Monday, February 25, 2019

على السيسي وكل الطغاة أن يعرفوا أن لكل فرعون موسى يعارضه

على السيسي وكل الطغاة أن يعرفوا أن لكل فرعون موسى يعارضه

الخبر: أعدمت مصر يوم الأربعاء تسعة رجال يشتبه في انتمائهم إلى جماعة الإخوان المسلمين.
التعليق:
إن لقصة هؤلاء الشبان التسعة الذين أعدمهم النظام المصري فرصة شحيحة لتكون خبرا قيما بعد موتهم. ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتقبلهم شهداء. ومع ذلك، فإن الحقيقة المحزنة هي أن هذا مجرد غيض من فيض. ففي مصر الآلاف من "السجناء السياسيين" من الرجال والنساء الذين تجرؤوا على معارضة النظام الاستبدادي. وهؤلاء الرجال والنساء يتعرضون للسجن والتعذيب والإعدام أو السجن مدى الحياة. حتى إن بعض المراقبين وصفوا يوم الثلاثاء في مصر بـ"يوم الإعدام".
إلى جانب بعض تقارير منظمات حقوق الإنسان، لا يوجد صوت حقيقي أو واضح يعارض هذه المعاملة الجائرة التي يرتكبها هذا النظام الظالم. صمت المجتمع الدولي ومعه البلاد الإسلامية. فهم جميعا يراقبون هذه المأساة التي تتكشف أمام أعينهم ولا يرمش لأحد جفن. إن الرواية الخاطئة والكذبة الكبيرة لما يسمى بالقيم الإنسانية وحقوق الإنسان التي تروج لها الدول الاستعمارية الكافرة يوما بعد يوم، تظهر مرة أخرى بأنها ليست أكثر من هواء ساخن.
علاوة على ذلك، إنها سياستهم الجوهرية التي تسعى إلى تحطيم كل أنواع المقاومة الإسلامية في العالم الإسلامي من أجل الحفاظ على قبضتهم الحديدية وهيمنتهم على بلادنا. سواء أكان ذلك عن طريق احتلال البلاد الإسلامية أو من خلال دعم حكامها الفاسدين.
حتى رجال الدين أمثال مفتي مصر شوقي إبراهيم، عبد الكريم علام وقبله علي جمعة يوضعون "لإضفاء الشرعية" على الاضطهاد بحق المسلمين. وبموجب القانون المصري، فهم مسؤولون أيضاً عن مراجعة جميع أحكام الإعدام. وعلى الرغم من أن رأيهم ليس ملزماً ومجرد رأي استشاري، إلا أنهم لم يرفعوا صوتهم عاليا ضد المعاملة الظالمة والعقوبات المميتة لرجال ونساء المسلمين من هذه الأمة. وعوضا من ذلك شاركوا في هذا الاضطهاد.
وللأسف، لا يقتصر هذا الظلم على مصر فحسب. فالأمر بالأحرى، كما يُذكر ويُتداول، سياسة عالمية ضد الإسلام والمسلمين الذين يعارضون الوضع الراهن. وتحت ذريعة "الحرب على الإرهاب" و"قانون مكافحة الإرهاب"، أُعطي الطغاة "تبريرا قانونيا" ليحاكموا المسلمين في جميع أنحاء العالم كما يشاؤون.
وفيما أنا أكتب هذا التعليق، حكم على عشرة من أعضاء حزب التحرير في روسيا بالسجن مددا تتراوح ما بين 11 إلى 16 سنة بموجب "التبريرات القانونية" ذاتها. كل ما فعلوه هو الدعوة إلى الإسلام وإقامة الخلافة في البلاد الإسلامية.
إن السياسة العالمية ضد الإسلام والتي تسعى للحيلولة دون وحدة المسلمين، تدفع بها الدول الاستعمارية القوية وعملاؤها المخلصون في البلاد الإسلامية. إنهم قساة ومتوحشون ماكرون في تحقيق هدفهم وينفقون مليارات الدولارات واليوروات والروبلات. ومع ذلك كله، عندما أعلنت المحكمة الروسية الحكم بالسجن الطويل على أعضاء حزب التحرير، كان إخوتنا الشجعان يضحكون ويبتسمون وراء القضبان الحديدية ويشكرون الله تعالى قائلين إنه لا شيء يمكن أن يوقف الدعوة إلى الإسلام. كان هتافهم: الأمة تريد خلافة إسلامية.
إن الدعوة للإسلام يشتد عودها، ولسوف تستمر ولسوف تنتصر بإذن الله سبحانه وتعالى حتى لو وقف العالم كله ضدها. كل ما في الأمر أن تكون جزءا من هذه الدعوة الكريمة العظيمة، وأن تنال نعيم الله سبحانه وتعالى وتفوز بما عنده، أم لا. ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: 36]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا
  20 من جمادى الثانية 1440هـ   الموافق   الإثنين, 25 شباط/فبراير 2019مـ

No comments:

Post a Comment