشروق وغيرها من وسائل الإعلام الصادرة الاثنين 24 نوفمبر 2014م، ما أتى على لسان وزير الأوقاف المصري، من وصف الدعوة إلى التظاهر يوم 28-11، بأنها فتنة وتحذيره من الاستجابة لها ووصفها بأنها (فعلة الخوارج)، الذين خرجوا على علي رضي الله عنه، ورفعهم المصاحف ثم تكفيرهم له رضي الله عنه، وتأكيده على تعظيم الشريعة للمصحف وصيانته وعدم تعريضه للهرج والمرج، ونقلت أيضا تشديده على أن إقحام الدين في السياسة والمتاجرة به لكسب تعاطف العامة إثم كبير وذنب خطير.

التعليق: لم يعد عجيبا ولا مستغربا، أن نرى في زماننا هذا أصحاب العمائم واللحى ينافحون عن الحكام ويلبسون الحق بالباطل، مبررين أفعالهم الوحشية تجاه الرعية، وكأنهم ما قرأوا آية واحدة من كتاب الله، ولا تعلموا نصا واحدا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما قرأوا عن حرمة الدماء؟! في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما﴾، ثم نراهم يطالبون أبناء الأمة المظلومين والمقهورين بالخنوع والركوع لهؤلاء الحكام، وكأن الإسلام العظيم الذي أتى ليحرر العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، يدعونا للخنوع والركوع للظالمين ويمنعنا من مطالبتهم بحقوقنا المسلوبة، وكأنه يمنعنا محاسبتهم على جرمهم في حق البلاد والعباد. ألم يسمعوا عن واقعة ابن القبطي مع ابن عمرو بن العاص؟! ومقولة عمر بن الخطاب التي تنبع من هذا الدين العظيم وتعبر عنه (يا عمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟!)، ألم يسمعوا لخطاب الخلفاء الراشدين حكام هذه الأمة الأوائل، وكيف كانوا يحثون الأمة لا على محاسبتهم فقط بل على تقويم اعوجاجهم ولو بالسيف، ولنا في عمر خير مثال حينما قال (الحمد لله الذى جعل في أمة محمد من يقوم عمر بالسيف) ولم يغضب أو يجرم الصحابي الذي حاسبه على رؤوس الأشهاد، وقال له لا سمع ولا طاعة عندما رأى ثوبه طويلا، وإنما خضع للمحاسبة أمام الأمة وبين موقفه بوضوح لا ريب فيه، ولم يصف من حاسبه أنه دعيّ فتنة.
كان الأجدر بهؤلاء أن يصطفوا في صف الأمة مطالبين بمطلبها، موجهين الأمة الوجهة الصحيحة نحو تحكيم الإسلام في دولة خلافة على منهاج النبوة، لا أن يصطفوا في صف عدوها مخذلين لها، وليعلموا أن الله سائلهم يوم القيامة عن عملهم بما علموا من الكتاب والسنة وبيانه للناس.
وإننا ندعوهم من باب المعذرة إلى الله لعلنا نجد من أحدهم أذنا تصغي للحق، ندعوهم إلى أن يقفوا موقفا لله مبينين الحق والباطل، متبنين لقضايا الأمة التي تسعى إلى:
1- اقتلاع النظام بكافة أركانه المدنية منه والعسكرية.
2- الانعتاق من التبعية للغرب الكافر وعملائه وأذنابه.
3- إقامة خلافة على منهاج النبوة تحقق العدل وترسي دعائمه وتقضي على بقايا نفوذ الغرب فى بلادنا ونهبه لخيراتنا ومقدراتنا وتعيد للأمة عزتها وكرامتها.
ندعوهم لأن يقفوا ناصحين لأبناء الكنانة، ومحذرين إياهم جيشا وشرطة وشعبا، أن احقنوا دماءكم وإياكم أن يلقى أحدكم ربه وفي يده دم أخيه، فيأتي يوم القيامة يقول يا رب سل هذا فيم قتلني، مذكرين إياهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا»، وأن يذكروهم جميعا بواجبهم الأعظم وهو إيصال الإسلام للحكم ليقيموها خلافة على منهاج النبوة، بطريقة النبى صلى الله عليه وسلم، والتي لم يكن فيها أي عمل مادي مسلح، بل تقوم على خطين متوازيين هما إيجاد رأي عام على فرضية تحكيم الإسلام وكيفيته واستنصار جيوش الأمة الذين هم أهل قوتها ومنعتها، لتمكين المخلصين من أبنائها من الحكم بالإسلام.
يا أبناء الكنانة! دعكم من كل هذه الأوصاف فإنها لا تسمن ولا تغني من جوع، وما لجأ إليها النظام إلا لحرج موقفه أمام نفوسكم التي تتوق لحكم الإسلام، لجأ إليها ليوهم الناس أن رفع المصاحف فعلة الخوارج في مغالطة تاريخية بشعة، فمن رفع المصاحف هم أصحاب معاوية رضي الله عنه وليس الخوارج، علما أنهم رفعوها فى وجه علي بن أبي طالب الخليفة الراشد، لا في وجه حاكم يحكم بغير الإسلام، ولم يكن علي يفصل الدين عن السياسة، ولم يقل عنهم أنهم يخلطون الدين بالسياسة أو يتاجرون بالدين لأغراض سياسية، بل قبل بالتحاكم لهذا الكتاب الذي عظمه الإسلام وعظمته الشريعة كما ذكر وزير الأوقاف، ولكن بأن جعل الإسلام فاعلا في أمور حياتنا لا منفصلا عنها ولا موضوعا على الرفوف للتبرك به.
يا أبناء الكنانة! دينكم الذي ارتضاه الله لكم هو منهاج حياتكم ولا عز لكم بغيره، فلا تلتفتوا إلى من يخذُلكم أو يُخذِلُكم وليكن مطلبكم الأول خلافة على منهاج النبوة، فبها وحدها تنالون كل مطالبكم وبها تعود كل حقوقكم ويُقتص لكل الدماء ويُنتصف لكل المظلومين، وفوق هذا كله هي وحدها التي ترضي ربكم عنكم وتجعل لكم العز والشرف في الدنيا والكرامة في الآخرة، واعلموا أنه قد آن أوانها وأظل زمانها فلا يسبقنكم إليها سابق، ولتكونوا أنتم أهل الريادة والسبق فتنقاد الدنيا لكم وتكونوا أنتم السابقين وأول المستجيبين لله جل وعلا.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مصطفى هاشم زايد
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
05 من صـفر 1436
الموافق 2014/11/27م

No comments:

Post a Comment