Friday, September 30, 2016

بيان صحفي: تأزيم خبيث للعلاقات بين الجزائر وتونس

بيان صحفي: تأزيم خبيث للعلاقات بين الجزائر وتونس

فرض النظام في تونس على إخواننا من الجزائر ضريبة عبور تبلغ ثلاثين ديناراً على كلّ سيارة تدخل تونس، وطال الأمد رغم احتجاجات أهلنا في الجزائر لأكثر من مرّة ورغم امتعاض كلّ أبناء الخضراء، فالإجراء أقلّ ما يقال فيه إنه مُخزٍ وفضيحة ولا يليق، بل لا يجوز بين الأخ وأخيه... لا سيما إذا قيس بما وعد به حكام المغرب العربي على مدى عقود من اتحاد ووحدة وسوق مشتركة وإلغاء جوازات السفر شرطا للتنقل... ومثل ذلك كثير!!
وازداد الأمر تعقيدا حين بدا "أنّ في تونس جهةً نافذةً - عميلة بالطبع - تدفع باتجاه تعفين الملف مع الجزائر واستغلاله" بحسب تعبير سفير الجزائر في تونس، ومن أمارات التأزيم الحيلولة دون لقاء السفير الجزائري كبارَ المسؤولين في تونس بمن فيهم رئيس الدولة. وازداد الأمر تعقيدا أكثر فأكثر حين أعلنت الجزائر المعاملة بالمثل ففرضت رسوما على زائري الجزائر من تونس، فأدرك الرأي العام مدى تفاهة هؤلاء الحكام وخطورة هذه المسايرة.
أي وَحْلٍ وأي عَفَنٍ هذا الذي وضعنا فيه هؤلاء الحكام، وأي إجرام ينفذونه علينا؟
في تونس يفرّطون بثروات هائلة لصالح الأجنبي إلى حدّ النّهب الممنهج والمكثف ويخطبون ودّ بتروفاك الشركة الناهبة المطلوبة للقضاء في تونس بعد تقرير لجنة تقصي الحقائق، ثمّ يطمعون في 30 دينارا من إخواننا في الجزائر!
والجزائر وما أدراك ما الجزائر؟ أما آن الأوان لتخرج من المؤامرات الداخلية الصامتة بين الأجنحة وما يتبع ذلك من ثغرات للمؤامرات الخارجية؟! أما آن للجزائر أن تكف وتحزم وتعزم ثمّ تتولى عن جدارة قيادة المنطقة بل الأمة جمعاء بمشروع عزيز يرضاه الله ورسوله ويحقق للجميع الخلاص النهائي؟! أما آن للجزائر أن تخرج من المعارك التافهة الصغرى إلى أم المعارك وهي التي تزخر بتراث نضالي ضدّ الاستعمار يعتبر قدوة للجميع؟! إنها الجزائر الغنية بكلّ شيء وأوّل غناها إسلامُها... إنها فرصة تاريخية التفريط فيها لا يُغتفر...
إن حزب التحرير يعتبر المسلمين أمة واحدة كما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويهيب بالمسلمين أن يرفضوا الأوضاع المصطنعة التي فرضها المستعمر الكافر عليهم والتي تفرق بينهم بناءً على حدود وهمية رسمها المستعمر لتفتيت وحدة المسلمين، وليسهل عليه نهب الثروات واستعباد البلاد والعباد، ولعل كثيرين من المسلمين في شمال أفريقيا من تونس إلى الجزائر إلى المغرب والسنغال نسوا أن الاستعمار الفرنسي جنّد الآلاف من أسلافهم ليقاتلوا في سبيل فرض سلطته بالحديد والنار على المسلمين في الشام، وها هي المقابر تشهد على ذلك.
فيا أيها المسلمون!
إن عزتكم هي في عبوديتكم لرب العالمين، وفي رفضكم العبودية للاستعمار وما فرض من نظم وشرائع تُحادِّ الله ورسوله، وإن ربكم واحد ونبيكم واحد وكتابكم واحد وقبلتكم واحدة، فاعتصموا بحبل الله جميعا واعملوا مع حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة الراشدة التي تطبق شرع الله تفلحوا في الدارين وتفوزوا بمرضاة ربكم، وتعودوا كما كان أسلافكم خير أمة أخرجت للناس.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
الأستاذ رضا بالحاج
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
التاريخ الهجري            27 من ذي الحجة 1437هـ      رقم الإصدار: 1437هـ / 063
التاريخ الميلادي             الخميس, 29 أيلول/سبتمبر 2016 م

No comments:

Post a Comment