Tuesday, February 26, 2019

السعودية تتخلى عن مسلمي الإيغور

السعودية تتخلى عن مسلمي الإيغور

الخبر: اعتبرت بعض وسائل الإعلام الغربية أن ولي العهد السعودي برر خلال زيارته إلى الصين إنشاء سلطات هذه البلاد معسكرات خاصة باحتجاز المسلمين الإيغور الصينيين.
وخلصت وسائل الإعلام هذه، بما فيها مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إلى هذا الاستنتاج استنادا إلى ما نقله التلفزيون الصيني عن الأمير محمد قوله أمس الجمعة، خلال لقائه الرئيس الصيني، شي جينغ بينغ: "لدى الصين الحق في ممارسة أنشطة مكافحة (الإرهاب) و(التطرف) من أجل أمنها القومي".  (روسيا اليوم 2019/2/23م)
التعليق:
في زيارته إلى الصين، وفي ظل حرصه على الأولويات الاقتصادية والمصالح السياسية لربيبته أمريكا، لا يبالي محمد بن سلمان لا هو ولا دولته بأن تراق دماء المسلمين في تركستان الشرقية، ولا أن تستباح أعراضهم وأموالهم، ولا أن يحارب الإسلام وأهله بحجة "مكافحة الإرهاب"، كل هذه الاعتبارات ليست على رأس أولويات زيارة محمد بن سلمان إلى الصين، بل ولا حتى هي ضمن اهتماماته، بل إن الأمر يتجاوز حدود الأولويات من عدمها حتى يصل إلى حد الموافقة والمساندة بل وحتى التأييد وربما المشاركة.
ولعل هذه الفعلة الشنيعة تكون على المظلوم أصعب ألف مرة من القتل والجوع والحرمان، وذلك حين يرى بعينه ويسمع بأذنه أن أخاه المسلم قد تبرأ منه وأسلمه إلى قتلته الكافرين، فهل بعد هذا الجرم من جرم، وهل بعد هذا الظلم من ظلم، وهل بعد هذا التكبر على أحكام الله والإعراض عنها من تكبر وإعراض؟!! اللهم أرنا بالظالمين عجائب قدرتك.
أولم يعلم محمد بن سلمان أنه بتبريره هذا، يكون قد ساهم بقتل وسجن واضطهاد آلاف وربما مئات الآلاف من المسملين الأبرياء؟ أم أن جميعهم دفعة واحدة يجمعهم لفظ (الإرهاب) لأنهم مسلمون فلا مانع من قتلهم؟!! ألا يخافون الله؟!!
أولم ينصح مستشارو محمد بن سلمان سيدهم بأن أفعاله هذه لن تزيده إلا حقدا وكرها في صدور الناس، وأن خسته ونذالته هذه لن ترضي عنه سيدته أمريكا وغيرها من أمم الكفر جميعا، لقوله تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾، أم تراه اتبع ملتهم؟!
أولم يبلغ أحد مشايخ السلطان سيده فيقول له حديث رسول الله  «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ»، فكيف بمن يسلمه إلى عدوه الكافر فيقتله ويسجنه ويعذبه؟!!
أولم يأن للمسلمين في بقاع الأرض أن يعلموا أن المسلمين في كل مكان لا يحاربون لشيء إلا لدينهم، فهل بعد هذه الحرب من نسيان للحقوق ونوم وتخاذل عن العمل؟!! أولم يأن لأمة الإسلام - خير أمة أخرجت للناس، بأن تتحرك وتعمل نحو التغيير، عن طريق استئناف الحياة الإسلامية، وتحكيم شرع الله؟!! قال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ [سورة البقرة: 214].
إن أهلنا المسلمين في تركستان الشرقية، سوف يقفون يوم القيامة خصماء أمام من خذلهم وناصر عدوهم عليهم، وسوف يحكم رب العزة والجلالة فيما بينهم، في يوم تكشف صفائح الأعمال ويوضع الميزان ويحكم الحكم فيما بين عباده، فيعطي كل ذي حق حقه ويقتص من كل ظالم وجبار على ظلمه وتجبره في الحياة الدنيا، ويومها سوف يعلم كل ظالم ومن سانده أي منقلب سوف ينقلبون، وتشفى بذلك صدور قوم مؤمنين، صبروا في هذه الحياة الدنيا على ما أصابهم، فيجزيهم ربهم بذلك خير الجزاء في الآخرة.
إن مشكلة المسلمين في تركستان الشرقية، مثلها مثل باقي مشاكل المسلمين المستضعفين في شتى بقاع الأرض، والتي لن يحلها وينصر أهلها ودينهم، ويعز أمرهم ويغلب عدوهم، إلا إمام عادل، يحكم بكتاب الله وسنة نبيه وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، فيطبق العدل في الأرض في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم – بلاد الحرمين الشريفين
  22 من جمادى الثانية 1440هـ   الموافق   الأربعاء, 27 شباط/فبراير 2019مـ

No comments:

Post a Comment