Saturday, January 28, 2017

مع الحديث الشريف: عظم شأن صلاة الجماعة

مع الحديث الشريف: عظم شأن صلاة الجماعة
 
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب وجوب صلاة الجماعة".  
حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب، فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء".
هذا موقف واضح من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ممن لم يعرف الصلاة إلا في البيت، وكأنه صلى الله عليه وسلم يقولها لنا أن يا أيها المسلمون: إنما صلاتكم في المساجد، وكأنه يقولها لنا: إنما دينكم دين الجماعة، لا دين الفرد، وهذه حقيقة ظاهرة في هذا الدين، فالمسلمون يلمسون هذا الأمر ليس فقط في صلاة الجماعة في المسجد، بل في كثير من العبادات، فهم يجتمعون في الحج والعمرة، وهم يجتمعون في صلوات أخرى كصلاة العيد، وهم يجتمعون في رمضان وفي تراويحه، وهم يجتمعون في الحزب أو الجماعة التي تحاسب الحاكم إن قصر، وهكذا فالدين دين الجماعة لا دين الفرد.
أيها المسلمون:
بما أن الأمر كاد أن يصل بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن يحرق بيوتا تخلف أصحابها عن صلاة الجماعة، فكيف بمن تخلف عن أحكام الإسلام كافة؟ كيف بمن تخلف عن العمل لإعادة هذه الأحكام موضع التطبيق؟ ماذا تُراه صلى الله عليه وسلم سيحرق عليهم؟ وما هي حجتهم أمامه؟ فلم يتخلف المسلمون عن حكم واحد فقط، بل تخلوا عن جل أحكام الدين في هذا الزمان، لذلك هلمّوا أيّها المسلمون وأسرعوا وغذوا السير للعمل مع العاملين لإعادة أحكام الدين في الأرض من جديد، من خلال دولة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم
1 من جمادى الأولى 1438هـ   الموافق   الأحد, 29 كانون الثاني/يناير 2017مـ

No comments:

Post a Comment