Monday, February 25, 2019

التغيير سنة الله في الكون

التغيير سنة الله في الكون

لم يعد يخفى على الأمة الإسلامية البغضاء التي يكنّها لها الكافر المستعمر الذي منذ أن خرجت جيوشه من البلدان الإسلامية إلا وقد مكن خلفه عملاء مأجورين وحكاما قد تأبطوا شرا فمكنوا النظام الرأسمالي لحماية مصالح الغرب. وقد تفنن هؤلاء العملاء الأقزام في تلبية أوامر سيدهم فعطلوا شرع الله واستبدوا الحكم واستباحوا أموال الناس وأعراضهم ودماءهم، فأضرموا حروبا لم تشهد مثلها البشرية بشاعة؛ كعاصفة الحزم على اليمن والتحالف الصليبي على سوريا، بل وشنوا حروبا أشرس منها وهي فكرية سياسية بدعوى محاربة (الإرهاب) فجففوا المنابع وغيروا الخطاب الديني ليتمكنوا من تغيير النصوص الشرعية وبالتالي إقصاء الإسلام السياسي من جميع مظاهر الحياة وتمكين العلمانية لتواصل التسلط على رقاب الشعوب وحكمها تحت وطأة فوبيا الخوف من الإسلام بغية تضليلهم سياسيا وإضعافهم، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ﴾.
ابتلاءات حلت بالمسلمين وويلات تنهال من كل حدب وصوب زاد في عمقها وسائل الإعلام المأجورة والأقلام المسمومة في التشويه والمغالطات.
كل هذه الحقائق التي ليست إلا غيضاً من فيض أصبحت مدرَكةً لدى القاصي والداني، ولكن السؤال هنا: كيف لخير أمة أن تخضع وتذل لشر ما فيها من خلق الله؟ أعميت الأبصار والبصائر وصمت الآذان عما أنزل الله من حق على بشيرها ونذيرها ﷺ القائل: «إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي».
إن التغيير لا بد له من عمل جماعي ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾.
وقال الإمام مالك رحمه الله: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها)، وأولنا هو الحكم بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله ﷺ.
وقال الشاعر:
تساءل الليل والأفلاك ما فعلت
جحافل الحق لما جاءها الخبر؟
هل جهزت في حياض النيل ألوية؟
هل في العراق ونجد جلجل الغير؟
هل قام مليون مهدي لنصرتها؟
هل صامت الناس هل أودى بها الضجر؟
هل أجهشت في بيوت الله عاكفة
كل القبائل والأحياء والأسر؟
يا أمة الحق إن الجرح متسع
فهل ترى من نزيف الجرح نعتبر؟
ماذا سوى عودة لله صادقة
عسى تغير هذي الحال والصور
ولا يماري أحد من أن البون شاسع بين دين الله وأوامره، وبين ما نحن فيه اليوم من مظاهر الفساد والإفساد، ولا يماري أحد من أن الفرق شاسع بين العز والتمكين الذي كان يتمتع به الأوائل، وبين الذل والمهانة التي نحن فيها اليوم، ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾.
وقد أثبتت الأيام أن حزب التحرير رائد وعنده من الوعي والإخلاص ما يكفي لاستثمار نصر ساحق على كل الأنظمة، وشبابه قادرون على تحمل المشاق والمتاعب من أجل إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فسلموا له القيادة... ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منى بالحاج علية
  20 من جمادى الثانية 1440هـ   الموافق   الإثنين, 25 شباط/فبراير 2019مـ

No comments:

Post a Comment