Friday, August 26, 2016

كم سيكلف ثمن دم المسلم في أفغانستان؟

كم سيكلف ثمن دم المسلم في أفغانستان؟

(مترجم)
 الخبر: وفقًا لتقرير جديد نشره مشروع "كلفة الحرب"، فإن حوالي 173 ألف شخص قتلوا في أفغانستان وباكستان خلال السنوات الـ15 الماضية. وعلاوةً على ذلك، فقد أفادت الأمم المتحدة مؤخرًا بأن ما لا يقل عن 1601 مدنيًا قتلوا وأصيب 3565 آخرون خلال الستة أشهر الأولى من عام 2016، ثلثاهم من الأطفال.
التعليق:
نظرًا لاستمرار الغزو الاستعماري الوحشي في أفغانستان من قبل القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي، فإن حجم العنف يتصاعد باستمرار يومًا بعد يوم، في حين فشلت الحكومة صنيعة جون كيري تمامًا في حفظ القانون وفرض النظام في أفغانستان. والآن وعوضًا عن توفير الأمن للشعب ابتكرت الحكومة استراتيجية مخزية لتوفير مساعدات لأفراد العائلات الثكلى الذين قتلوا في هجمات انتحارية أو في مقاومة الحرب الأمريكية. كل ذلك لتهدئة مشاعر الناس وإظهار اهتمام الحكومة بهم. ومن بين هذه المساعدات بعثات حج، لحوالي مائة ألف من أهل أفغانستان، وفي مناسبات قليلة يعطى بعض الناس شققا سكنية. ومن المفارقات، أنه من أجل الحصول على هذه المساعدات، تضطر الأسر الفقيرة لدفع نصف المبلغ المطلوب كرشوة للحصول على عقد بهذه المساعدات، وذلك بسبب الفساد الهائل الذي تعاني منه المؤسسات الحكومية.
وبالمثل، ففي بعض الحالات تتبع قوات الاحتلال الأمريكية وحلف شمال الأطلسي النهج ذاته فتعطي بعض المنح لأسر الضحايا من أجل إبقاء الوضع تحت السيطرة. ومع ذلك، فإن المحتلين لا يفعلون هذا في كثير من الأحيان، بل إن حصوله هو من الأمور النادرة. وكما في معظم الأوقات، فإن كل ما يفعلونه بعد قتل عشرات الأشخاص الأبرياء هو إدارة الظهر قائلين ببساطة "آسفون".
وللأسف، فبسبب الصعوبات المالية الشديدة التي يعاني منها الناس فإنهم يقبلون هذه المنح، بدل رفضها ومطالبة الحكومة باتخاذ خطوات تضمن السلام والاستقرار للشعب الأفغاني.
والسؤال الذي لا بد من طرحه هو: هل قيمة حياة مائة ألف مسلم في أفغانستان هي (1500 دولار أمريكي)، لا تكفي حتى لاقتناء سيارة قديمة؟! هل قيمة الحياة البشرية بعثة حج أو شقة؟ كما نعلم جميعا، وكما جاء في الحديث عن رسول ﷺ فإن قطرة دم واحدة لمسلم أعظم عند الله من الكعبة المشرفة.
في الواقع، فإن قتل إنسان واحد بغير حق هو أمر محرم في الإسلام. يقول الله تعالى في سورة المائدة: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾. وأيضا قال رسول الله ﷺ: «لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق» (ابن ماجه)
يعتبر الإسلام دم الإنسان البريء مقدسًا له حرمة، ويعتبر سفك دماء الأبرياء إثمًا عظيمًا وجريمة يعاقب عليها، على عكس الرأسمالية التي لا تحترم الحياة البشرية ولا الكرامة، وكل ما له اعتبار عندهم هو مصالحهم الخبيثة المليئة بالشر والمنافع التي يسعون إلى تحصيلها، ولو أوصلهم ذلك إلى أي مدى. هي أيديولوجية الرأسمالية المحملة بالدمار والفوضى والمآسي تنشرها أينما حلت أو ارتحلت.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مصدق إسحاق
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان
  23 من ذي القعدة 1437هـ   الموافق   الجمعة, 26 آب/أغسطس 2016مـ

No comments:

Post a Comment