Friday, August 26, 2016

هوسٌ أمني وجشعٌ مالي وتعقيداتٌ إدارية أبرزُ معالم استعدادات السعودية لموسم الحج!

هوسٌ أمني وجشعٌ مالي وتعقيداتٌ إدارية أبرزُ معالم استعدادات السعودية لموسم الحج!

الخبر: الفيصل (أمير منطقة مكة) يدشن حملة "خدمة الحاج وسام شرف" (عكاظ 2016/08/16)
التعليق:
تعليقا على هذا الخبر أستعرض أولا بعض الأخبار التي تبين أبرز معالم استعداداتهم لموسم الحج الذي يدّعون خدمته:
مفتي السعودية: "التحايل على التعليمات المنظِّمة للحج من قبل الدولة محرم، ومن ذلك الحج بلا تصريح، ولا يجوز إدخال الحجاج إلى المشاعر دون تصريح". حساب هيئة كبار العلماء على تويتر (2016/08/22). في المقابل: أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ السديس، الحج فريضة وعبادة وتقديس وليس محلاً للتسييس (المدينة 08/20).
"الحج": تنظيم يقضي بحظر رمي الجمرات 4 ساعات يومياً (الحياة 08/23). وأيضا: منع الحجاج من طواف القدوم قبل وبعد الصلوات بساعة (عكاظ 08/23).
مدير الأمن العام يوجِّه بتكثيف الوجود لمتابعة مخالفي الحج والمتسللين (مكة الإلكترونية 08/23).
الحج تحدد أسعار حملات الداخل وأقل تكلفة 3 آلاف ريال (مكة الإلكترونية 06/19).
وأخيرا؛ حاج صيني يصل إلى المملكة على دراجة (عاجل الإلكترونية 08/23)..
وقد أوردت الخبر الأخير لأستهل به التعليق حول معالم تلك الاستعدادت، فموسم الحج موسم عظيم على قلوب المسلمين، تهوي إليه أفئدتهم من كل بقاع الأرض استمرارا لاستجابة الله سبحانه لدعاء خليله عليه السلام ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾ بعد أن كانت واديا غير ذي زرع، وهذا الحاج الصيني الذي قطع بدراجته مسافة 8150 كلم في رحلة استغرقت حوالي 4 شهور وأمثاله كثر، مثالٌ حي على هذه الاستجابة، بل مثال حي على إعجاز هذه الآية، فما زالت قلوب المسلمين تهوي إلى البيت الحرام من كل بقاع الأرض منذ عهد خليله إبراهيم عليه السلام وحتى يومنا هذا، وقد كان العرب حتى في جاهليتهم يتسابقون لخدمة الحجيج وإكرام وفادتهم وتيسير إقامتهم، وجاء الإسلام آمرا بتعظيم البيت الحرام موجبا على المسلمين الحج ما استطاعوا إليه سبيلا، فكان ديدن خلفاء المسلمين منذ عهد الراشدين وحتى هدم الخلافة الإسلامية هو تيسير هذا السبيل وتسهيله على المسلمين حتى يستطيعوا إلى الحج سبيلا؛ تعظيما لأمر الله وإدراكا لواجب رعاية شؤون المسلمين، ثم خلف من بعدهم خلف سموا أنفسهم آل سعود، فأصبح ديدنهم التضييق على المسلمين في كل عام أكثر من سابقه، فبعد أن كرسوا حدود الاستعمار في تقسيم المسلمين فجعلوها حَكَما على أداء العبادات، فقرنوا الحج بحدود سايكس بيكو، فأدخلوا بدعة (مواطن ومقيم) وبدعة (داخل السعودية وخارجها) في شؤون الحج، وجعلوا لكل دولة من دول سايكس بيكو مقاعد وقوانين، ثم ابتدعوا بدعة التصريح، وصدوا عن سبيل الحج كل من لا يحمل هذا التصريح مع ما يترتب عليه من تبعات مالية وإدارية، ومنعوا الحجيج من أي اجتماع ولو كان للدعوة إلى الله بل حتى ولو للدعاء، بحجة منع تسييس الحج، ثم أخذوا يطلقون القوانين الارتجالية بحجة التنظيم، وما هي إلا زيادة في التعقيد والتصعيب على المسلمين، ولو تجاوزنا الماضي ونظرنا لترتيبات العام الحالي والتي اختصرنا أبرز معالمها في الأخبار السابقة، فإننا نجد من الأخبار نفسها (وهي من مصادر رسمية ومرخصة) العديد من التساؤلات والملاحظات التي لا نجد لها أجوبة!
•  فالمفتي يسيس الحج بربط حكمه بتصريح آل سعود (ساسة الدولة) ويحرّم ما فرضه الله إذا كان دون إذن (ساسة الدولة)، أما السديس فيقول إن الحج ليس محلا للتسييس، فيفصل العبادة عن السياسة على النهج العلماني، وإننا نتساءل هنا هل الحج يجب أن يسيس كما يقول المفتي أم لا كما يقول السديس؟ وهل يجوز في الإسلام تحريم الحج لأجل عيون آل سعود كما فعل المفتي؟ أم يجوز فصل أحكام الدين عن السياسة على نهج العلمانيين، كما فعل السديس؟... فإذا كان السديس والمفتي لا يملكان إجابة، فهل بقي على أعين المضللين بفتاواهم شيء من غشاوة؟
•  وإننا نتساءل، لماذا يقيد المسلمون بأداء المناسك في أوقات محددة ويُمنعون من أدائها في أوقات أخرى؟ ألم يعتبر المنظمون مما حصل في تدافع منى في العام الماضي وفي الأعوام التي كانت فيها الفتاوى تقيد وقت الرمي؟! أم إنهم استمرؤوا منظر جثث المسلمين في بيت الله الحرام؟! والغريب، ورغم أن السبب الحقيقي لحادث منى في العام الماضي لم يُكشف بعد، ولن يكشف لارتباط معظم الشكوك بتقصير ساسة الدولة وموكب محمد بن سلمان، إلا أنهم يصرون على استخدام تلك الحادثة لزيادة التقييد على المسلمين بدلا من التسهيل عليهم اتعاظا بما حدث على الأقل...
•  وإننا نتساءل، إن كانت الدولة قد فرضت قوانين جائرة لإحصار المسلمين عن الحج، فهل يحق لأبناء المسلمين من قوات الأمن أن يتتبعوا المسلمين في شعاب مكة وجبالها بحثا عمن هبّ لتلبية نداء الله لأنه لا يملك إذن آل سعود؟!
•  ونتساءل، مم يخاف آل سعود فيهبون لوضع القوانين وملاحقة الناس ومنع تجمعاتهم وكلماتهم وحتى رايات رسولهم، لماذا؟ هل عدلوا فأمنوا؟ أم إنهم يعلمون أنهم منعوا بيت الله أن يذكر فيه اسمه بحق، فلا يدخلوه ولا يسمحوا لأحد أن يدخله إلا وهم خائفون؟!
•  ونتساءل: لماذا هذه الأرقام الكبيرة في تكاليف الحج، فإذا كان ما أسموه "الحج منخفض التكلفة" والذي لم تفتح مقاعده سوى لساعات معدودة يتجاوز الـ 3000 ريال فيما تتدرج أسعار الحملات الأخرى لتصل إلى ما يزيد عن 11000 ريال، فإذا كان الحاج كبيرا في السن وبحاجة لسكن قريب من الجمرات فيجب أن يدفع هذا المبلغ الضخم مقابل قربه من موقع الجمرات، فإذا كان هذا حال حجاج "الداخل" الذين لا يحتاجون للوصول إلى مكة سوى وسيلة نقل، فماذا عن تكاليف القادمين من بلاد المسلمين الأخرى؟! أليس هذا دليلا واضحا على أن آل سعود اتخذوا مكة وحج المسلمين إليها مشروعا تجاريا، وأن خدمتهم المزعومة لبيت الله الحرام ليست إلا سطوا على جيوب المسلمين ومتاجرة بمقدساتهم؟..
هذا ولا ننسى أن آل سعود قد بدأوا موسم الحج بفرض "رسوم" جديدة تبلغ 2000 ريال على كل من ينوي الحج أو العمرة أكثر من مرة اعتبارا من العام القادم، ومع أن هذا الرقم بحد ذاته هو أكبر من متوسط دخل العديد من المسملين في مختلف البلاد الإسلامية، إلا أن آل سعود لا يأبهون سوى بما يدرّ عليهم مزيدا من المال ولو كان في مقابل صد المسلمين عن بيت الله، ولسان حالهم في ذلك أنه يُمنع الحج أو العمرة أكثر من مرة ومن يفعل ذلك يعاقَب بدفع الغرامة!
إننا في ظل هذه التساؤلات وهذه الأخبار الواضحة في صد المسلمين عن بيت الله الحرام والتضييق على المسلمين في ركن عظيم من أركان الإسلام، لنختم بالتساؤل أيضا: إلى متى يبقى المخلصون من أبناء بلاد الحرمين الشريفين الذين شرفهم الله بأن أسكنهم في جوار بيته وجوار رسوله ﷺ، متغاضين عما يفعله آل سعود في المسلمين، عابدين لهم من دون الله (كما قال ﷺ لعدي بن حاتم)، راضين بمنكراتهم وجرائمهم في حق المسلمين، قاعدين عن العمل لإعادة الحج وباقي أحكام الله كما كانت في عهد الإسلام الحق؟!...
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم – بلاد الحرمين الشريفين
  23 من ذي القعدة 1437هـ   الموافق   الجمعة, 26 آب/أغسطس 2016مـ

No comments:

Post a Comment