Monday, August 29, 2016

وتزداد الهجمة ضد اللباس الإسلامي في أوروبا

وتزداد الهجمة ضد اللباس الإسلامي في أوروبا

الخبر: برلين/ وكالات: "فصلت لاجئة مسلمة من فلسطين من دورة تدريبية في مدينة وكنفالدة الألمانية، بعدما رفضت خلع غطاء الرأس، فيما رأى المراقبون أن هذا القرار لا سند له بالقانون الألماني. ووفق ما نشرت صحيفة التلغراف البريطانية؛ فإن رئيسة البلدية أخبرت السيدة المسلمة بأنه ليس بإمكانها ارتداء غطاء الرأس، إذ إن العاملين لدى الحكومة عليهم أن يبدوا بمظهر محايد. ولكنها رفضت، وقالت إن بإمكانها فعل ذلك فقط عندما لا يتواجد رجال، لذا اضطرت لإنهاء التحاقها بالفترة التدريبية".
التعليق:
إن الحرب على الإسلام مستعرة وتأخذ أشكالا وأساليب مختلفة ومتعددة... وتواجه المرأة المسلمة في الدول الأوروبية الكثير من الانتقادات اللاذعة بسبب لباسها الإسلامي. وإن ما حدث مع هذه اللاجئة من فلسطين ليس هو الحادث الأول ولن يكون الأخير، بل هو موقف من المواقف التي تزداد يوماً بعد يوم في أوروبا ضد اللباس الإسلامي للمرأة. فقد تصاعد الجدل في أنحاء أوروبا بشأن هذا اللباس للنساء وحظره في عدد من الدول الأوروبية بعد قرار ثلاث مدن فرنسية حظر ارتداء لباس البحر الخاص الذي ترتديه بعض المسلمات (البوركيني) قائلة إنه يتعارض مع القوانين الفرنسية العلمانية، وفَرْضِ غرامة مالية على من تقوم بارتدائه.
وكانت فرنسا التي تضم أكبر جالية مسلمة في أوروبا يقدر عددها بنحو 5 ملايين نسمة فرضت في 2010 حظرا على ارتداء أغطية الوجه في الأماكن العامة، وقامت ولايات ألمانية بحظر ارتداء النقاب جزئيا في الدوائر الرسمية وذلك وفقاً لإعلان برلين، الذي دعا له وزراء الداخلية المنتمون للحزب الديمقراطي المسيحي الخاص بأنجيلا ميركل. وكذلك قامت السلطات السويسرية قبل حوالي الشهرين بحظره في عدد من المدن وفرض غرامة على من تلبسه تصل إلى 1000 فرنك على الأقل.
هذه الممارسات ترتبط بظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا)، ووسم الإسلام بـ(الإرهاب) نتيجة الحرب عليه، وتبين زيف الادعاءات بالحرية والمساواة "والديمقراطية" والتعايش السلمي وحرية الأديان بينما في الحقيقة هي دول عنصرية تمارس سياسة الإقصاء والتمييز. وكذلك أظهرت الأحقاد الخفية التي طفت إلى العلن في شكل تلك المطالبات بحظر النقاب بحجة تعارضه مع حريات أوروبية مزعومة..!!
وأيضا تظهر تلك الممارسات كيفية تعامل أوروبا مع المهاجرين إليها حيث تعاملهم معاملة السيد للخادم، ولم تتجاوز هذه المعاملة حتى مع الجيل الثانى والثالث من المهاجرين الذين يحملون الجنسية الأوروبية، فهم لا يتمتّعون بالحقوق نفسها التى يتمتع بها الرعايا الأصليون، فالإهانة والعنصرية والإقصاء هي أهم سمات تعامل أوروبا مع أبنائها من أصول عربية رغم بريق الشعارات التي ترفعها. وليت هؤلاء المفتونين والمضبوعين بأوروبا وحضارتها وبريقها الزائف يرونها على حقيقتها ويرون أنها حضارة ظالمة مظلمة، وأنه لا يضاهي الإسلام وحضارته أية حضارة في العالم... حيث يُحترم الإنسان ويأخذ حقوقه كاملة سواء أكان مسلما أم ذميا. قال رسول الله r: «لا يَرحم اللهُ مَن لا يَرحَم الناسَ»، وكلمة (الناس) لفظة عامة تشمل كل أحد، دون اعتبار لجنس أو دين. نسأل الله أن يعود للإسلام عزُّه بقيام دولته التي تطبق أحكامه فيها وتحمله دعوة للعالم كله.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي (أم صهيب)
26 من ذي القعدة 1437هـ   الموافق   الإثنين, 29 آب/أغسطس 2016مـ

No comments:

Post a Comment